الأورومتوسطي يدعو للتحقيق باستخدام الرصيف الأمريكي العائم لأغراض عسكرية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
غزة - صفا
ندّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة، يوم السبت، بالمجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال في مخيم النصيرات للاجئين وسط القطاع، معربًا عن بالغ قلقه من التقارير عن احتمال استخدام "إسرائيل" الرصيف الأمريكي العائم المخصص لنقل إمدادات إنسانية إلى غزة لأغراض عسكرية.
وقال الأورومتوسطي في بيان صحفي، إنّ أكثر من 200 فلسطيني استشهدوا وأصيب مئات آخرين بجروح، غالبيتهم من النساء والأطفال –في إحصائية أولية قابلة للزيادة مع استمرار عمليات الانتشال، بفعل هجمات جوية وبرية وبحرية شنها جيش الاحتلال بشكل مكثف وعنيف على مدار نحو ساعتين على منطقة "السوق المركزي" الذي يضج بالآلاف من السكان يومياً في مخيم النصيرات والمناطق المحيطة وطالت لاحقا أغلب مناطق وسط قطاع غزة.
وعقب الهجمات واسعة النطاق، أعلن جيش الاحتلال أنّ قواته بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك) وشرطة الاحتلال (اليمام) تمكنت من استعادة أربعة أسرى إسرائيليين في عملية نفذتها قوات خاصة في مخيم النصيرات.
وقال الأورومتوسطي إنّ العملية المذكورة لجيش الاحتلال اتسمت بشن هجمات جوية ومدفعية عشوائية كثيفة للتغطية على انسحاب قوات الاحتلال التي أسفرت عن خسائر مفرطة في أرواح المدنيين وايقاع عدد كبير من الإصابات بينهم، وإلحاق أضراراً واسعة بالأعيان المدنية، بما يشكل مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، بما يشمل مبادئ الإنسانية والتمييز والضرورة العسكرية والتناسب واتخاذ الاحتياطات الواجبة.
وقال "ناصر غبن" (45 عامًا) وهو نازح من مدينة غزة إلى مخيم النصيرات، لفريق الأورومتوسطي، إنّ أصوات إطلاق النار خلال الهجوم على المخيم كانت غير معهودة واتسمت بالعشوائية المفرطة بالتزامن مع استهداف جوي ومدفعي لعدد كبير من المباني والشقق السكنية.
وذكر غبن أنّه نجا بأعجوبة من القصف الإسرائيلي المكثف على منطقة سوق النصيرات أثناء تواجده مع أحد أقاربه بغرض شراء بعض احتياجاتهم من الطعام، وأنه خلال هروبه من منطقة الحدث شاهد عشرات الجثث الملقاة في الطريق بعضها تحول إلى أشلاء متقطعة ومنها ما يعود لأطفال صغار.
من جهته قال شاب يدعى "فيصل" وطلب عدم ذكر اسمه كاملًا، لفريق الأورومتوسطي، إنّ طائرات حربية ومسيرات إسرائيلية شنت هجمات مكثفة أولا في المناطق المنطقة الشمالية الغربية من مخيم النصيرات ومن ثم توسعت الهجمات لتطال مناطق أكبر في المخيم بما في ذلك إطلاق عشوائي لقذائف مدفعية من دبابات كانت تتمركز عند مدخل مخيم البريج ومنطقة شارع العودة شمال شرق النصيرات.
وأضاف أنّ القصف الإسرائيلي المكثف أكره آلاف المدنيين على محاولة النزوح من مخيم النصيرات هربًا من حدة الاستهداف العشوائي واسع النطاق، غير أنه تم ملاحقة العديد بإطلاق النار من مسيرات (كواد كابتر) والقذائف المدفعية منهم ما أدى إلى انتشار الجثث والمصابين في كل مكان هم ملقون على الأرض، لا سميا في منطقة شارع "جولس" وسط المخيم.
من جهة أخرى، تابع الأورومتوسطي إعلان مسئول أمريكي بحسب ما نشره موقع (Axios) الأمريكي، بأن "خلية الرهائن" الأمريكية في "إسرائيل" دعمت جهود استعادة المحتجزين الأربعة من قطاع غزة. فيما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن شاحنة إسرائيلية انطلقت من منطقة الرصيف الأمريكي العائم قبالة ساحل بحر قطاع غزة تحت ستار نقل إمدادات إنسانية بينما كانت تقل قوات إسرائيلية خاصة نفذت عملية استعادة المحتجزين الأربعة.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إنّ "خلية الرهائن الأمريكية لعبت دورا حاسما في تخليص المحتجزين وتم استخدام تكنولوجيا أمريكية فائقة الدقة لم تستخدم قبل ذلك في عملية تحرير الرهائن". ونشرت مقاطع فيديو للشاحنة وسيارة من نوع "كادي" لحظة التسسلل قبل الحادثة.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أنّ التظاهر باستخدام وسائل النقل المخصصة للمساعدات الإنسانية وارتداء لباس العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية كغطاء، يشكل جريمة غدر وفقًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، الذي يحظر الأعمال التي تستثير ثقة الخصم مع تعمد خيانة هذه الثقة، مما يدفع الخصم إلى الاعتقاد بأن له الحق في الحماية أو أنه ملزم بتقديمها، ما يؤدي إلى قتله أو إصابته. ويصنف ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية جريمة الغدر كجريمة حرب.
وشدّد المرصد الأورومتوسطي على أنّه ينبغي التحقيق في احتمال استخدام الرصيف الأمريكي العائم -الذي أعلنت واشنطن جاهزيته لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة في 17 أيار/مايو الماضي قبل أن يتم الإعلان عن تعطله بعد أيام من ذلك- لأغراض عسكرية والمساهمة في جرائم قتل مدنيين فلسطينيين.
كما شدّد الأورومتوسطي على رفض تمادي جيش الاحتلال في استخدام أنواعًا مختلفة من الأسلحة والذخائر وقوة تدميرية عشوائية ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وارتكاب مجازر بشكل يومي دون مبرر منذ السابع منذ بدء هجماته العسكرية على قطاع غزة في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وجدد التأكيد على أنّ الهجمات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وما تخلفه من نتائج وآثار بإحصائيات مفزعة من أعداد الضحايا وشدة التدمير تؤكد أنّ ما فعلته "إسرائيل" ولا تزال يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قائمة بحد ذاتها، وتأتى في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة منذ تسعة أشهر، بما يتطلب تفعيل مستويات التحقيقات الدولية والقانونية والقضائية كافة وآليات المساءلة والعمل الجدي على محاسبة القادة والجنود الإسرائيليين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، وتعويض الضحايا وعائلاتهم وفقًا لقواعد القانون الدولي.
وطالب الأورومتوسطي بمساءلة ومحاسبة الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها شريكا رئيسيا في ارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين قطاع غزة، بما في ذلك جريمة الإبادة الجماعية، وذلك لتقديمها مختلف أشكال الدعم العسكري واللوجستي والعملياتي والمالي "لإسرائيل" في هجومها العسكري على القطاع، وبما يشمل مساءلة ومحاسبة كافة المسؤولين الأمريكيين الذين شاركوا في اتخاذ القرارات ذات الصلة جنائيًا.
كما جدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بفرض العقوبات الفعالة على "إسرائيل"، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات نقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان على غزة الرصیف الأمریکی العائم مخیم النصیرات جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أرقام صادمة.. كم بلغت حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي؟
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 440 يومًا، تتكشف ملامح الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، التي طالت جميع مناحي الحياة.
أرقام وإحصائيات صادمة تؤكد حجم الدمار والخسائر البشرية والمادية، وسط استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق، وغياب أي أفق لإنهاء الأزمة.
خسائر بشرية ضخمةوفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتكب الاحتلال أكثر من 9،941 مجزرة، منها 7،172 استهدفت عائلات فلسطينية. وأسفرت هذه الجرائم عن:
56،289 شهيدًا ومفقودًا، بينهم 45،129 شهيدًا وصلوا إلى المستشفيات.
17،803 من الشهداء كانوا أطفالًا، بينهم 238 رضيعًا ولدوا واستشهدوا في الحرب.
12،224 شهيدة من النساء، و1،060 شهيدًا من الطواقم الطبية.
استهداف الإعلاميين أدى إلى استشهاد 196 صحفيًا وإصابة 399 آخرين.
تدمير البنية التحتية والخدمات
بلغت نسبة الدمار في قطاع غزة 86%، مع استهداف الاحتلال:
161،500 وحدة سكنية دُمرت بالكامل.
34 مستشفى و80 مركزًا صحيًا خرجت عن الخدمة.
821 مسجدًا و3 كنائس دمرت كليًا أو جزئيًا.
213 مقرًا حكوميًا، و206 موقعًا أثريًا دُمرت.
3،130 كيلومترًا من شبكات الكهرباء و330،000 متر طولي من شبكات المياه والصرف الصحي دُمرت.
أزمات إنسانية غير مسبوقة
مع استمرار الحصار، باتت الأوضاع الإنسانية أكثر خطورة:
2 مليون نازح يعيشون في ظروف قاسية، بينهم 35،060 طفلًا فقدوا أحد والديهم.
60،000 سيدة حامل في خطر بسبب نقص الرعاية الصحية.
12،500 مريض سرطان يواجهون الموت بسبب غياب العلاج، إضافة إلى 3،000 مريض بأمراض أخرى بحاجة للعلاج في الخارج.
أكثر من 350،000 مريض مزمن مهددون نتيجة منع الاحتلال دخول الأدوية.
خسائر اقتصادية مهولة
قدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة في قطاع غزة بنحو 37 مليار دولار، نتيجة تدمير البنية التحتية والمرافق الحيوية، مع حاجة ماسة لمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
نداءات متكررة لإنقاذ القطاعتطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية بضرورة التدخل العاجل لوقف العدوان، وفتح الممرات الإنسانية لتخفيف معاناة السكان.
ومع استمرار الانتهاكات، يبدو أن قطاع غزة بحاجة إلى تحرك عالمي لإنهاء الحصار والعدوان، وإعادة بناء ما دمره الاحتلال.
غزة ما زالت تنزف، وسط صمت عالمي يفاقم المعاناة، ويبقي القطاع في حالة إنسانية هي الأسوأ في التاريخ الحديث.