يمانيون:
2025-03-29@15:46:49 GMT

اليمنُ والحربُ الاقتصادية

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

اليمنُ والحربُ الاقتصادية

عبدالرحمن مراد

لقد خضنا معركتنا المصيرية ونحن نعي أهدافنا تماماً وهي لا تقل عن الحرية والسيادة والاستقلال، ولذلك فالتضحيات لن تكون هباء منثوراً، بل حرية واستقلال وسيادة على كامل الأراضي اليمنية، وعلى السعوديّة أن تعي حجم التحول في هذا المسار، فلم يعد الأمر قابل للنقاش، كما أن المقايضة بالملف الإنساني في مقابل المِلف العسكري هو في حَــدِّ ذاته إعلان بالهزيمة وإن جاءت مغلفة تحت لافتات السلام، فالسلام قيمة في ذاته، والانتصار لا يكون بالصغائر بل بالقدرات التي تفرضه، ونحن أصبحنا نملك تلك القدرات وقادرون على فرضه بما يحقّق استقرارنا وأمننا واستقلالنا وسيادتنا على كامل أراضينا.

تحاول السعوديّة أن تقول إنها مع السلام في اليمن، وَتقوم بحملة ترويج واسعة النطاق في العالم كله؛ بهَدفِ تحسين صورتها، محاولة منها في الانتصار الشكلي وفرض شروط الاستسلام عن طريق استغلال الملف الإنساني والمقايضة به تعويضاً عن الشعور بالهزائم، وهي في السياق نفسه تحاول أن تستر نفسها من الاعتراف بالهزيمة العسكرية بعد أن امتد الزمن ليصل إلى العام العاشر دون أي تقدم للسعوديّة ولمرتزِقتها، وقد باءوا بالذل والخسران المبين في كُـلّ المواقع والجبهات، وها هي اليوم تمارس غواية الضغط الاقتصادي من خلال مصفوفة الإجراءات للبنك في عدن، وهو إجراء تمارسه أمريكا من تحت الطاولة، لكن العالم يدرك أن من يقف وراء هذه الإجراءات ظاهراً هي السعوديّة، وكأنها ترقص في شوارع صنعاء كطائر مذبوح، ذلك أن الإنسان الذي صبر على الجوع طوال عشرة أعوام يدرك أن النصر ليس أكثر من صبر ساعة.

فإحكام الحصار الاقتصادي لن يكون إلا اعترافاً واضحًا بالهزيمة العسكرية؛ لأَنَّ الأقوياء والذين هم منتصرون لا يذهبون إلى الصغائر؛ لأَنَّها تقلل من انتصاراتهم وتنزلهم منازل الذل والهوان، ولذلك على السعوديّة أن تدرك أن اليمنيين ليسوا على استعداد بالتضحية بانتصاراتهم التي صنعوها بالجماجم والأشلاء المتناثرة وبالصبر والجلد، فالملف الإنساني لن يكون محل مقايضة بيننا وبين السعوديّة؛ فقد اقترفت يدها ما هو أفظع وأبشع، ولن يكون التاريخ متصالحاً مع السعوديّة في المستقبل في حال يستمر نظام آل السعود في الحكم في منطقة جزيرة العرب، ذلك أن النهايات بدأت ترسم ملامحها بدخان الحروب والأحداث التي يديرها نظام آل سعود في كُـلّ بلدان العرب.

تجربة الصمود اليمني في وجه قوى الشر والعدوان أضحت مثالاً لكل أحرار العالم ولكل حركات المقاومة للظلم والصلف والعدوان، وهي تجربة ستكون نتائجها ذات أثر على القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية في السعوديّة، ولذلك من خلال هذه التجربة أصبح النظام العام والطبيعي في السعوديّة قاب قوسين أَو أدنى للانهيار، وعند هذه النقطة علينا الوقوف حتى نجعل من غطرسة السعوديّة ومن صلفها وظلمها ناراً تأكل فيها، وتحد من شبقها، ومن سياسة التدمير التي تنتهجها تجاه الشعوب العربية والإسلامية.

لا يمكن لعاقل يعي أن يتجاوز مفردة الهزيمة حال أن يقف متفكراً في الحالة التفاعلية التي تجري في اليمن، فالسعوديّة عجزت عن بلوغ غايتها من اليمن، قد تكون أمريكا حقّقت قدراً من مصالحها في البحر والمنافذ البحرية قبل (طوفان الأقصى) لكن الطوفان جاء ليفرض واقعاً جديدًا، وقد أصبح هذا الواقع حقيقة لا يمكن القفز على معطياتها، ولذلك فأمريكا نفسها اليوم أمام معطى جديداً لا يسعها إلا الاعتراف به والتعامل معه بندية، قد تتجاوز السعوديّة فيه وحينئذ تصبح السعوديّة قد خسرت كُـلّ شيء حتى مشاعر أهل اليمن ولم تحقّق شيئاً يذكر.

لم يعد أمام آل سعود إلا التسليم للواقع في اليمن والتعامل معه وفق معطياته إن كانوا يعقلون، فكل شروط الانتصار وفرض الهيمنة تجاوزتها المرحلة، فالقوة التي عليها أهل اليمن -بعد عشرة أعوام من الحرب الكونية والحصار في مقابل الذل والهوان الذي بات عنوان السعوديّة ومرتزِقتها في اليمن- بلاغ واضح لمن ألقى السمع أَو كان بصيراً.

نحن في اليمن ندرك إدراكاً كاملاً أن السعوديّة تشن عدواناً علينا بالنيابة عن أمريكا وعن ربيبة أمريكا –إسرائيل- وما يفصح عنه الواقع اليوم في البحر الأحمر والعربي والبحر المتوسط ليس بخاف على كُـلّ ذي لب سواء من أهل اليمن أَو من غيرهم؛ إذ لا مصلحة للسعوديّة في هذا العدوان ولا للإمارات أَو من لف لفهم، كُـلّ المصالح المرسلة والمصالح المحقّقة من نتائج العدوان هي لأمريكا في صراعها مع الصين، وهي لـ “إسرائيل” في صراعها مع العرب، ولذلك كان التطبيع ثمرة من ثمار حركة الاضطرابات في اليمن وفي المنطقة العربية على وجه العموم، ولن يبلغ التطبيع مبتغاه بعد تموجات الطوفان وتجليات المعركة في غزة.

اليوم تعلن السعوديّة هزيمتها الأخلاقية، وعدم قدرتها على قيادة العالم الإسلامي، وهي تنساق كالبقرة الحلوب لتبلغ من العرب ومن المسلمين الغايات التي تعذرت على اليهود وعلى أمريكا في الزمن القديم، ونحن نعلم كم أنفقت أمريكا حتى تصل لتلك الغايات، وها هي تصل اليوم دون أن تنفق سنتاً واحداً بل تتباهى أنها استطاعت أن تجعل أعدائها يقتلون بعضهم بعضاً ويديرون حربها بالوكالة عنها.. أليس ذلك هو الغباء المطلق حين تصبح مطية يصل من خلالها عدوك إلى غاياته وتحسب حينها أنك تحسن صنعاً، فهل تدرك السعوديّة اليوم أن الحرب الاقتصادية دوران في الفراغ؟ وهي بذلك تعزز من مشاعر الغضب في نفوس أهل اليمن.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أهل الیمن السعودی ة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الليلة الأعنف.. أمريكا تقصف الحوثيين بـ40 غارة جوية في اليمن| فيديو

وسّعت القوات الأمريكية نطاق استهدافها لمواقع الحوثيين في اليمن، حيث نفّذت سلسلة من الغارات الجوية منذ مساء الخميس وحتى فجر الجمعة، مستهدفة خمسة محافظات يمنية رئيسية. 

وشملت الضربات مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء وصعدة والحديدة والجوف وعمران، بإجمالي 40 غارة جوية متفرقة.

في العاصمة صنعاء، نفّذت الطائرات الأمريكية 7 غارات جوية، حيث استهدفت معاقل الحوثيين في منطقة جربان بمديرية سنحان جنوب المحافظة عبر 4 غارات، بينما تعرّضت منشآت عسكرية في مطار صنعاء الدولي شمالًا لغارتين إضافيتين، إلى جانب مقر القيادة العسكرية في شارع القيادة بمنطقة التحرير.

تطبيق سيجنال.. وول ستريت جورنال تكشف علاقة إسرائيل بالفضيحة الأمريكية حول "شات اليمن"الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخين أطلقا من اليمنوزير الخارجية الأميركي يقر بخطأ فادح بعد تسريب المعلومات حول الهجمات على اليمنأمريكا تشن غارات على اليمن.. والحوثي يضرب حاملة طائراتتصريح مفاجئ من مستشار الأمن القومي الأمريكي بشأن التسريب الأمني في «شات اليمن»ترامب: اختراق محادثاتي السرية وتسريبها في اليمن خلل

أما في محافظة صعدة، التي تُعد المعقل الرئيسي للحوثيين، فقد شهدت 7 غارات أخرى، تركزت في مديرية كتاف شمال شرق المحافظة، حيث تم استهداف منطقة العصايد بالصفراء بـ 5 غارات، ومنطقة آل سالم بغارتين إضافيتين.

ضربات أمريكية على الحديدة والجوف وعمران

استهدفت القوات الأمريكية 3 غارات جوية مواقع الحوثيين في منطقة اللحية شمال محافظة الحديدة، المطلة على سواحل البحر الأحمر، حيث يُرجّح أن الضربات استهدفت مخازن أسلحة وثكنات عسكرية تابعة للميليشيات.

أما في محافظة الجوف، فقد شنت المقاتلات الأمريكية 3 غارات على منطقة الحميدات غربي المحافظة، والتي تعتبرها تقارير يمنية مركزًا عسكريًا وفكريًا للحوثيين، إذ تحتوي على منشآت عسكرية ومخابئ للأسلحة والصواريخ.

وفي محافظة عمران، نفّذت الطائرات الحربية 19 غارة جوية على عدة مناطق في مديرية حرف سفيان، منها اللبداء، العمشية، حباشة، العادي، العَبلا، والجبل الأسود. ووفق الإعلام الحوثي، فقد استهدفت 5 غارات شبكة الاتصالات في منطقة الجبل الأسود، ما أدى إلى تعطلها بالكامل.

تطبيق سيجنال.. وول ستريت جورنال تكشف علاقة إسرائيل بالفضيحة الأمريكية حول "شات اليمن"الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخين أطلقا من اليمنوزير الخارجية الأميركي يقر بخطأ فادح بعد تسريب المعلومات حول الهجمات على اليمنأمريكا تشن غارات على اليمن.. والحوثي يضرب حاملة طائراتتصريح مفاجئ من مستشار الأمن القومي الأمريكي بشأن التسريب الأمني في «شات اليمن»ترامب: اختراق محادثاتي السرية وتسريبها في اليمن خللبنك أهداف واسع  

تُعد المحافظات المستهدفة مناطق استراتيجية لميليشيا الحوثي، حيث تضم منشآت عسكرية وقواعد جوية وبحرية، إلى جانب ثكنات أمنية ومقار قيادية. كما تضم مواقع يُعتقد أنها تحتوي على شبكات رادارات، مخازن أسلحة وصواريخ، منصات إطلاق الطائرات المسيّرة، ومخابئ للذخيرة والأسلحة الثقيلة، إضافةً إلى ورش تصنيع الأسلحة التي يعتمد عليها الحوثيون في تطوير قدراتهم العسكرية.

مقالات مشابهة

  • تسببت بوقوع قتلى وجرحى.. أمريكا تشنّ غارات «عنيفة» على اليمن
  • أمريكا تشن أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت بها الحوثيين في اليمن
  • الليلة الأعنف.. أمريكا تقصف الحوثيين بـ40 غارة جوية في اليمن| فيديو
  • «مصطفى بكري»: أمريكا هي المسئولة عن تدمير المؤسسات الوطنية في اليمن
  • أمريكا.. تحرك قضائي بعد فضيحة "رسائل سيغنال" بشأن هجوم اليمن
  • مصطفى بكري: أمريكا هي المسئولة عن تدمير المؤسسات الوطنية في اليمن
  • الباحثة أفراح ناصر تُقيّم التدخل العسكري السعودي في اليمن بعد عقد من الزمن
  • سعر الريال السعودي اليوم الخميس 27 مارس 2025
  • عاجل: المواقع التي استهدفها الطيران الأمريكي مساء اليوم في صنعاء
  • مع الذكرى الـ10 للعدوان .. اليمن يواجه أمريكا ويستهدف عمق الكيان الصهيوني