بعد مرور 8 عقود على إنزال "النورماندي"، تخيم قصص الحرب فوق ضريح "لاكامب"، حيث يرقد الآلاف من جنود "الفيرماخت" على أرض فرنسية، لكنها لا تزال عاجزة عن رسم الحد الفاصل بين الذاكرة والحنين الأيديولوجي.

وعلى مساحة 7 هكتارات ببلدة لاكامب بني الضريح الرمزي الذي دشن في شهر سبتمبر/أيلول عام 1961 بهدف تخليد ذكرى سقوط 21 ألفا و300 جندي من الجيش الألماني خلال معارك إنزال النورماندي في صيف 1944، بالإضافة إلى 2100 عنصر من الجناح العسكري  للحزب النازي (فافن إس إس) دفنوا في نفس المقبرة.

وتنتشر في البلدة لوحات الطرقات باللغتين الفرنسية والألمانية للدلالة على الانفتاح الثقافي والتسامح بين الدولتين الجارتين بعد عقود طويلة من العداء والحروب، ومع ذلك يثير إحياء ذكرى القتلى من الجنود الألمان نقاشا عاما بشأن الإرث النازي في المدينة.

المقبرة العسكرية الألمانية في لا كامب بالقرب من شاطئ أوماها شمال غرب فرنسا (الفرنسية) ذكرى أم إحياء السياسة؟

تقع المقبرة العسكرية في مدينة "كالفادوس" بإقليم النورماندي، وللمفارقة فإن عدد من يرقدون تحتها أعلى بكثير من عدد السكان الأحياء في البلدة والذي يتجاوز 500 نسمة.

وتعد مقبرة "لا كامب" الأكبر من بين 6 مقابر ألمانية في إقليم النورماندي، تخضع لإدارة لجنة مقابر الحرب الألمانية، وتستقطب سنويا حوالي نصف مليون زائر وفق إحصاءات فرنسية، مما يعكس أهميتها وجاذبيتها لمستكشفي أسرار مرحلة حاسمة من الحرب العالمية الثانية.

وبالعودة إلى 8 عقود خلت وتحديدا في السادس من يونيو/حزيران 1944، كان إنزال الحلفاء في نورماندي بمثابة بداية تحرير فرنسا وأوروبا من الاحتلال النازي.

وشكل الهجوم الذي نفذته القوات الأميركية والبريطانية والكندية بداية المرحلة الأولى لعلمية "أوفرلورد" بشمال غرب أوروبا، والتي شارك فيها مئات الآلاف من الجنود المتدفقين على سواحل النورماندي قادمين من 15 دولة.

وتطرح صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية سؤالا أكثر وضوحا بشأن هذا النقاش بمناسبة الذكرى الـ80 للإنزال في 2024، وهو كيف يمكن إحياء ذكرى الجنود القتلى الألمان من دون أن يمثل ذلك احتفاء بالنازية ذاتها؟

استسلام القوات الألمانية في سان لامبرت سور دايف 21 أغسطس/آب 1944 (مواقع التواصل) "الفيرماخت" و"الفافن إس إس"

أطلق اسم "فيرماخت على القوات المسلحة الألمانية بين عامي 1935- 1945، واعتبرت حينها القوة العسكرية الأعلى تسليحا والأولى في العالم، والتي مكنت ألمانيا من الاستحواذ على مساحات شاسعة من أوروبا واحتلال عدة دول عبر الحرب الخاطفة.

يتكون الجيش من 3 أركان ، البر والبحر والجو، وتم ضم قوة رابعة تشمل الجناح العسكري لوحدات النخبة النازية (إس إس) ويطلق عليها "فافن إس إس"، وقد وصل عددها في ذروة الحرب العالمية الثانية إلى 38 فرقة، تكونت أساسا من منتسبي الحزب النازي والمتطوعين في ألمانيا والمناطق المحتلة لاحقا.

وتحيط بمقبرة "لاكامب" اليوم تحفظات بشأن وجود رفات عناصر الجناح العسكري للحزب النازي جنبا إلى جنب مع عناصر الفيرماخت، قياسا إلى الدور الذي لعبته كل وحدة عسكرية في مراحل توسع الحكم النازي، حيث ينظر إلى "الفافن إس إس" كوحدة مرهوبة الجانب ارتبط تاريخها بعدة فظائع في الجبهات.

ويقول المؤرخ المتخصص في شؤون الجيش الألماني في حقبة الرايخ الثالث، جون لوك ليلو، لصحيفة ليبراسيون إن "هذا التمييز لا يعني أن الجيش الألماني بالصورة البريئة التي يريد الجنرالات تقديمه بها إبان المعركة، ومن خلال التركيز على سمعة الفافن إس إس نعلم أنهم متورطون في جرائم هتلر بما في ذلك المحرقة.. نحن هنا في ظل ديكتاتورية عام 1944، لقد تم آنذاك إعدام الجنود الشبان الذين رفضوا حمل السلاح".

قوات الفيرماخت اعتبرت عام 1940 القوة العسكرية الأعلى تسليحا في العالم (مواقع التواصل)

ورغم تدشينها في ستينيات القرن الماضي، فإن غيرهارد شرودر يعد أول مستشار ألماني يشارك في الفعاليات المرتبطة بذكرى النورماندي عام 2004. وفي الغالب لا يفضل المسؤولون الألمان زيارة المقبرة حتى لا يتم تأويلها كتكريم لعناصر "الفافن إس إس"، وبدل ذلك فضل المستشار شرودر زيارة المقبرة البريطانية رانفيل التي يرقد بها أيضا جنود من "الفيرماخت".

ووفق تقرير "ليبراسيون"، دفن في المقبرة كبار ضباط "الفافن إس إس" الذين تورطوا بشكل مباشر في الدعاية النازية مثل مكاييل فيتمان، أو في مذابح ضد المدنيين والمقاومين مثل أدولف ديكمان الذي يعد مسؤولا عن قتل 643 شخصا في مذبحة العاشر من يونيو/حزيران 1944 ببلدة "أورادور سور غلان" الفرنسية، وهي تحتفظ حتى اليوم ببقايا الجيش الألماني.

وبحسب الأستاذة المتخصصة في التاريخ والحضارة الألمانية يلان ميارد ديلاكروا فإن ما يحيط بالمقبرة من أحداث تاريخية يجعل هذه الذاكرة "معقدة"، مشيرة إلى أن "بعض الأفعال لا يمكن نسبتها إلى الجنود الذين يفقدون في بعض الأحيان السيطرة ولكنها تنسب إلى الأيديولوجيا العنصرية والمدمرة".

وعلى الجانب الآخر، تقول العضو بجمعية "فولكس بوند" الألمانية التي تنشط في مجال حفظ كرامة القتلى من الجنود الألمان وتعزيز المصالحة التاريخية "إنه يحق لكل ضحية في الحرب أن يكون له ضريح بغض النظر عن الأفعال التي ارتكبها حتى لو كانت سيئة"، ويستند هذا الرأي ضمنيا إلى اتفاقيات جنيف الأربع التي تفرض الاحترام المطلق لجثث الموتى في النزاعات المسلحة.

قتلى الحرب في القانون الدولي الإنساني

يقضي القانون الدولي الإنساني بوجوب التعامل مع رفات من ماتوا في أثناء النزاعات المسلحة بطريقة ملائمة وصون كرامتهم، وأيضا بوجوب البحث عن الموتى وجمع جثثهم وإجلائها من أجل المساعدة في ضمان عدم وجود أشخاص في عداد المفقودين.

وتضم فروع أخرى من القانون الدولي، كالقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الدولي لمواجهة الكوارث، أحكاما ترمي إلى ضمان التعامل الملائم مع الموتى، وتحتوي كذلك على أحكام توجب الكشف عن مصير المفقودين واستجلاء أماكن وجودهم.

كما يُلزم القانون احترام جثث الموتى وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية، على النحو المنصوص عليه في أحكام خاصة من اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977 والقانون الدولي الإنساني العرفي.

ومن القواعد الأساسية في معاملة الموتى بتلك الاتفاقيات، أنه يتعين على أطراف النزاع المسلح اتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع سلب جثث الموتى، كما تحظر القواعد المعاملة المهينة للجثث وتشويهها.

وتقع على عاتق أطراف النزاع المسلح الدولي التزامات إضافية في ما يتعلق بالمتوفين من أفراد القوات المسلحة، فيتعين عليها إجراء فحص طبي دقيق للجثة قبل دفنها أو حرقها، بقصد التأكد من حالة الوفاة، والتحقق من هوية المتوفى.

ويجب على الدول تسهيل وصول أسر الموتى وممثلي الدوائر الرسمية لتسجيل المقابر إلى مدافن الموتى. وتفرض القوانين وضع علامات على أماكن القبور واحترامها وصيانتها.

وعلى أطراف النزاع التحقق من أن المقابر تحترم وتصان وتميز بكيفية مناسبة، ويشمل هذا مقابر أسرى الحرب والمعتقلين المتوفين، والأشخاص الذين توفوا في ظروف ذات صلة بالاحتلال.

الزي العسكري يثير حساسية الماضي

لكن خلف الالتزامات الحقوقية والأخلاقية التي تفرضها الاتفاقيات والقوانين بشأن ضحايا الحرب، لا يزال الصراع القديم يلقي بظلاله على مقبرة "لاكامب" والفعاليات المرافقة لذكرى إنزال النورماندي.

وعلى سبيل المثال، تثير العروض التي يجسدها هواة التاريخ لمعارك النورماندي حساسية بالغة في المدينة، بسبب الارتداء العلني لزي الجيش النازي بشعار الصليب المعقوف.

وفي حادثة تعود إلى عام 2007، ألغت السلطات في آخر لحظة عروضا خاصة بـ"أيام التراث" في موقع التحصينات الدفاعية الألمانية على ساحل المانش، لإعادة تجسيد معارك بين قوات ألمانية وقوات من التحالف بعد إنزال النورماندي، بدعوى ارتباط الجهة المنظمة لجمعية "ريح أوروبا" بعناصر من النازيين الجدد والترتيب لارتداء الزي العسكري للجنود النازيين، وبعد الإلغاء تم حل الجمعية.

وفي سياق أوروبي جديد يتسم بصعود لليمين المتطرف بما في ذلك أنصار حزب "البديل" المتطرف في ألمانيا، ينظر المعارضون لتلك العروض كدعاية مبطنة للنازية الجديدة وحنين غير معلن إلى الرايخ الثالث.

وهو ما دفع السلطات المحلية في "كالفادوس" إلى التحذير في احتفالات 2024 من خلال مذكرة لها، من ارتداء زي "الفيرماخت" حتى لا يتم توجيه الاحتفالات والعروض التمثيلية المجسدة بعيدا عن أهدافها التاريخية والمعرفية.

ويعاقب القانون الفرنسي بغرامة مالية تقدر بـ"1500 يورو" كل من يحمل شعارا أو يرتدي زيا يعود إلى عناصر محسوبة على منظمة مصنفة إجرامية، باستثناء الأفلام أو العروض أو المعارض التاريخية.

وتعلق "ليبراسيون" على ذلك بقولها إنه على الرغم من محاكمة عدد من كبار الضباط  بالجيش الألماني المشاركين في الحرب العالمية الثانية في محاكمات نورمبورغ، فإن "الفيرماخت" لا يصنف تقنيا كـ"مجموعة إجرامية" على عكس "الفافن إس إس".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إنزال النورماندی القانون الدولی الجیش الألمانی

إقرأ أيضاً:

عون في ذكرى الحرب: لا يحمي لبنان إلا دولته وسلاحنا هو جيشنا

وجّه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، اليوم السبت، رسالة إلى اللبنانيين في الذكرى الـ50 للحرب الأهلية اللبنانية،  مؤكداً أنه لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر في لبنان، معتبراً أنَّ "الاستقواء بالخارج يجعلنا نخسر الوطن". وشدّد عون في كلمته على أنه "لا ملاذ لنا إلا الدولة"، وقال: "لا يحمي لبنان إلا دولته وجيشه وقواه الأمنية الرسمية.. فلندفن الحرب للأبد ولتكن وحدتنا هي سلاحنا وسلاحنا هو جيشنا".  كذلك، ذكر عون أنَّ "الصواريخ المجهولة من جنوب لبنان مؤامرة خبيثة على بلدنا تستهدف استقراره وأمن اللبنانيين لأنها تقدّم ذريعة إضافية الى من لا ينتظر ذريعة للإعتداء علينا، وتضع الدولة اللبنانية في موقع أضعف تجاه من يؤيدنا في العالم، وتجاه أصدقائنا الراغبين في مساعدتنا"، وأضاف: "من المهم جدًا إجماع اللبنانيين على إدانة هذه الممارسات، ورفض هذه الإرتكابات، حتى إنّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بادر بتقديم إخبار قضائي ضدّ من قام بهذا العمل، وهي خطوة مشكورة ومقدّرة جداً، ولها دلالاتها الكبرى والمهمة". وتابع: "لا بد أن نذكر آلاف الشهداء الذين سقطوا من كل لبنان وفي كل أنحائه منذ 13 نيسان 1975، وآلاف الجرحى الذين لا تزال جراحهم شاهدة، وآلاف العائلات التي لم تندمل جراحها بعد، والمفقودين الذين، هم وذويهم، سيبقون ضحايا الحرب الدائمين".     وتابع: "من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة أن العنف والحقد لا يحلّان أي معضلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، وأنه كلّما استقوى احد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه ايضاً، وخسر الوطن. وأننا جميعًا في هذا الوطن، لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية،  فلا الأفكار التي هي اصغر من لبنان، لها مكانتها في الواقع اللبناني،  ولا الأوهام التي هي اكبر من لبنان قدمت أي خير لأهلنا ووطننا".     وشدد على ان "الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم"، وتابع: "طالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية، وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان".
  وفي ما يلي النص الكامل لكلمة عون:     إخوتي اللبنانيات واللبنانيين،   أحببت اليوم، في هذه اللحظة بالذات، أن أوجّه إليكم هذه الرسالة، بكل صراحة وبشكل مباشر عشية الثالث عشر من نيسان مع مرور خمسين عامًا على تلك الذكرى المشؤومة. خمسون عامًا مرّت، ومن وُلدوا في ذلك اليوم، تخطوا اليوم منتصف أعمارهم قضوه في القلق والخوف واللااستقرار. أما أولئك الذين كانوا ينتظرون، في العام 1976، أن يختاروا للمرة الأولى من يمثلهم، باتوا اليوم في السبعين أو جاوزوها، وربما لم يُمنحوا بعد فرصة أن يختاروا أي لبنان يرغبون.   خمسون سنة، جيلان كاملان، تاهت أيامهم، وضاعت أحلامهم، وتبدّدت أعمارهم، ولا يزال الضياع مستمرًا.  والاهم في هذه المناسبة، ان نذكر آلاف الشهداء الذين سقطوا من كل لبنان وفي كل أنحائه، وآلاف الجرحى الذين لا تزال جراحهم شاهدة، وآلاف العائلات التي لم تندمل جراحها بعد، والمفقودين الذين، هم وذويهم، سيبقون ضحايا الحرب الدائمين.   بعد خمسين عامًا، أسأل نفسي، وأسأل جميع المسؤولين: لأجل ماذا؟ صحيح أن الحرب انتهت باتفاق الطائف الذي تضمّن تسويات ميثاقية مهمّة، وتعديلات دستورية أساسية، ولكن يبقى السؤال: أما كان بالامكان أن نحقق هذه التعديلات بالحوار، من دون الحاجة إلى حرب؟ أما كان بالامكان تطوير نظامنا بالحوار والتوافق، من دون دمارٍ ومعارك؟ بلى، كان ذلك ممكنًا بالطبع. فلماذا لم ننجح في تحقيقه؟   
نعم، هناك مسؤولية كبيرة تقع علينا، كما على كثير من العوامل الخارجية التي منعتنا وساهمت في تفجير حربنا، فغدت حربنا وحروب الآخرين سوية، لكن على أرضنا وحدنا وبدمنا، ونحن وحدنا من دفع الثمن.   اليوم، بعد نصف قرن على تلك المأساة التي ولّدت مآس أخرى، أتيت لأقول لإخوتي اللبنانيين: من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة. وأول الدروس التي تعلّمناها هو أن العنف والحقد لا يحلّان أي مشكلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، فهذا وطن يتمتع بثوابت، وأولها أن لا أحد يُلغي الآخر فيه.   أما الدرس الثاني، فهو أنه كلّما استقوى احد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه ايضاً، وخسر الوطن. وقد إرتكبنا جميعًا هذا الخطأ، ودفعنا الثمن، وآن الأوان لكي نتعلّم من أخطائنا.   آن الأوان لنُدرك أنه مهما بلغت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تبقى أقل بكثير علينا جميعا وعلى لبنان من أي ثمن ندفعه للخارج.   امّا الدرس الثالث، فقوامه أننا جميعًا في هذا الوطن، لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية. على مدى خمسين سنة من الحرب، ومئة عام من عمر لبنان الكبير، تأكّدنا أن لا الأفكار التي هي اصغر من لبنان، لها مكانتها في الواقع اللبناني،  ولا الأوهام التي هي اكبر من لبنان قدمت أي خير لأهلنا ووطننا.   لهذا، أعلنّا جميعًا إيماننا بلبنان كوطن نهائي لنا جميعًا. وحين نقول "لا خلاص لنا إلا بالدول اللبنانية"،   فنحن نعني مؤسساتها، والتزامنا ببعضنا البعض، لنكون جميعًا متساوين، حتى في اختلافنا.   فلا أحد منا خائف، ولا أحد منا يخيف. لا أحد منا ظالم، ولا أحد منا مظلوم. لا أحد منا غابن، ولا أحد منا مغبون. جميعنا، كما أردد وأكرر، نتظلل علما واحدا، ونحمل هويةٍ واحدة.   قبل أيام، انطلقت صواريخ مجهولة من جنوب لبنان، لم يُعرَف من أطلقها، لكن اللبنانيين أجمعوا على أنها ضد لبنان، ومؤامرة خبيثة على بلدنا تستهدف إستقراره وأمن اللبنانيين، لأنها تقدّم ذريعة إضافية الى من لا ينتظر ذريعة للإعتداء علينا، وتضع الدولة اللبنانية في موقع أضعف تجاه من يؤيدنا في العالم، وتجاه أصدقائنا الراغبين في مساعدتنا. من المهم جدًا إجماع اللبنانيين على إدانة هذه الممارسات، ورفض هذه الإرتكابات، حتى إنّ المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بادر بتقديم إخبار قضائي ضدّ من قام بهذا العمل، وهي خطوة مشكورة ومقدّرة جداً، ولها دلالاتها الكبرى والمهمة.  
لذا، أقول اليوم، إنه آن الأوان لكي نستخلص الدرس الأخير من هذه الخمسين سنة على 13 نيسان... آن الأوان لنقول جميعا: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان، ونثبت أننا تعلّمنا من خمسين عامًا من حروبنا المجنونة، ونقول للذين رحلوا، وللذين لا يزالون بيننا: قسماً بتضحياتكم، لقد دفنّا الحرب للأبد، وممنوع ومستحيل أن نعود إليها أو تعود إلينا.   وقسماً بأبنائكم والأجيال القادمة، وحدتنا هي سلاحنا، وسلاحنا هو جيشنا، لكي تكون كل خمسينيات السنوات المقبلة أيام خير، وسلام، وفرح، وحياة، لأننا خُلقنا للحياة... والحياة خُلقت لنا. عشتم، وعاش لبنان".      
مواضيع ذات صلة عون: أي سلاح خارج إطار الدولة يعرض لبنان للخطر ووحدتنا هي سلاحنا وسلاحنا هو جيشنا Lebanon 24 عون: أي سلاح خارج إطار الدولة يعرض لبنان للخطر ووحدتنا هي سلاحنا وسلاحنا هو جيشنا 12/04/2025 20:18:37 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 سعد: لبنان لا يتحصن إلا بسياسات وطنية عله يعبر بها أهوال المرحلة بسلام وأمان وشعب لبنان يحتاج إلى دولة تحميه وحكومة تصون كرامة الوطن ووحدته Lebanon 24 سعد: لبنان لا يتحصن إلا بسياسات وطنية عله يعبر بها أهوال المرحلة بسلام وأمان وشعب لبنان يحتاج إلى دولة تحميه وحكومة تصون كرامة الوطن ووحدته 12/04/2025 20:18:37 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 الرئيس عون: تأمين مقومات عيش المواطن بكرامته لا يتحقق الا بقيام دولة تضمن سيادة العدالة Lebanon 24 الرئيس عون: تأمين مقومات عيش المواطن بكرامته لا يتحقق الا بقيام دولة تضمن سيادة العدالة 12/04/2025 20:18:37 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 بوشكيان في ذكرى الحرب: لبنان يستحق ان يطوي هذه الصفحة السوداء Lebanon 24 بوشكيان في ذكرى الحرب: لبنان يستحق ان يطوي هذه الصفحة السوداء 12/04/2025 20:18:37 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً وزير الطاقة: الأولوية هي لتطبيق أي قانون قبل إعادة النظر فيه Lebanon 24 وزير الطاقة: الأولوية هي لتطبيق أي قانون قبل إعادة النظر فيه 12:40 | 2025-04-12 12/04/2025 12:40:34 Lebanon 24 Lebanon 24 "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ Lebanon 24 "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ 12:38 | 2025-04-12 12/04/2025 12:38:24 Lebanon 24 Lebanon 24 تيمور جنبلاط: للتوافق في الاستحقاق البلدي وخلق مجالس متجانسة للإنماء Lebanon 24 تيمور جنبلاط: للتوافق في الاستحقاق البلدي وخلق مجالس متجانسة للإنماء 12:28 | 2025-04-12 12/04/2025 12:28:59 Lebanon 24 Lebanon 24 من دولة عربيّة.. لبنان يتسلم مساعدات طبية عبر المطار Lebanon 24 من دولة عربيّة.. لبنان يتسلم مساعدات طبية عبر المطار 12:21 | 2025-04-12 12/04/2025 12:21:45 Lebanon 24 Lebanon 24 ماذا يشهد "واتسآب" في لبنان والعالم؟ إليكم الخبر Lebanon 24 ماذا يشهد "واتسآب" في لبنان والعالم؟ إليكم الخبر 12:00 | 2025-04-12 12/04/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة خبر مهم عن الرواتب.. قرارٌ تمّ اتخاذه اليوم Lebanon 24 خبر مهم عن الرواتب.. قرارٌ تمّ اتخاذه اليوم 14:29 | 2025-04-11 11/04/2025 02:29:23 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر عن رفع الحد الأدنى للأجور.. هذا ما سيحصل نهاية الشهر Lebanon 24 آخر خبر عن رفع الحد الأدنى للأجور.. هذا ما سيحصل نهاية الشهر 01:45 | 2025-04-12 12/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) 01:42 | 2025-04-12 12/04/2025 01:42:52 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد غياب أكثر من 15 عاما فنانة لبنانية تعود إلى الغناء.. شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) Lebanon 24 بعد غياب أكثر من 15 عاما فنانة لبنانية تعود إلى الغناء.. شاهدوا كيف أصبحت (فيديو) 03:55 | 2025-04-12 12/04/2025 03:55:13 Lebanon 24 Lebanon 24 حادث مروّع يهزّ قصقص في بيروت.. السيارات تتحطّم (فيديو) Lebanon 24 حادث مروّع يهزّ قصقص في بيروت.. السيارات تتحطّم (فيديو) 16:09 | 2025-04-11 11/04/2025 04:09:18 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:40 | 2025-04-12 وزير الطاقة: الأولوية هي لتطبيق أي قانون قبل إعادة النظر فيه 12:38 | 2025-04-12 "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ 12:28 | 2025-04-12 تيمور جنبلاط: للتوافق في الاستحقاق البلدي وخلق مجالس متجانسة للإنماء 12:21 | 2025-04-12 من دولة عربيّة.. لبنان يتسلم مساعدات طبية عبر المطار 12:00 | 2025-04-12 ماذا يشهد "واتسآب" في لبنان والعالم؟ إليكم الخبر 11:51 | 2025-04-12 في الشمال.. توقيف سوريّ "يتاجر بالمخدرات ويرمي القنابل"! فيديو جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) 01:42 | 2025-04-12 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) Lebanon 24 توقعات جديدة لليلى عبد اللطيف.. هذا ما قالته عن سلاح "الحزب" ومصير الشرع ومُفاجأة عن الدولار (فيديو) 00:04 | 2025-04-10 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) Lebanon 24 حذفت صورها وارتدت الحجاب.. ابنة فنانة عربية تطلق قناة دينية (فيديو) 23:00 | 2025-04-09 12/04/2025 20:18:37 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عبد الهادي القصبي: الحرب التجارية يمكن استغلالها لتعزيز قدرة الاقتصاد المصري
  • ذكرى الحرب الأهلية اللبنانية.. جراح مفتوحة في بيوت أهالي المفقودين
  • في ذكرى 13 نيسان.. سياسيون ورجال دين يدعون إلى نبذ الحرب
  • لبنان يحيي ذكرى الحرب الأهلية بدقيقة صمت في ساحة الشهداء
  • وفي ذكرى نيسان.. نبقى نحن الشباب الأساس
  • في ذكرى الحرب.. رسالة من رئيس الحكومة إلى اللبنانيين
  • عون في ذكرى الحرب: لا يحمي لبنان إلا دولته وسلاحنا هو جيشنا
  • الجميّل في ذكرى انطلاق المقاومة اللبنانية: على حزب الله تسليم سلاحه
  • "سبت لعازر".. الكنيسة تحيي ذكرى المعجزة التي سبقت الصليب
  • الحرب التجارية ومستقبل تصنيع "آيفون": هل يمكن للولايات المتحدة استعادة الإنتاج من الصين؟