ماذا يجري في إسرائيل!.. حرب كلامية وتهديدات بعد اعتقال طبيب يعالج متظاهرة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
أثار مسؤولون إسرائيليون كبار ضجة واسعة بعد حادثة اعتقال طبيب قدم إسعافات طبية عاجلة لأحد المشاركين في الاحتجاج على حكومة بلادهم الرافضة لعقد اتفاق يعيد الأسرى من قطاع غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" أن وزير الصحة الإسرائيلي أوريئيل بوسو عبر في بيان له عن انزعاجه من توقيف الطبيب.
إقرأ المزيد تظاهرات حاشدة في إسرائيل تطالب بصفقة تبادل ورحيل حكومة نتنياهو (فيديوهات)من جهته علق الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس قائلا: "على قادة الشرطة التصرف وفق القانون وليس وفق روح الوزير (وزير الداخلية)".
وينطوي في هذا الخلاف إشارة إلى حالة من الفوضى تسود الشارع الإسرائيلي على مختلف مستوياته الشعبية والحكومية وخاصة في تفسير وتطبيق القوانين ونطاق الحريات في البلاد.
ودعا الوزير بوسو قادة الشرطة إلى "التحقيق في الواقعة وتوضيح التعليمات والتأكد من أن ما رأيناه الليلة الماضية لن يتكرر أبدا".
يشار إلى أن الوزير بوسو ينتمي لحزب "شاس" وعبر عن امتعاضه بعد اعتقال الطبيب أودي بهراف، الذي حدث أمس بينما كان يعالج امرأة مصابة في مظاهرة في شارع كابلان في تل أبيب، بالتزامن مع العنف الذي تمارسه الشرطة الإسرائيلية ضد المحتجين.
غانتس: مثيرة للقلق ويجب التحقيق
وعلق غانتس أيضا على الحادث قائلا: "إن الادعاءات المتعلقة بالعنف من جانب الشرطة، مع التركيز على اعتقال طبيب أثناء تقديم العلاج الطبي في مظاهرة أمس في تل أبيب مثيرة للقلق ويجب التحقيق فيها".
وفي المواد المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الطبيب وهو يقدم العلاج الطبي لأحد المتظاهرين على الفور، وقد اعتقله عدد من رجال الشرطة الذين كانوا في مكان قريب.
لابيد: هذه ليست شرطة بن غفير
بدوره، قال زعيم المعارضة يائير لابيد ردا على الاعتقال: "لا يوجد تفسير ومن المستحيل قبول الصور التي يظهر فيها رجال الشرطة وهم يضربون ويسحبون بوحشية طبيبا يقدم العلاج في الميدان، على الرغم من أنه يعرف عن نفسه بأنه طبيب محترف".
وأضاف لابيد: "هذه ليست شرطة بن غفير، بل مواطنو إسرائيل. هؤلاء المحتجون هم أفضل مواطنينا، ويجب التحقيق مع ضباط الشرطة وقادتها المتورطين ومعاقبتهم دون تحيز".
من ناحيته، علق رئيس نقابة الأطباء تسيون حغاي، أمس، على اعتقال الطبيب قائلا: "طالما أننا لا نرى استجابة سريعة ومناسبة، فلن نتردد في الشروع في التدابير التنظيمية."
المصدر: هيئة البث الإسرائيلية "مكان"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: احتجاجات الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة السلطة القضائية بيني غانتس شرطة صفقة تبادل الأسرى قطاع غزة مظاهرات
إقرأ أيضاً:
مقابر للأحياء.. أسرى محررون يروون للجزيرة ما يجري داخل سجون إسرائيل
لم يكن الأسير المحرر خليل البراقعة يعلم أنه من بين المدرجين ضمن صفقة التبادل التي جرى تنفيذها بين المقاومة وإسرائيل، وذلك بسبب العزلة الكاملة المفروضة على الأسرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحتى عندما تم إخراجه إلى سجن عوفر بعد منتصف ليل الجمعة الماضية، تمت معاملته بطريقة سيئة جدا من مصلحة السجون التي أكد في مداخلة مع الجزيرة أنها لا تتوقف عن التنكيل بالأسرى.
وأفرجت إسرائيل أمس السبت عن 200 أسير فلسطيني من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية مقابل إفراج المقاومة عن 4 مجندات أسيرات.
ونتيجة لهذا التعذيب والإهمال الطبي الممنهج، لقي 53 أسيرا حتفهم داخل السجون، وفق ما قاله البراقعة الذي أكد انتشار مرض الجرب بين الأسرى بشكل واسع.
عزل تام
الأمر نفسه أكده الأسير المحرر محمد الرجبي بقوله إن الاحتلال منعهم من الزيارة تماما وحظر عليهم حتى مقابلة المحامين وعندما كان يقبل بهذا كان يشترط على المحامين عدم نقل أي خبر عما يدور في الخارج للأسرى.
ولا يحصل الأسرى إلا على كميات قليلة جدا من الطعام والشراب وهم محرومون تماما من الحصول على شيء من الخارج بعد أن تم تجريدهم من كل ما لديهم، وفق الرجبي.
إعلانووفقا للرجبي، فقد كان الأسرى أحيانا يجبرون على السير لمسافات طويلة وهم مكبلو اليدين والرجلين ومعصوبو العينين كنوع من التعذيب.
أما الأسير المحرر زيد بسيسي فوصف الشهور الـ15 الماضية بأنها تعادل 22 عاما لكثرة ما عايشوه من حرمان وتجويع وتعرية، وقال إن المنظمات لو اطلعت على الأسرى في السجون فستكتشف كم كانوا يعاملون بطريقة خالية تماما من الأخلاق.
ولم يكن بإمكان أي أسير التواصل مع أي من المنظمات الحقوقية أو القانونية بسبب الحرمان الكامل للزيارات الذي فرضته مصلحة السجون عليهم، حسب تأكيد بسيس.
مقابر للأحياء
ووصل الأمر بالأسير المحرر أسعد زعرب للقول إن السجون الإسرائيلية تحولت إلى مقابر للأحياء، بعدما فرضوا عزلة كاملة على الأسرى ولم يسمحوا حتى بزيارة المحامين أو الخروج من الزنزانة إلا كل 6 أو 7 أشهر مثلا.
لكن اللافت كما يقول زعرب هو أن عرب الدروز الذين يعملون في مصلحة السجون كانوا يعتدون على الأسرى ويضربونهم بشكل أكبر بكثير مما يفعله الإسرائيليون.
وتعمد سلطات الاحتلال لقطع المياه أسبوعا عن الأسرى، وخلع النوافذ وتركهم يواجهون البرد القارس بعد تجريدهم من الملابس والأغطية، وفق زعرب الذي أكد أنهم يقطعون الكهرباء تماما ويطلقون الغاز بشكل يومي على الأسرى.
لذلك، ناشد زعرب المقاومة بالضغط لحين إطلاق سراح كافة الأسرى لأن السجون تحولت إلى جحيم حسب وصفه بعد الحرب، لدرجة أنه هو شخصيا لم يعد قادرا على الوقوف من شدة الإنهاك.