في ظل العدوان على غزة.. لم تُثر أموال الإعمار وإدارة المعابر شهية السلطة؟
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
رام الله - خاص صفا
مع استمرار حرب الإبادة ونزوح أهالي قطاع غزة من منازلهم، يرى مراقبون أن السلطة الفلسطينية تواصل العزف على وتر التدخل في أموال إعادة الإعمار وتولي إدارة معابر القطاع، بدلاً من المساهمة في توفير مقومات الحياة الإنسانية.
فقبل أيام أعلنت الحكومة الفلسطينية أنها سترسل وفدًا من وزرائها إلى القاهرة، لبحث ملف إعادة إعمار قطاع غزة، في ظل المجاعة التي تضرب محافظات القطاع وحاجة عشرات الآلاف من الجرحى للعلاج.
وكانت وزارة الصحة قالت إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال الجيش الإسرائيلي للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.
وعن ذلك، يقول المحلل السياسي مروان قبلاني إن: "السلطة ومنذ الانقسام تسعى جاهدة للعودة إلى غزة، وكانت هناك محاولات عديدة للعودة عبر المصالحة واللقاءات مع حركة حماس، ولكن كل هذه اللقاءات أفضت إلى عدم الاتفاق".
ويضيف قبلاني لوكالة "صفا"، أنه ومع بدء العدوان والإبادة الجماعية التي يتعرض لها قطاع غزة، حاولت السلطة أن تجعل من إعمار غزة قضية مركزية لها، والسبب في هذا يعود لـ"رغبتها في تحصيل الأموال، والمشاركة في هذه الأموال حتى تضمن العائد المادي لها وللمتنفذين فيها".
وتواصل قوات الاحتلال وضع اليد على معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع منذ نحو خمسة أسابيع.
ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري المدينة الحدوديين رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، وإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
ويرى قبلاني أنه ليس من اللائق حاليًا وفي ظل الإبادة الجماعية والدمار الشامل والقتل الجماعي والمجاعة الحديث عن الإعمار، فالأجدى بالسلطة السعي لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من القطاع، ومن ثم الحديث في الملفات الأكثر أهمية التي يحتاجها أهالي القطاع بشكل فوري.
ويُضيف: "مناقشة ملف أموال إعادة الإعمار يُعدّ مُنافٍ للعرف الوطني في ظل الوضع الحالي"، داعيًا السلطة للقيام بجهودٍ دبلوماسية عبر خلال سفاراتها، من خلال إثارة الرأي العام العالمي بحق ما يجري من أجل إدانة جرائم الاحتلال.
ويتطرق قبلاني إلى أن ما تسعى إليه السلطة من محاولة "السطو على أموال الإعمار- إن وُجدت- من أجل المكسب المادي، هو أمر مشين".
وفيما يخص قضية المعابر، يقول المحلل إن مسألة تلك القضية حساسة وتستغل حاجة أهالي غزة للخدمات الانسانية، وهذه القضية إلى جانب أموال الإعمار لا تقل بشاعة عن "العودة على ظهر دبابة".
ويدعو قبلاني العقلاء في السلطة وحركة "فتح" إلى مراجعة خياراتهم ومعارضة مثل هذه القرارات التي تنم عن جهل في الواقع السياسي الموجود، نظرًا لما عاناه الشعب من التطبيع واتفاقيات السلام التي لم تجلب سوى القتل والدمار ومصادرة الأراضي وتهجير السكان.
ويقول: "باستطاعة السلطة وحكومتها التحرك عالميًا عبر أكثر من 100 سفارة، ومن خلال علاقاتها وكوادرها الدبلوماسية والضغط على الدول والحكومات في العالم لتوفير مقومات الحياة والعلاج، واستغلال علاقتها مع القاهرة للتخفيف من الحصار المفروض على غزة.
ووفق رؤية قبلاني، فإن موقف السلطة وبعد ثمانية شهور من الإبادة الجماعية لا يزال رماديًا كبعض الدول المحايدة، بدلاً من الوقوف في صف الشعب الفلسطيني والوقوف مع غزة المنكوبة ومساعدتها، وألا تكتفي بالاستنكار، وإنما دعم الحق الفلسطيني ومراجعة الاتفاقيات مع الاحتلال.
إطالة أمد المعاناة
بدوره، يتهم الكاتب في الشأن السياسي محمد القيق، الوفود التي ترسلها السلطة في هذا التوقيت بما يخص الإعمار والمعابر، أنها تهدف لـ"خدمة الاحتلال في إطالة أمد المعاناة الفلسطينية".
ويضيف القيق لـ"صفا"، أن هناك أطرافًا تتباحث من أجل إعادة الإعمار وتولي إدارة مباشرة للمعابر، مشيرًا إلى أن ذلك يخدم مسارًا سياسيًا تريده "إسرائيل" وأمريكا في خطتهما بإيجاد بديل عن حركة حماس في السيطرة على معابر القطاع.
ويرى الكاتب أن ما يجري يعطي وقتا لـ"إسرائيل" ويظهر أمام العالم أن هناك مسارًا سياسيًا بشأن المعابر، حتى يتراجع الضغط الدولي على الاحتلال.
ويشدد القيق على أن الحديث في المرحلة الحالية يجب أن يكون متناسقٌ ومترابط؛ لا أن يخدم ما يريده الاحتلال وأمريكا وبعض الأطراف المستفيدة، في ظل حساسية المرحلة.
ويردف: "رغم أن الحكومة اجتمعت مراتٍ عديدة وفشلت في مرات سابقة في قضايا تخص الضفة؛ فقد كان الأجدر بها أن توسع سيادتها بوحدة وتوافق مع الفصائل، على وقع قوة فلسطينية كما جرى في معركة طوفان الأقصى".
من الجدير بالذكر أن الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة - أمان كشف في مارس 2016، أي بعد عامين من عدوان 2014 في ورقة حقائق حول موازنة إعادة الإعمار، أنّ "السلطة طلبت تمويلاً بمقدار 8.5 مليار دولار في مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة، موضحاً أنّها خصصت فقط ما نسبته 2.7 مليار دولار لإعادة الإعمار، وأنها حصلت على 5 مليار دولار".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: العدوان على غزة اموال الاعمار معابر غزة السلطة الفلسطينية إعادة الإعمار من أجل
إقرأ أيضاً:
البنك الدولي يوافق على تمويل إضافي بـ450 مليون دولار لدعم إعادة الإعمار في باكستان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وافق البنك الدولي، الثلاثاء، على تمويل إضافي بقيمة 450 مليون دولار لمشروع إعادة بناء المساكن الطارئة في إقليم السند الباكستاني للأشخاص في المتضررين من فيضانات عام 2022.
وذكر بيان صادر عن البنك الدولي أن الدعم الجديد سيضاف إلى المشروع الأصلي بقيمة 500 مليون دولار، والذي تمت الموافقة عليه في ديسمبر 2022، والذي دعم إعادة بناء أكثر من 410 ألف وحدة سكنية أساسية بقيادة المالكين ومقاومة للمخاطر المتعددة.
ويهدف التمويل الإضافي إلى توسيع نطاق جهود إعادة بناء المساكن الشاملة في إقليم السند، لتشمل ما لا يقل عن 360 ألف مستفيد مؤهل إضافي، كما ستدعم الموارد الإضافية توفير ما لا يقل عن 30 ألف مرفق مياه وصرف صحي ونظافة يتم إدارتها بأمان.
وقال ناجي بن حسين مدير البنك الدولي في باكستان إن بناء القدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية والصدمات المناخية من خلال تعزيز البنية الأساسية المادية، لاسيما للفئات الأكثر ضعفًا، كان عنصرًا أساسيًا في دعم البنك الدولي للمناطق المتضررة من الفيضانات في إقليم السند، مضيفًا أن هذا التمويل الإضافي سيدعم الجهود الرامية إلى توفير وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية المدارة بأمان والتي تلعب دورًا حاسمًا في منع الأمراض المنقولة بالمياه والتي تساهم في ارتفاع معدلات التقزم لدى الأطفال في الإقليم.
وسوف يضمن التمويل الجديد إعطاء الأولوية للأسر الضعيفة وخاصة النساء غير المتزوجات أو الأرامل، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، والفقراء للغاية، لإعادة الإعمار.
وسيشجع المشروع مشاركتهم في إدارة أنشطة بناء المساكن من خلال المشاركة المجتمعية وإنشاء لجان إعادة بناء القرى وتوفير الحسابات المصرفية للأسر التي تعولها نساء، وعلاوة على ذلك، سيتم تقديم منحة تصل إلى 50 ألف روبية باكستانية للمستفيدين المؤهلين لدعم تحسينات الإسكان، وضمان إمكانية الوصول إلى منازلهم وتكييفها لتلبية احتياجات الإعاقة المحددة.