المتحف الوطني في صنعاء: فرائد آثار ونقوش اليمن
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
يمن مونيتور/القدس العربي
هو ثاني متحف تم افتتاحه في اليمن، كان ذلك عام 1971 بينما كانت عدن قد شهدت افتتاح أول متحف عام 1937. ويمثل المتحف الوطني بصنعاء أهم وأكبر متاحف البلاد، إذ يضم مجموعات فريدة من ذخائر آثار اليمن ونقوشه، بعضها يعود للقرن العاشر قبل الميلاد، ويضم في مخازنه، نحو 150 ألف قطعة، ما تم توثيقه منها يصل إلى 40 ألف قطعة، فيما المعروض لا يتجاوز 1600 قطعة.
اُعيد افتتاحه في 28 نيسان/أبريل الماضي من قبل الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء، احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف 18 أيار/مايو، واليوم العالمي للتراث 18 نيسان/أبريل، بعد سنوات إغلاق طويلة، جراء الحرب الأخيرة التي يشهدها اليمن، والتي تسببت بإغلاق 23 متحفًا حكوميًا؛ بينما ما زال الكثير مغلقًا، والبعض منها تضرر كثيرًا، بما فيها متاحف تعرضت لغارات جوية من التحالف كمتحف ذمار الإقليمي الذي دمر تمامًا.
ويمثل الإغلاق تحديًا كبيرًا لمتاحف اليمن؛ باعتبارها تفتقر لامكانات الحفظ والعناية، بدءًا من عدم توفر مباني مؤهلة للعمل المتحفي، بما تضمه من مخازن مؤهلة بامكانات حفظ، علاوة على افتقادها لامكانات التوثيق والترميم، وقبل ذلك امكانات العرض وقدرات الحراسة الكافية؛ ما يجعل مخزونها عرضة سهلة للسرقة. لقد تعرضت متاحف اليمن، بما فيها المتحف الوطني بصنعاء، لعدد من عمليات السرقة، آخرها سرقة سبعة سيوف تاريخية عام 2013 وتم استعادتها لكن بعد أن تم تقطيعها.
من أبرز وأهم ما يحتويه المتحف الوطني بصنعاء مجموعة القطع الأثرية والنقشية من مواقع الجوف، والتي تعود في بعضها إلى الألف الأول قبل الميلاد، وتمثل ذخرًا حقيقيا للدراسات الأثرية والتاريخية للحضارة اليمنية، على الرغم من أن هذه المجموعة لم يتم العثور على معظمها في مواقع أثرية خلال تنقيبات، وإنما من خلال الحصول عليها من مواطنين.
من أقدم القطع الأثرية التي يضمها المتحف الوطني، على سبيل المثال، تمثال معد كرب، الذي يعود لما بين القرنين الخامس والسادس قبل الميلاد.
يقول وكيل الهيئة العامة للآثار والمتاحف- القائم بأعمال مدير المتحف الوطني، إبراهيم الهادي، إن المتحف الوطني بصنعاء يمثل أهم مخزون متحفي على مستوى اليمن؛ وقد شهد مشاريع عديدة في الترميم والتوثيق وإعادة تأهيله بما يتناسب مع وضعه ومكانته، لكنها لم تكن كافية، وبعضها لم يكتمل.
وأضاف لـ«القدس العربي»: لقد ظل المتحف مغلقًا لسنوات جراء الحرب، إلا أن قيادة الهيئة حرصت على إعادة فتح المتحف في سياق اهتمامها بالعمل المتحفي؛ فكان العمل الدؤوب الذي كُلل بإعادة افتتاحه في 28 نيسان/أبريل، ومعه متحف الموروث الشعبي الواقع بجواره أمام الزوار.
فيما أشار نائب مدير المتحف، عبدالله إسحاق، إلى حاجة المتاحف اليمنية والمتحف الوطني على وجه الخصوص لمشاريع تستكمل توفير احتياجات العمل المتحفي بما يجعله قادرًا على أداء مهمته على أكمل وجه، لاسيما وأن المتحف معني بذاكرة البلد وتراثه الحضاري؛ وهو ما يستدعي تضافر الجهود الحكومية وغير الحكومية للاهتمام به بدءاً من كادره البشري.
المبنى
اُفتتح المتحف الوطني بصنعاء لأول مرة في مستهل السبعينيات في قصر دار الشكر المطل على ميدان التحرير. ومن ثم أُعيد افتتاحه في الثمانينيات في قصر دار السعادة المجاور لدار الشكر. ويمثل دار السعادة أحد المباني التي شيّدها العثمانيون في صنعاء، وهو المبنى الذي حوّله الإمام يحيى بن حميد الدين ملك المملكة المتوكلية اليمنية قصرًا له، واسماه دار السعادة. وفي العهد الجمهوري تم تحويله في الثمانينيات إلى متحف.
يقع المتحف الوطني في منطقة كان يطلق عليها بستان المتوكل، خارج سور مدينة صنعاء القديمة، ويعود تاريخ هذا الحي إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتحديدًا فترة حكم الوالي العثماني أحمد أيوب باشا، الذي كان مهتمًا ببناء القصور الأميرية في اليمن، ومن المباني المهمة هذا القصر الذي كان في الأصل مستشفى للجنود العثمانيين، وكان اسمه بيمارستان (المستشفى الصحي العثماني) والذي صار لاحقًا قصر دار السعادة.
يقول نائب مدير المتحف الوطني، عبدالله إسحاق، لـ«القدس العربي»: «كانت هذه المنطقة بالنسبة للوالي العثماني بمثابة منطقة نقاهة. وعقب صلح دعان تحول المبنى إلى مبنى خاص بالإمام يحيى حميد الدين، الذي أحدث تغييرات في المبنى نفسه، واسماه دار السعادة وتحولت المرافق المحيطة بالمبنى إلى وحدات إدارية كوزارات.
وفي العهد الجمهوري تم إعادة افتتاح المتحف الوطني في هذا المبنى المكوّن من خمسة طوابق، بالإضافة إلى عدد من المرافق، ما زال معظمها غير مُستغل؛ بما فيها مرافق كانت ضمن مشاريع ترميم تعثرت لاحقًا بسبب الحرب».
يتميز محيط المكان بفناء واسع تدلف إليه من شارع الشهيد علي عبدالمغني، من خلال بوابة خشبية عريضة وسميكة، تقودك إلى فناء يطل على بوابة أصغر، ما زال بعض آثارها قائما في وسط الفناء، ومنها يقودك الممر المرصوف بالأحجار إلى بوابة مبنى القصر.
تماثيل
بمجرد دخولك إلى بهو الطابق الأرضي ستجد في استقبالك تمثالين برونزيين ضخمين لملكين عظيمين من ملوك مملكة سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات وأعرابهم؛ وهما الملك ذمار علي يهبر، وابنه الملك ثاران يهنعم؛ ويعود تاريخهما للقرنين الثالث والرابع الميلادي، ويرجعان إلى فترة حكم مملكة حِميّر. بالإضافة إلى هاتين القطعتين يضم الطابق فترينة تحتضن تمثالا برونزيا لشخصية سبئية هامة هوثر عثث، هو تمثال شبه كامل لرجل سبئي يعود للقرن السادس قبل الميلاد، وتظهر لحيته القصيرة وابتسامته الخفيفة، وشعره الملفوف، ويعكس التمثال قدرات فنية تمثل ملمحًا هامًا من ملامح الحضارة اليمنية قبل الميلاد. ويجسد شخصية عاشت في مدينة نشق بمحافظة الجوف، هي هوثر عثث بن رضو إل، وهو رجل ارستقراطي من أسرة شللم.
ووفق باحثين يمثل تمثالا هوثر عثث ومعد كرب معجزة في فن صب القوالب البرونزية في العصر السبئي القديم. ويعد هذا التمثال ثاني أكبر تمثال برونزي بعد تمثال ذمار علي يهبر. وقد تم ترميم تمثال هوثر عام 2006 ومن ثم عرضه في متحف اللوفر في باريس خلال الفترة أيار/ مايو ـ تشرين الأول/ أكتوبر عام 2007 قبل عودته وعرضه في المتحف الوطني بصنعاء.
من ضمن معروضات الطابق الأول بجانب التماثيل البشرية هناك تمثال برونزي لأسد في وضعية وقوف، تم ترميمه في متحف اللوفر في نفس فترة ترميم تمثال هوثر عثث، بالإضافة إلى إناء كبير الحجم يرجع للقرنين الخامس والسادس الميلادي في عصر مملكة قتبان في شبوة شرق.
ويعتبر هذا الإناء – حسب عبدالله إسحاق- من الأواني الخاصة بالمعابد، وكان يُستخدم في الطقوس الدينية.
كما يضم الطابق الأول فترينات عرض القطع الأصلية لتمثالي الملكين ذمار علي وثاران يهنعم، عند العثور عليهما عام 1937 في النخلة الحمراء في الحداء في فترة المملكة المتوكلية اليمنية، قبل إعادة صنع تمثالين بهيئتيهما الأصلية في ألمانيا عام 1970 في العهد الجمهوري.
إسحاق شرحه: «توجد قطع تعود لعصر مملكة سبأ، ومن ضمنها قرابين وأعمدة تماثيل نذرية مختلفة، وقطع تمثل أواني فخارية مع تماثيل دمى صغيرة، والتي تعتبر أثاثا جنائزيا، والتي تم اكتشافها في أحد المقابر الملكية».
وفي جناح مملكة حِميّر يضيف: توجد تماثيل نذرية من الحجر الكلسي وأوان فخارية وفترينات تحتوي على قطع برونزية منها مسارج، ومباخر، وتماثيل برونزية لحيوانات. وفي جناح مملكة حضرموت تضم الفترينات تماثيل حيوانية مختلفة كالثور والوعل وفترينات أخرى تحتوي على أوان مختلفة من الرخام والفخار والحرض. وفي جناح مملكة معين (يطلق عليها البعض الجوف) توجد فترينات لتماثيل حيوانية منها الجمل والثور والوعل. وجميع القطع الخاصة بهذه الممالك تعود للفترة بين القرن الثامن والقرن الرابع قبل الميلاد.
ضمن الطابق الثاني تتوفر غرفة مخصصة لعرض نقوش خط المسند، والتي تضم مجموعة من النقوش الحجرية الخاصة بالأحداث الرسمية كالانتصارات والنقوش الشعبية المكتوبة بخط الزبور على الأعواد الخشبية (الرسائل الخاصة).
العصر الإسلامي
كان يوجد في الطابقين الثالث والرابع من مبنى المتحف آثار من العصر الإسلامي وآثار من التراث الشعبي؛ إلا أنه تم نقل آثار العصر الإسلامي إلى جناح في أحد مرافق المتحف في فناء المبنى الرئيسي، كما تم نقل جزء من آثار التراث الشعبي إلى متحف الموروث الشعبي المجاور للمتحف الوطني.
وفي صالة العصر الإسلامي تتوزع الآثار على فترينات تعود محتوياتها للقرون السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الميلادي، وتعود تحديدًا لعصور الدولتين الأيوبية والعثمانية في اليمن.
ومن أبرز القطع المعروضة في هذه الصالة مسدسات خاصة بشخصيات هامة، وهي مسدسات مدعمة بالمرجان والفضة، بالإضافة إلى قوالب الرصاص، ونماذج من الخوذ والسيوف، وبعض القطع الخاصة بالمحارب، كالتروس والدروع.
كما تضم مقتنيات مدنية كالفوانيس الضوئية القماشية، ومسارج الذبالة، ومرشات العطور، والأواني المزخرفة، وغيرها من المقتنيات التي تعكس بعض مظاهر العصر الإسلامي في تلك القرون الثلاثة باليمن.
كما يتوفر في الطابق الثاني من جناح العصر الإسلامي مجموعة من الصور التاريخية، التي تعبر عن الحياة الاجتماعية والسياسية في اليمن في القرن التاسع عشر، ومن ضمنها جناح خاص بصور الرحالة الألماني هيرمان بروشات، الذي زار اليمن عام 1900 وتنقل بين مناطق مختلفة، والتقط صورًا لبعض مظاهر الحياة حينها.
المومياء
كان المتحف الوطني يضم قسمًا خاصاً بالمومياء؛ إلا أن مضي فترة طويلة على إغلاق المتحف جراء الحرب الراهنة، وعدم صيانة المومياوات تسبب في تلفها.
ويقول نائب مدير المتحف: «تلفت المومياوات؛ لأنها كانت بحاجة للتهوية والصيانة، وهذا يتطلب امكانات ومواد لا تتوفر في اليمن في مرحلة كان يعيش فيها حربا وحصارا».
وفيما يتعلق بمشروع التوثيق أضاف: «وصل توثيق محتويات المتحف إلى عام 2005 وتوقف بعد أن تم توثيق 40 ألف قطعة، مع توقف الدعم الذي كان يأتي عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية.
كما حظي المتحف الوطني بمشروع توسعة بدعم هولندي استهدف توسيع المتحف ليضم مجموعة من المتاحف باسم مجمع المتاحف. وتم إنجاز بعض مراحله لكنه توقف عام 2000. من ضمن ما تم إنجازه من المشروع هو ترميم بعض المباني، وإنشاء مخزن أرضي بتمويل يمني هولندي أمريكي، بارتفاع طابقين، وعمق عشرين مترا، ومجهز بأحدث الامكانات لحفظ القطع الأثرية باستثناء بعض القصور في قنوات التهوية؛ هو أمر ما زال يتطلب معالجة حتى الآن».
وشهد المتحف، مؤخرًا، مشروعا باسم «مشروع انقاذ المتحف الوطني» بإشراف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو» وتمويل من خلال الصندوق الاجتماعي للتنمية، وتمثل في ترميم الطابق الثاني وغيره، وكان المشروع في مرحلتين، لكن المرحلة الثانية حسب عبدالله إسحاق لم تكتمل.
ويقول: «لقد تأثر المتحف كثيرا خلال فترة إغلاقه الناجمة عن تأثر المبنى بالغارات الجوية للعدوان (التحالف) في المناطق القريبة من المتحف، ما ترتب عليه إغلاق المتحف، ونتيجة الإغلاق تأثرت القطع الأثرية بلا شك؛ لأن القطع الأثرية تحتاج إلى صيانة، في الوقت الذي انقطع الكادر الوظيفي عن العمل مع الإغلاق وتوقف صرف الرواتب».
وفيما نوه باهتمام الهيئة العامة للآثار والمتاحف بالعمل المتحفي إلا أنه أكد أهمية تضافر الجهود من قبل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني في سبيل تعزيز فاعلية الجهد البشري في متاحف اليمن.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التراث الثقافة اليمن العصر الإسلامی القطع الأثریة بالإضافة إلى مدیر المتحف دار السعادة قبل المیلاد افتتاحه فی فی الیمن المبنى ا إلا أن متحف ا ما زال من ضمن
إقرأ أيضاً:
بين شرعية الممول والشرعية الشعبية.. المجلس الرئاسي سنتان من الفشل الوطني
بعد مرور أكثر من عامين ونصف على تشكيل “مجلس القيادة الرئاسي” في اليمن، تبدو صورة المجلس في أذهان قطاع واسع من اليمنيين أقرب إلى كيان تم تشكيله لخدمة مصالح الداعمين الإقليميين أكثر من تحقيق مصالح الشعب اليمني. وبناء على هذه الصورة، سيكون من الصعب الرهان عليه لاستعادة الدولة سواء بالقوة أو عبر مفاوضات للسلام العادل.
عندما أُسِّس المجلس بمبادرة سعودية إماراتية تحت مظلة مشاورات يمنية واسعة في الرياض، كان الهدف المعلن توحيد القوى اليمنية المناهضة للحوثيين في إطار الشرعية بعد إعادة هيكلة سلطتها التنفيذية، من خلال دفع الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي لتفويض صلاحياته بشكل نهائي إلى المجلس، إلا أن الوحدة المنشودة لم تتحقق في الواقع كما كان مأمولا.
على الرغم من أن توحيد القوى الفاعلة على الأرض وإشراكها في السلطة يعد أمرا ضروريا لتحقيق الهدف الأساس المتمثل في استعادة الدولة، إلا أن المجلس أثبت عجزه عن تحقيق هذه المهمة. وهذا يعزز الانطباع بأن الداعمين له لجؤوا إليه كحل للتخلص من الفشل في إعادة الرئيس هادي إلى العاصمة صنعاء، باعتباره رمز الشرعية الذي استنجد بهم، وبالتالي، كان تسليم صلاحياته إلى هيئة جديدة مخرجا مناسبا لهم تحت ذريعة توحيد الصف الوطني.
تعكس تشكيلة المجلس بوضوح النفوذ الواسع لداعميه، إذ يضم قادة المليشيات والتشكيلات العسكرية المدعومة منهم، بدلاً من تمثيل القوى السياسية بشكل حقيقي، وهذا ينسجم مع رغبتهم في تقليص تأثير الفاعلين السياسيين.
في هذا السياق، يرى البعض أن النقطة الوحيدة المتعلقة بالوحدة في المجلس تتمثل في رفض العودة للاقتتال فيما بينهم كما حدث في السنوات الماضية، مع الحفاظ على الخلافات في إطار سلمي، وهو ما يعد مكسبا لو تم البناء عليه لتوحيد التشكيلات العسكرية ضمن إطار وزارة الدفاع وجهاز أمن الدولة، مما يساعد في بناء مؤسسات الدولة وتوحيد القدرات العسكرية نحو الهدف المشترك.
ومع ذلك، ظل أعضاء المجلس يمارسون مهامهم من الخارج بدلا من الانتقال للداخل الوطني في إطار المناطق التابعة للشرعية، وبالتالي لم تتغير طريقة إدارة البلاد حتى مع زوال بعض التحديات الأمنية المرتبطة بالمجلس الانتقالي الذي أصبح جزءا من المجلس، علما أن هذه القضية هي مما كان يؤخذ على الرئيس هادي إبان فترة إدارته من الرياض رغم أن بعض المبررات المنطقية كانت قائمة مثل صراعه مع الانتقالي.
تم تفسير تشكيل المجلس كمؤشر على تحوّل في أولويات الداعمين الخارجيين، فقد اتخذت السعودية مسارا للخروج من اليمن بعد استهداف منشآتها النفطية من قبل الحوثيين في عام 2019، ولأجل تحقيق ذلك، تخلصت من مسؤولية فشل إعادة الشرعية الى صنعاء، بالتركيز على استعادة السلام من خلال التفاوض السياسي مع الحوثيبن. أما الإمارات، وبعد سحب معظم قواتها، كانت تهدف إلى إشراك المجلس الانتقالي في السلطة للمساهمة في اتخاذ قرارات تخدم مشروع الانفصال تحت غطاء شرعية الدولة.
بناء على ذلك، جاءت قرارات وسياسات المجلس استجابة لمطالب الداعمين، حتى وإن بدا بعضها في الظاهر لصالح اليمنيين. على سبيل المثال، التنازلات التي تم تقديمها للحوثيين، كفتح مطار صنعاء وتسهيل دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، كانت استجابة لمطالب الحوثيين في مشاوراتهم مع المملكة.
بل إن التنازلات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مثل رفع التحالف، الذي تقوده الرياض، الحظر عن تفتيش السفن المتجهة إلى ميناء الحديدة، مما ساهم في زيادة موارد الحوثيين. وآخر هذه التنازلات كان إلغاء قرارات البنك المركزي، والتوقف عن اتخاذ قرارات مستقبلية مما بدا وكأنه مصادرة لحق الحكومة في اتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها تأكيد وجودها.
للأسف، تم تقديم هذه التنازلات دون الحصول على ما يُقابلها من جانب الحوثيين الذين حققوا فترة الهدنة التي بدأت عام 2022 ما لم يحققوه في السنوات الماضية، وذلك بسبب استغلالهم رغبة الرياض في التفاهم معهم للخروج من اليمن.
من الواضح أن هذه التنازلات لم يكن من الممكن تقديمها في ظل الرئيس هادي، الذي كان يتمتع بشرعية مستمدة من الانتخابات الشعبية، ما يجعل الضغوط عليه محكومة بسقف معين بغض النظر عن طبيعتها، في حين أن أعضاء المجلس، الذين تم اختيارهم من قبل الرياض وأبو ظبي، لا يمانعون في تنفيذ ما يُطلب منهم.
وعطفا على ما سبق، طالما أن شرعية المجلس مستمدة من داعميه الخارجيين، فسيستمر في تمثيل مصالحهم أكثر من تمثيل مصالح اليمنيين. ومن الصعب تصوّر رفضه لأي مطلب، حتى وإن كان على حساب الشأن الوطني.
مأرب الورد21 ديسمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام إعلام عبري: إسرائيل تستعد لمهاجمة اليمن بمشاركة دول أخرى التعادل يحسم مواجهة الكويت وعمان في افتتاح "خليجي 26" مقالات ذات صلة غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 الحكومة اليمنية تجري اتصالات لإعادة فتح سفارتها في دمشق 21 ديسمبر، 2024 تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت 21 ديسمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف “قيم الدين والأخلاق” في أغاني أيوب طارش 18 ديسمبر، 2024 الأخبار الرئيسية غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 الحكومة اليمنية تجري اتصالات لإعادة فتح سفارتها في دمشق 21 ديسمبر، 2024 تسليم مطلوبين أمنيين بين تعز وعدن وحضرموت 21 ديسمبر، 2024 التعادل يحسم مواجهة الكويت وعمان في افتتاح “خليجي 26” 21 ديسمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك “قيم الدين والأخلاق” في أغاني أيوب طارش 18 ديسمبر، 2024 الهاشمية المعادلة اليمنية للعلوية السورية 15 ديسمبر، 2024 هل يستغل اليمنيون التحوّلات الإقليمية لاستعادة الدولة؟ 12 ديسمبر، 2024 ناصر الذيباني، وكفى 11 ديسمبر، 2024 الشطرنج الإقليمي- إيران تفقد أكبر قطعة 9 ديسمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 13 ℃ 13º - 13º 37% 1.01 كيلومتر/ساعة 13℃ السبت 21℃ الأحد 22℃ الأثنين 22℃ الثلاثاء 22℃ الأربعاء تصفح إيضاً غارات جوية هي الأعنف تضرب مناطق عدة في صنعاء 21 ديسمبر، 2024 منتخب اليمن يتطلع للفوز الأول في المونديال الخليجي 21 ديسمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 28٬771 غير مصنف 24٬199 الأخبار الرئيسية 15٬288 عربي ودولي 7٬162 غزة 6 اخترنا لكم 7٬132 رياضة 2٬402 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬278 كتابات خاصة 2٬106 منوعات 2٬036 مجتمع 1٬858 تراجم وتحليلات 1٬836 ترجمة خاصة 106 تحليل 14 تقارير 1٬633 آراء ومواقف 1٬561 صحافة 1٬486 ميديا 1٬446 حقوق وحريات 1٬344 فكر وثقافة 918 تفاعل 821 فنون 487 الأرصاد 361 بورتريه 66 صورة وخبر 37 كاريكاتير 32 حصري 24 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
عبدالله محمد عبداللهشجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
خالد غالب الشجاعالله لا يلحقه خير من كان السبب في تدهور اليمن...