«حقوق الطفل في الشريعة الإسلامية».. كتاب يُناقش مأساة الطفولة وسط ويلات الحروب والصراعات الإنسانية
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
صدر حديثاً للكاتب الشيخ عماد الدين صقر من علماء الأوقاف، كتاباً يتناول قضية من أهم القضايا الإنسانية المعاصرة، وهي حقوق الطفل وسبل تحقيقها في الشريعة الإسلامية ليضع نبراساً يهتدي به الباحثين في هذا التخصص التربوى والعلمي والأخلاقي الهام، ويدق ناقوس الخطر لما آلت إليه الأوضاع المتدهورة للطفولة المشردة وسط صراعات طائفية وعرقية وحروب في كل مكان افتعلتها قوي امبريالية استعمارية ظالمة، وما يحدث لأطفال فلسطين شاهد عيان لهذا الإنحدار الإنسانى والأخلاقي للمحتل الغاشم.
وتناول الكاتب عدد من المباحث يوضح فيها آليات الشريعة في الإعتناء بالطفل ودعم حقوقه وصون آدميته منذ نشأته في رحم أمة ثم ميلاده، وحقه في الرضاع والحضانه والتربية السليمة الجسدية والبدنية والروحية وتفعيل دور القدوة الحسنة والتربية الإيمانية والأخلاقية والنفسية والعقلية، ليكون شخص سوي يستطيع خدمة نفسه ومجتمعه ومواجهة كافة الظواهر السلبية المحيطة به والناتجة عن التفكك الأسري، وانتشار لغة العنف بشتى صوره بين أفراد الأسرة الواحدة وداخل المجتمع والعوامل البيئة السيئة التي تُفرخ عناصر قابلة للإنفجار في وجه المجتمع والناس وماينتج عنها من الجريمة والتطرف والإرهاب و الإنحلال والإباحية.
و يشير الكاتب إلى أهمية إعلاء دور الأسرة في تنمية الطفولة وتعزيز منظومة القيم الأخلاقية، والهوية الإسلامية وتأصيل التوجيه السليم المبنى على نهج الشريعة السمحاء وتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تكون هناك حماية اجتماعية لأوضاع الأطفال اللقطاء وسبل حياتهم ومعالجة مشاكلهم النفسية والاجتماعية والصحية وإيجاد فرص عمل شريفة لهم في مرحلة الشباب، وضرورة وجود تكاتف مجتمعي لنشر الفضيلة عبر التوعية المستمرة والخطاب الإعلامي في المدارس والجامعات ومراكز الشباب ودور العبادة وكافة التجمعات السكنية الشبابية وعبر السوشيال ميديا، وأن نقيم ماندعو إليه من القيم الحضارية النبيلة على أنفسنا اولاً، ثم على الآخرين وذلك حتى لانقع تحت طائلة قول الله تعالي"يَاأيُّها الذِينَ آمَنُوا لمِ تقُولُونَ مَالاَتَفْعلُونَ، كَبُرَ مَقتاَ عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَالاتَفْعَلُونَ".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مجمع البحوث الإسلامية: الطفل أمانة عند والديه
قال مجمع البحوث الإسلامية أن الطفل يعد أمانةً عظيمةً في يد والديه، حيث يُولد قلبه طاهرًا، خاليًا من أي تأثيرات خارجية، وقابلًا للتشكيل والتوجيه، ويُشبه قلب الطفل بجوهرةٍ نفيسةٍ ساذجةٍ، خاليةٍ من كل نقشٍ وصورةٍ، وهو قابلٌ لكل ما يُنقش فيه، ومائلٌ إلى كل ما يُمال به إليه.
إذا عُوِّد الطفل على الخير، وعُلِّم القيم والمبادئ السليمة، نشأ عليها، وسعد في الدنيا والآخرة، وشارك في ثوابه والديه وكل معلم له ومؤدب. أما إذا عُوِّد على الشر، وأُهمل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له.
هذه الكلمات الحكيمة للإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله، تبرز أهمية التربية المبكرة في تشكيل شخصية الطفل وتوجيهه نحو الخير والصلاح. فالطفل في سنواته الأولى يكون في مرحلة تشكيلية، حيث يتأثر بما يُقدَّم له من قيم ومبادئ، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
لذا، يتحمل الوالدان والمعلمون مسؤولية كبيرة في تربية الطفل، من خلال غرس القيم الإسلامية وتعليمه المبادئ الصحيحة، وتوجيهه نحو الخير والفضيلة. فالتربية السليمة تُسهم في بناء مجتمع صالح، وتُعدّ من أهم أسباب نجاح الفرد في الدنيا والآخرة.
إن مسؤولية تربية الطفل لا تقتصر على توفير احتياجاته المادية فقط، بل تشمل أيضًا تزويده بالمعرفة، وتعليمه القيم والأخلاق، وتوجيهه نحو العبادة والطاعة. فالتربية المتكاملة تُسهم في بناء شخصية الطفل، وتجعله قادرًا على مواجهة تحديات الحياة بثقة وإيمان.
في الختام، يجب على المجتمع ككل أن يعي أهمية التربية المبكرة، ويعمل على توفير بيئة مناسبة لنمو الطفل وتطوره، من خلال مؤسسات تعليمية وتربوية تهدف إلى بناء جيلٍ صالحٍ، قادرٍ على الإسهام في بناء وطنه وأمته.