يمانيون:
2025-01-24@11:38:01 GMT

اليمنُ والحربُ الاقتصادية

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

اليمنُ والحربُ الاقتصادية

عبدالرحمن مراد

لقد خضنا معركتنا المصيرية ونحن نعي أهدافنا تماماً وهي لا تقل عن الحرية والسيادة والاستقلال، ولذلك فالتضحيات لن تكون هباء منثوراً، بل حرية واستقلال وسيادة على كامل الأراضي اليمنية، وعلى السعوديّة أن تعي حجم التحول في هذا المسار، فلم يعد الأمر قابل للنقاش، كما أن المقايضة بالملف الإنساني في مقابل المِلف العسكري هو في حَــدِّ ذاته إعلان بالهزيمة وإن جاءت مغلفة تحت لافتات السلام، فالسلام قيمة في ذاته، والانتصار لا يكون بالصغائر بل بالقدرات التي تفرضه، ونحن أصبحنا نملك تلك القدرات وقادرون على فرضه بما يحقّق استقرارنا وأمننا واستقلالنا وسيادتنا على كامل أراضينا.

تحاول السعوديّة أن تقول إنها مع السلام في اليمن، وَتقوم بحملة ترويج واسعة النطاق في العالم كله؛ بهَدفِ تحسين صورتها، محاولة منها في الانتصار الشكلي وفرض شروط الاستسلام عن طريق استغلال الملف الإنساني والمقايضة به تعويضاً عن الشعور بالهزائم، وهي في السياق نفسه تحاول أن تستر نفسها من الاعتراف بالهزيمة العسكرية بعد أن امتد الزمن ليصل إلى العام العاشر دون أي تقدم للسعوديّة ولمرتزِقتها، وقد باءوا بالذل والخسران المبين في كُـلّ المواقع والجبهات، وها هي اليوم تمارس غواية الضغط الاقتصادي من خلال مصفوفة الإجراءات للبنك في عدن، وهو إجراء تمارسه أمريكا من تحت الطاولة، لكن العالم يدرك أن من يقف وراء هذه الإجراءات ظاهراً هي السعوديّة، وكأنها ترقص في شوارع صنعاء كطائر مذبوح، ذلك أن الإنسان الذي صبر على الجوع طوال عشرة أعوام يدرك أن النصر ليس أكثر من صبر ساعة.

فإحكام الحصار الاقتصادي لن يكون إلا اعترافاً واضحًا بالهزيمة العسكرية؛ لأَنَّ الأقوياء والذين هم منتصرون لا يذهبون إلى الصغائر؛ لأَنَّها تقلل من انتصاراتهم وتنزلهم منازل الذل والهوان، ولذلك على السعوديّة أن تدرك أن اليمنيين ليسوا على استعداد بالتضحية بانتصاراتهم التي صنعوها بالجماجم والأشلاء المتناثرة وبالصبر والجلد، فالملف الإنساني لن يكون محل مقايضة بيننا وبين السعوديّة؛ فقد اقترفت يدها ما هو أفظع وأبشع، ولن يكون التاريخ متصالحاً مع السعوديّة في المستقبل في حال يستمر نظام آل السعود في الحكم في منطقة جزيرة العرب، ذلك أن النهايات بدأت ترسم ملامحها بدخان الحروب والأحداث التي يديرها نظام آل سعود في كُـلّ بلدان العرب.

تجربة الصمود اليمني في وجه قوى الشر والعدوان أضحت مثالاً لكل أحرار العالم ولكل حركات المقاومة للظلم والصلف والعدوان، وهي تجربة ستكون نتائجها ذات أثر على القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية في السعوديّة، ولذلك من خلال هذه التجربة أصبح النظام العام والطبيعي في السعوديّة قاب قوسين أَو أدنى للانهيار، وعند هذه النقطة علينا الوقوف حتى نجعل من غطرسة السعوديّة ومن صلفها وظلمها ناراً تأكل فيها، وتحد من شبقها، ومن سياسة التدمير التي تنتهجها تجاه الشعوب العربية والإسلامية.

لا يمكن لعاقل يعي أن يتجاوز مفردة الهزيمة حال أن يقف متفكراً في الحالة التفاعلية التي تجري في اليمن، فالسعوديّة عجزت عن بلوغ غايتها من اليمن، قد تكون أمريكا حقّقت قدراً من مصالحها في البحر والمنافذ البحرية قبل (طوفان الأقصى) لكن الطوفان جاء ليفرض واقعاً جديدًا، وقد أصبح هذا الواقع حقيقة لا يمكن القفز على معطياتها، ولذلك فأمريكا نفسها اليوم أمام معطى جديداً لا يسعها إلا الاعتراف به والتعامل معه بندية، قد تتجاوز السعوديّة فيه وحينئذ تصبح السعوديّة قد خسرت كُـلّ شيء حتى مشاعر أهل اليمن ولم تحقّق شيئاً يذكر.

لم يعد أمام آل سعود إلا التسليم للواقع في اليمن والتعامل معه وفق معطياته إن كانوا يعقلون، فكل شروط الانتصار وفرض الهيمنة تجاوزتها المرحلة، فالقوة التي عليها أهل اليمن -بعد عشرة أعوام من الحرب الكونية والحصار في مقابل الذل والهوان الذي بات عنوان السعوديّة ومرتزِقتها في اليمن- بلاغ واضح لمن ألقى السمع أَو كان بصيراً.

نحن في اليمن ندرك إدراكاً كاملاً أن السعوديّة تشن عدواناً علينا بالنيابة عن أمريكا وعن ربيبة أمريكا –إسرائيل- وما يفصح عنه الواقع اليوم في البحر الأحمر والعربي والبحر المتوسط ليس بخاف على كُـلّ ذي لب سواء من أهل اليمن أَو من غيرهم؛ إذ لا مصلحة للسعوديّة في هذا العدوان ولا للإمارات أَو من لف لفهم، كُـلّ المصالح المرسلة والمصالح المحقّقة من نتائج العدوان هي لأمريكا في صراعها مع الصين، وهي لـ “إسرائيل” في صراعها مع العرب، ولذلك كان التطبيع ثمرة من ثمار حركة الاضطرابات في اليمن وفي المنطقة العربية على وجه العموم، ولن يبلغ التطبيع مبتغاه بعد تموجات الطوفان وتجليات المعركة في غزة.

اليوم تعلن السعوديّة هزيمتها الأخلاقية، وعدم قدرتها على قيادة العالم الإسلامي، وهي تنساق كالبقرة الحلوب لتبلغ من العرب ومن المسلمين الغايات التي تعذرت على اليهود وعلى أمريكا في الزمن القديم، ونحن نعلم كم أنفقت أمريكا حتى تصل لتلك الغايات، وها هي تصل اليوم دون أن تنفق سنتاً واحداً بل تتباهى أنها استطاعت أن تجعل أعدائها يقتلون بعضهم بعضاً ويديرون حربها بالوكالة عنها.. أليس ذلك هو الغباء المطلق حين تصبح مطية يصل من خلالها عدوك إلى غاياته وتحسب حينها أنك تحسن صنعاً، فهل تدرك السعوديّة اليوم أن الحرب الاقتصادية دوران في الفراغ؟ وهي بذلك تعزز من مشاعر الغضب في نفوس أهل اليمن.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: أهل الیمن السعودی ة فی الیمن

إقرأ أيضاً:

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يشارك في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية بنيويورك

الجزيرة – عوض مانع القحطاني

شارك البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية، الذي يأتي بمشاركة 35 دولة، وبتنظيم من الجانبين البريطاني واليمني، برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السيد هاميش فالكونر، المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتوازي مع اجتماع مجلس الأمن الدولي.

وأكدت مديرة البرامج التنموية في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الدكتورة هلا آل صالح أن المشاركة في الاجتماع تأتي امتداداً لدعم المملكة العربية السعودية لليمن في شتى المجالات، وامتداداً لجهودها في دعم تنمية واستقرار اليمن، موضحةً أن المملكة العربية السعودية قدمت ولا تزال تقدم تنمية شاملة عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن وفق عدد من الركائز التي تسهل دعم جهود بناء السلام والاستقرار، وتتوافق مع منهجية المقاربة الثلاثية لأعمال الإغاثة والتنمية والسلام والربط بينها.

اقرأ أيضاًالمملكةعلى أعماق قريبة.. “معادن”: اكتشافات واعدة من الذهب والنحاس في وادي الجو وجبل شيبان

وأبانت الدكتورة هلا آل صالح أن المملكة عملت على دعم التعافي الاقتصادي في اليمن عبر تقديم الدعم الاقتصادي المباشر لدعم سياسات البنك المركزي، وتقديم المنح والودائع التي تعزز الاحتياطيات النقدية وكذلك السيولة المحلية وعلى السياسات النقدية وتأثيرها على الثقة الاقتصادية، ومن ذلك منح مالية بلغ إجماليها قرابة 12 مليار دولار للفترة بين ٢٠١٢ وحتى ٢٠٢٣ لدعم الموازنة وتسهيل صرف الرواتب، ومنح المشتقات النفطية لتخفيف العبء على الإنفاق الحكومي، وودائع لدعم الاحتياطي من النقد الأجنبي بما يساهم في استقرار سعر صرف الريال اليمني، إلى جانب تقديم مصفوفة من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية تشجيعاً للإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة اليمنية.

وتأتي مشاركة البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن امتداداً لدعم المملكة لليمن، حيث تعتبر المملكة أكبر داعم تاريخي لليمن اقتصاديًا وإغاثيًا وتنمويًا، كما تأتي تشجيعاً لانخراط المنظمات الدولية في دعم الجهود التنموية في اليمن بقيادة الحكومة اليمنية، حيث يعمل البرنامج مع أكثر من 40 شريك محلي ويمني واقليمي ودولي لثقتهم بدور المملكة وما تقدمه عبر البرنامج من جهود فاعلة في تنمية وإعمار اليمن.

الجدير بالذكر أن البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن قدم 263 مشروعاً ومبادرة تنموية في 16 محافظة يمنية، انعكست على تسهيل الحركة بين المدن والمناطق الريفية، وتوسيع نطاق الفرص التعليمية على جميع المستويات، وتمكين الجامعات والمعاهد التقنية والمهنية من أداء دورها وتنفيذ برامجها التعليمية، كما ساهمت في تقديم خدمات الرعاية الصحية والوقاية والتوعية بكفاءة وفعالية، وتحفيز الإنتاج الزراعي المستدام بتقنيات الطاقة المتجددة، وتمكين المرأة والشباب اقتصادياً، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ.

مقالات مشابهة

  • الشائعات والحرب النفسية
  • ترامب يبحث "الطموحات الاقتصادية" مع ولي العهد السعودي
  • ترامب: نخطط لتعويض الخسائر الاقتصادية التي سببتها إدارة بايدن الفاشلة
  • ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟
  • ولي العهد السعودي لترامب: نرغب في استثمار 600 مليار دولار مع أمريكا
  • العزي: سياسة أمريكا العدائية قد تنجح مع جميع دول العالم إلا اليمن
  • 21 يناير خلال 9 أعوام.. 103 شهداء وجريح في 3 جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • مكتب المبعوث الأممي يعقد اجتماعا في عدن لمناقشة المخاوف الاقتصادية التي تواجه اليمنيين
  • حسين العزي يحذر أمريكا والسعودية من الإقدام على هذا الأمر الخطير في اليمن
  • البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يشارك في الاجتماع الوزاري الدولي لدعم الحكومة اليمنية بنيويورك