قالت مجلة فورين بوليسي الأميركية إن ما يسمى "حزب اليسار المحافظ" الجديد -أو تحالف السياسية الألمانية البارزة ساهرا فاغنكنخت- يسعى إلى الحصول على موطئ قدم في انتخابات البرلمان الأوروبي، وربما يؤدي إلى زعزعة السياسة الألمانية.

وأوضحت أن هذا الحزب يراهن على أن الناخبين -الذين يشعرون بتخلي المؤسسة الألمانية عنهم أو بخيبة الأمل تجاهها- سيرون المشروع السياسي الذي تم إنشاؤه على صورة زعيمته باعتباره مشروعا أنشئ على صورتهم أيضا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع روسي: موسكو تتوعد الغرب بإمداد أعدائه بأسلحة متطورةموقع روسي: موسكو تتوعد الغرب بإمداد ...list 2 of 2صحيفة إسبانية: إسرائيل تواجه عواقب تجاهلها للعدالة الدوليةصحيفة إسبانية: إسرائيل تواجه عواقب ...end of list

وذكرت المجلة أن انتخابات البرلمان الأوروبي الجارية ستكون بمثابة اختبار مبكر لنفوذ حزب فاغنكنخت التي كانت ذات يوم بارزة في حزب اليسار الألماني، وشخصية إعلامية اكتسبت قاعدة جماهيرية واسعة وسمعة طيبة من مخالفتها للتيار السياسي السائد، وانفصلت رسميا عن هذا الحزب لتؤسس حزبها الخاص.

ولا يتناغم حزب فاغنكنخت مع الطيف السياسي الألماني -حسب تقرير المراسلة الصحفية المستقلة جين كيربي للمجلة- لأنه يحتضن مزيجا غير تقليدي من الاقتصاد اليساري والمحافظة الثقافية، مثل سياسات الهجرة الأكثر تقييدا وانعدام الثقة في سياسات الهوية، إضافة إلى أن برنامج السياسة الخارجية الذي يتبناه متعارض مع الإجماع الغربي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بحرب روسيا وأوكرانيا.

مرونة أيديولوجية

وأشارت فورين بوليسي إلى أن بعض أعضاء هذا الحزب لا يريدون تحديد موقعهم على خارطة الطيف السياسي، إذ يقول فابيو دي ماسي -وهو سياسي سابق بحزب اليسار والمرشح الرئيسي للبرلمان الأوروبي عن حزب اليسار المحافظ "نحن لا نصنف أنفسنا قوة يسارية أو يمينية" مع أنه يتعاطف مع التقاليد الاقتصادية اليسارية.

وتعتبر المجلة هذه المرونة الأيديولوجية إستراتيجية جزئية. ونقلت عن أستاذ العلوم السياسية غيرو نيوغيباور قوله إن "حزب فاغنكنخت يبحث عن أكبر قدر ممكن من الدعم، لكنه يحاول استدراره من كل ركن من أركان الناخبين" وأضاف مازحا أنه "كل النكهات السياسية مجتمعة في نكهة واحدة".

غير أن هذه الميوعة تبدو متعارضة -حسب المجلة- مع الهوية الأخرى للحزب "هوية عرض امرأة واحدة" يظهر وجهها على العديد من الملصقات الانتخابية رغم أنها لم تترشح للبرلمان الأوروبي، واكتفت بتجنيد أعضاء سابقين من حزب اليسار، مثل دي ماسي ومنشقين آخرين بينهم عمدة دوسلدورف السابق من يسار الوسط توماس غيزل.

بعض الغموض

وأشارت فورين بوليسي إلى أنه من المستحيل فصل رمزية فاغنكنخت عن الدعم الذي شهده الحزب حتى الآن، وهذا ما يضفي بعض الغموض على الكيفية التي قد يحكم بها أعضاء الحزب فعليا، مما يسمح للحزب بتجنب بعض الأسئلة حول سياساته الأكثر تطرفا.

وقالت الأستاذة المساعدة بجامعة كوينز في بلفاست سارة فاغنر "ما نراه، خاصة في ألمانيا، أن الكثير من الناخبين غير راضين عن الحكومة التقدمية الحالية والائتلاف. وهذا مصدر لتعبئة اليمين المتطرف، لكن الناس لا يريدون أن يرتبطوا بالتصويت لليمين المتطرف. هناك فجوة مفتوحة حقا للتعبئة".

مدى الفوضى

وتبلغ نسبة تأييد تحالف فاغنكنخت الآن حوالي 6%، وهو ما يجعله فوق العتبة اللازمة لتأمين حصة من مقاعد البرلمان الأوروبي في ألمانيا، كما أنه حقق أول انتصار انتخابي له بالانتخابات البلدية في الولاية التي يتمتع فيها حزب البديل من أجل ألمانيا بدعم قوي.

وقال دي ماسي "الجميع سعداء إذا أصبح حزب البديل من أجل ألمانيا أضعف، لكننا الوحيدون الذين يقومون بالمهمة بفعالية" وأضاف أن الضعف الطفيف لهذا الحزب تزامن مع صعود حزبهم، وأنهم يقومون بتعبئة الناخبين الذين انجرفوا ذات يوم إلى حزب اليمين المتطرف.

ويرى أعضاء الحزب أن هذا التحول يدور حول سخط واسع النطاق تجاه القيادة السياسية بألمانيا، وليس حول أي تقارب بين سياسات حزب فاغنكنخت وسياسات حزب البديل من أجل ألمانيا، مؤكدين أنهم سيأخذون أصواتا من الأحزاب الأخرى أيضا، بما فيهم حزب اليسار الموطن السابق لفاغنكنخت.

وأشارت فورين بوليسي إلى أن انتخابات البرلمان الأوروبي سوف تقدم بعض التلميحات إلى مدى الفوضى التي سيجلبها حزب فاغنكنخت إلى السياسة الألمانية، خاصة أن الحملات الانتخابية الأوروبية غالبا ما تكون أداة للتعبير عن الإحباط الوطني، مما يعني أن الناس قد يدلون بأصوات احتجاجية لا يخاطرون بها في أي مسابقة وطنية.

ويراهن حزب فاغنكنخت على هذا الاختراق، واحتمال أنه قد يؤدي إلى زعزعة السياسة الأوروبية أيضا. وقالت فاغنكنخت إن لديها شركاء على استعداد للعمل معها، بل إنها تسعى إلى أن تشكل مجموعتها الخاصة، مما قد يجعل من اليسار المحافظ -إذا نجحت- قوة سياسية أكثر فعالية في ألمانيا وخارجها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات البرلمان الأوروبی فورین بولیسی حزب الیسار هذا الحزب إلى أن

إقرأ أيضاً:

ثلث الشركات في ألمانيا تتوقع شطب وظائف هذا العام

كولونيا (د ب أ)

أخبار ذات صلة ألمانيا تجلي 24 من رعاياها وأقاربهم من غزة ألمانيا تكشف عن خلو البلاد من مرض مثير للقلق

كشف استطلاع أجراه معهد الاقتصاد الألماني «آي دابليو» أن أكثر من ثلث الشركات في ألمانيا تتوقع شطب وظائف هذا العام. 
وبحسب الاستطلاع، أجابت %35 من الشركات بأنها تتوقع شطب وظائف لديها خلال عام 2025، وفي المقابل، تخطط %24 من الشركات لتوظيف المزيد من الموظفين.
 وأجرى المعهد الاستطلاع خلال شهري مارس وأبريل 2025، وشمل نحو ألفي شركة. 
وفي استطلاع مماثل أجري الخريف الماضي، كانت الشركات أكثر تشاؤماً، حيث ذكرت %38 من الشركات أنها تخطط لتقليص العمالة، بينما خططت %17 فقط لزيادتها.
وكانت نسبة الشركات المتشائمة في القطاع الصناعي مرتفعة بشكل خاص في الاستطلاع الربيعي الحالي، حيث توقعت %42 من الشركات في هذا القطاع أنها ستضطر إلى شطب وظائف خلال هذا العام، مقابل %20 من الشركات تخطط لزيادة فرص العمل.
وفي قطاع الخدمات، لم تتجاوز نسبة الشركات التي تتوقع شطب وظائف %21. وفي قطاع البناء بلغت النسبة %36. 
وجاء في تحليل المعهد: «الصناعة الألمانية لا تزال تعاني من صراعات جيوسياسية وما ينتج عنها من ضعف في الاقتصاد العالمي.. عدم القدرة على التنبؤ بقرارات الإدارة الأميركية الجديدة تؤدي إلى تفاقم هذا الوضع». 
وأشار التحليل إلى أن التكاليف المرتفعة للطاقة والقواعد التنظيمية والعمالة أدت أيضاً إلى إضعاف القدرة التنافسية، وبالتالي إضعاف الأعمال التجارية الخارجية للشركات الألمانية. 

مقالات مشابهة

  • ثلث الشركات في ألمانيا تتوقع شطب وظائف هذا العام
  • هجوم بسكين في سكسونيا الألمانية.. جريحان وتوقيف مشتبه به بعد طعن امرأة وموظف في متجر
  • تعزيز سبل التعاون بين التضامن والحكومة الألمانية
  • تميم خلاف يشارك في ندوة "السياسة الخارجة المصرية والمستجدات الراهنة" بجامعة الإسكندرية
  • “اليمن الجديد على طاولة السياسة الدولية: السفير عبدالآله حجر يروي قصة الصعود من تحت الركام”
  • السياسة ترفع أسهم الإقتصاد.. المبادلات التجارية بين إسبانيا والمغرب تحطم رقماً قياسياً جديداً
  • تطور جديد والثابت في السياسة متغير.. أبرز التعليقات على زيارة وزير دفاع السعودية إلى إيران
  • الشرطة الألمانية تعتقل طلابا تضامنوا مع فلسطين وتهدد آخرين بالترحيل (شاهد)
  • الوطنية المصرية لليونسكو تلتقي أمين اللجنة الألمانية لبحث سبل التعاون
  • غدًا.. اجتماع لجنة السياسة النقدية وسط ترقب اقتصادي واسع.. هل تبدأ دورة التيسير؟