توقع محللون وخبراء أن تعمل كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تعزيز تدابيرها الأمنية فيما يتعلق بقضية الأسرى الإسرائيليين لديها، وتشديد الإجراءات الاحترازية بما يحول دون تمكن قوات الاحتلال من تنفيذ عمليات مشابهة لاستعادة الأسرى مستقبلا.

وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فائز الدويري، فإنه يتوقع أن تطبق كتائب القسام إجراءات أمنية احترازية مختلفة بشأن ملف الأسرى، وأن تشدد الإجراءات التي لن تسمح للاحتلال بتنفيذ عمليات مماثلة.

واتفق معه في الرأي الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد على أنه ستكون للعملية أبعاد وخيمة على الأسرى الذين لا يزالون بيد المقاومة.

وأكد زياد أنه لا وجه للمقارنة بين الأسرى الذين يخرجون من سجون الاحتلال بحالة مزرية وبين الأسيرة الإسرائيلية التي أفرجت عنها المقاومة مؤخرا، والتي بدت بصحة بدنية ونفسية ممتازة.

وأشار زياد -خلال الوقفة التحليلية "غزة.. ماذا بعد؟" إلى أن ما لدى المقاومة من أسرى كاف لخنق إسرائيل حكومة وشعبا والدفع بها للرضوخ أمام المقاومة في المسار التفاوضي.

ورجح الدويري أن تقنية تتبع بصمة الصوت هي التي كشفت موقع الأسرى، ورأى أنه لا بطولة في تمكن إسرائيل المدعومة من أقوى دول العالم من الوصول إلى مكان هؤلاء الأسرى بعد قرابة 9 أشهر من الحرب الشرسة التي تشنها على قطاع غزة.

وأكد أنه من العار الحديث بالمقاييس الاحترافية عن نجاح تدعيه إسرائيل وقد تمكنت من استعادة 4 أسرى فقط، مؤكدا أن جيش الاحتلال الذي يرتكب المجازر ويقتل الأطفال لا أخلاقي، ومن يناصره فاقد للأخلاق أيضا.

وبشأن ما يثار عن مشاركة "خلية الرهائن الأميركية" في العملية، أوضح الدويري أن التدخل الأميركي على المستويين الإستراتيجي والعملياتي موجود منذ بداية الحرب على غزة، مشيرا إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية والمخابرات البريطانية تشارك معلوماتها الاستخباراتية مع إسرائيل آنيا، مما زاد فاعلية العمل الاستخباراتي الإسرائيلي.

وبشأن مقدرة المقاومة على أسر جنود إسرائيليين جدد، قال الخبير العسكري إن ذلك يعتمد على تطور المعارك في الميدان التي أصبحت تعتمد على الكمائن، موضحا أن الظروف اليومية التي تواجهها المقاومة تسمح بأسر المزيد من جنود الاحتلال أحياء أو جثثا.

إخفاق صغير

من جهته، اعتبر زياد أن ما حدث لا يسمى هزيمة ولا يجب التهويل منه بعد أن نجح الجيش الإسرائيلي في استعادة هؤلاء الأسرى بعد هزائم وإخفاقات متعددة.

وأكد أن هذا الحدث لن يؤثر على وقائع الميدان، مشيرا إلى أن الواقع يوضح أن إسرائيل هزمت إستراتيجيا في هذه المعركة، وأن هناك قناعة ترسخت لدى أهالي الأسرى بأن الإفراج عن أبنائهم يمكن أن يتم خلال صفقة تبادل وليس عملية عسكرية.

ويرى زياد أن العملية ستغير مجرى المفاوضات القادمة "خاصة إذا أخذنا في الاعتبار الموقف الأميركي العملياتي والاستخباراتي في هذه الصفقة".

وأشار إلى أن الوقائع تشير إلى تورط أميركي حقيقي في مجزرة النصيرات التي أسفرت عن 210 شهداء، ولم يدنها الرئيس الأميركي جو بايدن حتى الآن، فيما يحتفلون باستعادة 4 أسرى من قبضة المقاومة.

وأوضح الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي أن أميركا قاتلت مع إسرائيل "كتفا بكتف" في هذه العملية وتدخلت بشكل واضح، مما يعتبر دليلا على إخفاق إسرائيلي واضح وأن دولة الاحتلال لا تستطيع أن تدافع عن نفسها.

وبشأن تأثير العملية على الداخل الإسرائيلي، توقع الباحث أن يبدي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعنتا أكبر في الأيام القادمة فيما يتعلق بالمفاوضات، وسوف يستخدم ما حدث ليبرر تمسكه بموقفة بشأن مواصلة العمل العسكري.

ودعا زياد إلى النظر إلى العملية باعتبارها دعائية أكثر مما هي عملية عسكرية إستراتيجية حقيقية، مشيرا إلى أن إسرائيل اعتمدت بروتوكول هانيبال بشكل واضح خلال هذه الحرب، واستهدفت أسراها بالأحزمة النارية أكثر من مرة.

استثمار نتنياهو

وفي السياق نفسه، يرى الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى أن نتنياهو خبير في استثمار مثل هذه الأخبار سياسيا، وبدأ في تعزيز شعبيته داخل إسرائيل، كما أنه يحاول استخدامها ذريعة لإفشال صفقة تبادل الأسرى رغم الضغوط التي تمارسها عائلات الأسرى للدفع باتجاه إتمام صفقة التبادل.

وبشأن تأثير العملية على الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية، يرى مصطفى أن نتنياهو أصبح أقوى من الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس.

وتوقع أن تختلف ردة فعل الشارع الإسرائيلي إذا تكشّف أنه تم قتل أسرى آخرين خلال هذه العملية، وأن يتحول المزاج العام من الحالة الاحتفالية الحالية، مشيرا إلى وجود ضبابية وتكتم من قبل جيش الاحتلال بشأن تفاصيل العملية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مشیرا إلى إلى أن

إقرأ أيضاً:

القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟

#سواليف

في كل خطاب ومناسبة وتصريح، يؤكد #قادة_الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم بنيامين #نتنياهو ووزير الحرب يسرائيل #كاتس على هدف #القضاء على حركة #حماس كشرط لإنهاء الحرب. لا يقدّم هؤلاء تصورا تفصيليا حول الطبيعة النهائية للقضاء على حركة حماس، لكنهم يشددون في كل مرة على الأداة؛ مزيد من استخدام #القوة وتكثيف #الإبادة.

تختلف التفسيرات حول مركزية هذا الهدف في خطاب نتنياهو ومن حوله، فهناك من يرى أنه هدف لإطالة أمد الحرب من شخص يعرف تماما أنه سيذهب للمحكمة والسجن بعد أن تتوقف أصوات المدافع، وهناك من يرى أن هذا التوجه هو رؤية خاصة ببعض أطراف ائتلاف نتنياهو الحكومي ويخشى أن التنازل عنه قد يؤدي لانهيار الائتلاف وهذا سبب يتقاطع مع السبب السابق، وآخرون يرون أنه توجه استراتيجي ضمن المتغيرات التي طرأت على مفاهيم الأمن القومي الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر.

كما أشرنا، فإن أحدا لدى الاحتلال وقادته لا يقدّم تصورا تفصيليا لطريقة وطبيعة القضاء على حماس، أو حتى إن كان هذا بالفعل ممكن بالمعنى الكلاسيكي للقضاء على حركة مقاومة؟!. يرصد موقع قدس في هذه المادة، مواقف عسكريين وسياسيين إسرائيليين ومحللين سياسيين وعسكريين حول القدرة على القضاء على حركة حماس:

مقالات ذات صلة “الإعلامي الحكومي”: الاحتلال يُفاقم تجويع الأطفال في غزة 2025/04/29

في مقابلة مع موقع “صحيفة يديعوت أحرونوت” بتاريخ 16/10/2023 قال إيهود باراك، رئيس وزراء ووزير حرب سابق لدى الاحتلال إنه “لا يمكننا القضاء تمامًا على حماس. حماس هي فكرة، تعيش في أحلام الناس وقلوبهم وعقولهم. الهدف العملي للعملية العسكرية يجب أن يكون القضاء على القدرات العملياتية لحماس في قطاع غزة، وهذه مهمة معقدة بما يكفي ويجب التركيز عليها”.

أما إيهود أولمرت وهو رئيس وزراء سابق لدى الاحتلال، فقد أكد في مقابلة مع موقع ICE في ديسمبر 2023 أن “القضاء على حماس غير ممكن… الحديث عن إبادة حماس وإزالتها من على وجه الأرض هو أمر غير ممكن بشريًا… لا يمكن تدمير حماس”.

وفي السياق ذاته، أشار دانيال هاجاري، الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقابلة مع “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 19/6/2024 إلى أن “حماس فكرة. من يعتقد أنه يمكن القضاء عليها فهو مخطئ. هي جزء من #المجتمع_الفلسطيني وحركة الإخوان، وما يمكن فعله هو خلق بديل آخر يحل محلها”.

العميد احتياط في جيش الاحتلال أمير أفيفي، مؤسس ورئيس “منتدى ضباط من أجل أمن إسرائيل”، كتب في مقال بموقع المنتدى 7/10/2024 أن “الشعور الذي ساد الأيام التي تلت السابع من أكتوبر 2023 كان الإحباط والجهل بكيفية تحقيق النصر… القيادة الجنوبية كانت قدّرت أنه سيستغرق عامًا لتفكيك حماس كجسم عسكري، وحتى اليوم، ما زالت الطريق طويلة ولم تنتهِ”.

وبالنسبة للعميد احتياط في #جيش_الاحتلال يعقوب عميدرور، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي لدى الاحتلال، فإن “الحرب في غزة هي حرب على الوعي، ليس فقط على الأرض… لا يمكن تدمير فكرة، لكن بالإمكان إضعافها”، وهو ما كتبه د في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

أما إمكانية تحقيق #نصر_كامل على حماس، فهي أيضا محط تشكيك، وقد أعرب عدد من كبار الضباط والسياسيين والمحللين عن شكوكهم حيال إمكانية تحقيق حسم عسكري كامل ضد الحركة. الجنرال احتياط غادي آيزنكوت، رئيس الأركان السابق لجيش الاحتلال، قال في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن ” #حماس_فكرة وليست مجرد تنظيم، ولا يمكن القضاء على فكرة بالقوة العسكرية فقط”.

أما المحلل العسكري رونين بيرغمان فقد كتب في “يديعوت أحرونوت” “حتى لو تمكنت إسرائيل من تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس، فإن الأيديولوجيا والقاعدة الاجتماعية ستبقى، ومن الممكن أن تتجدد في المستقبل”.

عضو الكنيست يوآف غالانت، وزير الحرب السابق، صرح في مقابلة مع “القناة 12” بأن “الحسم العسكري الكامل ضد حماس هو هدف غير واقعي. يجب الجمع بين الضغط العسكري والسياسي والاقتصادي من أجل إضعاف التنظيم على المدى الطويل”.

وبحسب الصحفي عاموس هرئيل المراسل العسكري في صحيفة “هآرتس” فإن “على إسرائيل أن تعترف بأنها لا تستطيع تحقيق نصر كامل على حماس، بل عليها أن تسعى لإدارة الصراع بشكل ذكي لمنع التصعيد”.

مقالات مشابهة

  • المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية: على إثر ذلك، توجهت وحدات من قوى الأمن العام مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، كما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • المؤسسة الأمنية في إسرائيل تبحث توسيع العملية البرية بغزة
  • بالأسماء - إسرائيل تطلق سراح 11 أسيراً من غزة
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تزداد احترافية ومفاجآتها الميدانية مستمرة
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • المقاومة تواصل اصطياد دبابات وجنود الاحتلال بغزة 
  • فيديو القسام لإنقاذ أسرى إسرائيليين يجتاح المنصات ويثير تفاعلا عارما
  • ثلاث مخاوف إسرائيلية من تعميق القتال داخل قطاع غزة.. بينها كمائن المقاومة