بوابة الفجر:
2024-07-01@22:18:54 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: مصر "قميص " ناقص "كم" !!

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT



هذا التعبير يطلق على العمل الناقص أو على تصرف غير مكتمل الجوانب المقنعة للمتلقى لهذا التصرف فيطلق هذا (تصرف نصف كم) !!
ولكن ما يحدث حولنا يشبه أن القميص لا ينقصه (نصف كم) ولكن (ينقصه) (كم بالكامل) !
إن تقدم الوطن يعتمد أساسًا على العمل والتقنية العالية والإدارة العالمة بأدواتها وبإستغلال كل طاقات هذا الوطن للتقدم والإزدهار.


إن رفعة مصر وتقدمها تعتمد أول ما تعتمد على سواعد وعقول أبنائها بما فيهم الحكومة والمؤسسات ومراكز البحث والدراسات وقطاع الإستثمار والمجالس التشريعية والنيابية والمحليات كل من يعن له فى هذا الوطن من شأن من شئونه مطلوب جدية ورؤية للعمل تختلف عما نعيشه ونمارسه فى حياتنا اليومية لا يمكن أن يتخيل عاقل أن بلد مثل مصر يجرى فيها نهر النيل بطولها وعرضها يمكن أن تتسع فى مد شرايين جديدة داخل هذا الجسم الجغرافى المتنامى لمليون كم مربع هى كل مساحة هذا الوطن.
والذى نعيش على 6% فقط من أرجائه لا يمكن أبدًا أن نتخيل بأننا نمتلك هذه البحار والشواطىء أحمر وأبيض وبحيرات بردويل وبرلس وناصر ومنزلة وأننا فى أشد الإحتياج لإستيراد الأسماك  والمنتجات البحرية من خارج البلاد!
لايمكن أبدًا أن نتخيل بأننا نمتلك على ضفاف بحيرة ناصر وفى طريق العلمين ومنخفض القطارة وأراضى الوادى الجديد الخصبة والتى ترقد على أكبر مخزون للمياه الجوفية ولدينا مشروعات عملاقة للزراعة فى توشكى وشرق العوينات وحول فرع نهر النيل (السلام) فى شمال سيناء كل هذه الخامات التى تصلح لأن تقدم سلة غذاء كاملة للمصريين وجيرانهم  كما كان الماضى حيث كانت تمثل سلة غلال القمح للحضارة الرومانية القديمة فى مصر.
لا يمكن أن نتخيل بأننا نمر بأزمة للحصول على حبوب القمح والفول والعدس والذرة من الخارج وتزاول بعض القوى السياسية العالمية الضغط علينا لكى نرضخ لسياسات لا ترضينا وعكس ما نؤمن به – حتى نؤمن مصادر لغذاء شعب مصر!!
لا يمكن أبدًا أن نتخيل أن النظام الإدارى المصرى يعتمد على إدارة أقاليم بطريقة (عفى عليها الزمن) ونحن فى أشد الإحتياج لإدارة أقاليم هذا الوطن إدارة إقتصادية محترمة تدرس ما لدينا من عناصر القوة وعناصر النجاح لكى نديرها وإذا عجزنا عن ذلك يحق لنا تبديل الإدارة أو إستيراد إدارة من الخارج لتدير هذه الإقتصاديات وأنا أشك بأننا لا نمتلك تلك المواهب الإقتصادية العظيمة فى بلادنا وفى جامعاتنا وفى مؤسساتنا الإقتصادية الكبيرة 
إن إنحسار التغيير الذى حدث فى مناصب المحافظين رغم إعتراضى على إسلوب إختيار المحافظ إلا أن هذا الإنحسار فى إختيار قيادات سابقة أثبتت فشلها أصاب الجميع بالإحباط.
ولعل التجربة التى شاهدناها جميعًا وكان بطلها الرئيس "السيسى" شخصيًا ومحافظ القاهرة تدل بشكل قاطع على أن تعيين المحافظين كمكافأة نهاية خدمة أثبتت فشلها عمليًا.
إننا نعيش فى عصر يحتاج للجهد وللرؤية وللتفانى فى إخراج قميص كامل دون أى نقص فى أجزائه !!
 أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبد الله حماد

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: هذا الوطن لا یمکن

إقرأ أيضاً:

د. يسري الشرقاوي يكتب.. على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة

النقطة الأولى

«التوازن فى مواجهة الأزمات»

مما لاشك فيه أن هناك أموراً كثيرة تتوقف عليها حالات الحفاظ على العمل الجاد، وإدارة الموارد كاملة لدولة ما تحتاج مزيداً من العمل الجاد والكفاءة والاحترافية التامة والمصداقية، فالكل يعول فى الاقتصاد وبنائه على الإدارة وأدواتها وطرقها وخططها ومنهجياتها.

والأهم هو عند الأزمات، فمن الطبيعى أن تحدث فجوات إدارية أو مشاكل أو فقاقيع أو تحديات أثناء مراحل البناء والعمل الجاد، وتكون لجميعها بالغ الأثر فى إنجاح أو استمرار نجاح البناء الاقتصادى أو العكس، فهى قد تتسبب فى إحداث حالة من الإرباك والتوتر، لا سيما فى بعض الدول والأقطار التى تشهد دوماً صراعات حدودية وجيوسياسية ولديها مشاكل وإصلاحات سياسية واقتصادية متراكمة على مدار سنوات.

لذا دوماً وأبداً ننصح بضرورة أن تكون هناك حالة من الإدارة السليمة الصحيحة فى المواقف والأزمات المختلفة، والتى أرى أن يأتى فى مقدمتها أن تخرج الحكومات والقيادات بمصارحة الشعوب بكل شفافية والتحدث بشكل مبسط وصادق للشركاء وهم الشعب الحقيقى، والعمل الدائم على توفير أساسيات الحياة من مرافق وخدمات.

ولا يمكن بأى حال من الأحوال السماح بأن يتوغل جانب البنية التحتية على جانب الاحتياجات الحياتية اليومية، الأمر الذى يتطلب كفاءة إدارة متميزة للغاية، كذلك أيضاً على كافة الموجودين على الساحات سواءً من المؤيدين لهذه الإدارة أو من معارضيها، عليهم التوقف عن استغلال الفشل أو الإخفاق فى أى محطة سواءً بالسلب أو بالإيجاب فى ظل مواقع ومنصات السوشيال ميديا وصراعاتها وتناحرها، فالمؤيد عليه أن يتوقف عن الاستفزازات ويعترف بالأزمة والتقصير بهدوء.

وأن يساهم فى إعادة البناء وتشجيع متابعيه على ذلك، والمتشدد والمعارض عليه أن يعلى المصلحة العامة وحدود وأمن وأمان الأوطان وقراءة مشاهد التحدى جيداً، فالحقيقة الدامغة أنه لا يمكن بناء أى اقتصاد دونما أن يتوافر هذا الجانب المستنير من الفكر والاتزان فى عقول الإدارة والمديرين والموظفين والعامة حتى نستطيع التحرك للأمام، ومن ثم تخطى وعلاج كل أزمة من الأزمات المتلاحقة والمستمرة وإلاّ فلن نستطيع التحرك فى البناء الاقتصادى القويم، فالتخوين والانقسام والتصنيف والفوضى لا تبنى اقتصاديات الدول.

النقطة الثانية

«التخطيط»

سيظل التخطيط الأمثل هو الخط الأساسى والرئيسى، الذى يمكن من خلاله تحليل الأوضاع بشكل دقيق والوقوف على كل صغيرة وكبيرة، ورسم الأهداف وطرق التقويم وطرق وأدوات التنفيذ والاحتياجات التمويلية والإدارية واختيار الكفاءات البشرية، وتحديد آليات التقييم ونسب الإنجاز وفقاً للجداول الزمنية.

وكل ذلك من العناصر المهمة والأساسية التى لا يمكن الحياد عنها أو التخلى عنها متوقعين نتائج اقتصادية جيدة، وهنا دوماً نحذر من واقع الاطلاع والمشاركة فى إعداد الخطط والتخطيط على مستويات مؤسسية وحكومية لمعالجة بعض القصور وتحقيق أُطر تنموية فى مجالات قطاعية متعددة، فى ظل عدم توفير الأرقام الصحيحة، فلا يمكن أن يتصور أحد أن دولة ما يمكن أن تبنى اقتصاداً دونما توافر تخطيط مبنى على «رقم سليم مدقق» لكل مدخلات ومخرجات العملية التنموية.

وكذلك الأمر لا بد أن يعلم ويتعلم الجميع أن التخطيط ليس قوالب أو أنماطاً ثابتة أو مربعات مغلقة، ففى بعض الأحيان يجب أن يتمتع المخطط والمنفذ بالمرونة الكافية فى تغيير بعض الخطط والأهداف أثناء تحقيق الرؤى وتنفيذ المطلوب، بما يتواكب مع متطلبات وتحديات وظروف الأزمات الداخلية والخارجية المرحلية الطارئة.

وإن لم يُؤخذ ذلك فى الحسبان أثناء تخطيط العمليات الاقتصادية فعندئذ سيكون هناك قصور فى التخطيط لا يمكن أن نحصل منه على نتائج جيدة أو متميزة تتطلبها المرحلة، وهنا أتصور أن مشاركة القاعدة العريضة المجتمعية والتعرف على ردود أفعالهم.

وتحليل احتياجاتهم واستحداث دوماً قنوات شفافة لاستخلاص آرائهم بكل احترام وتقدير لدمجها ضمن الأهداف الاستراتيجية والخطط التشغيلية لهو أمر بالغ الأهمية فى حال الرغبة فى الحفاظ على استمرارية الأعمال للوصول للنتائج الاقتصادية الجيدة المرجوة.

مقالات مشابهة

  • الأنبا ديمتريوس يكتب: 30 يونيو.. وعودة مصر لمكانتها
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا: حكومة جديدة تحمل آمال المصريين 
  • منير أديب يكتب: 30 يونيو.. والحفاظ على الهوية المصرية من التآكل
  • د.حماد عبدالله يكتب: "الفاقد " فى مصر كبير !!!
  • أحمد رمزي يكتب: مبادرة «ابدأ».. الظهير الصناعي لتقدم الدولة المصرية
  • د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!
  • د. يسري الشرقاوي يكتب.. على أبواب مرحلة اقتصادية جديدة
  • محمد عامر يكتب: حقيقة الوطن ووهم الجماعة.. «30 يونيو» معجزة شعب
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه