ارتفاع أسعار الأضاحي يدفع المصريين نحو أفريقيا.. كيف؟
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
يشهد موسم الأضاحي هذا العام ظاهرة جديدة أخذت في الانتشار، حيث يزداد إقبال المصريين على شراء الأضاحي من الدول الأفريقية الفقيرة المجاورة وذبحها وتوزيعها على فقراء المسلمين، وذلك هربًا من الأسعار المرتفعة التي وصلت إليها الأضاحي المحلية.
ويعود هذا الارتفاع إلى عدة عوامل، أبرزها تراجع الثروة الحيوانية المحلية بسبب نقص الأعلاف المستوردة، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، بالإضافة إلى تراجع الدعم الحكومي للمواشي، مما أدى إلى زيادة اعتماد مصر على الاستيراد.
وتمثل هذه الظاهرة تحديًا جديدًا أمام المصريين، الذين يحرصون على إحياء شعيرة الأضحية سنويًا، خاصة مع تراجع القدرة الشرائية للعديد منهم وارتفاع أسعارها بشكل كبير خلال عامين فقط بنسبة زيادة بلغت أكثر من 300 في المئة على الأقل..
بدائل المصريين لشراء الأضاحي
مع تراجع قدرة بعض الأسر المصرية على شراء الأضاحي، وجدت في الجمعيات والمؤسسات الخيرية المصرية التي تنشط في دول القارة الأفريقية مخرجا لأزمتها، خاصة أن ثمن صك الأضحية أقل 5 مرات عن نظيره المحلي.
جشع الفارق الكبير في الأسعار بين الأضاحي المحلية والأفريقية البعض على التوجه جنوبا لأداء الشعيرة في ظل عدم القدرة على القيام بها في مصر، بلغ سعر صك الخروف في أفريقيا 2100 (حوالي 45 دولار)، وسعر صك البقر 22 ألف جنيه (حوالي 470 دولار).
بشأن أسعار الأضاحي المحلية يقول المعلم محمد أبو بدرة، الذي أقام شادرا للأضاحي من الغنم والبقر في إحدى ضواحي مدينة الجيزة: "الأسعار زادت حوالي 30 في المئة مقارنة يبلغ متوسط سعر الخراف سواء البلدي أو البرقي 12500 جنيه (265 دولار)، ويبلغ متوسط سعر العجول البقري والجاموسي وزن 400 كجم حوالي 85 ألف جنيه (1800 دولار)، أما سعر الكيلو قائم فيبلغ متوسط سعره في الغنم 220 جنيها وفي البقر 190 جنيها".
وأرجع في حديثه لـ"عربي21": غلاء الأضاحي إلى "ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة، نتيجة للتضخم وعدم وجود أي دعم الحكومي، وتراجع الثروة الحيوانية المحلية؛ بسبب عدم الاهتمام بهذا القطاع والاعتماد على استيراد المواشي: مما يجعل الأسعار تتأثر بسعر الدولار".
وفيما يتعلق بالإقبال، أكد بدرة أن "الإقبال يرثى له، هناك تراجع يصل إلى 50 في المئة وأكثر، ويختلف الأمر من مكان لآخر، لكن في العموم الغلاء جعل الكثيرين يفكرون مرتين قبل اتخاذ قرار شراء الأضاحي، ولكن بعض المقتدرين لا يعنيهم السعر بقدر ما يعنيهم جودة الأضحية وهذا النوع قليل".
تأثير الظاهرة وانتشارها
يقول مدير التنفيذي لجمعية حياة يولو (طريق الحياة)، أمير توران، ومقرها إسطنبول بتركيا ولها فروع في بعض البلدان العربية إن "هناك ارتفاع في الطلب على الأضاحي بالخارج لعدة أسباب منها على سبيل المثال الوضع العام الصعب في فلسطين، ورخص سعر الأضاحي في الدول الفقيرة في أفريقيا مثل الصومال وتشاد وغيرهما".
وبخصوص الأسعار في تلك الدول، أوضح لـ"عربي21": "في قسم الأضاحي الحية في بعض البلدان الأفريقية يصل سعر الأضحية من الغنم حوالي 70 دولار وهناك اقبال متزايد على شراء الأضاحي في أفريقيا في كل عام مقارنة بالأسعار ليس في مصر فقط بل وفي الأردن وفلسطين وتركيا وغيرها من البلدان".
بدوه، مؤسسة زاد أفريقيا التي تنشط في بعض الدول الأفريقية من بينها أوغندا أن "هناك أكثر من نوع للذبح من بينها الأضاحي وصدقات إطعام في العقائق والنذور والفدية وغيرها، وفي كل الحالات يصل سعر الخروف 2400 جنيها (51 دولارا) شامل الذبح والتوزيع والإطعام، ويبلغ ثمن البقرة 15000 (319 دولار) بالإطعام والتوزيع".
وفيما يتعلق بآلية الذبح أوضح مندوب المؤسسة لـ"عربي21": "نقوم بتوثيق الذبح والأكل والتوزيع بفيديو وصور باسم المتبرع أو الطفل نفسه ويتم التوزيع والطبخ والذبح في قرى المسلمين الأشد فقرًا في أوغندا ويتم الذبح من مزارعنا هناك حسب الشريعة الإسلامية وجميع الذبائح مطابقة للشريعة ويتم الذبح والتوزيع عن طريقنا بشكل كامل".
ويقل ثمن الأضاحي في تلك البلدان مقارنة بمصر التي كانت لا تعاني من ارتفاع الأسعار بهذا الشكل قبل عدة سنوات، بحسب مندوب المؤسسة الخيرية، إلى عدة عوامل منها العملة المحلية الضعيفة لتلك الدول، ثانيهما وفرة المراعي الخصبة الكثيرة، والثروة الحيوانية المحلية الكبيرة.
ردود الفعل
أثارت هذه الظاهرة استياء بعض وسائل الإعلام الحكومية المحلية التي ترى أن هذا التوجه يؤثر سلبًا على الفقراء في مصر الذين يعتمدون على الأضاحي المحلية. ترى هذه الوسائل أن الحل يكمن في دعم الثروة الحيوانية المحلية وتقديم تسهيلات لاستيراد الأعلاف بأسعار معقولة.
ويقول نشطاء ومواطنون إنه تقع على عاتق الحكومة المصرية مسؤولية اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة أزمة ارتفاع أسعار الأضاحي، وحماية الثروة الحيوانية المحلية، وذلك من خلال، زيادة الدعم الحكومي للمربين لتشجيعهم على تربية المواشي، توفير الأعلاف بأسعار مناسبة للمربين، توفير حوافز للمستثمرين لإقامة مشاريع تربية المواشي في مصر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصريين مصر عيد الأضحى اسعار الاضاحي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الثروة الحیوانیة المحلیة شراء الأضاحی ارتفاع أسعار فی مصر
إقرأ أيضاً:
خام البصرة يحقق مكاسب أسبوعية رغم تراجع الأسعار العالمية
ديسمبر 21, 2024آخر تحديث: ديسمبر 21, 2024
المستقلة/- على الرغم من التراجع في آخر جلسة تداول يوم الجمعة، سجل خام البصرة “الثقيل والمتوسط” مكاسب أسبوعية ملحوظة، متفوقًا بذلك على الأداء العام للخام العالمي.
وأغلقت تداولات يوم الجمعة على انخفاض طفيف لخام البصرة الثقيل، بمقدار 16 سنتًا، ليصل سعر البرميل إلى 69.02 دولارًا. ورغم هذا التراجع، حقق الخام مكاسب أسبوعية بلغت 71 سنتًا، أي ما يعادل زيادة نسبتها 1.04%، مما يعكس أداءً إيجابيًا مقارنة بالخسائر التي طالت السوق العالمي.
في المقابل، شهدت الخامات القياسية مثل “برنت” و”غرب تكساس الوسيط” خسائر أسبوعية كبيرة بلغت نحو 3%، نتيجة مخاوف متزايدة بشأن تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط في عام 2025. وتأتي هذه المخاوف بشكل خاص من الصين، أكبر مستورد عالمي للنفط، حيث أظهرت بيانات اقتصادية ضعيفة مؤخرًا تأثيرًا سلبيًا على توقعات الطلب.
ويعزى الأداء الإيجابي لخام البصرة إلى عوامل محلية وإقليمية ساهمت في تعزيز الطلب عليه، فضلًا عن مرونته في مواجهة تقلبات السوق. ويشير هذا الأداء إلى أهمية استمرار العراق في تعزيز تنافسيته في الأسواق العالمية، لا سيما في ظل الضغوط التي تواجهها أسواق الطاقة عالميًا.
ومع استمرار التوترات في الأسواق، يبقى السؤال المطروح هو قدرة السوق العراقي على الحفاظ على هذا الأداء الإيجابي وسط تقلبات الأسعار العالمية وتحديات الطلب المستقبلية.