رئيس الوزراء الهنغاري: الغرب يسعى لهزيمة روسيا في أوكرانيا من أجل ملء جيوبه
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
بودابست-سانا
أكد رئيس الوزراء الهنغاري فيكتور أوربان أن الدول الغربية تسعى لهزيمة روسيا عسكرياً في الصراع الأوكراني من أجل الحصول على ثرواتها كما حاولت أن تفعل في التسعينيات من القرن الماضي.
وقال أوربان في مقابلة تلفزيونية رداً على سؤال عن سبب سعي الغرب لتحقيق نصر عسكري على روسيا في الصراع الأوكراني “يريد الزعماء الغربيون الذين يسيرون في طريق الحرب هزيمة روسيا عسكرياً، وخطتهم بسيطة للغاية لأنها تتعلق بالمال الذي يمنح النفوذ والقوة”.
واستذكر أوربان فترة التسعينيات عندما تم الترحيب بالأوروبيين في روسيا بأذرع مفتوحة وتغلغلوا بحرية في الاقتصاد الروسي، مشيراً إلى أن الغرب حاول بعد ذلك استغلال روسيا وأوكرانيا لكن الروس في نهاية المطاف أخذوا كل شيء بأيديهم وأعادوا بناءه بطريقتهم الخاصة.
وأوضح أوربان أن الكثيرين في الغرب الآن يرغبون في العودة إلى تلك الأوقات ويحلمون ببيريسترويكا عظيمة في الشرق ويأملون أن يوفر الصراع في أوكرانيا فرصاً لتحقيق ذلك كما يحاول العديد من موردي الأسلحة والدائنين والمضاربين بالأسهم الاستفادة من هذا الصراع.
وقال رئيس الوزراء الهنغاري: “الأمريكيون الآن يروجون لاقتراح ممتاز مفاده أنهم سيقدمون لأوكرانيا قرضاً بقيمة 40 مليار دولار مرة أخرى، وسيضمن الأوروبيون بدورهم أن الأوكرانيين سوف يسددون هذا الدين”، مشيراً إلى أن أوكرانيا غارقة الآن في الديون لكنها كانت في السابق دولة غنية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
أمريكا: لن نلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا بعد الآن
أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن الولايات المتحدة قررت التخلي عن لعب دور الوسيط المباشر في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بشأن الأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأكدت بروس في تصريحاتها أن واشنطن "لن تكون وسطاء، ولن تسافر إلى الطرف الآخر من العالم لإدارة اجتماعات"، مشيرة إلى أن الوقت قد حان ليقوم الطرفان المتنازعان بتحمل مسؤولية التوصل إلى حلول سياسية حقيقية.
رغم إعلان الانسحاب من الوساطة، شددت بروس على أن بلادها ستواصل بذل الجهود لدفع عملية السلام قدمًا، لكنها أوضحت أن إنهاء النزاع أصبح يتطلب "أفكارًا ملموسة" من كل من موسكو وكييف، وليس مبادرات خارجية.
هذا الموقف يأتي متوازيًا مع ما أعلنه نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، يوم الخميس، من أن الإدارة الأمريكية تخطط خلال المئة يوم القادمة لتكثيف جهودها في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، استعدادًا لإطلاق مفاوضات مباشرة.
تحدث فانس عن وجود "فجوة واضحة" في المواقف السياسية والدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الجهود الأمريكية تتركز حاليًا على ردم هذه الفجوة بما يكفي لتسهيل بدء المحادثات. ويعكس هذا التصريح توجهًا أمريكيًا للعب دور داعم للعملية التفاوضية دون الانخراط المباشر في إدارتها.
من جهته، سبق أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اعتقاده بأن روسيا مستعدة للتوصل إلى اتفاق لتسوية النزاع، لكنه أشار إلى أن المشكلة تكمن في موقف الجانب الأوكراني، الذي لم يُظهر حتى الآن استعدادًا مماثلًا للانخراط في تسوية تفاوضية.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه بالمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، استعداد بلاده للدخول في مفاوضات مع أوكرانيا "دون شروط مسبقة"، وهي رسالة فسّرها مراقبون على أنها محاولة لتحميل الطرف الأوكراني مسؤولية استمرار الجمود السياسي والدبلوماسي.
تجدر الإشارة إلى أن النزاع الروسي الأوكراني دخل عامه الرابع، وسط تعقيدات ميدانية وجيوسياسية متزايدة، إذ لا تزال القوات الروسية تحتفظ بمواقع استراتيجية داخل الأراضي الأوكرانية، فيما تواصل كييف تلقي دعم عسكري ومالي غربي كبير. وقد فشلت عدة جولات سابقة من المفاوضات، سواء المباشرة أو غير المباشرة، في إحراز أي تقدم ملموس.
ويرى مراقبون أن انسحاب الولايات المتحدة من دور الوساطة قد يُحدث فراغًا في المسار الدبلوماسي، ما لم تظهر أطراف أخرى، كالاتحاد الأوروبي أو الصين، لتفعيل قناة حوار بديلة، في وقت تبدو فيه فرص السلام بعيدة في ظل استمرار القتال على الأرض.