الثورة نت../

توّجه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالتهاني والتبريكات للشعب اليمني والأمة الإسلامية كافة بمناسبة دخول شهر ذي الحجة الحرام.

وأوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في “الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام” أن شهر ذي الحجة من الأشهر المباركة، وفيه مناسباتٌ دينيةٌ في غاية الأهمية، وفيه يضاعف الأجر، وفرص فتح الله فيها أبواب رحمته لعباده.

وأشار إلى أن من ضمن مناسبات هذا الشهر المبارك أداء ركنٍ عظيمٍ من أركان الإسلام، وفريضة عظيمة مقدسة، هي فريضة الحج.. مبيناً أن الحج له أهداف عظيمة، وغايات كبيرة ومقدسة، ويعد من أهم معالم الدين الإسلامي، بعطائه الواسع.

وأفاد قائد الثورة بأن للحج أهمية على المستويين التربوي، والأخلاقي، وتزكية النفس، وعلى المستوى الروحي في الانشداد إلى الله تعالى، كما أن له أهمية على مستوى مسؤوليات الأمة، ووحدة كلمتها، وأخوتها، ومن أهم ما يرمز إلى وحدة المسلمين.

وعبر عن الأسف الشديد إزاء المعاناة الشديدة التي يواجهها المسلمون ليتمكنوا من أداء فريضة الحج، والفوز بما فيها من العطاء الكبير، الذي يمنّ الله به على عباده، بسبب القيود، والإجراءات، والتعقيدات التي يمارسها النظام السعودي تجاه المسلمين.

وتابع “هناك متاجرة من جانب النظام السعودي، ليس له فيها أي حقٍ أبداً تجاه فريضة الحج، فهو يبتز الحجاج، ويأخذ مقدماً الكثير من الأموال”.

وأردف قائلاً “في هذا الموسم هناك زيادة كبيرة في الالتزامات المالية، وفي الجباية والقيود المالية، التي تؤثر على الكثير من أبناء الإسلام، سيما مع الظروف الصعبة التي يعاني منها المسلمون، والشيء المؤسف أنه مجرد ابتزاز، واستغلال، وكسب محرم، يعني: ليس النظام السعودي بحاجة إليه”.

وذكر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن “من حكمة الله أنه هيأ لأن تكون في بلاد الحرمين ثروة وسعة في الرزق، وكانت هذه المسألة في تدبير الله، منذ دعوة نبي الله إبراهيم عليه السلام والذي استجاب الله دعوته”.

وقال “نحن في اليمن، بلد مجاور لبلاد الحرمين الشريفين، ومع ذلك معظم اليمنيين يعتبرون الحج مسألة معقدة في إجراءاتها، وترتيباتها، وكلفتها المالية”.. لافتا إلى “أن الكلفة المالية التي تؤخذ من الحاج مقدماً، بغض النظر عن النفقات التي يحتاجها هناك، حيث تستغل السلطات السعودية حتى هذه المسألة، وعندما يأتي موسم الحج يقومون برفع الأسعار، والإيجارات، ورفع أي تكاليف تتعلق به”.

وأشار إلى أن النظام السعودية يحاول أن يستغل الحج كمورد مالي، لكن إلى أسوأ مستوى يتخيله الإنسان، ثم يطلق على نفسه لقب خادم الحرمين، ويقدم نفسه على أنه يخدم الحرمين الشريفين، وهو يستغله للحصول على أموال هائلة جداً وابتزاز الناس.

وبين السيد القائد أن المعاملة مع الحجاج، والقيود التي تُفرض عليهم أثناء أداء فريضة وشعائر الحج، تأتي في إطار النظرة المذهبية الوهابية الضيقة، وأيضاً في إطار آخر يتمثل في التوجه السياسي للنظام السعودي الذي يطغى على كل شيء، ويكون هو السقف فوق شعائر الحج، وفوق ما فيه من فرائض، وأنشطة تُعزز الأخوَّة بين المسلمين، والتفافهم حول قضاياهم الجامعة ومسؤولياتهم المقدَّسة.

وتطرق إلى التوجه السياسي للنظام السعودي، الذي يجعل منه سقفاً، يحاول من خلاله أن يقلل من أهمية الحج، وشعائره، وما فيه من مناسبات وأمور مهمة تحت سقف توجهه السياسي.

وأكد أن النظام السعودي لا يمتلك الحق في تلك الممارسات والسياسات، التي حوَّل بها الحج إلى موردٍ ماليٍ من جهة، وفرض سياساته من جهةٍ أخرى، ومنها ممارسات تكررت في عدة أعوام، تستهدف الحجاج في حياتهم، وتؤثِّر على أمنهم وسلامتهم، بما فيها الاعتقالات.

ولفت إلى أن البعض من الحجاج سواء من اليمن أو مصر ودول أخرى اعتقلوا وهم يؤدون شعائر الحج في الديار المقدسة وفي الموطن الذي أراد الله أن يكون آمناً، وجعل له حرمته العظيمة.

وذكر قائد الثورة أن النظام السعودي يعتقل من يريد دون تقدير حرمة بيت الله الحرام والديار المقدسة، وحرمة شعائر الحج، والبعض يتعرض للاعتقال في العمرة التي لها حرمتها كذلك، لكنه ينتهك كل الحرمات.

وأشار إلى أن النظام السعودي ليس له الحق في كل تلك الممارسات، التي يدخل كثيرٌ منها تحت عنوان “الصَّدّ عن المسجد الحرام”، وتحدث عنها القرآن الكريم، مستعرضاً أبرز جرائم الكافرين في عصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما كانوا يسيطرون على مكة المكرمة ويتحكمون بشعائر الحج، وممارساتهم التي تدخل ضمن الصَّدّ عن المسجد الحرام.

وأفاد بأن السيطرة على مكة لا تعطي أي جهة مشروعية التصرف كما يحلوا لها، وتشاء وتريد، وفق سياساتها وتوجهاتها الخاطئة والمنحرفة عن تعاليم الله .. مضيفاً “ليس للنظام السعودي شرعية في قيوده وإجراءاته الظالمة والخاطئة، وكذا قيوده التي تشكل عائقاً لأكثر المسلمين عن الذهاب إلى الحج، أو عن أداء فريضة الحج كما ينبغي”.

وجدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي التأكيد على أن الإجراءات التي تعيق الناس عن الذهاب لأداء العمرة وفريضة الحج، تدخل في عنوان “الصد عن المسجد الحرام”.. مبيناً أن القيود المالية، والإجراءات الظالمة والمعقدة، والمخاطر الأمنية من اعتقالات وتهديد، وقيود على أداء الفريضة تدخل تحت نفس العنوان، والتي تشكل معاناة للأمة، في عدم تمكُّنها من الاستفادة من ذلك الركن العظيم، الذي له أهميته الكبرى.

وأوضح أن المناسبة الأخرى في شهر ذي الحجة هي “عيد الأضحى”، الذي هو عيدٌ للمسلمين، وله أهمية كبيرة، وعلاقة بالحج نفسه، وفيه أيضاً تخليدٌ لموقفٍ عظيم، يمثل درساً عظيماً للأجيال البشرية إلى قيام الساعة.

واستشهد قائد الثورة بدرس قدّمه نبي الله وخليله إبراهيم مع ابنه نبي الله إسماعيل “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ”، في التسليم لأمر الله والمحبة والطاعة لله وإيثار رضا الله على كل الاعتبارات.. وقال ” العيد له دلالة مهمة في تعزيز الأواصر والروابط الأخوية بين المسلمين، والعناية بالفقراء، والمواساة لهم، والصلة لذوي الأرحام وغير ذلك”.

وتناول في الدرس الأول من حكم أمير المؤمنين عليه السلام، ذكرى حجة الوداع، التي ودَّع النبي “صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ” فيها أمته، وأعلن عن قُرب رحيله من الحياة الدنيا، وقدَّم فيها توجيهات وتعليمات ذات أهمية كبيرة جداً للأمة.

وتطرق إلى الفضل الكبير للثلث الأول من شهر ذي الحجة “الليالي العشر” التي وردت بمختلف المذاهب والمقصودة بقول الله عز وجل “وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ”، عندما أقسم الله بها في القرآن الكريم، وفضل الأعمال فيها، ومضاعفة الأجر، وأهمية الإكثار فيها من ذكر الله والتَّقَرُّب إليه بالأعمال الصالحة.

وحث السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الاستفادة من هذا الموسم العظيم بالقربة إلى الله والسعي للارتقاء الإيماني والأخلاقي، والوعي وزكاء النفس، كون الإنسان بحاجة مُلِحَّة للاستفادة من مثل هذه المواسم في واقعه النفسي.

وقال “في أجواء هذه المناسبات والمباركات، نقدم كما في العامين الماضيين دروساً من حكم أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي قال عنه رسول الله “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم”: عَلِيٌّ مَعَ القُرْآنُ، وَالقُرْآنُ مَعَ عَلِي”، وقال عنه أيضاً: “عَلِيٌّ مَعَ الحَقّ، وَالحَقُّ مَعَ عَلِي”، وسمَّاه أيضاً باب مدينة علمه.

ولفت إلى أهمية هذا الموضوع في حياة الناس، كعامل مؤثِّر في معيشتهم، واستقرارهم، ودينهم ودنياهم، وإدارة شؤونهم.. مضيفاً “مؤسف أن السائد في أوساط الأمة، بالذات النخب الذين يتأثرون بالرؤية الغربية، التي تعتمد عليها أمريكا وأوروبا والغرب بشكلٍ عام تجاه هذا الموضوع، يرونها الرؤية المثلى، ويدعون إليها، ويدفعون لتطبيقها والالتزام بها، والبعض في اتجاهٍ آخر لديهم أيضاً تمسُّك بمفاهيم خاطئة، حُسِبت على الإسلام وهو منها براء، ودجنت الأمة الإسلامية على مدى قرونٍ من الزمن للطغاة، الجائرين، المظلين، الظالمين”.

وشدد قائد الثورة على ضرورة الحاجة لاستيعاب الرؤية الصحيحة، التي قدَّمها الله تعالى في القرآن الكريم، وقدَّمها رسوله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وتحرَّك على أساسها، وكان من نماذجها المستوعبة والملتزمة بها، أمير المؤمنين علي عليه السلام.

وأوضح “أن الرؤية الغربية لا تنسجم أبداً مع هوية الأمة، وأول أساس ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الموضوع هو: هوية أمتنا وانتماؤها”.

وقال “انتماء أمتنا للرسالة الإلهية، بما فيها من مبادئ عظيمة، وقيم، وأخلاق، وتعليمات وشرع إلهي، وأهداف، وغايات مقدسة، يجعلها لا يمكن أن تنسجم أبداً مع الرؤية الغربية، التي تنسف القيم والأخلاق بشكل تام ووصلت إلى ما وصلت إليه من محاولة قنونة الشذوذ والفساد الأخلاقي”.

وتساءل السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بالقول “هل يمكن أن تنسجم أمتنا الإسلامية مع الرؤية الغربية؟ هم وصلوا إلى أسوأ مستوى من الانحطاط، وضرب القيم الإنسانية الفطرية، والقيم الإلهية، والأخلاق النبيلة، كل ذلك منسوفٌ عندهم، وما هم عليه من همجية وطغيان وإجرام تجلَّى في كثيرٍ من الأحيان، وآخرها دعمهم للعدو الصهيوني لارتكاب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني”.

وبين أن أمريكا تقدم نفسها على أنها أكبر نموذج لتطبيق الرؤية الغربية الليبرالية.. مضيفاً “نحن نرى أمريكا وماهي عليه من همجية وطغيان وإجرام وظلم، وفساد بكل أشكاله وفي المقدِّمة الفساد الأخلاقي، تستهدف بقية الأمم والشعوب، كما يقدّم العدو الصهيوني نفسه أيضاً نموذجاً آخر، ونحن نرى ما هو عليه من إجرام، وطغيان، وفساد، وظلم، وتوحش”.

وأضاف السيد القائد في ختام الدرس الأول “نحن نرى أنفسنا عبيداً لله لا نعبد إلا إياه، وهذه الرؤية تحررنا من العبودية لغير الله، وبالتالي لا نرى لأحدٍ من البشر الحق في أن يكون هو من يمتلك حق الأمر والنهي المطلق، والتشريع للعباد، لأن هذا هو حقٌ لله رب العالمين”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: السید عبدالملک بدر الدین الحوثی الرؤیة الغربیة أمیر المؤمنین شهر ذی الحجة قائد الثورة علیه السلام فریضة الحج إلى أن الله ع ى الله

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه

الثورة نت/..

أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد، وسيرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه والحظر لسفنه.. مشددا على أنه “إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية”.

وأشار قائد الثورة في كلمة له اليوم كلمة تعقيبًا على تصعيد العدوان الأمريكي على اليمن، إلى أن العدو الأمريكي أعلن بالأمس جولة جديدة من العدوان على بلدنا، حيث نفذ عدة غارات وعمليات قصف بحري على المنازل والأحياء السكنية في العاصمة صنعاء وفي عدد من المحافظات.

وأوضح أن الاعتداءات الأمريكية أسفرت عن ارتقاء العشرات من الشهداء والجرحى بينهم أطفال ونساء.. مؤكدا أن العدوان الأمريكي هو عدوان غاشم ظالم في إطار الطغيان الأمريكي والعربدة الأمريكية تجاه أمتنا، والهدف من العدوان الأمريكي واضح، وهو الاسناد للعدو الإسرائيلي.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي جاء بعد أن أعلن بلدنا موقفا واضحا في الإسناد للشعب الفلسطيني تجاه ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع لأهل غزة.. مؤكدا أن جريمة التجويع لـ2 مليون فلسطيني جريمة كبيرة جدا بكل ما توصف به كبار الجرائم.

وقال” من المؤسف أن يكون الموقف العام للأنظمة في العالم الإسلامي في أغلبها وفي العالم العربي موقفا باردا”.. مشيرا إلى أنه ليس هناك أي تحرك جاد لمنع ما يقوم به العدو الإسرائيلي من تجويع تام لأهل غزة.

وذكر قائد الثورة أن الحال وصل بالعدو الإسرائيلي إلى السعي لتعطيش أهل غزة والسعي لمنع الماء عنهم.. مشيرا إلى أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مأساة كبيرة يتجاهلها الكثير من الناس ولا يتفاعلون معها.

وقال” لا يتفاعل الكثير من الناس -بحسب الترويض الإسرائيلي- إلا إذا كان هناك إبادة شاملة بالقتل بالقنابل والسلاح”.. مبينا أن مسألة التجويع لأهل غزة ومنع الغذاء عنهم ليست قضية سهلة وهي توجه نحو الإبادة لهم بوسيلة من وسائل الإبادة.

ولفت إلى مرور 15 يوما والعدو الإسرائيلي مغلق للمعابر إلى القطاع ويمنع دخول المساعدات والبضائع وهذا يعني زيادة معاناة الشعب الفلسطيني، ومن يتابع ما يجري في غزة يلحظ حجم المعاناة الكبيرة والمأساة الكبيرة.. مؤكدا أن هناك مسؤولية على أمتنا قبل غيرها على كل شعوبنا وبلدان أمتنا للتحرك الجاد لمنع جريمة التجويع في غزة.

واعتبر تدخل الأمريكي مع الإسرائيلي كشريك في كل جرائمه وتوليه دور الحماية له هو المشكلة التي أوصلت الأمة إلى هذا المستوى من التفريط، وكان الواجب وأمتنا في شهر رمضان أن يتذكر الجميع المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والدينية والإيمانية.

وأشار إلى أن على الجميع أن يدرك الخطأ والخطر الكبير عندما يصل واقع الناس إلى أن تكون خشيتهم من أمريكا أكثر من خوفهم من العقوبة الإلهية.. موضحا أنه حينما تفرط الأمة في مسؤوليات كبيرة وعظيمة ومقدسة ومهمة وضرورية فإنها تفتح الأبواب للشر على نفسها، وعندما تكون الأمة مكبلة بالخوف والرعب يلجأ الأمريكي أكثر، وهذا له مخاطر كبيرة على الأمة.

وأكد السيد القائد أن الأمريكي والإسرائيلي أصحاب أطماع كبيرة ومشاريع عدوانية إجرامية يستهدفون بها أمتنا.. مبينا أن الأمريكي والإسرائيلي لديهم منطلقات عقائدية ونزعة استعمارية وسلوك طغياني وإجرامي.

وقال” كان موقف بلدنا وقراره في الإسناد للشعب الفلسطيني هو حظر الملاحة الإسرائيلية، وبشكل واضح أن قراره يخص العدو الإسرائيلي فقط”.. مؤكدا أن موقف اليمن كان بهدف الضغط على العدو الإسرائيلي من أجل فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإنهاء التجويع.

ولفت إلى أن هناك تجويع بالفعل ويضاف معه التعطيش، في ظل نكبة كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع بعد 15 شهرا من الإبادة والتدمير، والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ليست ظروفا عادية.

وذكر السيد القائد أنه عندما أقدم العدو الإسرائيلي على إغلاق المعابر ألحق ضررا بالغا ومعاناة حقيقية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأضاف ” نحن شعب يمن الإيمان والحكمة لا يمكننا أبدا أن نتفرج تجاه ما يجري في غزة، بلدنا وقف مع الشعب الفلسطيني على مدى 15 شهرا في إسناد طوفان الأقصى ومواجهة الإبادة الجماعية”.

وأشار إلى أن الشعب اليمني صمد وتصدى أيضا للعدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي على مدى 15 شهر الماضية، صمد في مواجهة العدوان الأمريكي بكل ثبات وفاعلية، وشعبنا مستمر في موقفه المساند للشعب الفلسطيني.

ولفت إلى أنه عندما يتجه العدو الإسرائيلي وبشراكة أمريكية لارتكاب الإبادة الجماعية في غزة فهذا خط أحمر ولا يمكننا التفرج عليها.. مبينا أن هناك التزامات قانونية وإنسانية حتى على غير المسلمين لكن الكل يفرطون بالتزاماتهم في المجتمع الدولي.

وقال” في عالمنا الإسلامي يتم التفريط بالالتزامات الإنسانية والدينية والأخلاقية المرتبطة حتى بأمنهم القومي وبمصالحهم”.

وأكد قائد الثورة أن ” قرار بلدنا لإسناد الشعب الفلسطيني في إطار الالتزام الإنساني والديني وللضغط بإدخال المساعدات وإنهاء تجويع 2 مليون فلسطيني”.. مبينا أن ما يجري في غزة ليس مسألة عادية يمكن التجاهل لها أو التغاضي عنها، بل هي مسألة خطيرة وجريمة كبرى ضد فئة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني.

كما أكد أن “العدو الأمريكي لن يحقق هدفه في الضغط علينا بالتراجع عن موقفنا، والحل الوحيد هو دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”.. لافتا إلى أهمية أن تكون لدى أمتنا خطوط حمراء لا تسمح بها لأن العدو يتشجع على ما هو أسوأ عندما لا تتخذ أي خطوات عملية.

وأشار إلى أن سقف الإسرائيلي هو المشروع الصهيوني، وكل خطوة تصعيدية يقدم عليها دون رد فعل ستشجعه للانتقال فيما بعدها إلى خطوة أكبر.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي يريد أن يسيطر بشكل تام على الشعب الفلسطيني وينهي وجوده ويصفي قضيته.. وقال” كلا الأمريكي والإسرائيلي يعتنقان المعتقد الصهيوني ويتبنيان المشروع الصهيوني ويتحركان على أساسه”.

وأضاف” لا يمكن أن نفرط في التزاماتنا تجاه الخطوط الحمراء ولو فرط الآخرون، ولو سكت الآخرون فلن نسكت أبدا”.

وتابع” من السهل بالنسبة لنا أن تكون مشكلتنا مع طغاة عصرنا وأن يكون الخطر علينا من جهتهم ولا أن يكون لنا مشكلة مع الله أو نجلب على أنفسنا سخطه وغضبه”.

وأضاف” نطمئن أننا عندما نتخذ الموقف الذي يتطابق تماما مع الالتزامات الإنسانية والدينية، وحتى مع مصالح الأمن القومي لأمتنا، نحن نثق بالله وبوعده الصادق ونتوكل عليه ونعتمد عليه وهو خير الناصرين نعم المولى ونعم النصير”.

وأشار إلى أن الأمريكي يقدم عدوانه على بلدنا بأنه يحاسب فيه شعبنا على وقفته المشرفة الشجاعة الكاملة إلى جانب الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن العدوان الأمريكي على اليمن طغيان أمريكي وإسناد للعدو الإسرائيلي لمحاصرة غزة.

وأشار السيد القائد إلى أن الوقفة المشرفة للشعب اليمني هي من أجل الله تعالى وفي سياق الالتزامات الإيمانية والإنسانية والأخلاقية والدينية.. وقال” شعبنا لن يندم على موقفه العظيم إلى جانب الشعب الفلسطيني بل يرى في وقفته قربة إلى الله تزيده قوة على كل المستويات”.

وأكد أن موقف الشعب اليمني يبيض الوجه وشعبنا العزيز انطلق فيه من منطلق إيماني ببصيرة عالية وبثبات، إيماني وعزة إيمانية.. وقال” شعبنا لن يتزحزح عن توجهه الإيماني القرآني الإنساني الأخلاقي مهما كان الطغيان الأمريكي والإسرائيلي”.

وأضاف” نحن سنقف ضد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي والعدوان الأمريكي فاشل وسيفشل بإذن الله تعالى ولن يحقق أهدافه”.. مؤكدا أن العدوان الأمريكي لن يحقق أهدافه في الضغط على شعبنا وبلدنا في التراجع عن موقفه ولا عن قراره لأنه موقف أساسي، ويأتي ضمن التزامات إيمانية وإنسانية وأخلاقية ودينية.

وأكد السيد القائد أن العدوان الأمريكي لن يحقق أهدافه في تقويض القدرات العسكرية لبلدنا.. وقال” نعيش تجربة جهادية وتصد للعدوان الأمريكي على مدى سنوات طويلة، وهذه جولة من جولات العدوان الأمريكي”.

وأشار إلى أن العدوان الجديد سيسهم في تطوير قدراتنا العسكرية أكثر فأكثر، وسنواجه التصعيد بالتصعيد.

وأكد السيد القائد أن “قواتنا المسلحة باشرت الرد على العدوان الأمريكي، وهذا خيارنا وقرارنا وتوجهنا طالما استمر العدوان الأمريكي على بلدنا، وستكون حاملة الطائرات والقطع الحربية الأمريكية هدفا لنا، وقرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه”.

ولفت إلى أن الأمريكي يسعى إلى التأثير على الملاحة الدولية حين يحول البحر إلى ساحة حرب.. مؤكدا أن تحويل الأمريكي للبحر إلى ساحة حرب يؤثر على الملاحة الدولية، ومن واجب الدول أن تعرف من الذي يشكل خطورة على الملاحة.

وأشار إلى أن الأمريكي والإسرائيلي هما مصدر شر وخطر على مستوى المنطقة بكلها وعلى مستوى العالم.. مبينا أن الأمريكي والإسرائيلي يرتكبان الجرائم وينفذان الاعتداءات وهما من يصنعان التوتر والأزمات.

ولفت إلى أن الشعب اليمني العزيز سيتحرك تحركا شاملا على مستوى التعبئة العامة وفي كل المجالات، سيتحرك تحركا شاملا وواسعا للتصدي للطغيان الأمريكي في مواجهة العدوان على بلدنا والتجويع للشعب الفلسطيني.

وقال” نحن لسنا في موقف عبثي نفتعل المشاكل لأنفسنا، نحن في موقف إيماني أخلاقي إنساني جهادي في سبيل الله تعالى، نحن نتصدى للطغيان للظلم للإجرام للعربدة الأمريكية والإسرائيلية”.. مؤكدا أن ما يسعى له الأمريكي هو إخضاع المنطقة بكلها للإسرائيلي.

وأضاف” بالرغم من أن الأمريكي شريك في الاتفاق المتعلق بوقف العدوان على قطاع غزة وعليه التزامات لكنه لا يكترث بالتنكر لالتزاماته والنكث بالاتفاقات، والإسرائيلي ينقض أي عهد وميثاق ويتنكر لأي اتفاق”.

وذكر قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي يرتكب في الضفة الغربية جرائم مستمرة في مخيم جنين ولا يتوقف يوميا عن القتل والتهجير في مخيمات أخرى.. مبينا أن الاقتحامات للمسجد الأقصى ليست السقف الأخير فيما يفعله العدو الإسرائيلي بل هي خطوات ضمن برنامج العدو الإسرائيلي.

وجدد التأكيد على أنه كلما سكتت الأمة تجرأ العدو الإسرائيلي على ما هو أكثر ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. مشيرا إلى أن الأمريكي يشجع على استمرار القتل اليومي في غزة ويشجع على قتل الصحفيين والمواطنين والعاملين في المجال الإنساني.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يواصل عربدته ضد الشعب اللبناني ولم يف بالاتفاق الذي يعد الأمريكي من الضامنين عليه ولم ينسحب من جنوب لبنان، ويستمر في الاعتداءات بالقتل لأبناء الشعب اللبناني والانتهاكات المتنوعة.

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي يفعل ما يفعله في سوريا يجتاح ويتوسع وينفذ الغارات أحيانا بشكل مكثف.. موضحا أن العدو الإسرائيلي شن قبل أيام 40 غارة في ليلة واحدة بسوريا ويدمر ويقتل ويحتل ويتوسع وكل هذه جرائم واعتداءات واضحة.

وأفاد بأن الأمريكي يسعى مع الإسرائيلي لفرض معادلة الاستباحة على شعوب أمتنا وبلدانها كافة.. لافتا إلى أن الأمريكي والإسرائيلي يريدان أن تكون أيديهما مطلقة بالعدوان والإجرام والاحتلال وفعل ما يريدون دون رد فعل من أمتنا.

وأكد السيد القائد أن القبول بمعادلة الاستباحة على بلدان أمتنا مسألة خطيرة جدا وله تداعيات كثيرة، والسكوت لن يجدي أمام معادلة الاستباحة وكذلك التوجهات الأخرى التي لا تتبنى أي موقف ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

وأوضح أن تأكيد الجماعات المسلحة في سوريا على أنها لن تعادي “إسرائيل” ولن تتحرك ضده لم يوقف الاعتداءات والاحتلال الإسرائيلي.. مشيرا إلى أن الجماعات المسلحة في سوريا تطلب من الإسرائيلي الكف عن احتلال سوريا وتتودد وتتوسل له، ولكن هذا لم ينفع.

وقال” رغم موقف الجماعات المسلحة في سوريا لكن الإسرائيلي يحتل المزيد من الأراضي ويثبت احتلاله ويدمر القدرات”.. مبينا أن الجماعات المسلحة في سوريا قد تقبل التطبيع، وهذا الخيار لم ينفع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وأوضح أن الإسرائيلي يعبر عن أطماعه بوضوح ويرتكب الجرائم اليومية ضد الشعب الفلسطيني، والمطلوب هو الموقف الذي يردع العدو.

وقال” لسنا في موقف عبثي، وموقفنا ضروري بالاعتبارات الدينية والأخلاقية والإنسانية أمام ما يريد الأمريكي تثبيته في المنطقة بكلها وهو إخضاعها بكلها للعدو الإسرائيلي وفرض معادلة الاستباحة، وكلاهما لا يمكن أن نقبل به أبدا”.

وأشار إلى أن ما تقبل به الدول العربية والإسلامية ويجري على الشعب الفلسطيني يفتح عليها الشر الأمريكي ولا يغلقه.. مؤكدا أن القبول بإخضاع المنطقة للعدو الإسرائيلي مع الاستباحة لدولها لا يمثل حماية للأمة سواء من القتل أو الاحتلال.

وذكر السيد القائد أن السكوت والاستسلام لشعوب بأكملها وبلدان بأكملها هو خيار انتحاري للأمة يُسبب عليها سخط الله وتمكين الأعداء.. مبينا أن مخاطر الخنوع كبيرة جدا، والأخطار التي تستهدف أمتنا لا بد فيها من التحرك الجاد بالاعتماد على الله والثقة به والتوكل عليه.

وقال” نحن كشعب يمني لن نقبل بالاستسلام للعدو، ولن نتيح له الفرصة لتحقيق أهدافه العدوانية”.

وأضاف” قرارنا هو من إيماننا ومن كرامتنا الإنسانية في الثبات على الموقف والتصدي للعدوان والطغيان بتحرك واسع وشامل”.

وتوجه السيد القائد إلى شعبنا العزيز بالدعوة إلى الخروج يوم الغد في ذكرى غزوة بدر الكبرى خروجا مليونيا في صنعاء وبقية المحافظات… موضحا أن خروج شعبنا المليوني سيؤكد ثباته على موقفه الإيماني والجهادي في دعم الشعب الفلسطيني وفي التصدي للعدوان الأمريكي.

ولفت إلى أن توقيت الخروج المليوني وبقية الإجراءات ستحددها اللجنة المنظمة وفروعها ومن المهم أن يكون الخروج الشعبي واسعا جدا يعبر عن الانتماء العظيم لذكرى غزوة بدر، لأن موقفنا هو امتداد لذلك الموقف.

وقال” سنتحرك امتدادا لرسول الله ولراية الإسلام ومسيرة الإسلام، لموقف الإسلام والجهاد في سبيل الله في هذا العصر”.. معبرا عن أمله أن يكون الخروج يوم الغد كبيرا وعظيما معبرا عن إيمان ووفاء وعزة شعبنا الإيمانية وصموده وثباته العظيم.

وخاطب قائد الثورة الشعب اليمني قائلا: أنتم الامتداد في هذه الأمة بين هذا المحيط من التخاذل والخنوع والاستسلام، أنتم الامتداد لنهج الإسلام الأصيل، لحمل راية الإسلام للموقف الحق الذي يريده الله سبحانه وتعالى”.

وأضاف” أطمئن شعبنا العزيز أنه مهما كانت التطورات، وضعنا بحمد الله قوي ومتماسك باعتمادنا على الله وتوكلنا عليه وبتجربتنا في المواجهة، نحن معتمدون كل الاعتماد على الله تعالى وواثقون كل الثقة به وبنصره”.

مقالات مشابهة

  • وقفات نسائية في حجة بذكرى غزوة بدر الكبرى وتأكيدا على الصمود مع غزة
  • السيد القائد مخاطباً الشعب اليمني: نتوجه إليكم بالشكر والإشادة ونسأل الله أن يكتب أجركم وأن يبيض وجوهكم (إنفوجرافيك)
  • قائد الثورة: الخروج الكبير للشعب اليمني تأكيد على ثباته في نصرة فلسطين وتصديه للتصعيد العدواني الأمريكي
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات 17 مارس 2025
  • نص كلمة قائد الثورة حول آخر التطورات والمستجدات
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا في ذكرى غزوة بدر دعمًا لفلسطين ومواجهة العدوان الأمريكي
  • قائد الثورة: سنواجه التصعيد بالتصعيد وسنرد على العدو الأمريكي بالاستهداف لحاملة طائراته وبوارجه
  • الصدر بشأن عمليات تجميل الوجه: لا إشكال فيها ما لم تستلزم الحرام
  • في محاضرته الرمضانية الرابعة عشرة في محاضرته الرمضانية الرابعة عشرة قائد الثورة : الإنسان بحاجة إلى هداية الله تعالى في كل شؤون حياته
  • وقفات تضامنية في ذمار مع الشعبين الفلسطيني والسوري