منظومة “فلسطين” البالستية اليمنية تصدمُ العدوَّ بمواصفاتها المتقدمة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
جذَبَ صاروخُ “فلسطين” البالستي اليمني الجديدُ الذي كشفته عنه القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ، الأسبوع الماضي، اهتمامَ وسائل إعلام العدوّ والكثير من الخبراء العسكريين حول العالم، والذين لاحظوا من خلال أول ظهور للصاروخ أنه يتمتعُ بمميزات متطورة وهامة تؤكّـد وصول التصنيع العسكري اليمني إلى مستويات تقنية متقدمة؛ وهو ما يعزز فاعلية الجبهة اليمنية المساندة لغزة ويوسع أفق مساراتها التصعيدية خلال المراحل المقبلة.
وفي ملاحظات دوَّنها على منصة التواصل الاجتماعي “إكس” قال فابيان هينز، خبير الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن “صاروخ فلسطين هو صاروخ يعمل بالوقود الصُّلب موجَّهٌ بدقة، وهذا وحدَه جديرٌ بالملاحظة؛ فحتى الآن، يبدو أن الصواريخ الباليستية التي استخدمها الحوثيون ضد “إسرائيل” كانت جميعها صواريخ تعمل بالوقود السائل أقل تقدُّمًا دون توجيه نهائي” حسب تعبيره.
واعتبر هينز أن “صاروخ فلسطين مثير للاهتمام؛ لأَنَّه لا يتوافق مع أيٍّ من الصواريخ التي تم عرضها، وللوصول إلى إيلات هناك حاجة إلى مدى يصل إلى 1600 كيلو متر على الأقل”.
وأضاف: “في حين أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما هي النسخة الدقيقة التي يتوافق معها صاروخ فلسطين، يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا هو صاروخ وقود صُلب متطور وموجه بدقة”.
وتابع: “من ناحية أُخرى؛ فهذا أَيْـضاً هو أول صاروخ يحمل رأسًا مغطى بالكوفية” في إشارة إلى الكوفية الفلسطينية التي تم تزيين رأس الصاروخ بها.
ونشرت صحيفة “تليغراف” البريطانية تقريرًا نقلت فيه عن خبراءَ عسكريين قولهم: إن صاروخ “فلسطين” اليمني “دقيق التوجيه ويعمل بالوقود الصُّلب، وهو أكثر تقدُّمًا من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل دون توجيه والتي تم استخدامها من قبل”.
وأشَارَت الصحيفة إلى أن “صواريخ الوقود الصلب أكثر مرونة في القتال ويمكن تركيبها وإطلاقها بسرعة”.
وزعمت الـ”تليغراف” البريطانية في تقريرٍ آخرَ أنه “تم تعقُّب صاروخ فلسطين الذي يفوق سرعته سرعة الصوت أثناء الطيران بين غرب اليمن وميناء إيلات الإسرائيلي، ثم اختفى، ولكن هذا لا يزال تطورًا كبيرًا” وهي إشارة إلى فشل طبقات الدفاع العربية والغربية في رصد مسار الصاروخ كاملًا.
وأضافت: “نحن نعلمُ على وجه اليقين أنه لا يمكن لأيٍّ من السفن الحربية الدولية التغلب على الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ووجود ثلاث سفن فقط (ربما تكون قادرة) على هزيمة هذا التهديد الجديد لن يطمئن شركات الشحن”.
وقالت الصحيفة: إن “تحليل عملية الإطلاق أظهر أَيْـضاً أعمدة من دخان العادم الأبيض، والتي يقول خبراء الصواريخ إنها تشير إلى أن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب، وتعتبر هذه الصواريخ أكثر موثوقية وأسرع بكثير في الإطلاق من نظيراتها التي تعمل بالوقود السائل؛ مما يجعل مهمة التحالف في اكتشافها وضربها أصعب مما كانت عليه بالفعل”.
وأكّـدت أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها “لا تزال قادرة على التفوق على قوات التحالف”.
وأقرت الصحيفة بأن التحالف الأمريكي لم ينجح في “قمع” اليمنيين” معللة ذلك بأن “أنظمة الأسلحة اليمنية متحَرّكة ومخفية ومتعددة، وبالتالي من المستحيل تحييدها بالكامل؛ وهذا يعني أن عمليات قوات التحالف لا يمكنها ضمان مرور آمن للسفن”.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تقرير حول الصاروخ اليمني الجديد إنه “يمكن للأسلحة التي تفوقُ سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، أن تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي؛ بسَببِ سرعتها وقدرتها على المناورة”.
وأضافت أن “الصواريخ الباليستية تطيرُ على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت أمريكية الصنع توقع مسارها واعتراضها، ولكن كلما كان مسارُ طيران الصاروخ غيرَ منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتّجاهات، كلما أصبح اعتراضُه أكثرَ صعوبة”.
ونظرًا للزاوية المائلة التي تم إطلاقُ صاروخ “فلسطين” بها في المشاهد التي وزَّعها الإعلام الحربي، يرى خبراءُ آخرون أنه قد يكون الصاروخ التكتيكي الأطول مدى حتى الآن؛ لأَنَّ الصواريخ التكتيكية عادةً ما تكون مدياتُها أقلَّ.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد كشف في كلمته الأسبوعية الأخيرة أن صاروخ “فلسطين” البالستي الجديد تم تصميمه بشكل خاص وفقًا لمتطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد، على مستوى المدى، وعلى المستوى التقني المتعلق بتجاوز الطبقات الدفاعية للعدو والتي تشارك فيها دول عربية إلى جانب القوات الأمريكية والأُورُوبية على امتداد المسافة بين اليمن وفلسطين.
وفي مارس الماضي نجحت القوات المسلحة اليمنية في استهداف أم الرشراش المحتلّة بصاروخ وُصِفَ آنذاك بأنه “مطور” ولم تتمكّن دفاعات العدوّ الصهيوني من رصده أَو اعتراضه؛ الأمر الذي أثار قلقًا كَبيراً داخل كيان العدوّ.
وقال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وقتها: “إن تلك العملية فتحت أفقًا جديدًا للقوة الصاروخية اليمنية”.
ولم تكشف القوات المسلحة بعدُ عن مواصفات صاروخ “فلسطين” البالستي؛ الأمر الذي يبقي العدوّ في حالة ارتباك في ظل ملاحظات الخبراء العسكريين.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: صاروخ فلسطین سرعة الصوت التی تم
إقرأ أيضاً:
صنعاء تصدم نتنياهو وتثبّت النتائج العكسية للفشل الأمريكي
يمانيون/ تقارير بعد 48 ساعة فقط على تهديدات مجرم الحرب بينامين نتيناهو لليمن وتعبيره عن انزعاجه الشديد من استمرار العمليات العسكرية اليمنية ودلالاتها، فجرت القوات المسلحة اليمنية مفاجأة جديدة في قلب كيان العدو الصهيوني، من خلال إطلاق صاروخ فرط صوتي (لم تسمّه) على هدف حيوي وسط مدينة حيفا شمال فلسطين المحتلة،
بالإضافة إلى استهداف يافا المحتلة بطائرة مسيرة، في ضربة نوعية مثلت تصعيدا جديدا في مسار عمليات الإسناد اليمنية، وحملت كما كبيرا من الرسائل الصادمة للعدو ورعاته، بدءا من تأكيد الفشل الذريع والتام للعدوان الأمريكي، وارتداده بنتائج عكسية كبيرة، مرورا بترسيخ واقع انهيار منظومات الرصد والدفاع التي يعول عليها العدو، وصولا إلى وضع الأخير وقطعان مستوطنيه أمام معادلة جديدة مرعبة وهي أن معظم خارطة فلسطين المحتلة صارت تحت النيران اليمنية المباشرة التي لا يمكن إيقافها.
العملية الجديدة كانت صادمة للعدو ورعاته منذ لحظة وصول الصاروخ الذي تسمه القوات المسلحة إلى سماء حيفا المحتلة، وإطلاق صافرات الإنذار فيها للمرة الأولى منذ نوفمبر 2024، وهي أول مرة تنطلق فيها صافرات الإنذار في المدينة بسبب صاروخ قادم من اليمن، الأمر الذي يمثل بحد ذاته مفاجأة مخيفة لقيادة العدو ومستوطنيه الذين اضطر حوالي مليون منهم إلى الهروب للملاجئ مرعوبين في ساعة متأخرة من الليل.
ولم يكن المخيف في الهجوم فقط وصول صاروخ يمني إلى سماء شمال فلسطين المحتلة، وإلى حيفا التي تمثل القلب الحيوي والاقتصادي لكيان العدو، بل نجاح الصاروخ في إصابة هدفه بدقة وفشل الدفاعات الصهيونية في اعتراضه، وهو ما أظهرته بوضوح المشاهد التي وثقها المغتصبون الصهاينة، كما عززه الارتباك الواضح لجيش العدو في بيانه بشأن التعامل مع الهجوم حيث زعم أنه “ربما تم اعتراض الصاروخ” حسب تعبيره.
والحقيقة أن الاعتراض لم يفشل فحسب، بل وفقا لشهادات المستوطنين وتحليل المشاهد المصورة، فقد وقعت عدة انفجارات، وهو ما يأتي على الأرجح بسبب ارتباك كبير للذخائر الاعتراضية التي استخدمها جيش العدو، الأمر الذي يعني نجاح الصاروخ في مناورتها بشكل احترافي.
ولا يقتصر الفشل هنا على أنظمة الرصد والدفاع التابعة للعدو داخل فلسطين المحتلة، على ما يمثله ذلك من رعب لكيان العدو ومستوطنيه، بل تبرهن العملية الجديدة على نجاح كبير في تجاوز طبقات الرصد والإنذار المبكر والاعتراض التي ينشرها العدو الأمريكي وشركاءه في المنطقة، والتي تمتد على طول المسافة من الأجواء اليمنية إلى حيفا، بما في ذلك أنظمة (ثاد) التي نشرها الجيش الأمريكي في دول عربية مؤخرا، وأنظمة مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) التي بات واضحا الآن أنها فعلا قد خرجت عن الخدمة إلى حد كبير كما كشف الرئيس المشاط قبل أيام.
وقد أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية بأن العملية كانت “غير عادية” في الكثير من خصائصها، بما في ذلك تأخر رصد الصاروخ، وتأخر تفعيل صافرات الإنذار بشكل كبير، وهو ما تسبب بوقوع إصابات بين قطعان المستوطنين أثناء الهروب إلى الملاجئ، ما يعني أن الجيش الأمريكي وأدواته وشركاءه لم يفشلوا فحسب في التصدي للصاروخ، بل حتى في القيام بأدنى ما هو متوقع منهم وهو توفير نوعا من الإنذار المبكر لكيان العدو من أجل الاستعداد للهجوم.
وبإثبات هذا الإخفاق الكبير فإن الهجوم اليمني الاستثنائي على حيفا المحتلة يجبر العدو مرة أخرى على الوقوف أمام حقيقة الفشل التام للعدوان الأمريكي في تحقيق أي من أهدافه المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية أو حماية العدو من عمليات الإسناد اليمنية على الأقل، أو في الحد الأدنى تماما توفير الإنذار المبكر، وهو فشل يعيد وضع العدو في مواجهة ضغط أمني واقتصادي واستراتيجي كبير يهز أركان عدوانه على غزة، فقد اعترف مسؤولون صهاينة بان ضغط عمليات الإسناد اليمنية كان من الأسباب التي دفعت العدو إلى القبول بوقف إطلاق النار في يناير الماضي، ومن خلال العملية الأخيرة على حيفا المحتلة يبدو بوضوح أن مستوى هذا الضغط قد ارتفع بشكل كبير.
وقد بدأت وسائل الإعلام العبرية بالتعبير فورا عن هذا الضغط، حيث ذكر موقع “ماكو” التابع للقناة العبرية الثانية عشرة أن “الهجوم غير المعتاد من اليمن ربما كان موجها نحو ميناء حيفا، وهو الميناء الرئيسي الذي تدخل وتخرج من خلاله الغالبية العظمى من الصادرات والواردات الإسرائيلية” مشيرا إلى أن استهداف الميناء يتسق مع نمط الهجمات اليمنية على مطار “بن غوريون” بالإضافة إلى “الحصار البحري لميناء إيلات” حسب تعبيره.
وقال إن جزء كبير من العمليات العسكرية اليمنية ضد كيان العدو “يهدف إلى إحداث أضرار اقتصادية” بالإضافة إلى ” إلحاق الضرر بحياة ملايين الإسرائيليين وتعطيلها، كما حدث في هذا الهجو، وفي روتين الهجمات الذي كان قائما في وقت سابق”.
وأضاف الموقع أن “كل هذا يحدث على الرغم من استمرار العملية الجوية الأمريكية في اليمن، حيث تقلع كل مئات الطائرات، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، لمهاجمة عشرات الأهداف في اليمن” مشيرا إلى أن برغم الجهود الأمريكية “فإن التقدير في إسرائيل هو أنه من المتوقع أن يستمر إطلاق النار من اليمن بل ويمتد إلى مناطق أخرى”.
وتؤكد هذه المعلومات أن قيادة كيان العدو قد وصلت إلى إدراك واضح بفشل العدوان الأمريكي على اليمن، وهو ما ترجمته تهديدات نتنياهو قبل يومين فقط من العملية العسكرية الجديدة، حيث خالف مجرم الحرب الصهيوني مطالب إدارة ترامب بالبقاء بعيدا عن مشهد المواجهة مع اليمن، في لحظة أعادت التذكير باضطراره خلال العام الماضي للاندفاع إلى واجهة المشهد في محاولة لتعويض الفشل الذريع لإدارة بايدن.
وقد مثلت العملية العسكرية اليمنية على حيفا المحتلة صفعة مهينة واضحة لنتنياهو الذي سيرتكب بلا شك حماقة كبيرة إذا فكر في استهداف اليمن للتغطية على الإهانة، لأن ذلك سيعني انتهاء الثقة تماما بالجهود الأمريكية، وسيغرق جيش العدو مجددا في دوامة من العجز والفشل واستنزاف القدرات بلا طائل وكشف المزيد من نقاط الضعف العملياتية والاستخباراتية فيما يتعلق بالمواجهة مع اليمن.
نقلا عن المسيرة نت