عربي21:
2024-11-19@05:23:21 GMT

الدور الشعبي في ظل التحولات الدولية ما بعد الطوفان

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

شكلت معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، محطة فارقة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي، حيث أعادت هذه المعركة القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات المجتمع الدولي وقطعت الطريق على مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

كما وضعت معركة طوفان الأقصى حدا لقطار التطبيع العربي الإسرائيلي، وأفشلت المخططات الامريكية في إبرام المزيد من اتفاقيات التطبيع العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، على الأقل في المرحلة الحالية، وأظهرت أن ما تم توقيعه من اتفاقيات تطبيع عربي مع الاحتلال هي لمصلحة الاحتلال، حيث تستغل حكومة الاحتلال اتفاقيات التطبيع العربي الإسرائيلي لشن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان وسياسة التهويد والفصل العنصري.



إن تسعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة ما يزيد عن 36 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، شكلت حالة من التفاعل الشعبي الدولي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية، حيث تتواصل الفعاليات والتحركات الشعبية في مختلف دول العالم والتي تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض حرب الإبادة ضد أهالي قطاع غزة، بحيث تتطور هذه التحركات باستمرار العدوان والجرائم ضد قطاع غزة.

هنا نتحدث عن الحراكات في مختلف الساحات والميادين العربية والإسلامية والدولية، وعن الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعتبر من أبزر التحركات التي كان لها تأثير مهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية والذي انتقل إلى دول أوروبية وغربية مختلفة.

نجحت التحركات الشعبية المختلفة في دحض الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتسببت بكشف الوجه الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعاد التفاعل والزخم إلى القضية الفلسطينية
اليوم القضية الفلسطينية عادت إلى سلم أولويات العالم وازداد حجم التفاعل الدولي الشعبي مع القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتزداد العزلة الدولية للاحتلال وترتفع الأصوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني؛ من خلال دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية وإصدار قرارات قضائية بتوقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع غالانت من محكمة الجنائية الدولية.

كذلك نجحت التحركات الشعبية المختلفة في دحض الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتسببت بكشف الوجه الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعاد التفاعل والزخم إلى القضية الفلسطينية.

كما كشفت جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، الوجه الحقيقي للعديد من الجهات والمؤسسات والحكومات التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت انهيار منظومة الأخلاق والقيم في الغرب، وما رافق ذلك من إصدار محكمة العدل الدولية لقرار ملزم يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب ضد مدينة رفح، ومع أن القرار لم يشمل وقف العدوان على جميع مناطق قطاع غزة، لكنه تطور مهم على صعيد القانون الدولي في محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

بالإضافة إلى هذه التحولات الدولية، جاء اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، وبخلاف النظر عن حدود هذه الدولة، إلا أن هذا الاعتراف مهم في إطار تعميق أزمة الاحتلال في البعد الدولي، وهي واحدة من نتائج معركة طوفان الأقصى.

فاستمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة يعني استمرار التحركات الشعبية وتطورها في إطار العمل على وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

لذلك فإن معركة طوفان الأقصى ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده، بل هي معركة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مجتمعة، وهي جزء من حالة الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.

إن معركة الشعب الفلسطيني في الداخل والمواجهة العسكرية والنضالية ضد الاحتلال، لا بد أن تترافق مع معركة أخرى في الخارج من الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية، هي معركة السياسة والقانون والإعلام والدبلوماسية.

هذه المعركة أثبتت أهميتها في الخارج في الأبعاد السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية، والتي شكلت دعما مهما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه التحديد خلال العدوان وحرب الإبادة، والتي أسفرت عن الوضع السياسي والدولي والدبلوماسي المأزوم الذي تعيشه حكومة نتنياهو.

إن ما حققته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شكل هزيمة عسكرية وأمنية للاحتلال الإسرائيلي، كشفت زيف الادعاءات بالعجز العربي الرسمي عن مواجهة الجيش الإسرائيلي.

وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى وتداعيات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القطاع وحالة الصمود الفلسطيني والتفاعلات الدولية، نرى من الأهمية أن يتركز الدور الشعبي العربي والإسلامي في طوفان الأقصى من خلال النقاط التالية:

أولا: تطوير استراتيجية المواجهة العربية الإسلامية مع المشروع الإسرائيلي في فلسطين والمنطقة، ورفض الاحتلال، ودعم حركات المقاطعة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية، حيث يستند هذا التطوير على دراسة وتقييم التحولات الدولية بعد السابع من أكتوبر؛ من مواقف دولية مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتحركات سياسية وشعبية وقانونية.

تطوير استراتيجية المواجهة العربية الإسلامية مع المشروع الإسرائيلي في فلسطين والمنطقة، ورفض الاحتلال، ودعم حركات المقاطعة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية، حيث يستند هذا التطوير على دراسة وتقييم التحولات الدولية بعد السابع من أكتوبر؛ من مواقف دولية مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة
ثانيا: مواصلة العمل على مواجهة التطبيع العربي الإسرائيلي وتعزيز وتطوير المواقف الشعبية الرافضة للتطبيع والتحذير من آثاره الكارثية على المنطقة بأكمها، بالاستناد إلى مجازر الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة والتحولات الدولية.

ثالثا: تطوير التحركات الشعبية في الدول العربية والإسلامية في التأثير على الحكومات لتعلب دورا أكبر في وقف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ومن بينها الاعتصامات أمام سفارات الاحتلال والسفارات الأمريكية، والاستفادة من التحركات الطلابية حول العالم.

رابعا: أن يكون الاهتمام العربي والإسلامي الشعبي في القضية الفلسطينية على مستوى التحديات وخاصة بعد التهديدات التي تتعرض لها القدس، وهذا يتطلب حراكا مؤثرا يردع الاحتلال الإسرائيلي.

خامسا: ضرورة زيادة التفاعل من الشعوب العربية والإسلامية الداعمة للمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، واستثمار حالة التفاعل الشعبي في بعض الدول العربية والإسلامية لتكون نموذجا لتفعيل بقية الدول العربية والإسلامية التي لم يرقَ فيها الدور الشعبي إلى المستوى المطلوب أمام حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.

سادسا: تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال إطلاق الحملات الإنسانية لدعم سكان القطاع في ظل حرب الإبادة بكافة أشكال الدعم المطلوب، والعمل بشكل جدي على كسر الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة التضامن غزة الاحتلال تضامن طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی بحق الشعب الفلسطینی الاحتلال على جرائمه العربیة والإسلامیة معرکة طوفان الأقصى القضیة الفلسطینیة العربی الإسرائیلی التحولات الدولیة للشعب الفلسطینی التطبیع العربی الفلسطینی فی حرب الإبادة فی قطاع غزة ضد قطاع غزة السابع من

إقرأ أيضاً:

السفير حسام زكي: لابد من تمكين الحكومة الفلسطينية من الإشراف على قطاع غزة

قال السفير حسام زكي، أمين عام مساعد الجامعة العربية، إن خطط إسرائيل لضم الضفة الغربية لسيادتها جرى إجهاضها على مدار السنة الأولى من الحرب لكنها لن تنته، فخطة الضم موجودة منذ إدارة دونالد ترامب الأولى، ورئيس الحكومة الإسرائيلي يكررها كل فترة، وأقلع عنها بالاتفاقيات الإبراهيمية، وأعطى تعهدا بأنه لن ينفذ الضم، وكانت قصة غير مفهومة بأنه هل تعهد بذلك بالفعل وعاد وأكد أنه لم يتعهد كالعادة.

وأضاف «زكي»، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي، ببرنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على قناة القاهرة الإخبارية، أن الضم سينتج عنه وضع غير مستقر وبلبلة كبيرة جدا في الأمن والسلم بالمنطقة، مردفا: «نتمنى ألا يحدث خطوات من هذا النوع لأنها قد يكون لها تأثير سلبي على الاستقرار على الشرق الأوسط».

ولفت إلى أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تتكون من 3 وحدات هي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وإسرائيل تحاول أن تقطع أوصال هذه الأراضي حتى لا تعود فيها أمل أن تكون بها وحدة أراضي، ولكن تكون كلها «كنتونات»، القطاع جزء لا يتجزأ من هذه الأرض المحتلة.

وأوضح أن السلطة الفلسطينية الآن هي حكومة الدولة الفلسطينية، لابد أن تكون قادرة وتمكن من الإشراف على الوضع في قطاع غزة، والآن هناك رفض إسرائيلي ليس فقط لحماس ولكن لوجود السلطة الفلسطينية، ومن يحكم الشعب الفلسطيني هو الشعب الفلسطيني وليست أطراف خارجية.

مقالات مشابهة

  • الوطني الفلسطيني: قصف إسرائيل على شمال قطاع غزة هدفه قتل جميع المواطنين
  • نائب رئيس المخابرات الفلسطينية الأسبق يكشف مفاجأة عن الحرب ضد الشعب الفلسطيني
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون تجمعاً لجنود الاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة رفح جنوب قطاع غزة
  • المجلس الوطني الفلسطيني: القصف الهمجي على شمال القطاع هدفه قتل الجميع
  • ندوة للجنة العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني بمناسبة الذكرى الـ54 للحركة التصحيحية
  • خبير عن عدم دخول المساعدات غزة: الاحتلال يتبع سياسات تجويع الشعب الفلسطيني لزيادة معاناتهم
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: غزة صلب الدولة الفلسطينية كالقدس وباقي أراضينا
  • السفير حسام زكي: لابد من تمكين الحكومة الفلسطينية من الإشراف على قطاع غزة
  • الرئاسة الفلسطينية: التمادي الإسرائيلي في الإجرام والإرهاب سببه الدعم الأمريكي
  • إعلام فلسطيني: استشهاد 5 أشخاص في قصف للاحتلال الإسرائيلي على رفح الفلسطينية