الجديد برس:

في خطوة إنسانية لاقت ترحيباً واسعاً من قبل المواطنين، بادرت حكومة صنعاء إلى فتح الطرقات المغلقة في تعز بين مناطق سيطرتها ومناطق سيطرة حكومة التحالف السعودي الإماراتي. إلا أن هذه المبادرة النبيلة واجهت رفضاً قاطعاً من قبل قيادة قوات الحكومة المنفية بالرياض، ما أثار موجة غضب عارمة في أوساط اليمنيين، خاصةً في تعز التي تعاني من ويلات الحرب منذ سنوات.

وأعرب وزير دفاع الحكومة اليمنية الموالية للتحالف، محسن الداعري، في تصريح له عبر تقنية الاتصال المرئي خلال اجتماع مع قيادة محور تعز، مساء السبت، عن استيائه من تجاوب مسؤولي مدينة تعز المحليين مع مبادرة حكومة صنعاء لفتح الطرق، ووصف تصرفاتهم بـ”العشوائية والمتسرعة”.

وقال الداعري إن مثل هذه القرارات ينبغي أن تتم وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية (المقيمة في الرياض) وهو ما يثبت أن من يعرقل فتح الطرقات ويصر على إبقائها مغلقة هي القوات التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

وقد لقي هذا التصريح استهجاناً واسعاً من قبل الشارع اليمني، واعتبره البعض دليلاً على التبعية المطلقة للحكومة الموالية والكاملة للسعودية، وأنها لا تملك أي سلطة لاتخاذ قرارات تخص مصلحة الشعب اليمني.

كما أقر الداعري بأن حكومته تستخدم ملف الطرقات كأوراق ضغط ضد حكومة صنعاء، مؤكداً أن فتحها يتطلب “اتفاقاً لوقف إطلاق النار”، ما يشير إلى أن حكومة المنفى تستخدم الملفات الإنسانية أوراق مساومة وحرب لمصلحة التحالف السعودي الإماراتي وإبقاء هذه الأوراق مرهونة بيد السعودية للمساومة بها أثناء مفاوضاتها مع صنعاء لاحقاً.

ويُشير هذا التصريح بوضوح إلى أن التحالف السعودي الإماراتي لا يُعير اهتماماً للمعاناة الإنسانية التي يتكبدها المدنيون في تعز، وأنه يستخدم ملفات إنسانية كأوراق مساومة لتحقيق مصالحه السياسية.

وفي السياق، لفت مراقبون إلى أن حديث الداعري بدعوته “رفع مستوى التنسيق والتكامل الأمني والعسكري بين محور تعز والأجهزة الأمنية لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة”، هو تعبير مغلف يقصد به أن على محور تعز ومن ذهبوا إلى الاستجابة لمبادرة صنعاء لفتح الطرق أن يطلبوا الإذن مسبقاً من قبل قيادة التحالف السعودي.

وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في محافظة تعز ردود فعل غاضبة ومستهجنة لتصريحات وزير دفاع الحكومة اليمنية التابعة للتحالف، محسن الداعري، التي رفض فيها مبادرة صنعاء لفتح الطرقات المغلقة في تعز.

واتهم العديد من النشطاء الداعري بأنه “مرتزق ينتظر موافقة الكفيل السعودي” للتجاوب مع مبادرة إنسانية تهدف للتخفيف من معاناة المواطنين.

وتناقل النشطاء عبارات ساخرة تُظهر تناقض تصريحات الداعري، مثل “فضحتم أنفسكم بأنفسكم” و “هل هذا كلامك أم كلام الضابط السعودي في معاشيق؟” و “تصريحك يعني أنكم من تغلقون الطريق”.

وطالب العديد من النشطاء برفع الوصاية السعودية عن حكومة التحالف، مؤكدين أن رفض فتح الطرقات يُثبت تبعية هذه الحكومة التامة للرياض وعدم قدرتها على اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الشعب اليمني.

ويُعاني المواطنون في تعز من ويلات الحرب منذ سنوات، وتُفاقم معاناتهم إغلاق الطرقات من قبل قوات الحكومة اليمنية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي.

ويعلق اليمنيون آمالاً على أن تحرر الحكومة الموالية للتحالف من هيمنة الرياض، وأن تُصبح أكثر حرية في اتخاذ قرارات تخدم مصلحة الشعب اليمني، والتخلص من هيمنة ضباط التحالف في عدن المتحكمين بقراراتها حتى على مستوى قبول أو رفض فتح شارع واحد للمواطنين.

ومع ذلك تواصل حكومة صنعاء جهودها لكسر الحصار عن تعز والتخفيف من معاناة المواطنين، بينما تُصر الحكومة الموالية للتحالف على رفض أي مبادرة تساهم في تحسين الوضع الإنساني في المدينة.

ويطالب الشعب اليمني بِحلول سلمية تُنهي معاناته، وتعيد اللحمة الوطنية، وتنقذ اليمن من الأزمة الإنسانية التي تهدد حياة الملايين من الأبرياء.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: السعودی الإماراتی التحالف السعودی الشعب الیمنی حکومة صنعاء فتح الطرقات فی تعز من قبل

إقرأ أيضاً:

“إشراق” تطلق ملتقاها الأول للبحوث والدراسات العلمية في الرياض

“الجزيرة” – جواهر الدهيم
أطلقت الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (إشراق) “ملتقى إشراق للبحوث والدراسات العلمية”، وذلك في قاعة سوار للمؤتمرات بفندق كراون بلازا، المدينة الرقمية بالرياض.
ويهدف الملتقى إلى دعم الأبحاث العلمية، وتعزيز المعرفة في مجال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).
وبدأ الملتقى بكلمة افتتاحية، ألقتها الأميرة نوف بنت محمد بن عبدالله آل سعود رئيس مجلس إدارة “إشراق”، أشادت فيها بأهمية تبني المعرفة العلمية كأساس لبناء الخطط والبرامج المقدمة للمستفيدين.
وأشارت سموها إلى ضرورة فهم الاحتياجات، وتحديد مستوى الخدمات المطلوبة، مستندة إلى ممارسات علمية حديثة.
كما أعلنت سموها عن إطلاق “منحة إشراق للبحوث والدراسات العلمية والابتكار”، تهدف إلى تشجيع الباحثين على تقديم أبحاث تخصصية، تسهم في تطوير المحتوى العلمي المحلي، ودعم الابتكار والاستدامة في مجال ADHD.
من جهتها، ألقت الأستاذة نوال بنت محمد الشريف، المدير التنفيذي لجمعية “إشراق”، كلمة أكدت فيها التزام الجمعية بالمساهمة الفاعلة في تحقيق مستهدفات رؤية 2030، وذلك من خلال تعزيز إسهامها في الناتج المحلي، وتفعيل دور القطاع غير الربحي.
وأوضحت الشريف أن الجمعية تضع البحث العلمي والاستثمار المعرفي في مجال ADHD على رأس أولوياتها، ضمن رؤية علمية تهدف إلى تعزيز الخدمات والبرامج المساندة للمتأثرين بالاضطراب في المملكة.
وشملت أجندة الملتقى جلسات حوارية، تناولت جوانب مختلفة، منها الدراسات الاستطلاعية حول مشروع المسح الوطني لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
كما ناقش الملتقى المرحلة القادمة للمسار العيادي للمشروع، إضافة إلى جلسة بعنوان “المعرفة بداية الحل: منظومة عمل وليست مجرد معلومة”، استعرضت جهود الجمعية في المجالات العلمية والتثقيفية، مثل مجلة ركز التطوعية، ومبادرات أكاديمية أخرى.
ويجمع الملتقى نخبة من الباحثين والمتخصصين في الصحة النفسية وعلوم السلوك، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعات الصحية والأكاديمية، بما يسهم في دعم الابتكار في القطاع الصحي، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، وتحقيق مستهدفات الرؤية الوطنية.
كما أعلنت اليوم الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (إشراق) عن إطلاقها منحة مخصصة للبحث العلمي والابتكار؛ إذ طورت (إشراق) مسارًا بحثيًا مدعومًا بمحفظة لتمويل المنح البحثية، تشمل العديد من المبادرات والأولويات البحثية المتخصصة، بهدف تعزيز ثقافة الابتكار، وتطوير مسارات العمل العلمي المدعوم بالمعرفة المبنية على البراهين والدراسات البحثية، وذلك في كل ما يتصل باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، مستهدفة بذلك مستقبلاً مستدامًا بالنماء وجودة الحياة ومحققًا للتطلعات الوطنية 2030.
وقد شكرت أ. نوال الشريف المدير التنفيذي لـ(جمعية إشراق) سمو الأميرة نوف بنت محمد آل سعود رئيسة مجلس الإدارة وأعضاء مجلس الإدارة على دعمهم الكبير والدائم وعلى هذه المنحة والمبادرة البحثية الرائدة التي ستسهم في تعزيز الحراك العلمي المناصر للمعرفة كبداية للحل.
وفي ختام الملتقي كرمت سمو الأميرة نوف بنت محمد آل سعود المشاركين في الملتقي بدروع تذكارية.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية “إشراق” هي جمعية أهلية غير ربحية، تهدف إلى تقديم الدعم الشامل للأفراد ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وضمان حقوقهم، ونشر الوعي المجتمعي حول الاضطراب، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية وتعليمية مستمرة للمربين والممارسين الصحيين في هذا المجال.

مقالات مشابهة

  • “فضائح أمريكا” في البحر الأحمر
  • “متطرفون” في حكومة ترامب.. لا سلام مرتقب في المنطقة
  • مفتي عُمان مشيداً بعمليات قوات صنعاء: “أبطال اليمن لقنوا الصهيونية ومن وراءها دروسًا لن تُنسى”
  • المشري: جلسة انتخاب “تكالة” مخالفة للنظام الداخلي وتخدم مصالح حكومة الدبيبة
  • هيئة رعاية أسر الشهداء تدشن “مهرجان الشهيد” في صنعاء
  • ستة ملايين زائر لـ “موسم الرياض”
  • ستة ملايين زائر لـ “موسم الرياض” بعد أسبوع من إعلان تجاوز أربعة ملايين زائر
  • جماعة الحوثي تعلن مهاجمة “هدف حيوي” جنوبي إسرائيلي
  • إنضمام السودان للتحالف العالمي ضد الجوع والفقر
  • “إشراق” تطلق ملتقاها الأول للبحوث والدراسات العلمية في الرياض