ذات صيف لندني.. التقيت الخيّام -1-
تاريخ النشر: 4th, August 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الإمارات عن ذات صيف لندني التقيت الخيّام 1، وحدها الصدفة التي هزّتني، وأجبرتني على التوقف أمام جهلي، وأمام ذخيرة إنسانية عالية، يسمى laquo;عمر الخيام raquo;، كان ذلك منذ سنوات بعيدة، كنت .،بحسب ما نشر جريدة الاتحاد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات ذات صيف لندني.
وحدها الصدفة التي هزّتني، وأجبرتني على التوقف أمام جهلي، وأمام ذخيرة إنسانية عالية، يسمى «عمر الخيام»، كان ذلك منذ سنوات بعيدة، كنت حينها صغيراً وناشداً للمعرفة، شغوفاً بمعرفة الرجال المتفردين، لندن هي من عرّفتني على الشاعر «عمر الخيام» لأول مرة في حياتي، كان ذلك ذات صيف في النصف الثاني من السبعينيات في مكتبة العائلة الإنجليزية التي أسكن عندها، حينما كان إيجار الغرفة عند العائلة مع الفطور بـ «21» جنيهاً إسترلينياً، اليوم بالكاد تكفي ثمناً لسندويتش فلافل في «أيجور رود».«عمر الخيام».. ورددتها مرات، وكأني أعرفه ولا أعرفه، لكن حينها بدا الاسم مألوفاً، لكن دون معرفة حقيقية به، فقد مر اسمه سماعاً ولماماً، ربما في السينما الإيرانية التي كنت أشاهد أفلامها في سينما الفردوس المتخصصة بها في ركنها القصي بجوار الميناء، ربما كان في برنامج إذاعي أو رأيته على لافتات محلات كثيرة ومطاعم وحانات وأشربة في مدن مختلفة، وظهرت تخيلات لاسمه ورسمه على سجاد أعجمي، فطلبت من العجوزين الإنجليزيين أن يعيراني الكتاب، فقالوا: هذه شاعر عظيم من عندكم، فارتبكت، وقلت: ولكني لا أعرفه، وأريد أن أتعرف عليه من خلالكم، فقال «مستر ديفيد»: لغته صعبة قليلاً، وتحتاج لخيال واسع، سأساعدك إنْ صعبت عليك الأمور، فقد قرأته مرتين، شكرتهما بسرعة، وانزويت في غرفتي، وتأكدت «أم جيسون» - كما كنت أناديها ترجمة واحتراماً للمرأة عندنا- فضحكت مع هزة رأس تعجباً، ولكنها قالت: أعتز باسمي «كيت»، وأحب ابني جيسون- أدركت حينها أنها لن تكلف نفسها مراقبة ساعة وصولي ليلاً كعادتها، توقفت عند ذلك الكتاب محاولاً فك كلماته أولاً، ثم محاولة الغوص في عميق معناه الشعري، كما كان يوصينا أستاذ اللغة العربية الذي لم يذكر لنا مرة اسم هذا الشاعر، ولا شيئاً من شعره، ممنياً النفس حين العودة للديار الشروع في البحث عن عمر الخيام «العربي».لكنني نسيت وتناسيت وألهتني الحياة بجديدها عمر الخيام، حتى ذات صيف لندني آخر بعد سنتين، في أكبر احتفائية في لندن بالمنجز الحضاري الإنساني للعرب والمسلمين، ويومها وجدت الخيام حاضراً وبقوة، في مجال الرياضيات والموسيقى والشعر والمعادلات والفلك والفلسفة، وهو وجه كان غائباً عني، فتساءلت يومها: كيف يغيب هذا الشاعر «العالمي» عن مناهج الثانوية، وخاصة فرعها الأدبي؟ ويحضر كثير من الشعراء، القوّالون والسجّاعون، مهمتهم الوحيدة في الحياة إيجاد مترادفات لقافية قصائدهم المحنطة، فتذكرت الفلسفة وما تفرضه من أسئلة محرضة، ومشاغبات للرأس والفكر، وكيف يكرهها العرب المعاصرة، وكيف مجّدها وطورها العرب والمسلمون المستنيرون من عاربة ومستعربة في سالف الوقت.اليوم حينما أتذكر ذلك الصيف اللندني، وتلك المكتبة للعجوزين الإنجليزيين، وتلك التظاهرة الإسلامية الكبيرة التي لن تتكرر في عاصمة عالمية مثل لندن، وتلك الأسئلة التي تحركها الذات، أقول الفضل لكل ذلك، وإلا لظلت صورة عمر الخيام مغبشة، لا هو عربي، ولا هو بفارسي، ما هو إلا شاعر متهتك وزنديق، كما كان يروج له وعنه عند أصحاب الاتجاهات الأدبية القديمة والمؤدلجة، وأنه شاعر لا ينام، ويمارس الغناء والعزف على المزاهر، كما يظهر على السجاد العجمي، وغابت أوجه النور والمعرفة والصيت الإنساني الكبير لهذا العالم والفيلسوف والموسيقيّ والفلكي والشاعر الذي يحب الليل، لكنه قلما ينام! وغداً نكمل..
185.55.225.6
اقرأ على الموقع الرسمي
وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل ذات صيف لندني.. التقيت الخيّام -1- وتم نقلها من جريدة الاتحاد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .
علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: التكفير يعدُّ من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة
قال الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في خطبته في "مسجد مصر الكبير" بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية بعد ضمه دعويًّا وعلميًّا إلى وزارة الأوقاف: إن من أعظم ما امتن الله تعالى به على هذه الأمة أن خصَّها بهذا الدين القويم الذي اشتمل على الخير للبشرية عامة، وللإسلام والمسلمين على وجه الخصوص، مبينًا أنه قد اشتمل على مقاصد كلية وقواعد ضرورية تدفع إلى تحقيق المصلحة، وتمنع من المفسدة، جلبًا للخيرات للبلاد والعباد، وتحقيقًا لمبدأ الاستخلاف الذي خلق الله الناس له.
مفتي الجمهورية يلقي خطبة الجمعة من مسجد مصر بالعاصمة بحضور كبار المسؤولين مفتي الجمهورية ضيف شرف مؤتمر كلية طب الأسنان جامعة الأزهرثم انتقل إلى بيان خطورة التكفير الذي يعدُّ من أبرز سمات الفكر المتطرف، موضحًا أنه من أهم العقبات التي ابتليت بها هذه الأمة، وأنه من أهم العوامل التي يمكن أن تقضي على آمالها وتفتح الطريق للآلام، وتساعد الأعداء عليها، ويمكن أن تؤدي إلى هلاك العباد والبلاد.
وأوضح أنه يجب ألا يُحكم على الإنسان بالكفر إلا بقرينة واضحة أو برهان ساطع، ويكون ذلك من خلال العلماء مع انتفاء الموانع كالجهل أو الخطأ أو الإكراه أو التأويل، وهذا منهج الأزهر الشريف.
كما أشار فضيلته إلى جملة من أهم الآثار الخطيرة التي تعود على المجتمعات من جرَّاء التسرع في إصدار الأحكام على الناس وتقسيمهم دون حجة أو بيِّنة، مبينًا أن في هذا انتهاكًا لحرمات الناس، ومؤكدًا أن هذه قضية خطيرة حذَّر منها الإسلام، ونبَّهَ عليها لما يلزم فيها من مفاسد، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «يا أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا...»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».
كما أكد أن هذا الفكر المتطرف يعمل على استباحه المال والعرض تحت مزاعم واهية، وأقوال فاسدة، لا يراد من ورائها إلا التطاولُ على النفس والمال والعرض، وهي مقاصد ضرورية في الإسلام، مستشهدًا في هذا السياق بقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وأوضح فضيلته أن المتأمل في هذه الآية يقف على عقوبة تلو الأخرى من جراء استباحة المال والنفس والعرض، كما استشهد أيضًا بقوله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَتْلُ مُؤْمِنٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا»، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَبَيْنَ عَيْنَيْهِ: آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ».
التكفير والتطرفوبيَّن أن التكفير والتطرف يتنافى مع طبيعة هذا الدين الذي ينظر إلى الإنسان بكل إجلال وإعظام وإكبار وإكرام، فأقر مبدأ الحرية الدينية، وأكَّدَ أن التنوعَ والاختلاف سنة كونيَّة، ودعا إلى مراعاة الكرامة الإنسانية، وأشار إلى الوحدة في أصل الخلقة، ثم جعل التفاوتَ بين الناس مردَّه إلى تقوى أو عمل صالح، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ إِلَّا بالتَّقْوَى».
وقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذَّرَنا وهو يشير الى هذه العلامات، ويرشد إلى هذه الصفات التي يتصف بها أصحاب هذا الفكر المتطرف؛ ليحذر الإنسان منها في كل عصر، وفي كل مكان، وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم في بيان أوصافهم: «يَحْقِرُ أَحَدُكُم صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتهم، وصِيَامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهم، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّين كما يمرُقُ السهمُ من الرميَّةِ، أينَمَا لَقِيتُمُوهم فَاقتُلوهُم، فَمَنْ قَتَلَهم لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وهو عَنْهُ رَاضٍ».
ثمَّ أشار إلى جملة من الآثار الخطيرة لهذا الفكر المتطرف، ومنها: الإساءة للإسلام بعرضه على غير حقيقته، والدعوة إليه بخلاف ما هو عليه، بما يشتمل عليه هذا الفكر من الغلو والتطرف والتشدد واللا مبالاة، وسد اليسر أمام الناس، وهو ما يتنافى مع طبيعة هذا الدين، ويختلف تمامًا عن مقاصده ومآربه، وهذا بخلاف ما فهمه الصحابة والتابعون الذين رأوا فيه الإيمان والعدل وسعة الدنيا والآخرة، ومن آثار هذا الفكر أيضًا: أنه يؤدي إلى الفرقة والاختلاف، ويدعو إلى الانقسام والتنازع، وهو ما يمكِّن أعداءَ هذه الأمه منها، وهو ما يتنافى مع قول الله تبارك وتعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}، وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ}، وقوله: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}.
وحذَّر مما يتضمنه هذا الفكر الذي يصيب أصحابَه بالخلل في التفكير والسلوك، حيث إنه يُعَدُّ لونًا من ألوان الغش والخداع لله ولرسوله وللمؤمنين، ومن أبرز صور هذا الغش في الدين: الاعتمادُ فيه على المظهر لا على الجوهر، وهو ما يتناقض مع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ».
كما شدَّد في التحذير من جميع صور الغش، وأنه جناية على البلاد والعباد، وخيانة لله وللرسول وللمؤمنين، ومخالفة للتوجيهات الإلهية والهدي النبوي الذي يوجه إلى الأمانة والنصيحة الصادقة الخالصة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، موضحًا أن المتأمل يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرن بين مَنْ غَشَّ وبين مَنْ حَمَلَ السلاح على المؤمنين الآمنين، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَمَلَ السِّلَاحَ عَلَيْنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»، وقال: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».
واختتم الخطبة بهذه النصيحة الغالية بقوله: "فما أحوجَنا أيها الأحبة إلى أن نتلاقى على هذا التوجيه القرآني وتلك المأدبة المحمدية، ننطلق من خلالها لبناء الإنسان وبناء الأوطان، والمحافظة على هذه المقاصد التي تحقق الخير للبلاد والعباد".
هذا، وقد حضر الخطبة كلٌّ من السادة: الدكتور أسامة السيد الأزهري.. وزير الأوقاف، الدكتور خالد عبد الغفار.. نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والفريق كامل الوزير.. نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، الدكتور إبراهيم صابر.. محافظ القاهرة، الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني.. وكيل الأزهر الشريف، وسماحة السيد الشريف محمود الشريف.. نقيب السادة الأشراف، وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي.. شيخ مشايخ الطرق الصوفية ورئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، الدكتور علي جمعة.. عضو هيئة كبار العلماء ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب، الدكتور يوسف عامر.. رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ، والمهندس طارق شكري.. مدير عام شركة العاصمة الإدارية، وعدد من السادة الوزراء والسفراء والمسؤولين.