وينقل موقع "بزنس إنسايدر"، إن رؤية السعودية لمشروع "نيوم" الضخم كانت تتجلى في مدينة ضخمة عالية التقنية تضم روبوتات أكثر من البشر ومتنزهات ترفيهية في الصحراء تجمع بين العالمين الافتراضي والمادي، لكن هذا الحلم بدأ ينهار تحت الضغط المالي، وفق العديد من التقارير.

وذكر الموقع، أنه عندما كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأول مرة عن مشروع التكنولوجيا الفائقة في عام 2017، قوبل ببعض الشكوك.

ومنذ ذلك الحين، كانت التفاصيل حول المشروع نادرة نسبيا، حيث ورد أن المخططين ملزمون باتفاقيات صارمة لعدم الإفصاح، مضيفا أنه في الآونة الأخيرة، ظهرت السعودية كبلد بدأ يشعر بضغط طموحاته الضخمة

ونقل الموقع عن كريستيان كوتس أولريخسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس قوله، إن مدينة نيوم عندما أعلن عنها صورت كمدينة خيالية، والآن، تجد السعودية صعوبة أكبر في تحويل هذه الرؤية الخيالية إلى واقع على الأرض.



وأضاف الموقع، أن القضية الرئيسية هي التكلفة الهائلة لنيوم حيث كافحت السعودية لجذب الاستثمار الأجنبي اللازم للمشروع الضخم الذي تزيد كلفته عن 1.5 تريليون دولار، ويقول الخبراء إنه من غير المحتمل تأمينه في أي وقت قريب.

وتابع، أن السعودية كانت تعتمد على الاستثمار الأجنبي لتمويل جزء كبير من نيوم، لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها بالكامل.

وقال أولريخسن: "عندما تم الإعلان عن رؤية 2030 في عام 2017 ، كان الافتراض هو أن الكثير من التمويل سيأتي من الاستثمار الأجنبي وهذا لم يحدث".

وواجهت حملة البحث عن النقد الأجنبي حجر عثرة مبكر في عام 2017، وبعد 10 أيام فقط من الإعلان عن المدينة الضخمة، تم اعتقال 400 من أبرز السعوديين وأكثرهم نفوذا واحتجازهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، الذي كان استضاف للتو حفل إطلاق نيوم وفق الموقع.

وتصاعدت الاعتقالات الجماعية إلى تطهير كامل وأصبحت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المملكة الحديث.

وأضاف أولريخسن: "أصبح الفندق في الأساس مكان احتجاز لنخب رجال الأعمال السعوديين الذين كان من المتوقع أن يكونوا هم الذين يتشاركون مع المستثمرين الأجانب".

وتابع، "انهارت مستويات الاستثمار الأجنبي السعودي،  التي كانت تتراجع على أي حال بعد ذلك، وكان من الصعب جدا عليهم إعادة البناء".

وفي عام 2018، واجهت السعودية مزيدا من العزلة العالمية بعد القتل الوحشي وتقطيع المعارض جمال خاشقجي، وهي جريمة قالت وكالة المخابرات المركزية إنها ارتكبت على الأرجح بناء على أوامر مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان، وهو الأمر الذي نفته الرياض، بحسب الموقع.



وذكر تقرير الموقع، يقال إن المسؤولين في صندوق الثروة السيادية يشعرون بالقلق إزاء التكاليف المتصاعدة حيث تبلغ التقديرات الرسمية لنيوم 500 مليار دولار، لكن المخططين رفضوا الرقم باعتباره منخفضا بشكل غير واقعي.

وتشير تقديرات أخرى إلى أن التكاليف المتوقعة تصل إلى 1.5 تريليون دولار.

وفي نيسان/ أبريل الماضي، ذكرت وكالة بلومبرغ أن الحقائق المالية لخطة رؤية 2030 في البلاد ، والتي تشمل نيوم كمحور لها، بدأت تسبب القلق داخل الحكومة. وفي فبراير، بدأت السعودية أيضا الاقتراض للمساعدة في تمويل بعض المشروعات العملاقة الطموحة.

في العلن، كان السعوديون يصرون على أن المشروع والتمويل يسيران على الطريق الصحيح. لكن في السر، تشير التقارير الأخيرة إلى أن ولي عهد منفتح على إجراء محادثات صعبة حول طموحات رؤية 2030.



وأشار الموقع في تقريره، إلى أن فاتورة الإنفاق العام في السعودية مرتفعة للغاية، ما يثير تساؤلات حول الإنفاق المسرف على المشاريع العملاقة.

وبحسب أولريخسن "فإن رؤية 2030 تستهلك الكثير من المال، وهناك الكثير من أوجه القصور، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشركات الاستشارية الغربية.".

وخفضت السعودية بالفعل تقديرات عدد الأشخاص الذين من المقرر أن يعيشوا في نيوم بحلول عام 2030، مع تأجيل العديد من المواعيد النهائية بالفعل. وتحتاج نيوم إلى توليد ما يكفي من الإثارة لجذب الأموال الأجنبية. 

وختم أولريخسن بالقول، إن فرضية نيوم ذاتها مبنية على مستويات من الاستثمار الأجنبي يبدو الآن من غير المرجح أن تتحقق على الإطلاق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية السعودية بن سلمان صندوق الثروة السيادية السعودية بن سلمان مشروع نيوم صندوق الثروة السيادي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاستثمار الأجنبی رؤیة 2030 فی عام

إقرأ أيضاً:

تأثير اقتصاد المعرفة على زيادة دخل النقد الأجنبي للدولة

قال محمد الشرقاوي محرر شئون وزارة التعليم العالي، إن الأبحاث العلمية التي تقدمها الجامعات تفيد المجتمع بأجمعه في عدد من المجالات والقطاعات المختلفة.

مجلس جامعة بني سويف يكرم عميد كلية التكنولوجيا والتعليم السابقأيمن عاشور: الوزارة تنفذ الخطة الطموحة لجعل مصر قبلة تعليمية فريدة

وأضاف محمد الشرقاوي خلال حواره على قناة صدى البلد، أن الجامعات المصرية، تتنافس في التصنيفات العالمية، موضحا أن الجامعات تعمل على الوصول لسمعة أكاديمية وسمعة بحثية وجودة تعليم، للوصول إلى اقتصاد المعرفة.

وتابع: هناك دور كبير للذكاء الاصطناعي في زيادة إيرادات الدولة من النقد الأجنبي.

ولفت إلى أن التعليم له دور كبير في زيادة الإيرادات والعملات الصعبة، موضحا أن اقتصاد المعرفة يساعد في زيادة النقد الأجنبي ببعض الدول.

واسترسل: اسم الجامعة له دور كبير في الترويج والتسويق للطلاب، واسم الجامعات العالمية يزيد من فرص التشغيل للكثيرين بالإضافة إلى الكفاءة المهنية.

مقالات مشابهة

  • السعودية توقف دعمها المالي لمجلس القيادة.. هل هي بداية انهيار جديد في الحكومة؟
  • أرامكو السعودية تتطلع للاستثمار في مصفاتي تكرير بالهند
  • مش هتفرقه عن آيفون.. لافا تطلق موبايل جديد منخفض التكلفة
  • هيئة تنفيذ المدن: مشاريع السكن الجديدة ستكون مستقلة في خدماتها بالكامل
  • تقليص سن التقاعد للأساتذة.. مشاريع هامة على طاولة الوزير الأول
  • طرح مناقصة تنفيذ المرحلة الأولى من "واجهة جبل شمس".. و11 مليون ريال التكلفة الإجمالية للمشروع
  • ولي العهد: لنترك إرثاً من الازدهار لأجيال الغد.. 1.2 تريليون ريال استثمارات في السعودية
  • ولي العهد.. بيعة ورؤية ونماء
  • تأثير اقتصاد المعرفة على زيادة دخل النقد الأجنبي للدولة
  • السعيدي يوجه ببدء الاستعدادات للمرحلة الثانية من مشروع “الاقتصاد الأزرق”