تتواصل الإدانات الحقوقية المنددة باختطاف مليشيا الحوثي موظفين في منظمات إنسانية أممية ومحلية، محملة إياها مسؤولية أية تداعيات تؤدي لتقليص العمل الإغاثي في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

 

وأعربت وزارة الخارجية، عن إدانتها الشديدة لاقدام جماعة الحوثي باختطاف العشرات من موظفي وكالات الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية في صنعاء.

 

وأكدت الوزارة في بيان لها ان هذا العمل يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويهدد حياة وأمن هؤلاء الموظفين.

 

واشارت إلى أن الحكومة حذرت منذ سنوات من مخاطر التغاضي عن انتهاكات المليشيات الحوثية واساليب الابتزاز والضغط التي تمارسها على المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.

 

ولفت البيان، الى ان جماعة الحوثي، تسعى من خلال هذه الممارسات إلى خدمة أجندتها السياسية غير القانونية، وتسخير المساعدات الإنسانية لخدمة أهدافها الأمنية والعسكرية، وتحويل المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى سجون كبيرة لكل من يعارض سياساتها.

 

وجددت الوزارة، مطالبتها للأمم المتحدة وجميع الوكالات الدولية بنقل مقراتها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن، لما من شأنه ضمان بيئة آمنة وملائمة لعمل هذه المنظمات وتقديم خدماتها الإنسانية لجميع اليمنيين في كل المناطق اليمنية دون تمييز أو عراقيل.

 

ودعا المركز الأمريكي للعدالة ومنظمتي سام ورايتس رادار، الحوثيين إلى للإفراج عن كافة المختطفين، مطالبة بضغط دولي على المليشيا لوقف انتهاكاتها ضد العاملين في القطاع الإغاثي وتحييد هذا الملف عن الصراع والتجاذبات السياسية.

 

وشددت على ضرورة التوقف عن مضايقة العاملين في المجال الإنساني والعمل على توفير كافة التسهيلات التي من شأنها أن تمكنهم من مزاولة مهامهم بسلاسة وأريحية.

 

وكانت هيومن رايتس ووتش دعت مليشيا الحوثي إلى إطلاق سراح الموظفين الأمميّين والعاملين بمنظمات المجتمع المدني المحلية، والتوقف عن احتجاز الأشخاص تعسفا وإخفائهم قسرا.

 

وقالت باحثة اليمن والبحرين بالمنظمة "نيكو جعفرنيا" إن مثل هذه الاعتقالات تقوّض أيضا العمل الأساسي الحقوقي والإنساني في اليمن، في وقت لا يحصل فيه غالبية اليمنيين على ما يكفي من الضرورات الأساسية.

 

وأشارت إلى أن التقارير تفيد بأن الحوثيين داهموا منازل ومكاتب عشرة موظفين على الأقل، في وكالات أممية ومنظمات غير حكومية، منهم تسعة موظفين أمميين، واحتجزتهم في صنعاء، والحديدة، وصعدة، وعمران.

 

وبينت "جعفرنيا" أنه ثلاثة موظفين في الأمم المتحدة ما زالوا محتجزين تعسفا من قبل الحوثيين، أحدهما منذ نوفمبر ألفين وواحد عشرين، واثنان منذ أغسطس ألفين وثلاثة وعشرين.

 

وقالت منظمة ميون لحقوق إن جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي نفذ حملة مسلحة متزامنة في صنعاء والحديدة وصعدة وعمران، استهدفت موظفين يمنيين يعملون لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

 

وطالبت بالكشف عن مصير هؤلاء المختطفين والإفراج الفوري عنهم، وعن زملائهم الذين لا يزالون في معتقلات الجماعة المسلحة في صنعاء منذ نحو ثلاثين شهرا، وجميع الأشخاص الآخرين المحتجزين بشكل غير قانوني في مناطق سيطرتها.

 

إلى ذلك، أكدت الأمم المتحدة اختطاف مليشيا الحوثي أحد عشر من موظفيها العاملين في اليمن على مدى الأيام الثلاثة الماضية، مشيرة إلى أنها تسعى مع القنوات المتاحة لإطلاق سراحهم سالمين دون شروط، في أقرب وقت ممكن.

 

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" إنها تشعر بقلق بالغ إزاء هذه التطورات، وتسعى للحصول على توضيح من الحوثيين حول أسباب احتجاز الموظفين، وهم امرأتان وتسعة رجال يمنيين.

 

وأشار إلى أن هؤلاء المختطفين يعلمون في خمس وكالات مختلفة، تابعة للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء الحوثي موظفين أمميين حقوق الأمم المتحدة فی صنعاء إلى أن

إقرأ أيضاً:

مسؤولون أمريكيون يكشفون عن اختلافات في واشنطن حول اليمن مع اعترافات بفشل ردع الحوثيين

كشفت مسؤولون أمريكيون عن اختلافات في الإدارة الأمريكية بشأن جماعة الحوثي في اليمن وتصعيدها في البحر الأحمر.

 

وأشار المسؤولون إلى أن هناك تقييمان للسياسة الأميركية تجاه الحوثيين باليمن، في ظل الرئيس الحالي جو بايدن، وما تتركه هذه الإدارة للرئيس المقبل دونالد ترامب هو مشكلة تزداد تعقيداً.

 

ونقلت قناة "العربية" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن "القوات الأميركية العاملة في ظل القيادة المركزية تشن هجمات في أي وقت ممكن، حسب الفرصة المتاحة".

 

 وشدد على أن المهمة الأساسية هي الردع وتدمير القدرات لدى الحوثيين وحماية الملاحة في المياه الدولية، مشيرا إلى العمليات العسكرية بالقول: "إننا نفعل كل ما هو ممكن وندمر قدراتهم كلما كان ذلك ممكناً".

 

ونقلت القناة عن مسؤول آخر في الإدارة الاميركية وكانت لهجته مختلفة، القول إن "هذا النوع من العمليات يشترط إرسال قوات ضخمة، وهذا ما فعلناه، كما يتطلب الوقت ليفهم الحوثيون ما نحن بصدده وقد مرّ وقت، كما يتطلب الأمر إرادة من قبلنا يلمسها الحوثيون".

 

وسخر المسؤول الأمريكي من موقف بلاده بالقول إن "الحوثيين لا يرون أن لدينا هذه الإرادة، ولم يشعروا أننا تهديد وخطر حقيقي عليهم، وهم ربما يعتبرون أنهم تمكنوا من تخطي مصاعب سابقة، وأنهم سيتمكنون من تخطي ما يواجهونه الآن".

 

ومن المتأمل للتصريحات فإن هذا التقييم يعكس مرارة لدى بعض العاملين في الإدارة الحالية، فهناك الكثير من الموظفين والعاملين في الحكومة الأميركية الذين يكرهون أن تنخرط القوات الأميركية في مهمة ولا تحقق نجاحاً كاسحاً.

 

وبشأن عدم امتلاك واشنطن معلومات استخباراتية بشأن أسلحة الحوثيين وأماكن تخزينها قال أحد المسؤولين الأميركيين "إننا لا نعرف ما عدد القطع لديهم، وعندما تسمع تصريحات تقول إننا ندمر قدراتهم، هذا صحيح، لكن الأهم هو نسبة التدمير في قدراتهم، وهذا ما لا نعرفه!".

 

ومع نهاية عهد بايدن في البيت الأبيض تشير تقديرات الأميركيين إلى بعض النتائج الإيجابية، ويعتبر المسؤولون الأميركيون أن القوات الأميركية مع بعض الدول المشاركة نجحت في حماية بعض السفن التي تعبر البحر الأحمر وخليج عدن.

 

ويشدد هؤلاء المسؤولون لدى التحدث للعربية على أن الهدف الاستراتيجي للحوثيين كان إقفال المضيق ومنع السفن من الإبحار، وهذا ما فشلوا في تحقيقه.

 

لكن التقديرات السلبية للمسؤولين الأميركيين عددها أكبر، فهم يعتبرون أن المهمة الحالية غير قابلة للاستمرار، وقال أحد المسؤولين "لا شركاء لدينا، ولا شركاء يقومون بما نقوم به" وشدد على أن المهمة تتطلب الكثير من العتاد الأميركي فيما يحتفظ الحوثيون بالكثير من العتاد.

 

ويعتبر مسؤولو الإدارة الحالية أن على ترامب أولاً أن يحدد مهمة القوات الأميركية بوضوح، ولا يختلف المسؤولون الحاليون في تقديرهم للوضع عن الإدارة المقبلة، فالطرفان يعتبران أن اليمن يعاني من الفوضى، وأن التهريب البري والبحري مستمران.

 

وفيما يكشف بعض المسؤولين الأميركيين عن أن الحكومة اليمنية تريد أن تقوم الولايات المتحدة بحملة كاملة للقضاء على الحوثيين بما في ذلك نشر قوات برية، سيكون ترامب متردداً جداً في شن حرب وهو لا يريد أصلاً أية حروب.


مقالات مشابهة

  • 42 قتيلاً من قيادات مليشيا الحوثي في يناير وسط تصعيد ميداني واسع
  • قبيلة حاشد تعلن النكف تنديدًا بجريمة اختطاف إحدى حرائر اليمن من قبل السلطات السعودية
  • الأمم المتحدة تحذر من ارتفاع أسعار الدقيق في اليمن
  • واشنطن تفرض عقوبات على بنك اليمن والكويت لعلاقته بمليشيا الحوثي
  • مسؤولون أمريكيون يكشفون عن اختلافات في واشنطن حول اليمن مع اعترافات بفشل ردع الحوثيين
  • غارات أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين شمال صنعاء فجر اليوم
  • الولايات المتحدة تنفذ 5 غارات على محافظة عمران شمال اليمن
  • 11 عاماً مأساوية على اليمن بسبب الانقلاب «الحوثي»
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن 
  • أربع دول أفريقية في إحاطة لمجلس الأمن تدعو إلى إنهاء الصراع في اليمن ووقف التصعيد الحوثي الإسرائيلي