المنطقة الحدودية: قلاع وآثار ومزارات دينية.. هل تضررت جراء العدوان الاسرائيلي على الجنوب؟ (صور)
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة وجنوب لبنان شهرها الثامن من دون أي بوادر للتوصل إلى اتفاق ينهي آلة التدمير والقتل ويؤدي إلى تهدئة.
وقد الحقت الحرب الدائرة جنوبا خسائر كبيرة بلبنان حيث تخطت قيمة الأضرار التي لحقت بالمباني والمؤسسات والبنى التحتية والأراضي الزراعية جراء القصف الاسرائيلي الـ 1.5 مليار دولار بحسب تقارير عدة، فالدمار كبير في عدد من القرى حيث سويت شوارع بالأرض، والأخطر هو تعرّض حارات قديمة وبيوت تراثية، وساحات قرى عتيقة ومعالم دينية من مساجد وكنائس ومقامات لإستهدافات وأضرار جسيمة.
فالاعتداءات الإسرائيلية امتدت إلى المعالم الثقافية والمكتبات التي تحوي الكتب القديمة والمخطوطات، من خلال الغارات على مناطق العديسة وميس الجبل والحوزة العلميّة وحسينية الامام الرضا وحسينية أبا ذر والجبانة فيها، والنادي الحسيني في حولا وجامع البلدة ودور العبادة والمقابر وجبانات بليدا، كما ألحقت الغارات أضراراً بمقام النبي بنيامين الديني والتراثي والمعماري والتاريخي الذي يعود تاريخه لمئة سنة في بلدة محيبيب، كما تضررت كنيسة علما الشعب التراثيّة وهي مزار لأهالي البلدة والجوار، إضافة إلى أماكن دينية في المنطقة ومكاتب ومخطوطات أثرية وثقافية وتراثية ودينية.
علما ان الجنوب يملك مخزوناً تاريخياً وأثرياً وطبيعياً مهماً، فهو يحتوي على سبيل المثال على 10 قلاع أثرية تعود الى حقبات تاريخية مختلفة منها قلعة دير كيفا، قلعة شمع، قلعة الشقيف، قلعة تبنين، وقلعة دوبيه، وبقايا قلاع تتوزع في أرجائه.
وما يُعرف اليوم بـ "الشريط الحدودي" كان بفعل موقعه الاستراتيجي المطلّ على سوريا وفلسطين المحتلة والبحر المتوسط ممراً لقوافل الرومان والبيزنطيين والصليبيين.
كما توجد في قرى يارون وعيترون وحولا آثار تعود الى الفترات الرومانية والفينيقية، وفي عيتا الشعب ومزارع شبعا ومارون الراس، هناك مخزون تراثي وتاريخي كبير وعدد من المغاور الأثرية.
قلاع ومزارات دينية
وفي هذا الإطار، يُشير المُرشد السياحي ونقيب الأدلاء السياحيين السابق والمتخصص في التاريخ من الجامعة الأميركية في بيروت هيثم فواز عبر "لبنان 24" إلى ان "المنطقة الحدودية" تحوي على العديد من الآثار والأبنية القديمة.
وقال فواز: "نحن نتحدث عن كامل المنطقة الحدودية بدءا من الناقورة مرورا بعلما الشعب وعيتا الشعب وبنت جبيل ورميش وعين إبل ومارون الراس وعيترون وبليدا وميس الجبل وصولا إلى العديسة وبوابة فاطمة وكفركلا ومرجعيون وهذه القرى داخل الشريط الحدودي تحوي على آثار ومناطق سياحية".
وأشار إلى فواز إلى وجود مزارات دينية في بلدات مارون الراس ومرجعيون وبنت جبيل إضافة إلى جامع ومئذنة قديمة في بلدة بليدا.
ويُضيف فواز: "هناك أيضا العديسة والخيام وبوابة فاطمة التي لها رمزية خاصة بعد اندحار الجيش الإسرائيلي في 25 أيار عام 2000 وخروجه من لبنان إضافة إلى معتقل الخيام الشاهد على جرائم إسرائيل الإنسانية حيث كان يتم فيه تعذيب المعتقلين، ومنطقة سهل الخيام التي هي بين مرجعيون والخيام وتسمى بسهل مرجعيون او سهل الخيام".
وتابع: "بعد منطقة مرجعيون هناك إبل السقي وحاصبيا وهذه المنطقة تحوي على آثار كقصر الشهابية في بلدة حاصبيا، وهناك قرية أرنون التي تضم قلعة الشقيف التي تُشرف على المنطقة الحدودية ويمكن رؤية المستوطنات الإسرائيلية منها والحمد لله انها لم تتضرر جراء القصف الاسرائيلي".
أما في قضاء بنت جبيل، فهناك قلعة تبنين وهي قلعة صليبية ضخمة توازي بأهميتها قلعة الشقيف، وفي شقرا هناك قلعة "دوبيه" الصليبية وهي قريبة من وادي الحجير.
وفي الناقورة هناك مقام النبي شمعون "شمعون الصفا" ويحتوي في داخله على مقام وجامع، إضافة إلى قلعة صليبية بجانبه هي قلعة "شمع" التي تم ترميمها مؤخرا. إضافة إلى شاطئ الناقورة الذي يتميز بأنه شاطئ نظيف لم يتم فيه التعدي على الأملاك العامة وبالتالي لم يتم بناء منتجعات سياحية عليه كما حصل على طول الساحل اللبناني.
وأشار فواز إلى ان "الاعتداءات الإسرائيلية امتدت إلى خارج المنطقة الحدودية مثل الغازية وخط الناقورة وعدلون والعدو يستهدف سيارات ودراجات في أماكن مختلفة فأصبحت الناس تخاف حتى زيارة مدينتي صور وصيدا.
سياحة شبه معدومة
وأكد فواز ان "السياحة معدومة حاليا في جنوب لبنان حتى أبناء القرى في المنطقة الحدودية توقفوا عن زيارتها خوفا من القصف والاعتداءات الإسرائيلية وصوت القنابل الضخمة التي يستخدمها الطيران المُعادي"، وأضاف ان "منطقة بعلبك تأثرت أيضا سياحيا بعد استهدافها مرات عدة من قبل العدو الإسرائيلي".
وأسف فواز لعدم وجود أي بوادر أو مؤشرات سياحية واعدة هذا الصيف فهناك عدد قليل من السياح العراقيين ومن المُغتربين الذين فضل عدد كبير منهم عدم زيارة لبنان هذا الصيف بسبب الخوف مما ستؤول إليه التطورات خاصة وان المنطقة على صفيح ساخن ولا أحد يعلم ما إذا كانت الحرب ستتوسع"، كما قال.
من دون شك ان أهل الجنوب تأقلموا مع الحروب والصراعات وهم كجميع اللبنانيين شعب جبار تحمل العديد من الأزمات والمصاعب على مر السنين وأعاد بناء وطنه بعد الحروب، ولكن التُراث والتاريخ يبقى ذاكرة كل بلد وتدميره يُعتبر أيضا "جريمة حرب.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المنطقة الحدودیة إضافة إلى
إقرأ أيضاً:
لبنان.. إصابة فتاة في غارات إسرائيلية على الجنوب
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان، بأن الطيران المعادي الإسرائيلي شن غارتين صباح الأحد؛ استهدفتا المنطقة الواقعة بين القليلة والسماعية في قضاء صور.
وأشارت إلى أن «عناصر الإسعاف عملت على نقل فتاة سورية أصيبت نتيجة الغارات الإسرائيلية، إلى المستشفى اللبناني الإيطالي لتلقي العلاج».
وذكرت أن «الغارات التي شنّتها الطائرات المعادية أدت كذلك إلى وقوع أضرار في عدد من المنازل».
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه «أغار صباح الأحد، بشكل دقيق على موقع عسكري احتوى على قذائف صاروخية ووسائل قتالية داخل لبنان؛ تم رصد أنشطة لحزب الله في داخله».
وأشار المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة «إكس»، إلى «مهاجمة عدة منصات صاروخية لحزب الله في منطقة جنوب لبنان؛ شكلت تهديدًا على مواطني إسرائيل»، وفقًا لمزاعمه.
وادعى أن «هذه الأنشطة التي يقوم بها حزب الله تعد خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان، وتشكل تهديدًا لإسرائيل ومواطنيها».
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة على عدد من المناطق وتحديدا في قضائي صور والنبطية بالجنوب اللبناني بشكل مفاجئ.
بموجب الاتفاق من المفترض أن تتوقف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أي استهداف للجنوب اللبناني، كما أن قوات الاحتلال خرجت من الغالبية العظمى من مناطق الجنوب اللبناني بحلول 18 فبراير الجاري، باستثناء عدد من النقاط التي يجري التفاوض بشأنها في هذه الأثناء.
وتابع: «فوجئ سكان الجنوب اللبناني بسلسلة غارات جوية نفذها طيران الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب اللبناني وتحديدا في عدد من الأودية بقضائي صور والنبطية، وذلك تزامنا مع الحشود الشعبية التي خرجت من الجنوب اللبناني نحو العاصمة اللبنانية بيروت؛ للمشاركة في تشييع جثمان الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله، ورئيس المكتب التنفيذي السابق للحزب هاشم صفي الدين، لذا بالتزامن مع هذه الحشود نُفذت الغارات، ما يشير إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ استفزازات للجانب اللبناني، وتنتهك من جديد اتفاق وقف إطلاق النار».