الدور الشعبي في ظل التحولات الدولية ما بعد الطوفان
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
شكلت معركة طوفان الأقصى التي انطلقت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، محطة فارقة في تاريخ النضال الوطني الفلسطيني والصراع العربي الإسرائيلي، حيث أعادت هذه المعركة القضية الفلسطينية إلى سلم أولويات المجتمع الدولي وقطعت الطريق على مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.
كما وضعت معركة طوفان الأقصى حدا لقطار التطبيع العربي الإسرائيلي، وأفشلت المخططات الامريكية في إبرام المزيد من اتفاقيات التطبيع العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، على الأقل في المرحلة الحالية، وأظهرت أن ما تم توقيعه من اتفاقيات تطبيع عربي مع الاحتلال هي لمصلحة الاحتلال، حيث تستغل حكومة الاحتلال اتفاقيات التطبيع العربي الإسرائيلي لشن حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ومواصلة الاستيطان وسياسة التهويد والفصل العنصري.
إن تسعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى اللحظة ما يزيد عن 36 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، شكلت حالة من التفاعل الشعبي الدولي غير المسبوق مع القضية الفلسطينية، حيث تتواصل الفعاليات والتحركات الشعبية في مختلف دول العالم والتي تعبر عن التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفض حرب الإبادة ضد أهالي قطاع غزة، بحيث تتطور هذه التحركات باستمرار العدوان والجرائم ضد قطاع غزة.
هنا نتحدث عن الحراكات في مختلف الساحات والميادين العربية والإسلامية والدولية، وعن الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعتبر من أبزر التحركات التي كان لها تأثير مهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية والذي انتقل إلى دول أوروبية وغربية مختلفة.
نجحت التحركات الشعبية المختلفة في دحض الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتسببت بكشف الوجه الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعاد التفاعل والزخم إلى القضية الفلسطينية
اليوم القضية الفلسطينية عادت إلى سلم أولويات العالم وازداد حجم التفاعل الدولي الشعبي مع القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتزداد العزلة الدولية للاحتلال وترتفع الأصوات لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني؛ من خلال دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية وإصدار قرارات قضائية بتوقيف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع غالانت من محكمة الجنائية الدولية.
كذلك نجحت التحركات الشعبية المختلفة في دحض الرواية الإسرائيلية في المحافل الدولية، وتسببت بكشف الوجه الإجرامي للاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وعاد التفاعل والزخم إلى القضية الفلسطينية.
كما كشفت جرائم الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، الوجه الحقيقي للعديد من الجهات والمؤسسات والحكومات التي دعمت الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت انهيار منظومة الأخلاق والقيم في الغرب، وما رافق ذلك من إصدار محكمة العدل الدولية لقرار ملزم يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف الحرب ضد مدينة رفح، ومع أن القرار لم يشمل وقف العدوان على جميع مناطق قطاع غزة، لكنه تطور مهم على صعيد القانون الدولي في محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
بالإضافة إلى هذه التحولات الدولية، جاء اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا بالدولة الفلسطينية، وبخلاف النظر عن حدود هذه الدولة، إلا أن هذا الاعتراف مهم في إطار تعميق أزمة الاحتلال في البعد الدولي، وهي واحدة من نتائج معركة طوفان الأقصى.
فاستمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة يعني استمرار التحركات الشعبية وتطورها في إطار العمل على وقف العدوان ومحاسبة الاحتلال على جرائمه وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
لذلك فإن معركة طوفان الأقصى ليست معركة الشعب الفلسطيني وحده، بل هي معركة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم مجتمعة، وهي جزء من حالة الصراع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948.
إن معركة الشعب الفلسطيني في الداخل والمواجهة العسكرية والنضالية ضد الاحتلال، لا بد أن تترافق مع معركة أخرى في الخارج من الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية، هي معركة السياسة والقانون والإعلام والدبلوماسية.
هذه المعركة أثبتت أهميتها في الخارج في الأبعاد السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية، والتي شكلت دعما مهما للشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه التحديد خلال العدوان وحرب الإبادة، والتي أسفرت عن الوضع السياسي والدولي والدبلوماسي المأزوم الذي تعيشه حكومة نتنياهو.
إن ما حققته المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شكل هزيمة عسكرية وأمنية للاحتلال الإسرائيلي، كشفت زيف الادعاءات بالعجز العربي الرسمي عن مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وبالنظر إلى الإنجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى وتداعيات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في القطاع وحالة الصمود الفلسطيني والتفاعلات الدولية، نرى من الأهمية أن يتركز الدور الشعبي العربي والإسلامي في طوفان الأقصى من خلال النقاط التالية:
أولا: تطوير استراتيجية المواجهة العربية الإسلامية مع المشروع الإسرائيلي في فلسطين والمنطقة، ورفض الاحتلال، ودعم حركات المقاطعة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية، حيث يستند هذا التطوير على دراسة وتقييم التحولات الدولية بعد السابع من أكتوبر؛ من مواقف دولية مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتحركات سياسية وشعبية وقانونية.
تطوير استراتيجية المواجهة العربية الإسلامية مع المشروع الإسرائيلي في فلسطين والمنطقة، ورفض الاحتلال، ودعم حركات المقاطعة ومحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية، حيث يستند هذا التطوير على دراسة وتقييم التحولات الدولية بعد السابع من أكتوبر؛ من مواقف دولية مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة
ثانيا: مواصلة العمل على مواجهة التطبيع العربي الإسرائيلي وتعزيز وتطوير المواقف الشعبية الرافضة للتطبيع والتحذير من آثاره الكارثية على المنطقة بأكمها، بالاستناد إلى مجازر الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة والتحولات الدولية.
ثالثا: تطوير التحركات الشعبية في الدول العربية والإسلامية في التأثير على الحكومات لتعلب دورا أكبر في وقف العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، ومن بينها الاعتصامات أمام سفارات الاحتلال والسفارات الأمريكية، والاستفادة من التحركات الطلابية حول العالم.
رابعا: أن يكون الاهتمام العربي والإسلامي الشعبي في القضية الفلسطينية على مستوى التحديات وخاصة بعد التهديدات التي تتعرض لها القدس، وهذا يتطلب حراكا مؤثرا يردع الاحتلال الإسرائيلي.
خامسا: ضرورة زيادة التفاعل من الشعوب العربية والإسلامية الداعمة للمقاومة الفلسطينية بكافة أشكالها، واستثمار حالة التفاعل الشعبي في بعض الدول العربية والإسلامية لتكون نموذجا لتفعيل بقية الدول العربية والإسلامية التي لم يرقَ فيها الدور الشعبي إلى المستوى المطلوب أمام حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
سادسا: تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال إطلاق الحملات الإنسانية لدعم سكان القطاع في ظل حرب الإبادة بكافة أشكال الدعم المطلوب، والعمل بشكل جدي على كسر الحصار وإعادة الإعمار في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال غزة التضامن غزة الاحتلال تضامن طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی بحق الشعب الفلسطینی الاحتلال على جرائمه العربیة والإسلامیة معرکة طوفان الأقصى القضیة الفلسطینیة العربی الإسرائیلی التحولات الدولیة للشعب الفلسطینی التطبیع العربی الفلسطینی فی حرب الإبادة فی قطاع غزة ضد قطاع غزة السابع من
إقرأ أيضاً:
الرئيس الفلسطيني: أولوياتنا وقف حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن من أولويات القيادة الفلسطينية وقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وجميع المناطق الفلسطينية، فضلا عن رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، ومقاومة ومنع محاولات التهجير، وحماية القضية الفلسطينية وتنفيذ الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واعتراف العالم بهذه الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي.
وحذر الرئيس الفلسطيني في كلمته خلال افتتاح أعمال الدورة الـ32 للمجلس المركزي الفلسطيني، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، من أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يكافح من أجل حريته واستقلاله الوطني، وفرض إملاءاته وسياساته الاستعمارية على الشعب الفلسطيني بقوة العدوان الغاشمة.
وقال عباس:"نلتقي اليوم تحت راية فلسطين الواحدة، راية منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، نلتقي في لحظة تاريخية حساسة وفارقة، نُواجه فيها مخاطر جمّة، هي أقرب ما تكون إلى نكبة جديدة تُهدد وجودنا، وتُنذر بتصفية قضيتنا الوطنية كلها، تنفيذًا لمخططات من صنعوا نكبة شعبنا الأولى منذ وعد بلفور عام 1917، إلى اقتلاع أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من وطنه التاريخي خلال نكبة 1948، وصولًا إلى نكبة عام 1967، وبعد ذلك نكبة "الانقلاب" الآثم في عام 2007، الذي استخدمه عدونا لتمزيق نسيجنا الوطني، ولمنع قيام دولتنا المستقلة".
وأضاف:في قطاع غزة، يتعرض شعبنا اليوم لحرب إبادة جماعية خسرنا فيها حتى الآن أكثر من مئتي ألف مواطن بين شهيد وجريح.. ورغم فداحة هذا العدد من الضحايا، فإنه لا يمكن ولا يصح أن يُنظر إليهم وكأنهم مجرد أرقام.... وأبدًا لا يمكن أن يكونوا مجرد "خسائر تكتيكية" كما يدعي من صنعوا نكبة "الانقلاب" خدمة للاحتلال ولأعداء شعبنا كافة، ثم اختلقوا الذرائع لكي يكمل الاحتلال مؤامرته الشيطانية بتدمير قطاع غزة وتهجير أهله".
وأوضح أن 2165 عائلة أُبيدت عن بكرة أبيها ولم يعد لها وجود، وأن 6664 عائلة أُبيدت جزئيًا وفقدت معظم أفرادها.
وأردف:200 ألف شهيد وجريح، منهم أكثر من 3500 مسن، وأكثر من 12500 امرأة، وأكثر من 18000 طفل، فضلا عن أكثر من 11000 مفقود منهم حوالي 4700 طفل، وما يقارب 40000 طفل فقدوا والديهم أو أحدهما وأصبحوا أيتامًا، هذا كله فضلًا عن تدمير أكثر من ثلثي المساكن والمنشآت والمرافق العامة والخاصة في قطاع غزة "المنكوب"، من المساجد والكنائس والمدارس والجامعات ورياض الأطفال والمستشفيات والمؤسسات والبنية التحتية، إلى جانب المحاولات الإسرائيلية المحمومة لتصفية الوجود الفلسطيني في القطاع الحبيب عبر التهجير القسري والتطهير العرقي.
وحول الوضع في الضفة الغربية، قال الرئيس الفلسطيني في كلمته:يتواصل العدوان الإسرائيلي الهمجي على شعبنا وأرضنا؛ على المخيمات والقرى والمدن، على الحجر والشجر والبشر، فنخسر مزيدًا من الشهداء والجرحى والأسرى، حيث ناهز عدد الشهداء في الضفة الغربية من السابع من أكتوبر حوالي 1000 شهيد، منهم 188 طفلًا، وتتعرض مناطقنا للتدمير اليومي، ففي مخيم جنين دمرت قوات الاحتلال وأحرقت أكثر من 600 مبنى كليًا أو جزئيًا، وهناك أكثر من 21 ألف مواطن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح من المخيم إلى مناطق مختلفة من المحافظة..وفي مخيمات طولكرم، دمر الاحتلال 2573 منزلًا، تدميرًا كُليًا أو جُزئيًا، وأُجبر نحو 24 ألف مواطن على النزوح.
وأضاف:تقطع قوات الاحتلال أوصال الضفة الغربية، وتفصل بعضها عن بعض، وتمنع حرية التنقل للأفراد والبضائع بإقامة الحواجز العسكرية التي بلغت نحو 900 حاجزٍ، وكذلك من خلال جدار الفصل العنصري، ويستشري سرطان الاستيطان وإرهاب المستوطنين يوميًا في كل مناطق القدس والضفة الغربية.
وأكد أن الهدف من كل هذا "الإرهاب المنظم" هو هدف الاحتلال نفسه من العدوان على قطاع غزة؛ تصفية القضية الوطنية الفلسطينية كقضية سياسية لشعب يكافح من أجل حريته واستقلاله الوطني، وفرض إملاءات الاحتلال وسياساته الاستعمارية على شعبنا بقوة العدوان الغاشمة.
وقال: لا يختلف الحال في القدس؛ عاصمتنا الأبدية المقدسة، عن باقي الوطن الفلسطيني، حيث تحاول دولة الاحتلال فرض سياسة الأمر الواقع على شعبنا، عبر الحصار المحكم على المدينة، وتدمير بيوت الفلسطينيين ومنشآتهم، ومنع وصول المصلين إلى الأماكن المقدسة، ومحاربة الوجود الفلسطيني والهوية الفلسطينية بكل وسائل العدوان والإرهاب، بما في ذلك محاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في الأماكن المقدسة؛ الإسلامية والمسيحية، وبالذات في المسجد الأقصى المبارك، الذي هو جزء لا يتجزأ من عقيدتنا الدينية، وهويتنا الوطنية، ووجودنا الممتد لآلاف السنين في أرض وطننا التاريخي فلسطين، والذي يتعرض لأبشع مؤامرة من جانب الاحتلال، حيث يتداولون التحريض على تدميره وبناء معبد يهودي مكانه.
وأضاف: إن دولة الاحتلال، بهذا العدوان الهمجي، تنتهك القانون الدولي والشرعية الدولية، وتتصرف وكأنها فوق القانون، وتتنكر للاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير الفلسطينية، وتطلق العنان للتطرف والإرهاب اللذين أصبحا السمة الغالبة في سياساتها تجاه شعبنا، وتُحاصر شعبنا ماليًا بِسرِقة أموال المقاصة الفلسطينية التي زادت حتى الآن على ملياري دولار تحتجزها دولة الاحتلال، ومُصادرة أراضي المواطنين وممتلكاتهم، والإعلان المُتكرر عن رفض قيام دولة فلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، والعمل على تحقيق ذلك من خلال فصل قطاع غزة عن باقي أرض الدولة الفلسطينية التي أقرتها الأمم المتحدة، سواء كان ذلك عبر دعم وتمويل ذلك الفصل سياسيًا وماليًا، أو عبر العدوان العسكري وحرب الإبادة وجرائم الحرب التي ترتكبها في قطاع غزة، فضلًا عن مُخططات التهجير التي تحاول تنفيذها.
وأشار إلى أن تحركه وتحرك الحكومة الفلسطينية في شتى الميادين وعلى مختلف المستويات، عربيًا وإسلاميًا ودوليًا، ينصبّ على تحقيق أولويات وطنية أربع،تمثل ضرورات اللحظة الراهنة.
وأوضح أن الأولوية الأولى: وقف حرب الإبادة الإسرائيلية التي يتعرض لها قطاع غزة، وانسحاب قوات الاحتلال بشكل تام من أراضي القطاع، وكذلك وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدننا وقرانا ومخيماتنا في الضفة الغربية، ومنع الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وجميع المناطق الفلسطينية.
وأضاف:الأولوية الثانية: رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وبما يضمن تدفق الاحتياجات الضرورية اللازمة للمواطنين من الطعام والشراب والدواء والوقود والكهرباء ومتطلبات الإيواء العاجل، وفتح الطرق، والعمل على إعادة الخدمات المختلفة، تمهيدًا لإزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار.
وأردف: الأولوية الثالثة: مقاومة ومنع محاولات تهجير أهلنا من القطاع، وتنسيق الموقف في ذلك مع المجموعة العربية الإسلامية والمجتمع الدولي، وبالذات جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، اللتين نُحييّ في هذا المقام موقفهما الصارم والحاسم والمشرف في رفض مؤامرة التهجير، ودعم وحماية وجود الشعب الفلسطيني داخل أرضه ووطنه، فكل التحية لمصر ولأخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكل التحية للأردن ولأخي جلالة الملك عبد الله الثاني.
وتابع: الأولوية الرابعة: حماية القضية الفلسطينية كقضية شعب يسعى إلى تحرير أرض دولته المحتلة وممارسة حقوقه الوطنية في إطار الشرعية الدولية، وتنفيذ الحل السياسي القائم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، واعتراف العالم بهذه الدولة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته:إن رؤيتنا لتحقيق السلام العادل والشامل، وضمان الأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة، التي قدمناها بالفعل لجميع الدول والجهات ذات الصلة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الأوروبي، فضلًا عن المجموعة العربية والإسلامية، تستند إلى وجوب خلق المناخ والظروف الملائمة، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وفق قرارات الشرعية الدولية، في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية عاصمتنا الأبدية،
وبما يشمل تحمل السلطة الوطنية الفلسطينية لمسؤولياتها كافة في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية والقدس سواء بسواء، وبما يتضمن جميع المسؤوليات الأمنية والسياسية، على أساس وحدة القانون ووحدة المؤسسات ووحدة السلاح الشرعي ووحدة القرار السياسي.
ودعا حركة حماس إلى ضرورة أن تُنهي سيطرتها على قطاع غزة، وأن تسلم القطاع بكل شؤونه، وأن تسلم الأسلحة كذلك إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وتتحول إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية، ويلتزم بالشرعية الدولية وبالشرعية الوطنية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أن القيادة الفلسطينية تعمل بالفعل مع الأشقاء في مصر، وكذلك مع الأمم المتحدة، من أجل عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، تشارك فيه الدول الشقيقة والصديقة، جنبًا إلى جنب مع المنظمات الدولية المختلفة.
وشدد على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني داخليًا على أسس وطنية جامعة تشمل الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلًا شرعيًا ووحيدًا لشعبنا، والالتزام ببرنامجها السياسي والنضالي والتزاماتها الدولية، الالتزام بالشرعية الدولية وقراراتها، الالتزام بمبدأ النظام السياسي الفلسطيني الواحد، والقانون الواحد، والسلاح الشرعي الواحد، والقرار الوطني السيادي الواحد، والمقاومة الشعبية السلمية.
وأشار إلى أنه وجه أعضاء اللجنة التنفيذية بالشروع في حوار وطني شامل مع كل القوى والفصائل دون استثناء، من أجل حماية وحدتنا الوطنية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، على أرضية الالتزام بميثاق المنظمة وبرنامجها السياسي والتزاماتها كافة.
وقال الرئيس الفلسطيني:إنه منذ بدايات انطلاق ثورتنا المباركة، حرصنا على بناء علاقات متينة مع أشقائنا في الدول العربية والإسلامية، أساسها الاحترام المتبادل والثقة، وسياجها عدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للطرف الآخر، ولا نزال متمسكين بهذه المبادئ، حريصين عليها أشد الحرص، مع إيماننا الأكيد وثقتنا العالية بأن أشقاءنا العرب والمسلمين هم العمق الإستراتيجي لنا ولقضيتنا وكفاحنا الوطني، وهم الظهير والنصير الحقيقي للشعب الفلسطيني.
وأُشار إلى أن السياسة الإسرائيلية ضد "الأونروا"، إنما ترمي إلى محاولة شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين، كجزء من مخططها لتصفية القضية الفلسطينية بالكامل، ما يجعل الوقوف مع الأونروا ودعمها جزءًا من حماية القضية الفلسطينية، وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين الذين يزيد عددهم اليوم على ثمانية ملايين، في مخيمات اللجوء داخل فلسطين وفي الشتات.
وطالب عباس المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل دولة الاحتلال على وقف حربها ضد قطاع غزة والقدس والضفة الغربية، وسحب جيشها من هذه المناطق، ووقف مصادرة أراضي الدولة الفلسطينية، وتفكيك المستوطنات، تمهيدًا للإنهاء الكامل والتام للاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، ووجوب اتخاذ الإجراءات العملية لتنفيذ ذلك، ودعم المبادرة التي أطلقها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبناء تحالف دولي لتنفيذ حل الدولتين.
ودعا إلى عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي واليابان وجنوب إفريقيا والبرازيل، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية في مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية والمبادرة العربية للسلام لعام 2002، والاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة إسرائيل، من أجل التوصل إلى سلام عادل وشامل ودائم وإنهاء الصراع ووقف حالة العداء القائمة منذ وعد بلفور المشؤوم عام 1917.
كما دعا إلى إيجاد بيئة سياسية تؤدي إلى التعايش السلمي المشترك لشعوبنا في منطقة الشرق الأوسط تقوم على أسس احترام سيادة الدول وحسن الجوار وعدم الاعتداء من أي طرف والدخول في معاهدات إقليمية تقوم على أساس العمل المشترك بأشكاله كافة.
وطالب الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي، والتي لم تعترف بعد بدولة فلسطين، بالاعتراف بدولة فلسطين أسوة بمئة وتسع وأربعين دولة اعترفت بدولة فلسطين حتى الآن.
وأكد ضرورة تحقيق مبدأ الأرض مقابل السلام القائم على مبدأ حل الدولتين، دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967 تعيش جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل، مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من دولة فلسطين.