سودانايل:
2024-12-18@13:56:49 GMT

آمنة .. ( ساكنة الفؤاد) ترحل

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

محمد المكي أحمد

أخبار السودان، اليومية ، الموجعة ، حملت صباح اليوم ( 7 يونيو 2024) خبرا شديد الإيلام.
في يوم الجمعة ، وهو من أفضل الأيام، رحلت (ساكنة الفؤاد) .

السيدة الوقورة، الرصينة، صاحبة القلب الأخضر، آمنة حسن الهدي ( بكسر الهاء وفتح الدال) ودعت دنيانا الفانية .
آمنة شقيقة زوجي اشراقة .

كانت الفقيدة من أقرب أهل أمي، الراحلة، العزيزة ، الحبيبة، ستنا إلى أسرتنا، و حبيبة إلى قلبي ، هي أخت، كبيرة ، بمكانتها في القلب والعقل .



حملت عن جدارة دلالات اسمها ومعانيه ..
في قواميس اللغة العربية أمنة هي (ساكنة الفؤاد، المطمئنة) وهي مصدر دفء إنساني ، وطمأنينة، وجسر تواصل حميم بين أهلها في غرب السودان وشماله.

كثيرون في السودان ودول أخرى يحبون أن تحمل بناتهم هذا الاسم الجميل .. حبا في سيدة الاسم التاريخي آمنة بنت وهب، أم رسول الله، سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم),

كانت آمنة حسن سيدة فاضلة، حملت في دواخلها نبض الفطرة الذي يتميز به أهلنا في (دار حامد) في (كردفان ) بغرب السودان ومناطق أخرى .

كانت طيًبة، طيبة، طيبة، من دون حدود.
( حنيًنة) بكل ما تعنيه الكلمة بفيض مشاعرها الدافئة .

أبنائي , أيمن ، أحمد،وأمنية، ، كانوا يزورونها من وقت لآخر في سنوات وجودهم بالسودان مع أمهم ، وقد وجدوا في قلبها احتضانا وحبا واهتماما، وقصصا وحكايات شعبية.

أوجعهم رحيلها وأبكاهم ، وأبكى من عرفوها عن قرب.

على الصعيد الشخصي بادلتني تقديرا بتقدير، ومودة بمودة.

كانت تتفاعل مع اطلالاتي التلفزيونية في زمن الثورة السودانية السلمية الباهرة ، في العام 2019 بالإشارة إلى الحاضرين بأن هذا هو ( ود ستنا) حبيبتها، وحبيبة كل من عرفها عن قرب.

في زمن الحرب التي قتلت أعدادا كبيرة من السودانيين وشردتهم داخل السودان وخارجه اضطرت أسرة الفقيدة إلى نقلها - وهي سيدة كبيرة السن –الى خارج الخرطوم مع أفراد الأسرة، بعدما داهم البيت مسلحون، وأشهروا سلاحا في وجوه أهل البيت ، وقد جرى نهب كل ما فيه .

المشهد كان صادما لسيدة في سنها، لم تر مثل هذا المشهد في حياتها.

نُقلت في ظروف صحية صعبة إلى مدني عاصمة ولاية الجزيرة ، وبعدما امتد لهيب الحرب الى هناك تم نقلها مع عدد من أفراد أسرتها إلى القضارف في شرق السودان .

ياله من ترحال موجع، لكبار السن ، والأطفال ، وكل الناس.

انتقلت إلى رحمة الله في القضارف ، وهي كانت تسكن بيتها في الخرطوم.

قناعتي راسخة بقوله تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) و ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)

واقع الحال في السودان يؤكد أن الحرب التي دخلت عامها الثاني شردت وأذلت عددا كبيرا من السودانيين، المدنيين ،الأبرياء، ويصعب حصرهم الآن.

قتلت الحرب أعدادا تزداد يوميا من السودانيين، برصاص أطراف الحرب (أصدقاء الأمس أعداء اليوم) ، ومشعلي نيرانها، وساكبي الزيت على لهيبها بالأسلحة المتعددة الأشكال والأنواع وبالكلام !.

الحرب قتلت أروع الناس بالمرض، والحزن الشديد، وصدمات هزت الوجدان كما فعلت مع آمنة .

التعازي لأبنائها ، سهام، عادل، عبد الخالق، غادة، ميرفت، أفراح، وروضة ، ولأخواتها وشقيقها ، محاسن ، فاطمة، الفاتح ، وإشراقة
( إنا لله وانا اليه راجعون)

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف ممكن تنتهي الحرب السودانية ؟؟؟

بشرى أحمد علي

طبعاً دا من أصعب الاسئلة الحالية لأن التاريخ السوداني خال من تجربة مماثلة لكن نحاول نجتهد وبعد استخدام اسلوب ال elimination
اول حاجة البرهان لن ينتصر على ال DM
والDM لن ينتصر على البرهان
طبعاً هذا على إفتراض وجود معركة فاصلة بين الطرفين مثل التي جرت بين طالوت وجالوت تنتهي بفوز قائد واحد يخرج من ميدان القتال وهو يرفع راس غريمه وهو مغروز في رمح head on spike
ممكن تحصل تراجعات وإلتفافات في نقاط التماس وهذا امر طبيعي ومتوقع لكن لن يحدث انتصار حازم لأحد الطرفين
الحقيقة التي لا تقبل الجدال هي أن كل طرف سوف يؤمن مساحة آمنة لقواته بينما يستمر القتال حول ثلاثة ولايات هي النيل الأبيض ، الأزرق ، الجزيرة ..
طيب متى تنتهي الحرب ؟؟
أتوقع المدة سوف تكون بين 5- عشرة سنوات حسب قاموس الحروب الأهلية
ملاحظة : القديم لا يُحتسب
والسبب محتمل جداً يكون تغييرات دولية كما حدث في سوريا حيث مثلت أزمة النزوح خطر أمني على الدول الاوربية
ولن تنتهي الحرب بإتفاق سلام رغم كثرة الرهان عليه وذلك بسبب تعدد الأطراف المتحاربة وتشابكها ولأن لل front state تختلف عن ال back door state ...
وأتوقع أن يكون هناك تدخل أجنبي عسكري في شكل طيران ومسيرات إذا لجأت كتيبة البراء بن مالك إلى إستجلاب متطرفين من خارج السودان أو لاحت في الأفق وجود نشاط عسكري إيراني في السودان
طيب الجيش السوداني !!!
أعتقد أنه ذاب الآن في الكيانات العرقية والمناطقية ولم يعد له وجود مؤسسي ، وما يشجع هذه الفرضية هو إعتماد الفريق برهان على كيكل وقبيلته لتحرير ولاية الجزيرة ...
أصلاً الجيش كان يعتمد على أنباء غرب السودان بينما الضباط من ولاية نهر النيل ..
طيب و ال DM!!!!
سوف يصبح أقوى بندقية في الساحة بسبب التجاوزات التي تقوم المليشيات المتحالفة مع الجيش ضد ابناء غرب السودان مما يجعله مصد لهذه التجاوزات ...
والDM يحظى بقيادة عسكرية موحدة إحتاطت لكل ظرف ونسجت تحالفات إقليمية أكسبتها ثقة ومصداقية خاصة أن قياداته تمسكت بالحل السلمي ...
ولا ننسى الDM قد عبر كبري النكبات ، من خسارته لبعض القادة ومروراً بإنضمام 500 ضابط للجيش ، ثم تدمير معسكراته ومقتل المجندين في بداية الحرب .
طيب تقدم؟؟
مستقبلها مرتبط مع دولة بورتسودان ، فليس لتقدم تمثيل في غرب السودان ولا تعبر في قضاياها عن إنسان الغرب
الأزمة في السودان ليست بسبب صيغة الحكم ولكنها بسبب التهميش وعدم المساواة ، وهذه قضايا عجزت تقدم أن تصف لها حلاً.  

مقالات مشابهة

  • تشريح جثة طفلة قتلت علي يد خالها بالمعصرة
  • الصين تعلن استعدادها لمساعدة سوريا بالدفاع عن سيادتها.. أمريكا: من مصلحتنا أن تكون آمنة
  • قيمتها 4 ملايين دولار.. ضبط كميات كبيرة من المخدرات كانت في طريقها لمناطق الحوثيين
  • إبنة نصرالله تكشف معلومات عن والدها... هكذا كانت حياته
  • ابنة نصر الله: والدي لم يختبئ تحت الأرض.. هكذا كانت حياته
  • 3 كلمات من قالها غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.. فهل تعرفها؟
  • استمرار نهب الذهب الدموي بعد الحرب
  • دعوةٌ للابتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان..
  • دعوةٌ للإبتهال والدعاء والتصدُّق والصيام بنيةِ وقفِ الحرب في السودان
  • كيف ممكن تنتهي الحرب السودانية ؟؟؟