#الحزب والحزبي أليسا من #مداميك #الدولة_الاردنية تاريخيا ولكن…؟.
ا.د #حسين_محادين*
(1)
استنادا لاطروحات علم اجتماع السياسية يمكن القول،
فكريا وسياسيا،
تُشكل المسيرة السياسية، والحزبية معا، وبجذورهما العشائرية النسبية في الدولة الاردنية منذ تاسيس الامارة 1921 وصولا الى الراهن الذي تلج فيه دولتنا الاردنية مئويتها الثانية بكل مغالبة وارتقاء، أقول تشكلان ضرورة معرفية وتفكرية للعاملين في العمل العام والحزبي منه على وجه الخصوص لاسيما بالنسبة لشبابنا من الجنسين.


(2)
اقول، تحوّي هذه المسيرة الاردنية بجذورها الفريدة قيادة وشعب وعيا ناجزا، وتوثيقا نموذجيا ضمنيا لتاريخ الاردن الحديث، وعِبرا غنية وضرورية مفيدة لكل من :-
الراصد والمحلل والمتحدث الاكاديمي، والعامل في الحقل السياسي للدولة، الحزبي الذي اتجه نحو الالتحاق في الاحزاب البرامجية الجديدة، وكذلك الاعلامي الدارس باهتمام لهذه الثلاثية اللافتة مع مطلع ظهور الامارة”دولة عربية الهوية والممارسات” وهي التي تشكلت بفرادة توافقاتها الحياتية بين الاردنيين مسلميهم ومسيحيهم دينيا كأنموذج مقدس ، ووضعيا- اي من وضعنا كبشر- من كل المكونات والقيادات السكانية الغنية والمتنوعة ببنيتها وتجاربها لتتوحد بعقد ديني وسياسي طوعي/ سلمي تحت مظلة الدولة/الامارة المركزية الواعدة حينها من ” روابط لعشائر بدوية ذات هوية متنقلة غالبا، ومن احزاب بقيادات وجهاء عشائريون “منذ عام 1928تقريبا” داعمون هم واحزابهم الناشئة
لتشكل واستقلال امارة شرق الاردن الجديدة، وبالضد من توطين اليهود بفلسطين.
(3)
ان هذه الثلاثية العضوية التي ذكرتها في مسيرة حياتنا كأردنيين، انما تستلزم منا كعاملين و محلليين في الشأن العام ، الوقوف الواعي والمتوازن امام طبيعة وجذرية العلاقة بين السياسيات الرسمية للدولة الاردنية الانتقالية من قيم الريف فكرا وممارسات نحو المدنية والمواطنة الدستورية نازعة لاكتمال تحقيقها لدولة القانون والمؤسسات في مئويتها الثانية، وبالتالي من العادي جدا ان تكون علاقة الدولة الاردنية مع الاحزاب والعشائر متبادلة المنفعة، ومنها الاختيار من بينهما من يكونوا مسؤولين في مؤسسات وزارات الدولة بكل الحقب كتعبير ناضج اتسم بالمرونة في كل مرحلة من مراحل تطورها وتحديثها وتقويتها لنفسها كدولة اولا ، وثانيا تحديثا وتنشيطا منها لأدوار وقيم الولاء لدى كل مكوناتها السكانية والتنظيمية في المساهمة ببناء الدولة واستدامتها، مع ملاحظة ان الاحزاب الاردنية تاريخيا كانت ومازالت احدى مداميك الدولة منذ امارة شرق الاردن وللآن ، رغم تذبذب منسوب الرضى في العلاقة بينهما من عهد الى اخر، لنجد بأن العلاقة بين هذه المكونات الثلاث السابقة قد تميزت بحقيقتها وهويتها السياسية الفريدة في ما يلي بانها:-

علاقة تبادلية المنفعة مشروعة سياسيا، مثلما هي متنوعة وموزعة العناوين، اقتصاديا و تمثيلا سياسيا ومناطقيا مؤسسيا بهدف تحقيق التوازن في متطلبات تمام التشاركية في ديمومة الأمن المجتمعي للوطن والحفاظ عليه وهذا ما ثبت نجاحه بامتياز عبر الاجيال، ولنا عِبر كثيرة للتفكر في ما جرى من تغيرات/انقلابات في انظمة سياسية مجاورة طوال قرن من الزمن تقريبا. ان استدامة توافق ثلاثية “العشيرة،الاحزاب، النظام السياسي” في مسيرة الدولة الاردنية قد مثل ضرورة توافقية مستدامة للمسارعة الوازنة في استمرار انضاج التحديث السياسي والاقتصادي و البيروقراطي الحكومي الاردني الهادىء ،الامر الذي جعله تكيفا سلميا مؤسسيا واعيا، بعيدا عن اية صراعات داخلية والحمد لله ، او خارجيا مع ما يجري -ولو انفعالا شعبيا- في دول الاقليم المحيط بالاردن وفلسطين المحتلة من تحديات وحروب بينية ، وأطماع عقائدية ودولية اقتصادية متنامية بعد حرب غزة بامتداداتها الايدلوجية مثلا ، ترابطا مع ما يجري ايضا في العالم الاوسع الذي تعولم بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بعيد عام 1990 فأصبح العالم بقرن واحد، دولار واحد، وتكنولوجيا غربية وايدلوجية واحدة هي العمل على اعادة تشكيل حضارات ودول العالم وفقا للنموذج الغربي العولمي الواحد.
(4) لقد صدرت لنا وما زالتا كل من:-
أ- ايدلوجية العولمة “الوظيفية الوضعية” بعيد تسعنيات القرن الماضي عبر التكنولوجيا و النظام الاقتصادي الحر مشروعها التغييري المتدرج وفقا للنموذج والحياتي الغربي بقيمه الفردية والربحية الجشعة .
ب- صدرت لنا الثورة الإيرانية بايدلوجيتها العقدية الشيعية “الصراعية”
تغيرات واختراقات فكرية عميقة لسيادة الدول وخصوصية الحضارات لاسيما” العربية المسيحية والسنة الاسلامية المؤمنة ” الامر الذي وضع الدول واذرعها الحزبية في تحديات كبيرة،
اولها ما دور التأثيري في تحصين الوعي العام من قِبل “الحزبين” عبر الاحزاب البرامجية الناشئة والمتوالدة الاعداد اردنيا ونحن على ابواب الانتخابات النيابية ، وهل بوسعها فعلا كتنظيمات -مع الاحترام – وضع برامج فكرية لتحصين الشباب الاردني المستهدف كجزء من مقومات الوطن، وهم مادتها كما يفترض بالضد من سطوة الايدلوجيتين العولمية الجشعة والشيعية الايرانية مثلا، مقارنة بادوار العشائر كتنظيمات راسخة برابطة الدم والتربية العميقة لشبابها على اسس الحلال والحرام بجذورها الدينية، والتي مازالت قادرة على توجيه إجماعاتها ونتائچ انتخاباتها الداخلية للتصويت نحو مرشحين بعينهم…رغم ان كل من الاحزاب والعشائر ما زالا من اركان البناء السياسي للدولة الاردنية المعاصرة.. ..اخيرا
هذه
اطروحات للتفكر والتحاور بالتي هي اجدى للوطن والمواطن..فهل نحن فاعلون..؟ قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن. مقالات ذات صلة في ظلال طوفان الأقصى “77” 2024/06/09

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحزب مداميك الدولة الاردنية الدولة الاردنیة

إقرأ أيضاً:

بو عاصي: وجود حقيبة المال بيد وزراء أمل خرب الدني

اعلن عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي أن الدولة اللبنانية كطائرة محطّمة أخرجناها من "بؤرة كسر" الى المدرج، لكن هذا لا يعني ان مشاكلنا حلّت إنما إنطلقنا على طريق الحل ولكن لا يظنّن أحد أننا وصلنا.

وفي مقابلة عبر الــ mtv، أشار الى ان "الكل مستعجل لتشكيل الحكومة بهدف إعادة انتظام عمل المؤسسات ولكن بعض الأمور التي تحصل بعكس كل المنطق السياسي، مضيفاً: "بعض ما يتم تداوله خارج اي منطق كحديث بعضهم عن الحاجة لحكومة غير سياسية! أقترح عليهم تشكيلها من ناديي الرياضي والحكمة ولكن فاتنا أن الرياضي مقرب من تيار المستقبل والحكمة من القوات اللبنانية. كما يدعو البعض الآخر الى ألا تضم حزبيين. في كل دول العالم الحكومات سياسية ولا تناقض بين الحزبي والكفوء. الناس تثق بالأحزاب فنحن كقوات مثلاً حصدنا اكثر من 220 الف صوت".

تابع: "وزراء "القوات" أظهروا طريقة حكم مختلفة والاخصام أشادوا بأدائهم قبل الاصدقاء. اذكّر أنني اقدمت على إلغاء عقود مئات الموظفين الذين شكلوا فائضاً في وزارة الشؤون الاجتماعية قبل أيام من الانتخابات النيابية. إنتمائي الحزبي وفّر لي الغطاء لاقوم بخطوة رجل الدولة هذه".

بو عاصي أشار الى أن  "القوات مع حكومة منسجمة ولا تهتم لحكومة جامعة"، لافتاً الى ان "من المفترض أن تحاسب الأقلية المعارضة في مجلس النواب الأكثرية الحاكمة في مجلس الوزراء لكن هذا أمر غير قائم في لبنان".

كما وشدّد رداً على سؤال على أن تكليف الرئيس نواف سلام هو صناعة محلية، مؤكّداً ان أي كتلة لم تتعرّض لأي ضغط.

وفي ما يتعلق بحقيبة وزارة المال وإمكان منحها للشيعة مجدداً، أوضح: "لا مشكلة لدي إن كان وزير المال بوذياً او هندوسياً أو مارونياً أو شيعياً. ولكن لا يجوز بأي شكل تكريس حقيبة لأي طائفة ولم يتم ذلك إلا بوهج سلاح الحزب. لقد اعطوها زوراً طابع الميثاقية وتحت هذا الغطاء راح وزير المال يتحكم عبر إمضائه بمصير باقي الوزارات بشكل غير مقبول".

تابع: "وجود حقيبة المال بيد وزراء "أمل" على مدى السنوات الماضية "خرب الدني" والوزراء المتعاقبون على وزارة المال مسؤولون عن تدمير الاقتصاد وانهياره. لذا أمر خطر ربط حقيبة وزارة المال بطائفة لأنّه يُعطي صلاحية للوزير باستنسابية التوقيع.

ردّاً على سؤال، أجاب: "لا يمكننا الحديث في الوقت الحالي عن "deal breaker" إن أعطيت حقيبة المال لشيعي بحيث لا نشارك كـقوات بالحكومة. في الأساس أي قرار في هذا الصدد يتخذه تكتل الجمهورية القوية مع الهيئة التنفيذية في القوات. ولكن الثلاثية السابقة (جيش - شعب - مقاومة) وتكريس حقيبة لطائفة معينة والثلث المعطل هي الامور التي نرفضها بالمطلق".

تابع: "لسنا مع إعطاء "الحزب" أكثر من حصته لأنه في كل مرة يؤذي لبنان واللبنانيين. للتذكير، في العام 2005 كان الحزب بحالة أكثر سوءاً من المرحلة الحالية وجاء بعدها اتفاق مار مخايل كنفحة سمحت له الإجهاز على الدولة".

من جهة أخرى، إعتبر بو عاصي أن "الحزب" جزء من الدولة العميقة والعقيمة الى جانب بعده الايديولوجي وارتباطه بالجمهورية الاسلامية في إيران"، مضيفاً: "لذا نحن كـقوات لبنانية بالطبع مع تفكيك التركيبة التي أدار الحزب من خلالها  شؤون الدولة لأنه مارس الإطباق على البلاد كالأخطبوط وهذه خطورته".

ختم بو عاصي: "علينا العمل كي تكون العلاقة بين لبنان وسوريا سليمة وندّية بحيث يتم التخلي عن المطامع التوسعية لدى سوريا الممتدة من العام 1920 حتى سقوط نظام بشار الأسد وأدعو المسؤولين اللبنانيين لدعوة المسؤولين السوريين لزيارة لبنان لا ان نكتفي بزيارة سوريا".

مقالات مشابهة

  • مجلسا السيادة والوزراء يجيزان الموازنة العامة للدولة وجبريل يقول: “موازنة غير تقليدية”
  • السيسي: إنهاء طلب الدولار من الخارج هدف استراتيجي للدولة
  • محمد شردي: تطوير وسائل المواصلات جزء من الخطة الاستراتيجية للدولة
  • تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
  • التشكيل وفق القواعد القديمة.. وسلام لا يرضخ للضغوط
  • بو عاصي: وجود حقيبة المال بيد وزراء أمل خرب الدني
  • المكتب السياسي لحزب "الجرار" ينتقد تعثر التنسيق في الأغلبية الحكومية في سياق تسخينات انتخابات 2026
  • الـBusiness Insider :ماذا يعني المشهد السياسي المتغير في لبنان بالنسبة لحزب الله؟
  • برلماني: الإفراج عن 4600 شخص يعكس حرص القيادة السياسية على تعزيز قيم التسامح والرحمة
  • رئيس حزب الاتحاد: قرار العفو الرئاسي يعكس البعد الإنساني للدولة المصرية