القومي لحقوق الإنسان يكرم اسم ومسيرة وأعمال الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كرم المجلس القومي لحقوق الإنسان ،اسم ومسيرة وأعمال الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة ، بجائزة التميز ، مؤكداً أن هذا المبدع الراحل .. الحاضر دائماً ، ظل طيلة حياته مختلطاً بالناس.. مرتبطاً بالمجتمع.. واضعاً الماضي نصب عينيه حتى يتمكن من فهم الحاضر ، والتعامل مع المستقبل، مشيراً إلى أن جاءت أغلب أعماله من الناس وعنهم ولهم.
وأوضح المجلس ، خلال حفل توزيع جوائز الإنتاج الدرامى المتميز فى مجال حقوق الإنسان لعام 2024، أن حكى أسامة أنور عكاشة قصص الناس وحكاياتهم اليومية وأن فجاءت أعماله مرآة عاكسة لهمومهم وآمالهم وحقوقهم ،مثل دقت "الراية البيضاء" جرس الإنذار. حذرت رائعته من صراع المال والمبادئ ،والجهل والعلم ،ونفوذ الثراء وقوة الأصول والقيم والظلم والحق.
واضاف المجلس ، انه أرخ للتاريخ الحديث للمصريين في "ليالي الحلمية" والصراع بين البشوات والطبقات الشعبية وحقوق كل منهما، كما أنه وثق في "زيزينيا" إنصهار الجنسيات والثقافات المختلفة في مصر في تناغم تام .. بحث عن "الهوية المصرية" في "أرابيسك"، ورصد النفس الإنسانية وتناقضاتها في "الشهد والدموع.. سار مع "دون كيشوت" المصري الباحث عن المثالية في عالم أبعد ما يكون عنها في "رحلة أبو العلا البشري".. استعرض معركة الحق في مجتمع إلتبست قيمه ومبادئه في "ضمير أبلة حكمت".
وتوالت أعمال أسامة أنور عكاشة لتلقي لنا ضوءاً يساعدنا على فهم الصراعات النفسية والإحتقانات الإجتماعية ، وحروب القيم والمبادئ ، كل ذلك بسلاسة وكياسة ويسر، كما أنه
لم يخدش حياء يوماً، أو يضحي بقيمة أو إبداع في سبيل الشهرة والنجومية،فجاءته الشهرة، وتمكنت منه النجومية في كل بيت مصري وعربي إنها نجومية القيمة والمبدأ والأصالة..قيمة الإنسان في زمن صعب، وقيمة المجتمع في نظام عالمي قاس.
وأكد، أن اليوم، يكرم "المجلس القومي لحقوق الإنسان" مَن وضع الإنسان نُصب عينيه وقلبه وعقله وقلمه في كل عمل كتبه.. لم يكن أسامة أنور عكاشة مبدع الغلابة، أو كاتب الفقراء، بل كان مبدع الجميع وكاتب كل العصور.
وقدم المجلس، تحية خالصة إلى أسم ومسيرة وأعمال الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذي نحتفي أيضاً بمرور 14 عاماً على رحيله ، مع بقاء أعماله وأفكاره وإبداعاته لتثري حياتنا وقيمنا وأفكارنا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الانتاج الدرامي الهوية المصرية المجلس القومي لحقوق الإنسان أسامة أنور عکاشة
إقرأ أيضاً:
المنارات التي شيدها أول مايو: النقابة وإنسانيتنا الإسلاموعروبية
عبد الله علي إبراهيم
(جريدة الخرطوم 11 ديسمبر 1988)
(لا يرى الحاملون على دولة 1956 سوى مفردة الحكومة فيها. وهي مفردة قصوى لا جدال. ولكن غفلتهم عن مفردات غراء لهذه الدولة لم يرمهم في غيظ ضرير على هذه الدولة فحسب، بل اعتزلوا أيضاً هذه المفردات الغراء التي تركوها لتستوحش تحت شرور نفس الحكومة. وهذه مقالة من أخريات حاولت فيه لفت نظر كتائب استئصال دولة 56 أن لهم، كما يقول المثل، حبان في بيت العدا. وبلغ من فساد هذا الغيظ المحض الضرير انتداب حميدتي دعمه السريع للقضاء المبرم على هذه الدولة. وقعد "فراجة" الليبرويساريون الذين جعلوا من القضاء المبرم على هذه الدولة ثقافة شاعت حتى انتهزها البطلق أماتكم كما في مثل ورد في كتاب لبابكر بدري).
لولا ملابسات الحجز بقطار كريمة يوم الجمعة الماضية لكنت قد شاركت في احتفال نقابة السكة حديد باليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي نظمته اللجنة السودانية لحقوق الإنسان.
وجدت في حضور احتفال عطبرة لحقوق الإنسان مزايا عديدة علاوة على أنه فرصة سانحة لزيارة أخرى لمدينتي الأولى. فقد أثلج صدري أن ترمي نقابة السكة الحديد بثقلها في حركة حقوق الإنسان بعد أن ظلت قاصرة على صفوة خيرة من المتعلمين منذ تأسيس حركتها في 1985. وقد شاب أداء هذه الصفوة خلل في التركيز حين رجحوا الضغط العالمي الجاهز لنصرة قضيتهم دون حفز الضغط الشعبي المحلي وإلهامه في سياقاته السياسية والاجتماعية الصعبة. ولذا بدا مفهوم حقوق الإنسان كطارئ وقع لنا من اهتمام العالم بنا لا كأصل قديم في مشروعنا الاجتماعي والنقابي والسياسي.
ساءني دائماً الاتهام المعمم الذي يطلقه بعض المتحدثين من المتعلمين بأن بيئتنا العربية المسلمة مسكونة بالاضطهاد العنصري وغير مواتية لحقوق الإنسان. وغالباً ما استدلوا على ذلك بأبيات من المتنبي عن كافور، أو ممارسات للزبير باشا، أو مبدأ الكفاءة في الزواج في عقد زواج شهير من الثمانينات. وهذا انتقاء عشوائي للاستدلال على عدم سماحتنا استدلالاً لن تسلم معه أي جماعة من الاتهام بالاضطهاد العنصري مهما بلغت من آيات السماحة والإنسانية.
لقد جادلت هؤلاء الإخوة طويلاً الفت انتباههم إلى أن إنسانيتنا العربية الإسلامية لم تتجمد في التاريخ لأنها فعل في التاريخ تتجدد به وتجدده.
وكنت أشير عليهم بدراسة مفهوم "النقابة" الذي هو من أفضال مدينة عطبرة السياسة على وطننا. فتعريف النقابة أنها تنظيم يضم عمال أو موظفي المؤسسة بغير اعتبار للعرق أو الدين أو القبيلة أو النوع. ومن فوق صفاء هذه المفهوم ونبله ازدهرت الحركة النقابية السودانية التي ظلت تحرس مجتمعنا وإنسانيتنا بعين ساهرة.
في وقت باكر أهدتنا عطبرة "النقابة": هذه الأداة التي اشتد عودها من تخطيها للحزازات العرقية والقبلية والدينية التي تمنع الممارسة الحرة للحقوق الإنسانية. وأتمنى أن يكون احتفال نقابة عمال السكة الحديد باليوم العالمي لتلك الحقوق مناسبة لتتصل النقابة بالإطار التنظيمي للحركة العالمية لحقوق الإنسان.
أما عن التزامنا بمبدأ حقوق الإنسان فالنقابة ذاتها شاهد كبير على بعد المدى الذي قطعناه في هذا السبيل.
ibrahima@missouri.edu