انتخابات البرلمان الأوروبي على صفيح ساخن.. ومؤشرات على صعود اليمين المتطرف
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
يختتم الناخبون في 21 دولة بالاتحاد الأوروبي، الأحد التصويت في انتخابات البرلمان الأوروبي التي استمرت 4 أيام، وسط توقعات بسيطرة الأحزاب اليمينة على البرلمان الأوروبي.
وتوجه ما يقرب من 450 مليون ناخب أوروبي بداية من الخميس حتى الأحد في كل دول الاتحاد الأوروبي للإدلاء بأصواتم، على أن يصدر البرلمان الأوروبي أول نتيجة مؤقتة بعد الساعة 9:00 مساء بتوقيت غرينتش، عندما يتم الإدلاء بالتصويت النهائي للاتحاد الأوروبي في إيطاليا.
ووسط أزمات اقتصادية ومعيشية؛ سادت توقعات بارتفاع نسبة التصويت لليمين المتطرف الذي يستغل الأزمات ليلحقها بالمهاجرين واللاجئين، مقابل خسارة الليبراليين والخضر مقاعدهم، مما يقلل أغلبية يمين الوسط ويسار الوسط، الأمر الذي يتوقع أن يؤثر على إقرار قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن تحدد الانتخابات كيفية مواجهة الاتحاد الأوروبي، (تكتل يضم 450 مليون مواطن)، للتحديات بما في ذلك "روسيا " والمنافسة الصناعية المتزايدة من الصين والولايات المتحدة والتغير المناخي والهجرة.
ومن المتوقع أن تشغل الأحزاب اليمينية المتطرفة ما يصل إلى ربع إجمالي المقاعد، وإذا فازت بأغلبية كبيرة، فستكون الصورة واضحة، ولكن التفاصيل الدقيقة حول تأثير تلك الأحزاب على الحياة وصنع السياسات في الاتحاد الأوروبي سيكون أكثر تعقيداً، وقد يبدو الأمر جلياً بأن التحول إلى اليمين في البرلمان الأوروبي من شأنه أن يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي حول موضوع الهجرة.
ولم تغب قضية فلسطين عن ساحة الانتخابات حيث تشهد حضورا داخل البرلمان، خاصة مع دعم الأحزاب اليمينية للاحتلال الإسرائيلي، رغم الالتفاف الشعبي حول قضية فلسطين وخروج التظاهرات الشعبية يوميا داخل بلدان الاتحاد الأوروبي، دعما لفلسطين ورفضا لحرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة والتي دخلت شهرها التاسع.
البرلمان الأوروبي أهداف وأدوار
ويعد البرلمان الأوروبي مؤسسة منتخبة تم استحداثها من أجل الرقابة على المؤسسات التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، حيث يتم انتخاب أعضائه باقتراع عام مباشر يشارك فيه مواطنو دول الاتحاد مرة كل خمس سنوات.
ويعتبر البرلمان الأوروبي المؤسسة الوحيدة من بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي التي يتم اختيار أعضائها بالانتخاب، وعلى مر السنين اكتسب البرلمان الأوروبي صلاحيات تشريعية وسياسية، وخصصت له ميزانية واسعة
وجاءت فكرة إنشاء البرلمان الأوروبي عام 1951 على يد الجمعية المشتركة للجماعة الأوروبية للفحم والصلب، فقد اجتمعت الجمعية لأول مرة في أيلول/ سبتمبر 1952 بحضور 78 ممثلا من الدول الست أوّل الأعضاء فيه، وهي فرنسا وإيطاليا وألمانيا ولوكسمبورغ وبلجيكا، وجاء أول مسمى لها "الجمعية البرلمانية الأوروبية" فيما جرى تغيير الاسم إلى "البرلمان الأوروبي" في عام 1962، وجاءت أول انتخابات باقتراح عام مباشر في حزيران/ يونيو 1979.
يشكل البرلمان الأوروبي الأساس الديمقراطي للاتحاد الأوروبي. ومن أجل ضمان هذه الشرعية الديمقراطية يرتبط البرلمان بالعملية التشريعية الأوروبية ويمارس -نيابة عن المواطنين- السيطرة السياسية على مؤسسات الاتحاد الأخرى، وعلى عكس البرلمانات الوطنية، لا يقدم البرلمان الأوروبي مقترحات تشريعية، بل يناقش المقترحات المقدمة من المفوضية الأوروبية.
يلعب البرلمان دورا حاسما في تنصيب المفوضية الأوروبية، إذ ينتخب رئيس هذه المؤسسة بالأغلبية المطلقة، بناء على اقتراح من المجلس الأوروبي، ويمكن لأعضاء البرلمان الموافقة أو رفض بقية الفريق (هيئة المفوضين)، كما يتمكن البرلمان الأوروبي من طرح أسئلة مكتوبة أو شفهية على المجلس والمفوضية، وتلقي الالتماسات من المواطنين الأوروبيين، وتشكيل لجان تحقيق مؤقتة، في حال حدوث انتهاكات أو سوء تطبيق لقانون المجموعة، كما لديه الحق في الاستئناف أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي.
تنص القواعد على ألا يضم البرلمان أكثر من 751 ممثلا لمواطني الاتحاد (750 نائبا والرئيس)، وبعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي عام 2020، انخفض عدد النواب إلى 705، وأعيد توزيع جزء من المقاعد الـ73 التي كان يشغلها النواب البريطانيون سابقا على الدول الأعضاء الأخرى التي كانت "ناقصة التمثيل" نظرا لعدد السكان. وبعد انتخابات حزيران/ يونيو الجاري وصل عدد أعضاء البرلمان الأوروبي إلى 720.
تظاهرات ألمانية ضد اليمين
رغم التوقعات بتصاعد اليمين المتطرف، تظاهر عشرات الآلاف في ألمانيا السبت عشية الانتخابات الأوروبية، تنديدا باليمين المتطرف ودفاعا عن الديمقراطية.
وتحت شعار "أوقفوا التطرف اليميني، دافعوا عن الديمقراطية". تظاهر ألاف المتظاهرين، رافعين شعارات "ألمانيا متنوعة"، و"أوقفوا الكراهية"، و"فلتسقط العنصرية"، فين حين يأمل حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف بتحقيق أفضل أداء له في الانتخابات الأحد، بعد أن حصل الحزب المناهض للهجرة والمنتقد للاتحاد الأوروبي على نحول 11% من الأصوات في عام 2019.
نتائج اليمين في هولندا تتصاعد
وقال عضو الأمانة العامة للجالية الفلسطينية في هولندا، الدكتور نور الدين عبد الرزاق في تصريحات خاصة لـ "عربي 21" إن المؤشرات الأولوية تشير إلى تقدم اليمين المتطرف، حيث أعلنت نتائج هولندا وفى انتظار إعلان باقي النتائج اليوم.
وأضاف عبد الرزاق أن حزب الحرية (VVD) اليميني المتطرف برئاسة فيلدرز نجح في الفوز بسبعة مقاعد، للبرلمان الأوروبي من أصل 31 مقعدا لهولندا، في تقدم لافت عن الانتخابات السابقة، فيما فشل تحالف اليسار، (تحالف الخضر وPVda) في زيادة حصته من المقاعد ليحصل فقط على 8 مقاعد.
ولفت عبد الرزاق أن الحزب اليميني فشل في انتخابات 2019 في الحصول على أي مقاعد داخل البرلمان الأوروبي، وفى 2020 مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حصل على مقعد واحد فقط، في تحول كبير في نسبه المصوتين لليمين المتطرف.
وأشار عبد الرزاق، وهو عضو الأمانة العامة للجالية الفلسطينية في هولندا، إلى أن أحزاب اليمين المتطرف رغم تصريحاتها الانتخابات وعجزها عن تنفيذ كافة الوعود الانتخابية، إلا أن برامجها الانتخابية تجذب الناخبين خاصة وأنها تميل أكثر إلى المشاكل الاقتصادية والمعيشية وتقليل عدد المهاجرين.
وتابع عبد الرزاق، أن خطورة صعود اليمين المتطرف في انتخابات اليمين المتطرف، هو سياسته في دعم الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك مواقفه من قضايا المهاجرين، وغيرها من المشاكل، ورغم أن الشعوب الأوروبية أصبح لديها وعي كبير للقضية الفلسطينية إلا أنها في النهاية تذهب لمن يعد بحل مشاكلها الاقتصادية والمعيشية، وعلى سبيل المثال وعد الزعيم اليميني المتطرف، فيلدرز بإصدار "أشد قانون للهجرة على الإطلاق"، حتى مع صعوبة تحقيق تلك الوعود.
تدمير أوروبا
واتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أحزاب اليمينية المتطرفة بمحاولة "تدمير" أوروبا، خلال آخر جولات حملتها لإعادة انتخابها في منصبها، وحذرت من أن أوروبا "تواجه تحديا لم يسبق له مثيل من جانب الشعبويين والمتطرفين والديماغوجيين".
وقالت فون دير لاين "هؤلاء المتطرفون لديهم شيء واحد مشترك، إنهم يريدون إضعاف أوروبا وتدميرها وتخريبها"، متعهدة بأنها لن تسمح "بحدوث ذلك أبدا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية انتخابات البرلمان الأوروبي اليمينية المتطرفة هولندا أوروبا أوروبا هولندا انتخابات البرلمان الأوروبي اليمين المتطرف المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی الیمین المتطرف عبد الرزاق
إقرأ أيضاً:
انتخابات البلديات في ليبيا: إحراج للنخب السياسية وإثبات للقدرة على النجاح
ليبيا – سلط تقرير تحليلي نشرته مجلة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية الضوء على الدروس المستفادة من نجاح ليبيا في تنظيم انتخابات بلدية في 58 بلدية، واصفًا يوم الـ16 من نوفمبر بـ”اليوم المهم”، مشيرًا إلى أنه كشف تناقضات ونفاق نخبة سياسية فاسدة تعيق المسار الديمقراطي.
وأكد التقرير، الذي تابعته وترجمت أبرز ما جاء فيه صحيفة المرصد، أن مفوضية الانتخابات أثبتت قدرتها على تنظيم استحقاقات ناجحة إذا ما تُركت لتعمل دون تدخل سياسي وحصلت على الدعم اللازم. ووصف التقرير أداء المفوضية في الانتخابات البلدية بالمثير للإعجاب، خاصة في ظل الانقسامات السياسية والنقص في الموارد.
دروس مستفادة من التجربة: إثبات القدرة على النجاح رغم الصعوبات:يرى التقرير أن تنظيم الانتخابات البلدية بنجاح يطرح تساؤلًا كبيرًا حول عدم المضي قدمًا في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، مشيرًا إلى أن العوائق الحقيقية لهذه الانتخابات ليست فنية أو لوجستية بل سياسية بحتة. إحراج النخب السياسية:
يصف التقرير هذه الانتخابات بـ”الإحراج الكبير” لنخب سياسية متمسكة بالسلطة. وأكد أن تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية في عام 2021 كان مجرد مناورة من حكام يخشون فقدان امتيازاتهم وسلطتهم. إمكانية تنظيم الانتخابات رغم الانقسامات:
أظهر نجاح الانتخابات البلدية أن ليبيا تمتلك الإمكانات البشرية والفنية لتنظيم انتخابات ناجحة حتى في ظل الانقسامات القبلية والإقليمية. تساؤلات حول الانتخابات الوطنية:
تساءل التقرير عن استعداد النخبة السياسية الحاكمة للسماح بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، خاصة بعد أن أثبتت الانتخابات البلدية أن العقبات السياسية المصطنعة هي المانع الأساسي أمام إرادة الليبيين. كما لفت إلى دور قوى أجنبية في تعطيل المسار الانتخابي، مُرجحًا تكرار هذا التدخل في حال شعرت هذه القوى أو النخب المحلية بتهديد مصالحها.
ترجمة المرصد – خاص