"واشنطن بوست": إسرائيل تعرقل الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار في غزة بهجماتها الدموية
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الأحد، أن إسرائيل تعيق جهود الإدارة الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإنهاء حالة الحرب، وذلك بسبب هجومها الدموي أمس على مخيم للاجئين في وسط غزة لتحرير أربعة محتجزين إسرائيليين، الأمر الذي تسبب في مقتل العشرات إن لم يكن المئات، من المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن "الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي إلى تقليص احتمالات الموافقة على الخطة التي تدعمها الولايات المتحدة لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين في غزة، وإغراق المساعدات الإنسانية، ووقف القتال بشكل دائم، وسحب القوات الإسرائيلية".
وأوضحت أنه "بعد مرور أكثر من أسبوع من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن (خطة) وصفها بالحاسمة في الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وغزة ومناشدته وضغطه على كلا الجانبين للموافقة بسرعة على اتفاق وقف إطلاق النار، هناك أدلة متضائلة على أن أيًا منهما قد أحرز أي تقدم".
وأضافت الصحيفة أنه "على الرغم من إلحاح بايدن، الشخصي والعلني، وإيفاده كبار مسؤولي الإدارة إلى المنطقة، وصياغة قرار جديد لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وحشد الحلفاء للانضمام إلى جوقة الموافقة، لا يبدو أن إسرائيل ولا حماس قد تزحزحتا عن خلافهما الواسع حول خريطة الطريق المقترحة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم".
وتابعت أن "الهجوم الذي شنته إسرائيل أمس، قد يزيد من تعقيد جهود الإدارة، ويعزز إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على تحقيق نصر عسكري كامل وإطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين لدى حماس قبل إسكات أسلحة إسرائيل"، مشيرة إلى مقتل العشرات، إن لم يكن المئات، من المدنيين الفلسطينيين خلال الهجوم الإسرائيلي أمس بالقرب من مخيم للاجئين في وسط غزة.
ونوهت الصحيفة بأن المحادثات حول اقتراح وقف إطلاق النار لا تزال مستمرة في الدوحة، العاصمة القطرية، على الرغم من عدم وجود شك لدى الوسطاء في أن الهجوم الإسرائيلي الأخير سيهز المفاوضات، ولكن ربما في الاتجاه الذي لا يريده أي منهم.
وذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يبدأ جولة اليوم الأحد يزور خلالها إسرائيل والعواصم العربية لمناقشة خطة وقف إطلاق النار، كما سعى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إلى لفت الانتباه مرة أخرى إلى المفاوضات.
وقال سوليفان - في بيان - إن "اتفاق وقف إطلاق النار المطروح الآن على الطاولة يتضمن إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين إلى جانب ضمانات أمنية لإسرائيل وإغاثة المدنيين الأبرياء في غزة".
وأوضحت الصحيفة أنه "في حين حث أقارب بعض المحتجزين، نتنياهو على اغتنام الفرصة للتوصل إلى اتفاق ينص على عودة حوالي 100 من المتبقين لدى حماس، لم يشر رئيس الوزراء إلى الاقتراح في تصريحات موجهة إلى القوات الإسرائيلية والتي قال فيها: ملزمون بفعل الشيء نفسه في المستقبل، في إشارة إلى العملية العسكرية".
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) - في بيان نشرته عبر قناتها على تطبيق تليجرام - إن "التقارير عن المساعدة الأمريكية في الغارة تثبت مرة أخرى الدور المتواطئ للإدارة الأمريكية، ومشاركتها الكاملة في جرائم الحرب المرتكبة في قطاع غزة، وأكاذيب مواقفها المعلنة بشأن الوضع الإنساني".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "بعد أيام من بدء حرب غزة في أكتوبر الماضي، اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بأن "عددًا صغيرًا" من الأفراد العسكريين الأمريكيين في السفارة في القدس كانوا يساعدون الحكومة الإسرائيلية من خلال التخطيط والدعم الاستخباراتي كجزء من جهودها لاستعادة المحتجزين".
ووفقا للصحيفة، أظهر مقطع فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، قيل أنه تم التقاطه وقت الغارة، مروحيات إسرائيلية تعمل بالقرب من الرصيف الذي بناه الجيش الأمريكي لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.
وقال مسؤول أمريكي ردا على الأسئلة إن الرصيف مخصص للاستخدام الإنساني فقط و"لم يستخدم في عملية تحرير المحتجزين في غزة وأي ادعاء بخلاف ذلك فهو باطل".
ويرفض كبار المسؤولين في الإدارة هذه التقييمات بشدة، مشيرين إلى أنهم تحدثوا منذ فترة طويلة مع نتنياهو في السر، وبشكل متزايد في العلن، حول ما يعتقدون أنها استراتيجيته الخاسرة للسلام طويل الأمد لإسرائيل. وقد علق بايدن بالفعل شحنة واحدة من الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل وتعهد بحجب المزيد إذا لم يهدأ التدمير المستمر لغزة وحرمان المدنيين، وفقا للصحيفة.
ولا يزال المسؤولون الأميركيون يصرون على أن الضغوط الكامنة على كلا إسرائيل وحماس ستقودهم في نهاية المطاف إلى التوصل إلى اتفاق، وأنه بمجرد موافقة حماس، فإن إسرائيل سوف تنضم في نهاية المطاف.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: غزة الجيش الأمريكي محتجزين إسرائيليين الفلسطينيين الإدارة الأمريكية وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: غوغل سارعت لتزويد إسرائيل بتقنيات الذكاء الاصطناعي بعد 7 أكتوبر
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسارعة شركة "غوغل" لبيع أدوات الذكاء الاصطناعي وبرامجه إلى الاحتلال الإسرائيلي بعد هجوم هجوم السابع من تشرين الأول /أكتوبر عام 2023، وبدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وكشفت وثائق اطلعت عليها الصحيفة الأمريكية، أن الشركة استجابت لمطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي لتزويدها بأدوات الذكاء الاصطناعي، حيث حاولت التنافس مع شركة أمازون.
وأشار التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن موظفي شركة غوغل عملوا على منح جيش الاحتلال الإسرائيلي منافذ للوصول إلى أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تنتجها الشركة، ومنذ الأسابيع الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وتظهر الوثائق الداخلية أن "غوغل" تساعد وزارة الحرب الإسرائيلية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر، على الرغم من جهود الشركة للنأي بنفسها علنا عن جهاز الأمن القومي الإسرائيلي بعد احتجاجات الموظفين ضد اتفاقية للحوسبة السحابية مع الحكومة الإسرائيلية.
وطردت الشركة 50 موظفا من العاملين فيها العام الماضي لأنهم احتجوا على توقيع الاتفاقية المعروفة باسم "نيمبوس" ولخشيتهم من أن التكنولوجيا التي تنتجها الشركة تساعد في برامج الجيش والمخابرات الإسرائيلية التي تسببت بأذى للفلسطينيين.
وفي الأسابيع التي تلت هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دفع موظف في الوحدة السحابية بالشركة وبشكل متزايد مطالب الوصول إلى تقنية الذكاء الاصطناعي المقدمة من وزارة حرب الاحتلال، حسبما تشير الوثائق.
وتشير هذه إلى أن الوزارة الإسرائيلية كانت تريد وبشكل ملح توسيع استخدامها لخدمات غوغل المعروفة باسم "فيرتيكس" والتي يمكن للزبون استخدامها لبناء خوارزميات لقاعدة معلوماته الخاصة.
وتظهر وثيقة أن موظفا في "غوغل" حث الشركة على المسارعة في منح أدوات الوصول لتقنيات الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أن يتحول ويحاول الحصول عليها من الشركة المنافسة لها وهي أمازون والتي تعمل مع الحكومة الإسرائيلية تحت نفس العقد "نيمبوس".
وفي وثيقة أخرى، مؤرخة في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر 2023، شكر فيها موظف أحد العاملين معه لمساعدته في معالجة مطالب وزارة الدفاع الإسرائيلية. ولا تكشف الوثائق بالتحديد عن الطريقة التي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط لاستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في عملياته العسكرية.
وتظهر وثائق أخرى تعود إلى ربيع وصيف 2024 أن موظفين في غوغل قدموا طلبات لتزويد جيش الاحتلال الإسرائيلي بمطالب إضافية. وحتى تشرين الثاني/نوفمبر 2024 حولت إسرائيل معظم غزة إلى أنقاض.
وتكشف الوثائق أن جيش الاحتلال حتى ذلك الوقت ظل يستعين بغوغل للحصول على أحدث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. وفي أواخر ذلك الشهر، طلب أحد الموظفين الوصول إلى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "جيميني" التابعة للشركة لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أراد تطوير مساعد الذكاء الاصطناعي الخاص به لمعالجة المستندات والصوت، حسبما جاء في الوثائق.
وكانت غوغل قالت في السابق إن اتفاقية "نيمبوس" مع الحكومة الإسرائيلية، ليست "خاصة بالأعمال ذات الحساسية العالية، السرية أو العسكرية المتعلقة بالأسلحة أو الخدمات السرية".
ولا تشير الوثائق التي حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، إلى كيفية استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لقدرات الذكاء الاصطناعي التي توفرها غوغل، والتي يمكن استخدامها لمهام مثل أتمتة الوظائف الإدارية بعيدا عن الخطوط الأمامية للجيش.
واقترح غابي بورتنوي، المدير العام للمديرية الوطنية السيبرانية التابعة للحكومة الإسرائيلية، في مؤتمر عقد في أوائل العام الماضي أن عقد نيمبوس ساعد بشكل مباشر في تطبيقات القتال، وفقا لمقال من مجلة "بيبول أند كمبيوترز" التي استضافت المؤتمر.
وقال بورتنوي: "بفضل سحابة نيمبوس العامة، تحدث أشياء هائلة أثناء القتال، تلعب هذه الأشياء دورا مهما في النصر - لن أتحدث بالتفصيل".
ولسنوات، عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على تطوير قدراته في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتسريع معالجة صور المراقبة واختيار الأهداف العسكرية المحتملة. وبعد الحرب التي شنها الجيش على غزة في أعقاب تشرين الأول/أكتوبر 2023 لجأ إلى "هابسورا" وهي أداة طورها داخليا بهدف تزويد القادة بألاف الأهداف البشرية والبنى التحتية للقصف. وقد ساهمت هذه الأداة في زيادة العنف والدمار في غزة، وهو ما صورته الصحيفة في تحقيق سابق لها.
وتم بناء أداة هابسورا على مئات الخوارزميات التي تحلل البيانات مثل الاتصالات التي تم اعتراضها وصور الأقمار الاصطناعية لتوليد إحداثيات الأهداف العسكرية المحتملة مثل الصواريخ أو الأنفاق.
لكن بعض القادة الإسرائيليين أثاروا مخاوف بشأن دقة التكنولوجيا، فيما أعرب آخرون عن قلقهم من التعويل الكبير على التوصيات التي تقدمها، مما أدى إلى تراجع في جودة تحليل الإستخبارات الإسرائيلية.
ومن غير الواضح إن ساهم مشروع هابسورا أو تطويره في خدمات حوسبة سحابية تجارية. وفي مقابلة أجرتها الصحيفة مع مسؤول بارز في جيش الاحتلال الإسرائيلي في الصيف الماضي قال فيها إن المؤسسة العسكرية استثمرت بشكل كبير في تكنولوجيات السحاب الجديدة والأجهزة وأنظمة الحوسبة الخلفية الأخرى وغالبا بالشراكة مع شركات أمريكية.
وفحص جيش الاحتلال الإسرائيلي تكنولوجيا من عدة شركات وهو يفكر في تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدية، وهي التكنولوحيا التي تقف وراء الإنتشار الأخير لبرامج الدردشة الآلية وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى. وشملت الاستخدامات مسح الصوت والفيديو والنص من أنظمة جيش الاحتلال كجزء من تدقيق العمليات العسكرية التي أدت إلى هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الذي شنته حماس.
وبحسب التقرير، فإن "غوغل" تعتبر متعهدا كبيرا مع الحكومة الإسرائيلية منذ عام 2012، عندما اختارها المسؤولون الإسرائيليون مع أمازون للمساهمة للعمل على مشروعها الذي رصدت لها مليارات الدولارات لتطوير "نيمبوس للحوسبة السحابية"، والذي كان يهدف لإجراء تحديث واسع للتكنولوجيا الحكومية. ويملك مؤسس أمازون، جيف بيزوس صحيفة "واشنطن بوست".
وأدت الصفقة لقيام الشركتين المتنافستين ببناء مراكز بيانات لها في إسرائيل ووافقت على توفير برامج التخزين السحابي للدوائر الحكومية. في ذلك الوقت، قال مسؤولون إسرائيليون لوسائل الإعلام المحلية إن الصفقة ستشمل العمل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقد واجهت صفقة نيمبوس احتجاجات من بعض موظفي غوغل وأمازون، الذين أصروا على عدم عمل الشركتين مع حكومة إسرائيل بسبب معاملتها للفلسطينيين.
وجاءت الاحتجاجات الأكثر صخبا من عمال "غوغل" الذين شعروا بالقلق من أن العقد قد يسمح باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ووكالات الاستخبارات التي يعتقدون أنها تنتهك حقوق الإنسان بانتظام في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وعندما استحوذت شركة "غوغل" على شركة الذكاء الاصطناعي البريطانية الناشئة "ديب مايند" في عام 2014، نصت شروط الاستحواذ على تكنولوجيا ديب مايند بعدم استخدامها في الأغراض العسكرية أو الرقابية، حسبما قال مؤسسها ديميس حسابيس بمقابلة عام 2015. واليوم، يعد حسابيس واحدا من أقوى المسؤولين التنفيذيين في الشركة ويقود جميع أعمال تطوير الذكاء الاصطناعي تحت العلامة التجارية غوغل ديب مايند وهي مجموعة تشمل تقنيات الصور والفيديو ومساعد الذكاء الإصطناعي التوليد جيميني. ولدى غوغل سياساتها المتعلق بالذكاء الاصطناعي وضرورة عدم تطبيق التكنولوجيا بطريقة تضر بالناس.
ويقول برنامج حقوق الإنسان الخاص بها إن الشركة تراجع منتجاتها وسياساتها للتأكد من التزامها بالمعايير الدولية مثل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وتدعو الموظفين إلى إثارة أي مخاوف لديهم بشأن عمل الشركة.
وفي الصيف الماضي، أرسلت مجموعة تضم أكثر من 100 موظفا رسائل بريد إلكتروني إلى مديري غوغل وأعضاء فريق حقوق الإنسان بالشركة تطلب منهم مراجعة عمل الشركة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفقا لموظف في "غوغل" تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لحماية وظيفته. وقال الموظف إن الطلبات تم تجاهلها.