دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان شهرها الثامن من دون أي بوادر للتوصل إلى اتفاق ينهي آلة التدمير والقتل ويؤدي إلى تهدئة.
وقد الحقت الحرب الدائرة جنوبا خسائر كبيرة بلبنان حيث تخطت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية والأراضي الزراعية جراء القصف الاسرائيلي الـ 1.5 مليار دولار بحسب تقارير عدة، فالدمار كبير في عدد من القرى حيث سويت شوارع بالأرض، والأخطر هو تعرّض حارات قديمة وبيوت تراثية، وساحات قرى عتيقة ومعالم دينية من مساجد وكنائس ومقامات لإستهدافات وأضرار جسيمة.


 
فالاعتداءات الإسرائيلية امتدت إلى المعالم الثقافية والمكتبات التي تحوي الكتب القديمة والمخطوطات، من خلال الغارات على مناطق العديسة وميس الجبل والحوزة العلميّة وحسينية الامام الرضا وحسينية أبا ذر والجبانة فيها، والنادي الحسيني في حولا وجامع البلدة ودور العبادة والمقابر وجبانات بليدا، كما ألحقت الغارات أضراراً بمقام النبي بنيامين الديني والتراثي والمعماري والتاريخي الذي يعود تاريخه لمئة سنة في بلدة محيبيب، كما تضررت كنيسة علما الشعب التراثيّة وهي مزار لأهالي البلدة والجوار، إضافة إلى أماكن دينية في المنطقة ومكاتب ومخطوطات أثرية وثقافية وتراثية ودينية.        
علما ان الجنوب يملك مخزوناً تاريخياً وأثرياً وطبيعياً مهماً، فهو يحتوي على سبيل المثال على 10 قلاع أثرية تعود الى حقبات تاريخية مختلفة منها قلعة دير كيفا، قلعة شمع، قلعة الشقيف، قلعة تبنين، وقلعة دوبيه، وبقايا قلاع تتوزع في أرجائه.                              
وما يُعرف اليوم بـ "الشريط الحدودي" كان بفعل موقعه الاستراتيجي المطلّ على سوريا وفلسطين المحتلة والبحر المتوسط ممراً لقوافل الرومان والبيزنطيين والصليبيين.
 
كما توجد في قرى يارون وعيترون وحولا آثار تعود الى الفترات الرومانية والفينيقية، وفي عيتا الشعب ومزارع شبعا ومارون الراس، هناك مخزون تراثي وتاريخي كبير وعدد من المغاور الأثرية.
 
قلاع ومزارات دينية
وفي هذا الإطار، يُشير المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز عبر "لبنان 24" إلى ان "المنطقة الحدودية" تحوي على العديد من الآثار والأبنية القديمة.
 
وقال فواز: "نحن نتحدث عن كامل المنطقة الحدودية بدءا من الناقورة مرورا بعلما الشعب وعيتا الشعب وبنت جبيل ورميش وعين إبل ومارون الراس وعيترون وبليدا وميس الجبل وصولا إلى العديسة وبوابة فاطمة وكفركلا ومرجعيون وهذه القرى داخل الشريط الحدودي تحوي على آثار ومناطق سياحية".
 
وأشار إلى فواز إلى وجود مزارات دينية في بلدات مارون الراس ومرجعيون وبنت جبيل إضافة إلى جامع ومئذنة قديمة في بلدة بليدا.
 
ويُضيف فواز: "هناك أيضا العديسة والخيام وبوابة فاطمة التي لها رمزية خاصة بعد اندحار الجيش الإسرائيلي في 25 أيار عام 2000 وخروجه من لبنان إضافة إلى معتقل الخيام الشاهد على جرائم إسرائيل الإنسانية حيث كان يتم فيه تعذيب المعتقلين، ومنطقة سهل الخيام التي هي بين مرجعيون والخيام وتسمى بسهل مرجعيون او سهل الخيام".                        
وتابع: "بعد منطقة مرجعيون هناك إبل السقي وحاصبيا وهذه المنطقة تحوي على آثار كقصر الشهابية في بلدة حاصبيا، وهناك قرية أرنون التي تضم قلعة الشقيف التي تُشرف على المنطقة الحدودية ويمكن رؤية المستوطنات الإسرائيلية منها والحمد لله انها لم تتضرر جراء القصف الاسرائيلي".                       
أما في قضاء بنت جبيل، فهناك قلعة تبنين وهي قلعة صليبية ضخمة توازي بأهميتها قلعة الشقيف، وفي شقرا هناك قلعة "دوبيه" الصليبية وهي قريبة من وادي الحجير.          
وفي الناقورة هناك مقام النبي شمعون "شمعون الصفا" ويحتوي في داخله على مقام وجامع، إضافة إلى قلعة صليبية بجانبه هي قلعة "شمع" التي تم ترميمها مؤخرا.                إضافة إلى شاطئ الناقورة الذي يتميز بأنه شاطئ نظيف لم يتم فيه التعدي على الأملاك العامة وبالتالي لم يتم بناء منتجعات سياحية عليه كما حصل على طول الساحل اللبناني.            
وأشار فواز إلى ان "الاعتداءات الإسرائيلية امتدت إلى خارج المنطقة الحدودية مثل الغازية وخط الناقورة وعدلون والعدو يستهدف سيارات ودراجات في أماكن مختلفة فأصبحت الناس تخاف حتى زيارة مدينتي صور وصيدا.
 
سياحة شبه معدومة
وأكد فواز ان "السياحة معدومة حاليا في جنوب لبنان حتى أبناء القرى في المنطقة الحدودية توقفوا عن زيارتها خوفا من القصف والاعتداءات الإسرائيلية وصوت القنابل الضخمة التي يستخدمها الطيران المُعادي"، وأضاف ان "منطقة بعلبك تأثرت أيضا سياحيا بعد استهدافها مرات عدة من قبل العدو الإسرائيلي".
 
وأسف فواز لعدم وجود أي بوادر أو مؤشرات سياحية واعدة هذا الصيف فهناك عدد قليل من السياح العراقيين ومن المُغتربين الذين فضل عدد كبير منهم عدم زيارة لبنان هذا الصيف بسبب الخوف مما ستؤول إليه التطورات خاصة وان المنطقة على صفيح ساخن ولا أحد يعلم ما إذا كانت الحرب ستتوسع"، كما قال.
 
من دون شك ان أهل الجنوب تأقلموا مع الحروب والصراعات وهم كجميع اللبنانيين شعب جبار تحمل العديد من الأزمات والمصاعب على مر السنين وأعاد بناء وطنه بعد الحروب، ولكن التُراث والتاريخ يبقى ذاكرة كل بلد وتدميره يُعتبر أيضا "جريمة حرب.

المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المنطقة الحدودیة إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

عون: إسرائيل تعيق انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المناطق_متابعات

أكد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، أن الجيش يقوم بواجباته كاملة في منطقة جنوب الليطاني، ويطبق القرار 1701 في البلدات والقرى التي انتشر فيها، “لكن ما يعيق استكمال انتشاره حتى الحدود هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال لا أهمية استراتيجية لها”.

وأوضح خلال لقائه في القصر الجمهوري وفداً من الباحثين بمعهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن – (MEI) برئاسة الجنرال الأمريكي المتقاعد جوزيف فوتيل، اليوم الثلاثاء، أنه “كان من المفترض أن ينسحب الإسرائيليون من هذه التلال منذ 18 فبراير الماضي إلا أنهم لم يفعلوا على الرغم من المراجعات المتكررة التي قمنا بها لدى راعيي الاتفاق، الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، العضوين في لجنة المراقبة المشكلة بموجب اتفاق 27 نوفمبر الماضي”.
دعوة لواشنطن

أخبار قد تهمك منظمة العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في غزة 29 أبريل 2025 - 9:26 صباحًا الشيباني: سوريا لن تشكل تهديداً لأي من دول المنطقة بما فيها إسرائيل 25 أبريل 2025 - 9:11 مساءً

كما كرر دعواته إلى واشنطن “للضغط على إسرائيل كي تنسحب من هذه التلال وتعيد الأسرى اللبنانيين ليتولى الجيش مسؤولية الأمن بشكل كامل بالتعاون مع اليونيفيل، ويبسط بذلك سلطة الدولة على كامل التراب الجنوبي”.

إلى ذلك أكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه، لأنه يلقى تأييداً واسعاً من اللبنانيين والدول الشقيقة والصديقة”.

وفقا للعربية : أشار أيضاً إلى “حاجة الجيش والقوى المسلحة للمساعدة العاجلة لتتمكن الوحدات العسكرية من تحمل مسؤولياتها في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد”، مشدداً على أن “من مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية أن يبقى لبنان مستقراً وآمناً، وعليها أن تساعده لتحقيق ذلك”.
الحدود اللبنانية – السورية والنازحون

أما عن الوضع على الحدود اللبنانية – السورية فأكد أنه “يلقى متابعة مستمرة مني، والجيش موجود على هذه الحدود لمنع التهريب على أنواعه، ولضبط حرية التنقل بين البلدين”، لافتاً إلى الاتصالات التي تمت مع المسؤولين السوريين والتي أسفرت عن اجتماعات عقدت بين الجانبين اللبناني والسوري بهدف معالجة المواضيع العالقة.

كما تطرق إلى مسألة النازحين السوريين، مشدداً على أن “لبنان متمسك بإعادتهم إلى بلادهم، لا سيما أنه ليس قادراً على استيعابهم، خصوصاً أن الأسباب السياسية والأمنية لوجود غالبيتهم في لبنان قد زالت بعد التغييرات التي حصلت في سوريا”، معتبراً أن “رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا يحرك من جديد اقتصادها ويوفر فرصاً للنازحين للعودة إلى بلادهم بدلاً من أن يبقوا نازحين اقتصاديين في لبنان”.
الإصلاحات ومكافحة الفساد

في سياق آخر، أكد أن لبنان ماض في إجراء الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية، وأن اللقاءات التي عقدها في واشنطن الوفد اللبناني إلى اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي كانت جيدة، “ونأمل أن تكون لها نتائج إيجابية على الصعيدين المالي والاقتصادي”.

وشدد على أن “مكافحة الفساد هي من أبرز الأهداف التي أعمل عليها بالتعاون مع الحكومة ومجلس النواب الذي أقر قوانين تصب في مصلحة المسار الإصلاحي المنشود، إضافة إلى الدور الأبرز الذي سيقوم به القضاء بعد التشكيلات القضائية التي ستصدر قريباً”.

من جهته، قال رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، إن “الاعتداء على الضاحية الجنوبية، والاعتداءات الإسرائيلية الأخرى، تشكل خرقاً لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مؤكداً أن “تفعيل آلية المراقبة أمر مطلوب لوقف هذه الاعتداءات”.

وأشار خلال استقباله وفداً من نقابة الصحافة، إلى أن “لبنان يريد وضع حد لكل هذه الانتهاكات، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس ولكل الأراضي اللبنانية”.

كما شدد على أنه “إذا لم تنسحب إسرائيل بالكامل، فإن ذلك سيهدد الاستقرار”، مؤكداً أن “لبنان ملتزم بالاتفاق، وعلى الجانب الإسرائيلي أن يلتزم بدوره، ويهمنا بقاء الموقفين الأميركي والفرنسي إلى جانب لبنان لتحقيق ذلك”.
إعادة الإعمار

كذلك لفت إلى أن “الحكومة بدأت العمل على خطة لإعادة الإعمار، بدءاً من البنية التحتية، حيث تم إجراء مسح للأضرار، وبدأ العمل الآن على توفير الإمكانيات، وقد باشرت الحكومة التفاوض مع البنك الدولي، وتم تأمين مبلغ 325 مليون دولار حتى الآن، مع السعي لزيادته”.

فيما أردف أن “المساعي مستمرة لتأمين كل الأموال اللازمة للبنان، كما أن الجيش بحاجة لتعزيز عديده من خلال المزيد من عمليات التطويع، لا سيما في ظل المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقه، وأبرزها الانتشار في الجنوب وتوسيعه، وعلى الحدود الشمالية الشرقية، بالإضافة إلى مؤازرته للقوى الأمنية في الداخل، وفي العديد من المرافق العامة، لا سيما المرفأ والمطار”.

يذكر أنه رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل تم التوصل إليه بوساطة أميركية فرنسية عقب مواجهة لأكثر من عام، لا تزال إسرائيل تشن غارات على مناطق لبنانية خصوصاً في جنوب البلاد وشرقه، وهي تؤكد أنها لن تسمح للحزب بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب.

علماً أن الاتفاق كان نص على وقف الأعمال العدائية بين الطرفين، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب بشكل تام، فضلاً عن انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) انتشارها قرب الحدود مع إسرائيل.

إلا أن إسرائيل لم تنسحب بعد من 5 نقاط استراتيجية في الجنوب، تشرف على جانبي الحدود، ملوحة بالبقاء إلى أجل غير مسمى.

مقالات مشابهة

  • تمشيط بالرصاص.. هذا ما حصل في الجنوب
  • هذا ما يفعله مخاتير في يوم عطلتهم
  • وزارة العدل: 2303 شهداء وجرحى جراء العدوان الأمريكي البريطاني على بلادنا
  • لا ضمانات أمنية لانتخابات الجنوب
  • جراء حادث سير مروع... وفاة جندي في الجيش (صور)
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • عون: إسرائيل تعيق انتشار الجيش اللبناني في الجنوب
  • تفعيل الاتصالات الديبلوماسية لوقف العدوان الاسرائيلي خلال فترة الانتخابات
  • حصاد اليوم الـ 42 .. تصعيد العدوان الصهيوني على غزة واستمرار الإبادة
  • الطاقة الشمسية.. الشمالية: المساحات التي تضررت بسبب إستهداف المليشيا للكهرباء غير كبيرة