السيارات الكهربائية.. طوفان صيني تستعد أوروبا لمواجهته بالتعريفات الجمركية
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، وهي خطوة تهدف إلى مواجهة ما يعتبرها ممارسات تجارية غير عادلة من قبل بكين على ما ذكرته وكالة بلومبيرغ.
ويأتي هذا القرار -وفق الوكالة- في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا طوفانًا من السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة، مما تسبب في اضطراب كبير في السوق.
ومع ذلك، فإن التعريفات المقترحة تثير الجدل وتثير مخاوف بشأن الانتقام المحتمل من الصين وتأثيرها على المستهلكين الأوروبيين.
إجراءات للتنفيذومن المقرر أن تقوم المفوضية الأوروبية بإبلاغ الشركات المصنعة للمركبات الكهربائية في الصين في وقت مبكر من الأسبوع المقبل بشأن فرض رسوم جمركية مؤقتة بدءًا من 4 يوليو/تموز على ما ذكرته بلومبيرغ.
الخطوة تعد جزءًا من جهد أوسع يبذله الاتحاد الأوروبي لمعالجة ما يسميها الممارسات المشوهة للسوق (غيتي)ومن المتوقع أن تؤدي هذه التعريفات إلى رفع رسوم الاستيراد إلى ما يزيد عن 10% الحالية، وتستهدف شركات مثل "بي واي دي" و "سايك" و"جيلي".
وتعد هذه الخطوة جزءًا من جهد أوسع تبذله بروكسل لمعالجة الممارسات المشوهة للسوق، بما في ذلك الإعانات التي تقدمها بكين لصناعة السيارات لديها وفقا للوكالة.
ووفقًا لتقرير بلومبيرغ، وجدت المفوضية الأوروبية "أدلة كافية" على أن واردات السيارات الكهربائية الصينية تستفيد من الإعانات مثل التحويل المباشر للأموال، والإعفاءات الضريبية، وتوفير السلع أو الخدمات بأقل من أسعار السوق.
آثار مرتقبةوتهدف التعريفات إلى مساعدة شركات صناعة السيارات الأوروبية في الدفاع عن أسواقها، ولكنها قد تؤثر أيضًا على الشركات المصنعة الغربية التي تنتج السيارات في الصين وتصدرها إلى أوروبا، مثل شركتي تسلا وبي إم دبليو وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.
وحذر مدير معهد "كار" لأبحاث السيارات للوكالة الألمانية فرديناند دودنهوفر من أن حوالي 14% من السيارات الكهربائية المباعة في ألمانيا يتم استيرادها من الصين.
وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، سجلت في ألمانيا 111 ألف سيارة كهربائية بينها 15 ألفا مستوردة من الصين.
وأشار دودنهوفر إلى أن هذه الأرقام لا تشمل العلامات التجارية الصينية فحسب، بل تشمل أيضا السيارات التي تنتجها الشركات الأوروبية في الصين، مثل داسيا سبرينج، أرخص سيارة كهربائية في السوق الأوروبية.
وحذر من أن فرض رسوم جمركية مرتفعة على هذه السيارات قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب على الطرازات ذات الأسعار المعقولة نسبيا.
انتقام محتملوتعمل الصين، أكبر منتج للسيارات الكهربائية وبطاريات المركبات الكهربائية في العالم، على توسيع حصتها السوقية في أوروبا بقوة.
علامات تجارية صينية مثل "بي واي دي" و"نيو" و"إكس بنغ" أثبتت حضورًا قويًا في العديد من البلدان الأوروبية (رويترز)ويُنظر إلى التعريفات المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي على أنها محاولة لمنع تكرار انهيار صناعة الطاقة الشمسية، حيث تفوق المنافسون الصينيون المدعومون من الدولة على المصنعين الأوروبيين على ما قالته بلومبيرغ.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن التعريفات الجمركية يمكن أن تؤدي إلى إجراءات انتقامية من جانب بكين.
وأشارت الصين إلى أنها قد تفرض رسومًا جمركية تصل إلى 25% على واردات السيارات الأوروبية ذات المحركات الكبيرة، مما يؤثر على علامات تجارية مثل مرسيدس بنز، وبورشه، وبي إم دبليو. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبكين استهداف الطيران الأوروبي والسلع الزراعية ومنتجات الألبان، وحتى تقييد صادرات المواد الحيوية لإنتاج السيارات الكهربائية، مثل العناصر الأرضية النادرة والليثيوم على ما ذكرته الوكالة.
مخاوف اقتصادية وبيئيةوأثار فرض الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية جدلا حول الآثار الاقتصادية والبيئية المحتملة.
ويرى دودنهوفر أن التعريفات الجمركية على المنتجات الصديقة للبيئة يمكن أن تعيق التحول إلى اقتصاد أنظف وتعطل التبادلات الصناعية المهمة مع الصين. وأضاف أن "فرض رسوم جمركية عقابية على المركبات الكهربائية سيكون خطأ كبيرا من شأنه أن يلوث المناخ ويعوق التبادل الصناعي المهم مع الصين".
وتنقسم شركات صناعة السيارات الأوروبية حول هذه القضية. وفي حين يدعم البعض، مثل "ستيلانتيس"، التدابير الرامية إلى حماية الشركات المصنعة المحلية، فإن آخرين، بما في ذلك مرسيدس بنز وفولكس فاغن، يحذرون من سياسات الحماية التي قد تؤخر التحول إلى اقتصاد أكثر اخضرارا على ما ذكرت بلومبيرغ.
وشدد هربرت ديس، الرئيس التنفيذي السابق لشركة فولكس فاغن، والذي يشغل الآن منصب رئيس مجلس إدارة شركة "إنفينيون تكنولوجيز"، على أن الصراعات التجارية المتصاعدة يمكن أن تضر بالاقتصاد العالمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات السیارات الکهربائیة فرض رسوم جمرکیة من الصین على ما
إقرأ أيضاً:
أسرع من الصوت.. الصين تستعد لإطلاق طائرة تنقل الركاب في ثوان
بعد مرور أكثر من عشرين عاما منذ آخر رحلة لطائرة الكونكورد الأسطورية التي تصنف بأنها أسرع طائرة في العالم عادت الصين لتكون هي الدولة التي تقدم خليفتها، وتستعد إحدى الشركات في بكين، على تطوير طائرة أسرع من الصوت حتى من طائرة Concorde التابعة لوكالة ناسا، فما هي تفاصيلها ومتى تنطلق؟، وفق تقرير نشرته صحيفة «ديلي ميل».
الصين تستعد لإطلاق طائرة تنقل الركاب في ثوانتستعد الصين حاليًا لإطلاق طائرة أسرع من الصوت، جاهزة بالفعل وفي الاختبارات، وصل محركها إلى سرعة 4 ماخ أو 3045 ميلا في الساعة - أي أربعة أضعاف سرعة الصوت، على ارتفاعات تزيد على 65600 قدم، حسبما ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.
السرعة أكبر بمرتين من السرعة القصوى لطائرة كونكورد التي وصلت سرعتها إلى 1338 ميلاً في الساعة وثلاث مرات من سرعة طائرة«ابن كونكورد» التابعة لوكالة ناسا «937 ميلاً في الساعة»، وقالت شركة النقل الفضائي في بيان لها: «يتمتع محرك الطائرة الجديدة بإمكانات تجارية كبيرة في مجال الطيران عالي السرعة في البيئات القريبة من الفضاء»، وتعد الرحلة التجريبية الناجحة بمثابة معلم رئيسي في تطوير طائرة يونشينغ المدنية الأسرع من الصوت، والتي سوف تنقل الركاب من لندن إلى نيويورك في أقل من ساعتين، وفي ثوان معدودة إذا كانت المسافة بين بلدين مجاورين.
موعد إطلاق طائرة الصينوتهدف شركة النقل الفضائي إلى أن تكون الطائرة يونشينغ جاهزة لرحلتها الأولى بحلول عام 2027 وأول رحلة نقل تجارية عالية السرعة من نقطة إلى نقطة بحلول عام 2030، وسيكون ركابها على ارتفاع كافٍ لرؤية انحناء الأرض - حيث يكون الأفق منحنى طفيفًا بدلاً من خط مستقيم، والذي يُرى عادةً من ارتفاع 50 ألف قدم.
أكملت الطائرة، الثلاثاء (17 ديسمبر)، رحلتها التجريبية في شمال غرب الصين، حسبما ذكرت صحيفة جلوبال تايمز، وقالت الشركة إن رحلة الاختبار هذه قدمت بيانات أداء رئيسية للمحرك، ما أثبت صحة الأنظمة المهمة بما في ذلك نظام إمداد الوقود والأنظمة الكهربائية وأنظمة التحكم، كما أكدت استقرار المحرك وموثوقيته، مما يمثل معلمًا رئيسيًا في تطويره من نموذج أولي إلى منتج وظيفي بالكامل.