تفاصيل ميدانية.. هل بإمكان إسرائيل تدمير حزب الله عسكرياً؟
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
التركيزُ الإسرائيلي على التحضيرات للحرب ضدّ "حزب الله" في لبنان يسلط الضوء على "الأهداف الحقيقية" التي تريد تل أبيب تحقيقها عبر "ضربة" تسعى أن تكون قوية لتهدئة جمهورها الغاضب.
لدى مراقبة تصريحات المسؤولين والمحللين في تل أبيب، سيظهر بشكلٍ قاطع أن الحديث عن "الأهداف" ضائع، فإسرائيل تُهدّد بالحرب وتتوعد بتدمير لبنان، ولكن.
السؤال الأكثر طرحاً وسط كل هذه المعطيات هو التالي: ما هو مدى قدرة الحرب على ضرب قوة "حزب الله" العسكرية؟ وهل هذا الأمرُ واردٌ حقاً؟
التدقيقُ بمضمون المواجهة الأولية سيؤدي إلى أمرين أساسيين:
- الأول هو أن "حزب الله" ولحظة بدء المعركة، سيفتح الباب لصواريخه بالانطلاق نحو إسرائيل بشكلٍ عشوائي. هنا، ما سيحصل هو أن القبة الحديدية الإسرائيلية ستدخلُ في ارتباكٍ كبير، في حين أن "حزب الله" سينشط على أكثر من صعيد صاروخي، الأول وهو المهتم بإطلاق رشقات مكثفة عبر القذائف الدقيقة، فيما الثاني سيركز على إحباط سلاح الجو الإسرائيلي من خلال استهدافه وإسقاط الطائرات.
- الأمر الثاني يرتبط بالزحف الإسرائيليّ باتجاه لبنان، وهذه الخطوة ستشهد على المفاجآت الميدانية، وعندها من الممكن ألا يكون التقدم باتجاه العمق اللبناني وارداً باعتبار أنَّ المواجهة ستكون ضارية.
إذاً، أمام هذا السيناريو المطروح، كيف يمكن لإسرائيل أن تُضعف قوة "حزب الله" العسكرية؟ على هذا السؤال، تجيب مصادر معنية بالشؤون العسكرية فتقول إنّ إسرائيل تحاول حالياً استثمار الحرب المحدودة لتدمير ما تيسر لها من مواقع تقول إنها تابعة لـ"حزب الله"، وتضيف: "مما لا شك فيه هو أن الحزب خسر أصولاً عسكرية مُهمة في جنوب لبنان في حين أن الضربات التي يتلقاها تؤثر جداً على قوته وتركيزه العسكري في مناطق متقدمة".
وتتابع: "مع ذلك، فإنّ الحزب يلقى ضغطاً إضافياً في بيئته بعد الإستهدافات التي تطالها، الأمر الذي قد يشكل عبئاً إضافياً إليه، ويجعل من المراكز التي أسسها ضمن المناطق والبلدات، هدفاً إضافياً للقصف، ما قد يُساهم بالإضرار بحركته وبغرف عملياته الموزعة بين نقاطٍ عديدة".
إلا أنه في الوقت نفسه، فإنّ المصادر ترى أنَّ هذه الأمور قد لا تعني تضرر الأصول الاستراتيجية الأساسية حتى وإن طال القصفُ جزءاً أساسياً منها، فهناك أماكن عديدة ما زالت مُحصنة وبعيدة عن القصف، ناهيك عن الغرف العسكرية والمستودعات الموجودة تحت الأرض".
تُقدّر المصادر أن يكون الحزب قد بنى طيلة السنوات الماضية وتحديداً بعد حرب تموز عام 2006، مدينة عسكرية تحت جنوب لبنان، أساسها يتعلق بتخزين الأسلحة والصواريخ ومنصات الإطلاق ناهيك عن الأنفاق التي تسهل حركة مرور الآليات وعمليات نقل الأسلحة والمُقاتلين، بالإضافة إلى المصانع التطويرية للأسلحة والصواريخ والتي لم تستطع إسرائيل حتى الآن الإقرار بتنفيذ أي عملية طالتها.
إذاً، إن كانت بنية "حزب الله" الأساسية موجودة تحت الأرض.. فكيف يمكن لإسرائيل أن تقضي عليها؟ هنا، تقول المصادر إن الأمور لا تقتصرُ على ذلك، بل ترتبطُ بالمدى الجغرافي الذي يستغله الحزب سواء في عمق جنوب لبنان أو خارجه، مشيرة إلى أن امتداد "حزب الله" يصل إلى البقاع وبيروت، وبالتالي فإن إحباط قوته يحتاج إلى الوصول نحو بيروت، إلا أن هذا السيناريو هو من أكثر السنياريوهات التي وُلدت ميتة، والإسرائيليون يدركون ذلك، بحسب ما تعتبر المصادر.
الخطوة الوحيدة التي ستسعى إسرائيل لتعويض خسائرها العسكرية عبرها هي إستهداف البنى التحتية اللبنانية، في تكرارٍ لسيناريو العام 2006. المسألة هنا تأتي في سياق الضغط العسكري والإستراتيجي على الحزب، الأمر الذي قد يدفع البيئة اللبنانية للإنتفاض عليه ومطالبته بوقف الحرب، والدفع نحو مفاوضات سريعة.
لهذا السبب، تُظهر التقارير الإسرائيلية كيف أن المحللين هناك يتحدثون عن ضرورة التعاطي مع "لبنان كدولة" وليس مع "حزب الله" كتنظيم خلال "الحرب الشاملة"، مع العلم أنّ الأخير سيحظى بمُساندة كبرى ومفتوحة من جبهات أخرى مختلفة. هنا، تتوقع المصادر أن تدخل جبهة الجولان على الخط، بينما سيعود الحوثيون في اليمن لينشطوا أكثر بكثير، في حين أنّ العراق ستكون له كلمته.
عملياً، فإن كل ذلك سيعني أن إسرائيل ستكون أمام مواجهة جبهات متفلتة، وبالتالي سيكون جيشها قد دخل مرحلة إستنزاف حقيقية سيكون من الصعب عليه الصمود أمامها. فبكل بساطة، "تفرّع الجبهات" وتعددها لا يُعد مؤشراً جيداً لإسرائيل، علماً أن هذا الأمر قد يُخفف الضغط أيضاً عن "حزب الله"، ويجعله يصمد أكثر في المعركة الميدانية والعسكرية.
وعليه، وخلال هذه المعركة، فإن إسرائيل ستكون خاسرة، أولاً لأنها ستتعرض لدمار كبير، وهذا باعتراف السياسيين والمحللين لديها، وثانياً لأنها لن تتمكن من تطويق "حزب الله" عسكرياً.
في خلاصة القول، فإنّ ما يتبين هو أن المعركة المقبلة ستكون خطيرة جداً بأبعادها، فالشمولية فيها قائمة، لكن النتائج ستكشف عن مستقبل جديد للمنطقة.. فهل سيكون لبنان هو الناظم الأول للتوازنات الجديدة؟ الميدان سيحكم والتطورات ستكشف ما سيجري.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير: إسرائيل تضبط أسلحة روسية مع "حزب الله"
فيما وسعت إسرائيل غزوها لجنوب لبنان، عثرت قواتها على كميات كبيرة من الأسلحة الروسية، الأمر الذي يعززالشكوك القديمة في إسرائيل بأن حزب الله يعزز قدرته القتالية بمساعدة الأسلحة الروسية المتطورة.
زودت طهران موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" إنه تم إرسال بعض الأسلحة، التي تشمل صواريخ كورنيت الحديثة المضادة للدبابات المصنعة عام 2020، إلى جنوب لبنان في السنوات الأخيرة من المخزونات الروسية في سوريا المجاورة، وفقاً لمسؤولين بارزين تحدثوا مع الصحيفة، علماً أنه لطالما زودت روسيا الجيش السوري بالأسلحة.
وعلى الرغم من أن القادة العسكريين الإسرائيليين كانوا يعرفون أن حزب الله يمتلك بعض الأسلحة الروسية الصنع، إلا أن عدم قدرتهم على الوصول إلى أجزاء من جنوب لبنان منذ خوض حرب مع حزب الله في عام 2006 جعل من الصعب معرفة المدى الكامل لقدرات الحزب المسلح.
ومن المعروف أن الأسلحة الروسية التي يمتلكها حزب الله تميل إلى أن تكون أقل تطوراً، ويعود بعضها إلى الحقبة السوفيتية.
Israel Finds Large Troves of Russian Arms in Hezbollah’s Hands https://t.co/zzMGbbc2FV
— Dr. Rune Linding ???????????????????????????????????????????????????????? (@RuneLinding) November 19, 2024ولكن الأسلحة التي عثرت عليها إسرائيل مؤخراً، بحسب الصحيفة الأمريكية، أحدث وأكثر تقدماً وموجودة بأعداد أكبر مما توقعه المحللون العسكريون.
وبحسب الصحيفة، إن الأسلحة عززت بشكل كبير قدرة حزب الله على الرد بعد أن دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية قياداته العليا. وكانت الأسلحة المضادة للدبابات مثل كورنيت من بين الأسلحة الأكثر فعالية في ترسانة حزب الله، وقد استخدمت لقتل العديد من الجنود الإسرائيليين.
وأضافت اكتشافات الأسلحة أيضاً إلى المخاوف في إسرائيل من أن روسيا قد تعمل على تعميق علاقتها مع حزب الله، على الرغم من تأكيدات موسكو منذ فترة طويلة بأنها لا تنحاز إلى أي طرف في الصراعات بين إسرائيل وجيرانها.
ويرى أركادي ميل مان، السفير الإسرائيلي السابق في روسيا أن "على إسرائيل أن تكون أكثر حزماً وتدافع عن مصالحها".
وأضاف ميل مان، وهو الآن باحث كبير في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: "يجب أن نشرح وننقل إلى الروس أننا لن نتحمل بعد الآن أي مساعدة لحزب الله وإيران من شأنها أن تضر الإسرائيليين".
نفوذ روسيا على "حزب الله"وسلط وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الضوء على نفوذ روسيا على "حزب الله" عندما قال مؤخراً إن إسرائيل تأمل أن تساعد روسيا في فرض أي اتفاق لنزع سلاح حزب الله من خلال منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان.
وقال إن "المبدأ القائل إن حزب الله لن يتمكن من التسليح مرة أخرى أو الحصول على أنظمة أسلحة جديدة أو نقلها إلى لبنان وتجديد التهديد إلى الحد الذي كان عليه قبل الحرب أمر حيوي لنجاح أي ترتيب في لبنان".
وأضاف: "الروس موجودون في سوريا. وإذا وافقوا على المبدأ، فيمكنهم المساهمة في تحقيق هذا الهدف بشكل فعال".
لطالما سعت إسرائيل إلى الحفاظ على علاقات جيدة مع روسيا، جزئياً لتجنب الصراع في سوريا، حيث يوجد لروسيا وجود عسكري وتنفذ إسرائيل ضربات عسكرية تهدف إلى وقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله.
لكن المحللين يقولون إن موقف روسيا في المنطقة قد تغير منذ بدأت حربها مع أوكرانيا في عام 2022، حيث تسعى بشكل أكثر عدوانية إلى تحدي الولايات المتحدة وحلفائها أينما أمكن ذلك.
The IDF was shocked by Hezbollah's arsenal of Russian weapons during their invasion of Southern Lebanon, Hezbollah's arsenal included modern Kornet antitank missiles manufactured as recently as 2020, along with Soviet-era weapons from the 1970s.
The weapons are believed to have… pic.twitter.com/OlH0NDZgHH
ومنذ هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، استضافت روسيا كبار قادة حماس عدة مرات، وقالت روسيا إنها عقدت تلك المحادثات للمساعدة في التوسط في المصالحة بين حماس وفتح.
كما تعمق تعاون روسيا مع إيران، حيث زودت طهران موسكو بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا. ووفقاً لمسؤول أمني إسرائيلي، فإن الطائرات بدون طيار نفسها التي استخدمت ضد أوكرانيا يستخدم حزب الله ضد إسرائيل بنتائج فتاكة.
وتعمق تورط روسيا مع سوريا بعد بدء الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وتدخل الجيش الروسي لمساعدة الرئيس بشار الأسد. وأرسلت روسيا أسلحة تم تخزينها من قبل القوات السورية واحتفظت بمستودعاتها الخاصة من الأسلحة في البلاد.
وعام 2015، بدأ الروس في القتال على الأرض في سوريا إلى جانب مقاتلي حزب الله، الذين جاءوا أيضًا لمساعدة الحكومة السورية. وقال المسؤولون الأمنيون السوريون والمسؤول العربي إن ذلك أدى إلى تقارب العلاقات بين الطرفين، مما يسهل على حزب الله الاستعانة بالمخزونات الروسية في سوريا كلما احتاج إلى المزيد من الأسلحة، وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات والسفن، كما قال هؤلاء المسؤولون.
وتقليدياً، كانت حصة كبيرة من أسلحة حزب الله تأتي من إيران، الداعم الرئيسي لها، وكانت من صنع إيراني.
وشاهد مراسل الصحيفة بعض الأسلحة الروسية خلال جولة في مختبر تفكيك الذخائر الوطني الإسرائيلي، حيث نقلت المعدات المضبوطة من جنوب لبنان للمعاينة.
بالإضافة إلى صواريخ كورنيت الروسية، تضمنت الأسلحة أنظمة صواريخ روسية أخرى موجهة مضادة للدبابات، بما في ذلك ميتيس وكونكورس وفاغوتس وسافر.