سودانايل:
2025-01-18@06:40:41 GMT

آمنة .. ( ساكنة الفؤاد) ترحل

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

محمد المكي أحمد

أخبار السودان، اليومية ، الموجعة ، حملت صباح اليوم ( 7 يونيو 2024) خبرا شديد الإيلام.
في يوم الجمعة ، وهو من أفضل الأيام، رحلت (ساكنة الفؤاد) .

السيدة الوقورة، الرصينة، صاحبة القلب الأخضر، آمنة حسن الهدي ( بكسر الهاء وفتح الدال) ودعت دنيانا الفانية .
آمنة شقيقة زوجي اشراقة .

كانت الفقيدة من أقرب أهل أمي، الراحلة، العزيزة ، الحبيبة، ستنا إلى أسرتنا، و حبيبة إلى قلبي ، هي أخت، كبيرة ، بمكانتها في القلب والعقل .



حملت عن جدارة دلالات اسمها ومعانيه ..
في قواميس اللغة العربية أمنة هي (ساكنة الفؤاد، المطمئنة) وهي مصدر دفء إنساني ، وطمأنينة، وجسر تواصل حميم بين أهلها في غرب السودان وشماله.

كثيرون في السودان ودول أخرى يحبون أن تحمل بناتهم هذا الاسم الجميل .. حبا في سيدة الاسم التاريخي آمنة بنت وهب، أم رسول الله، سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم),

كانت آمنة حسن سيدة فاضلة، حملت في دواخلها نبض الفطرة الذي يتميز به أهلنا في (دار حامد) في (كردفان ) بغرب السودان ومناطق أخرى .

كانت طيًبة، طيبة، طيبة، من دون حدود.
( حنيًنة) بكل ما تعنيه الكلمة بفيض مشاعرها الدافئة .

أبنائي , أيمن ، أحمد،وأمنية، ، كانوا يزورونها من وقت لآخر في سنوات وجودهم بالسودان مع أمهم ، وقد وجدوا في قلبها احتضانا وحبا واهتماما، وقصصا وحكايات شعبية.

أوجعهم رحيلها وأبكاهم ، وأبكى من عرفوها عن قرب.

على الصعيد الشخصي بادلتني تقديرا بتقدير، ومودة بمودة.

كانت تتفاعل مع اطلالاتي التلفزيونية في زمن الثورة السودانية السلمية الباهرة ، في العام 2019 بالإشارة إلى الحاضرين بأن هذا هو ( ود ستنا) حبيبتها، وحبيبة كل من عرفها عن قرب.

في زمن الحرب التي قتلت أعدادا كبيرة من السودانيين وشردتهم داخل السودان وخارجه اضطرت أسرة الفقيدة إلى نقلها - وهي سيدة كبيرة السن –الى خارج الخرطوم مع أفراد الأسرة، بعدما داهم البيت مسلحون، وأشهروا سلاحا في وجوه أهل البيت ، وقد جرى نهب كل ما فيه .

المشهد كان صادما لسيدة في سنها، لم تر مثل هذا المشهد في حياتها.

نُقلت في ظروف صحية صعبة إلى مدني عاصمة ولاية الجزيرة ، وبعدما امتد لهيب الحرب الى هناك تم نقلها مع عدد من أفراد أسرتها إلى القضارف في شرق السودان .

ياله من ترحال موجع، لكبار السن ، والأطفال ، وكل الناس.

انتقلت إلى رحمة الله في القضارف ، وهي كانت تسكن بيتها في الخرطوم.

قناعتي راسخة بقوله تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) و ( أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة)

واقع الحال في السودان يؤكد أن الحرب التي دخلت عامها الثاني شردت وأذلت عددا كبيرا من السودانيين، المدنيين ،الأبرياء، ويصعب حصرهم الآن.

قتلت الحرب أعدادا تزداد يوميا من السودانيين، برصاص أطراف الحرب (أصدقاء الأمس أعداء اليوم) ، ومشعلي نيرانها، وساكبي الزيت على لهيبها بالأسلحة المتعددة الأشكال والأنواع وبالكلام !.

الحرب قتلت أروع الناس بالمرض، والحزن الشديد، وصدمات هزت الوجدان كما فعلت مع آمنة .

التعازي لأبنائها ، سهام، عادل، عبد الخالق، غادة، ميرفت، أفراح، وروضة ، ولأخواتها وشقيقها ، محاسن ، فاطمة، الفاتح ، وإشراقة
( إنا لله وانا اليه راجعون)

modalmakki@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

يا شعب السودان وقبائله اتحدوا

الحركة الإسلامية بعد أن تقطعت بها السبل واصبحت تكن حقدا دفينا على الشعب الذي رفضها في ثورة شعبية وبدلا من ان تراجع فقه المشروع الحضاري الفاشل بامتياز والذي انتهي بفصل الجنوب والابادة.

هاهي الآن في مرحلة جديدة تاخذ من فقه الدواعش الذي يستند على مسطرة مقاسها دولة البحر والنهر وتصفية ثورة ديسمبر بعد أن تاكدت بان الديسمبريات والديسمبريين لن يهزمهم الانقلاب أو الحرب. لوضع حد لجرائم الحرب والابادة من طرفي النزاع، اعملوا بجد لإعلان المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية تنظيمين ارهابيين، وحافظوا على وحدة الشعب غربا وشرقا وشمالا ووسطا وجنوبا، سنهزم الحرب ولن تهزمنا فخصمنا واحد هم الذين اختطفوا الدولة بكل مؤسساتها.

*الحركة الإسلامية تنظيم إرهابي*
*اوقفوا القتل والمجازر*
*اوقفوا خطاب الكراهية والدعاوي الاثنية*
*لا لتفتيت النسيج الوطني والقتل على الهوية*
*ثورة ديسمبر توحدنا*
*الثورة أبقي من الحرب*

*١٥ يناير ٢٠٢٥*  

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة الأزهر: 90% من حالات الإجهاض نعمة كبيرة
  • مأساة في مدرسة لبنانية.. كروسان قتلت الطفل جو!
  • تحديات كبيرة تواجه غزة.. المعاناة لن تنتهي بوقف إطلاق النار
  • فرض حظر التجوال بدولة الجنوب و إخلاء السودانيين إلى مناطق آمنة
  • الدور على السودان وليبيا واليمن
  • باحث بالعلاقات الدولية: الدول الغربية لها مطامع كبيرة في ثروات السودان
  • الحرية المصري: مصر بذلت جهودا كبيرة لنزع فتيل الحرب بالشرق الأوسط
  • يا شعب السودان وقبائله اتحدوا
  • بعد أن كانت مدينة تنبض بالحياة.. “لوس أنجلوس” تتحول إلى كتلة كبيرة من الفحم
  • ساكنة الخنيشات بسيدي قاسم تخصص استقبال الأبطال لـ”لولا الظروف”