من أكثر الهجمات دموية في الحرب.. ارتفاع حصيلة القتلى في العمليات الإسرائيلية بالنصيرات
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
قال مسؤولون من حركة حماس إن ما يزيد على 200 فلسطيني قتلوا في ضربات جوية إسرائيلية على نفس المنطقة التي أنقذت قوات إسرائيلية فيها أربعة من الرهائن المحتجزين منذ أكتوبر في عملية بوسط قطاع غزة، السبت، في في عملية وُصفت بأنها "واحدة من أكثر الهجمات دموية في الحرب"، وفق ما ذكرته رويترز.
وتزامنت عملية إنقاذ الرهائن في النصيرات مع قصف جوي إسرائيلي مكثف على نفس المنطقة التي شهدت الكثير من المعارك خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر بين إسرائيل وحماس.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري إن عملية إنقاذ الرهائن جرت في قلب حي سكني في النصيرات حيث كانت حماس تحتجز الرهائن في مبنيين سكنيين منفصلين. وأضاف المتحدث أن القوات الإسرائيلية تعرضت لنيران كثيفة خلال العملية وأنها ردت بإطلاق النار "من الجو ومن الشارع".
وقال في إفادة للصحفيين: "لدينا علم بمقتل أقل من 100 (فلسطيني)، ولا أعلم كم عدد الإرهابيين من بينهم". وذكر بيان للشرطة أن أحد أفراد القوات الخاصة الإسرائيلية قُتل خلال هذه العملية.
وقال مسعفون وسكان في غزة إن الهجوم أدى لمقتل العشرات وخلف جثثا مشوهة لرجال ونساء وأطفال متناثرة في محيط سوق ومسجد.
وقالت إسرائيل إن الرهائن الذين تم إنقاذهم هم نوعا أرغماني (26 عاما) وألموع مئير (22 عاما) وأندري كوزلوف (27 عاما) وشلومي زيف (41 عاما). وأضاف الجيش أنهم نقلوا إلى مستشفى لإجراء فحوص طبية وأنهم بصحة جيدة.
وتم أخذهم جميعا إلى غزة من حفل نوفا الموسيقي خلال الهجوم الذي شنته حركة حماس على بلدات وقرى إسرائيلية قريبة من غزة في السابع من أكتوبر، وهو الهجوم الذي أدى لاندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة في القطاع المحاصر.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل نحو 1200 شخص، وفقا للسلطات الإسرائيلية، وأدى القصف والغزو الإسرائيلي اللاحق لقطاع غزة إلى مقتل ما لا يقل عن 36801 فلسطيني، وفقا لأحدث إحصاء من وزارة الصحة في القطاع والذي صدر اليوم السبت.
اتصال مع الرئيساقتاد المسلحون الفلسطينيون نحو 250 رهينة إلى غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وتم إطلاق سراح ما يزيد على 100 منهم مقابل الإفراج عن 240 سجين فلسطيني في إسرائيل خلال هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر تشرين الثاني. ويتبقى الآن 116 رهينة في غزة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية، من بينهم 40 على الأقل أعلنت السلطات الإسرائيلية وفاتهم.
وباءت بالفشل مرارا محاولات الولايات المتحدة ودول في المنطقة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين مقابل وقف إطلاق النار وذلك مع استمرار إسرائيل في هجومها على غزة.
وقال سكان ومسؤولون من حماس إن غارات جوية جديدة في مدينة رفح الجنوبية أصابت منازل في وقت لاحق اليوم.
وبثت القناة 12 الإسرائيلية لقطات تظهر أرغماني لدى لقائها بوالدها وهي تبتسم وتعانقه. وكان مقطع فيديو لاختطافها قد انتشر بعد وقت قصير من نقل مسلحي حماس لها إلى غزة في السابع من أكتوبر.
وظهرت أرغماني مبتسمة وهي تتحدث هاتفيا اليوم السبت إلى الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ من داخل أحد المستشفيات حيث كانت محاطة بعائلتها وأصدقائها، في لقطات نشرها مكتب الرئيس.
وأضافت "شكرا لك على كل شيء، شكرا لك على هذه اللحظة".
وقال هرتسوغ: "أنا في غاية الحماس لسماع صوتك، هذا يجعل عينيَّ تذرفان الدموع... مرحبا بك في وطنك".
وأشادت بولندا بعملية إنقاذ الرهائن وقالت إن أحدهم يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والبولندية.
ورحب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بإنقاذ القوات الإسرائيلية للرهائن الأربع، وتعهد خلال مؤتمر صحفي مشترك في باريس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون "بعدم التوقف عن العمل حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم والتوصل إلى وقف لإطلاق النار".
وفي أعقاب إنقاذ الرهائن، أرجأ السياسي المنتمي لتيار الوسط وعضو مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني غانتس بيانا كان من المقرر أن يلقيه في وقت لاحق اليوم وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يعلن فيه استقالته من حكومة الطوارئ التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وكان غانتس قد منح نتانياهو الشهر الماضي مهلة حتى الثامن من يونيو حزيران للتوصل إلى استراتيجية واضحة للوضع في قطاع غزة بعد الحرب.
مشاهد داميةغير أن مشهدا مختلفا تكشف في غزة حيث قال مسؤولو وزارة الصحة ومسعفون فلسطينيون إن هجوما إسرائيليا على النصيرات أدى إلى مقتل عشرات من الأشخاص بينهم نساء وأطفال.
ولم تذكر وزارة الصحة في غزة عدد القتلى من المسلحين الفلسطينيين.
وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة في بيان أن الهجوم على النصيرات أدى لمقتل 210 فلسطينيين على الأقل وإصابة عدد كبير آخر. ولم تذكر وزارة الصحة حتى الآن عددا نهائيا للقتلى والمصابين.
وأظهرت لقطات نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي لم يتسن لرويترز التحقق من صحتها حتى الآن جثثا تتناثر أحشاؤها في الشوارع مخضبة بالدماء.
وقال زياد (45 عاما)، وهو مسعف من سكان النصيرات، "كانت ليلة زي أفلام الرعب بس هنا كانت مجزرة حقيقية مش تمثيل، الطيارات الحربية والمسيرات كانوا بيضربوا نار طول الليل بشكل عشوائي على بيوت الناس وعلى الناس اللي حاولوا يخلوا المنطقة".
وأضاف لرويترز عبر تطبيق للرسائل أن القصف ركز على سوق محلية ومسجد العودة. وقال "مشان تحرر أربعة أشخاص، إسرائيل قتلت عشرات الناس".
وقال زياد وسكان آخرون إن فرق الاستجابة للطوارئ تحاول نقل القتلى والجرحى إلى المستشفى في مدينة دير البلح القريبة لكن جثثا كثيرة ما زالت ملقاة في الشوارع، ومنها في محيط منطقة السوق.
وتعرض النصيرات، وهو مخيم تاريخي للاجئين الفلسطينيين، لقصف إسرائيلي مكثف خلال الحرب كما دار قتال عنيف في مناطقه الشرقية.
ولاحقا قال مسعفون فلسطينيون إن غارة جوية إسرائيلية مساء اليوم أودت بحياة خمسة فلسطينيين في مخيم البريج للاجئين بوسط قطاع غزة.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي "لبحث تداعيات المجزرة الدموية التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي" في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وفقا لما نقلت وكالة وفا الفلسطينية.
من جهته، رجح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تصريح لموقع الحرة أن يكون عدد كبير من هؤلاء القتلى من مسلحي حماس، وأضاف أن الحركة تتحمل مسؤولية مقتل أي مدنيين لأنها أخفت الرهائن بينهم.
وقال: "تقديراتنا أن عددا كبيرا من القتلى الذين تتحدث عنهم حماس هم من عناصر الحركة ونحملها المسؤولية كاملة عن سقوط المدنيين لأنها وضعت الرهائن في قلب منطقة سكنية لاستخدامها لأغراض عسكرية."
وتسببت الحرب في زعزعة استقرار الشرق الأوسط، واجتذبت إيران الداعم الرئيسي لحماس وحليفتها جماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، التي يهدد مسؤولون إسرائيليون بخوض حرب معها على الحدود الشمالية لإسرائيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إنقاذ الرهائن وزارة الصحة قطاع غزة فی غزة غزة فی
إقرأ أيضاً:
هل تغادر حماسُ قطر إلى بغداد؟.. خبير أمني يوضح 3 عقبات - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
أكد الخبير في الشؤون الأمنية أحمد بريسم، اليوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024)، أن هناك ثلاث عقبات رئيسة تمنع حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) من الانتقال إلى بغداد.
وقال بريسم، لـ"بغداد اليوم"، إن "استضافة الدوحة منذ سنوات لقيادات الصف الأول في حماس، تمت بموافقة أمريكية، إذ لم يكن لقطر أن تتخذ هذا القرار دون دعم من البيت الأبيض".
وأوضح أن "قيادات حماس في الدوحة تتعرض لضغوط لدفعها نحو تقديم تنازلات بغية الوصول إلى هدنة مع الكيان الصهيوني، برعاية أمريكية، حيث يُلوَّح بسحب حق الاستضافة كأداة ضغط نفسية".
وأضاف بريسم، أن "الدوحة رغم الضغوط، لن تتخلى عن استضافة قيادات حماس؛ فهي تسعى لتثبيت موقعها كوسيط في القضية الفلسطينية، ما جعلها وجهة عالمية في الأشهر الأخيرة".
وأشار إلى أن "قيادات حماس لا تفكر بالانتقال إلى بغداد لثلاثة أسباب، أبرزها أن البيئة السياسية في العراق غير مستقرة، وقد تعرضها لخطر الاغتيالات، إضافة إلى غموض موقف العراق من أي لقاءات محتملة بين حماس والحكومة الإسرائيلية".
وكان مسؤول في البيت الأبيض، رفض الكشف عن هويته، قال لصحيفة "الشرق"، الجمعة (8 تشرين الثاني 2024) إن "حماس قتلت أمريكيين وما زالت تحتجز البعض الآخر كرهائن"، منوها إلى أنه "بعد رفض الاقتراحات المتكررة بإطلاق سراح الرهائن، لا ينبغي لقادتها أن يكونوا موضع ترحيب في عواصم أي شريك أمريكي، وقد أوضحنا ذلك لقطر في أعقاب رفض حماس قبل أسابيع لاقتراح آخر لإطلاق سراح الرهائن".
وأضاف أن "الدوحة لعبت دوراً لا يقدر بثمن في المساعدة بالتوسط لصفقة الرهائن، وكان لها دوراً فعالاً في تأمين إطلاق سراح ما يقرب من 200 رهينة العام الماضي"، مؤكدا أنه "في أعقاب رفض حماس المتكرر إطلاق سراح ولو عدد صغير من الرهائن، بما في ذلك في الآونة الأخيرة خلال الاجتماعات التي عقدت في القاهرة، فإن استمرار وجودهم في الدوحة لم يعد قابلاً للاستمرار أو مقبولاً".
على صعيد متصل، ذكرت مصادر لـ"الشرق"، أن قطر قدمت هذا الطلب لـ"حماس" منذ حوالي 10 أيام، وأن الإدارة الامريكية أجرت محادثات مكثفة مع الدوحة بشأن الوقت المناسب لإغلاق المكتب السياسي للحركة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن واشنطن أخبرت الدوحة، الأسبوع الماضي، بعد رفض "حماس" للاقتراح الأخير لإطلاق سراح المحتجزين، أن "الوقت قد حان الآن".
وأنشأت "حماس" مكتباً سياسياً في العاصمة القطرية عام 2012، ويقيم أعضاء كبار في الدوحة بشكل دائم.