وفي ملاحظات دوَّنها على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" قال فابيان هينز، خبير الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن "صاروخ فلسطين هو صاروخ يعمل بالوقود الصُّلب موجَّهٌ بدقة، وهذا وحدَه جديرٌ بالملاحظة؛ فحتى الآن، يبدو أن الصواريخ الباليستية التي استخدمها اليمنيون ضد "إسرائيل" كانت جميعها صواريخ تعمل بالوقود السائل أقل تقدُّمًا دون توجيه نهائي" حسب تعبيره.


واعتبر هينز أن "صاروخ فلسطين مثير للاهتمام؛ لأَنَّه لا يتوافق مع أيٍّ من الصواريخ التي تم عرضها، وللوصول إلى ام الرشراش هناك حاجة إلى مدى يصل إلى 1600 كيلو متر على الأقل".
وأضاف: "في حين أننا لا نستطيع أن نقول على وجه اليقين ما هي النسخة الدقيقة التي يتوافق معها صاروخ فلسطين، يمكننا أن نقول على وجه اليقين إن هذا هو صاروخ وقود صُلب متطور وموجه بدقة".
وتابع: "من ناحية أُخرى؛ فهذا أَيْـضاً هو أول صاروخ يحمل رأسًا مغطى بالكوفية" في إشارة إلى الكوفية الفلسطينية التي تم تزيين رأس الصاروخ بها.
ونشرت صحيفة "تليغراف" البريطانية تقريرًا نقلت فيه عن خبراءَ عسكريين قولهم: إن صاروخ "فلسطين" اليمني "دقيق التوجيه ويعمل بالوقود الصُّلب، وهو أكثر تقدُّمًا من الصواريخ التي تعمل بالوقود السائل دون توجيه والتي تم استخدامها من قبل".
وأشَارَت الصحيفة إلى أن "صواريخ الوقود الصلب أكثر مرونة في القتال ويمكن تركيبها وإطلاقها بسرعة".
وزعمت الـ"تليغراف" البريطانية في تقريرٍ آخرَ أنه "تم تعقُّب صاروخ فلسطين الذي يفوق سرعته سرعة الصوت أثناء الطيران بين غرب اليمن وميناء إيلات الإسرائيلي، ثم اختفى، ولكن هذا لا يزال تطورًا كبيرًا" وهي إشارة إلى فشل طبقات الدفاع العربية والغربية في رصد مسار الصاروخ كاملًا.
وأضافت: "نحن نعلمُ على وجه اليقين أنه لا يمكن لأيٍّ من السفن الحربية الدولية التغلب على الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ووجود ثلاث سفن فقط (ربما تكون قادرة) على هزيمة هذا التهديد الجديد لن يطمئن شركات الشحن".
وقالت الصحيفة: إن "تحليل عملية الإطلاق أظهر أَيْـضاً أعمدة من دخان العادم الأبيض، والتي يقول خبراء الصواريخ إنها تشير إلى أن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب، وتعتبر هذه الصواريخ أكثر موثوقية وأسرع بكثير في الإطلاق من نظيراتها التي تعمل بالوقود السائل؛ مما يجعل مهمة التحالف في اكتشافها وضربها أصعب مما كانت عليه بالفعل".
وأكّـدت أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها "لا تزال قادرة على التفوق على قوات التحالف".
وأقرت الصحيفة بأن التحالف الأمريكي لم ينجح في "قمع" اليمنيين" معللة ذلك بأن "أنظمة الأسلحة اليمنية متحَرّكة ومخفية ومتعددة، وبالتالي من المستحيل تحييدها بالكامل؛ وهذا يعني أن عمليات قوات التحالف لا يمكنها ضمان مرور آمن للسفن".
وقالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير حول الصاروخ اليمني الجديد إنه "يمكن للأسلحة التي تفوقُ سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات أعلى من 5 ماخ، أن تشكل تحديات حاسمة لأنظمة الدفاع الصاروخي؛ بسَببِ سرعتها وقدرتها على المناورة".
وأضافت أن "الصواريخ الباليستية تطيرُ على مسار يمكن من خلاله للأنظمة المضادة للصواريخ مثل باتريوت أمريكية الصنع توقع مسارها واعتراضها، ولكن كلما كان مسارُ طيران الصاروخ غيرَ منتظم، مثل الصاروخ الذي تفوق سرعته سرعة الصوت مع القدرة على تغيير الاتّجاهات، كلما أصبح اعتراضُه أكثرَ صعوبة".
ونظرًا للزاوية المائلة التي تم إطلاقُ صاروخ "فلسطين" بها في المشاهد التي وزَّعها الإعلام الحربي، يرى خبراءُ آخرون أنه قد يكون الصاروخ التكتيكي الأطول مدى حتى الآن؛ لأَنَّ الصواريخ التكتيكية عادةً ما تكون مدياتُها أقلَّ.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد كشف في كلمته الأسبوعية الأخيرة أن صاروخ "فلسطين" البالستي الجديد تم تصميمه بشكل خاص وفقًا لمتطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد، على مستوى المدى، وعلى المستوى التقني المتعلق بتجاوز الطبقات الدفاعية للعدو والتي تشارك فيها دول عربية إلى جانب القوات الأمريكية والأُورُوبية على امتداد المسافة بين اليمن وفلسطين.
وفي مارس الماضي نجحت القوات المسلحة اليمنية في استهداف أم الرشراش المحتلّة بصاروخ وُصِفَ آنذاك بأنه "مطور" ولم تتمكّن دفاعات العدوّ الصهيوني من رصده أَو اعتراضه؛ الأمر الذي أثار قلقًا كَبيراً داخل كيان العدوّ.
وقال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي وقتها: "إن تلك العملية فتحت أفقًا جديدًا للقوة الصاروخية اليمنية".
ولم تكشف القوات المسلحة بعدُ عن مواصفات صاروخ "فلسطين" البالستي؛ الأمر الذي يبقي العدوّ في حالة ارتباك في ظل ملاحظات الخبراء العسكريين

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: صاروخ فلسطین سرعة الصوت التی تم

إقرأ أيضاً:

اللواء بحر .. بلا مرسوم رئاسي قائدا أمام الأمام

اللواء بحر
بلا مرسوم رئاسي قائدا أمام الأمام
الدكتور فضل الله أحمد عبدالله
1
والعنوان أعلاه استئناس من رسالة بعثها إلى بريدي أخي الحبيب علي مصطفى الحاج رفيقي في ساحات الفداء ، يخبرني بأحد اعظم إنتصارات القوات المسلحة في حرب الكرامة .
خبر إلتقاء قوات جيش محور تحرير مدينة بحري مع قوات جيش سلاح الإشارة ، ذلك الجيش الذي ثبت ثبوت الجبال الراسيات مدافعا عن عرينه الرئيس ومركز قيادته .
بذلك تحقق القوات المسلحة متواليات إنتصاراتها الباهرة على الجنجويد وأعوانهم .
أما بحر ( سيد الاسم ) هو اللواء ركن بحر أحمد بحر القائد العسكري الذي عرفناه مذ عهد معارك القوات المسلحة ضد المتمردين في الإستوائية ، وغرب النوير وآخراها ابوكرشولا .
ورأينا في ذلك الزمان ، كيف تبدلت مفاهيم القيادة العسكرية ، وصار نفسه مصدرا للإبتكار والخلق .
اللواء ركن بحر أحمد بحر في أكثر شاراته إلتماعا في تقديري الخاص هي قناعته العميقة بأن إنتسابه للقوات المسلحة لم يكن إلا لحكمة ومنهج ، ارتضاه فكرا وأخلاقا ، طريق قبل أن يكون طريقة ، تأسيس للوطن والوطنية قبل أن يكون مؤسسة ، كما هو رحلة في الوجود وليست محطة فيها .
2
فالارتقاء للحديث بالتفصيل عن اللواء ركن بحر أحمد في قيادة المعارك الضارية في حرب الكرامة
وأن نفصح عن كل ما نعرف ، شيء يصعب مرتقاه . ولا أملك من القول هنا إلا حق الإستعصام بقول الكاتب الأديب عبدالكريم برشيد : نحن الكتاب لا نكتب كل ما نشاء أو نريد ونخدع انفسنا ، ونخدع كل الناس لو قلنا عكس ذلك .
وأخطر كل الأشياء وأصدقها ، هي تلك التي قد يصعب أن نراها ، والتي قد يراها العلماء والشعراء والحكماء وحدهم دون غيرهم ، والتي قد يعرفها العارفون فقط ، دون غيرهم ، ونحن نعرف ، كما كل العالم يعرف ، أن العربات التي تتحرك ، وأن السيارات التي تسير ، وأن الطائرات التي تحلق في السماء ، كلها تتحرك بمحرك يحركها ، والذي يكون دائما غير ظاهر .
وذلك بالتحديد هو حال اللواء بحر أحمد بحر ، محرك أساس من محركات معارك حرب الكرامة ، محرك عاقل يحركها ، بمثابة الوجدان ، والروح .
والخيال الذي يحلق بها في سماء النصر والإنتصارات العوالي .
ففي العسكرية ما هو ظاهر وخفي ، وما خفي فيها أعظم وأكرم مما ظهر ، وحقائق حاضرة وأخرى غائبة أو مغيبة ، وفيها أسئلة مطروحة للناس ، وفيها أسئلة أخرى ومسائل مؤجلة .
3
فقد ظل اللواء بحر أحمد بحر يعمل بصمت ووقار في عمليات محور تحرير مدينة بحري ، يمشي بين قواته كما الثُريا وهجاً ، يمنحهم الجلد والثبات .
هو روح الجيش كله ، ونهارهم ، وجلوتهم ، وأنفاس أنشيدهم المرفوعة :
( لا تُساوم.
لا تُساوم..
احتمل حزنكَ واصعد
قُلْ لمن خانوك في عُرس المزادات
وفي ليل المناحات القديمة .
قُلْ لمن صاغوك جرحاً في نشيد الريح والمنفى
وتثليث الوجوهِ الشامتة
لن أُساوم )
بحر أحمد بحر ، فارس نزال ، له في كل معركة خيل وخيلاء ، وبيان .
ينفُخ روح الرجولة في صدور جنوده فردا فردا .
لم يضن يوما ، على الوطن من عزمات روحه الوثابه المقاتلة .
دافع عن هيبة القوات المسلحة وشخصيتها وجهر برأيه يوم عز النصير ، بأن لا تكون لقوات الدعم السريع ، فلقي من ذلك التعب والنصب ، حتى أبعد من الخدمة العسكرية .
وعقب تمرد الدعم السريع مباشرة تم استدعاءه ، فنفر ليقاتل مع رفاقه في القوات المسلحة ، ودخل معترك قيادة العمليات واقفا في خط المواجهة ، ناظرا إلى الأمام وأمام الأمام .
وتلك صفات القادة النبلاء ، إذ لا ضغينة ولا شحناء ولا مشاجبة . ينظرون دأئما أمامهم ، ولا ينظرون خلفهم ، إيمانا منهم بأن وجه الإنسان موجود في الأمام . فالذي لم يتحرر من الماضي ، بكل أمراضه واعطابه ، لا يمكن أن يؤسس المستقبل .
4
اللواء ركن بحر أحمد بحر ، من الخصال التي وضعته على هامة الشرف ، وغرة المجد هي ( الرجولة ) ويتمظهر ذلك في بطولته الفذة ، وإيمانه الذي لا تزعزعه الشدائد ، والصبر على المكاره ، والعمل الصادق باستمرار في نصرة الحق ، وهيامه الصاعق بمعالي الأمور ، وترفع عن سفاسفها ، واعتداده بالنفس واحترام لها ، وإحساسه العميق بضرورة أداء الواجب ، مهما كلفه من نصب ، وصونه للدين والأرض والناس ، ولا ينام على ضيم .
وذلك جعله من ألد أعداء المتمرد محمد حمدان دقلو ، عهد مجده وإمساكه بصولجان السلطة في السودان .
فلم يحتمل وجوده ، أزعجه أن يكون – اللواء بحر – أحد الضباط الأحرار المعبرين عن شخصية القوات المسلحة لا يزال موجودا في صفوفها مجتهدا بجمال فكره ، ملتزما بلزوميات قواعدها واشتراطاتها الوطنية .
فكادوا له كيدا حتى تمكنوا من إبعاده والتخلص من وجوده .
5
في اتصال هاتفي بيني والأخ العزيز عبدالغني أحمد إدريس ، وهو رجل مبدع في التوثيق والتحدث عن الشخصيات ، قلت له شرعت في كتابة مقال عن اللواء بحر أحمد بحر ، ماذا تريد أن تقول عنه ؟
قال :
( اللواء بحر من ابناء شمال كردفان الدفعة 35 وهي دفعة مميزة جدا في الجيش ، دخلت هذه الدفعة الكلية الحربية في أيام الرئيس نميري .
وهو شخص مميز جدا ومقاتل من الدرجة الأولى وضابط استخبارات يمتاز بالشطارة والتميز
شارك في عمليات الجنوب في اعالي النيل والاستوائية وكان له دور كبير في نظافة الطريق بين جوبا وتوريت في احداث جبل ملح 1998م ، ويمتاز بشجاعة نادرة .
لمع نجمه في قيادة عمليات ابكرشولا في صيف 2013 وكان وقتها عميد في الاستخبارات وقائد قوات الاستطلاع وأظهر فعالية قوية في استخدام الدروع الخفيفة .
وعاد منها بكتابة تصور عن ضرورة إعادة تأسيس قوات مشاة آلية ، قوة راكبة على مدرعة خفيفة سماها هو قوات ( التدخل السريع ) .
وكان رئيس الأركان الفريق عصمت عبد الرحمن ورئيس أركان البرية مصطفى أبو عشرة ، وتسرب التصور عن طريق رئاسة الجمهورية .
وكان حسبو محمد عبد الرحمن مكلفا بمهة مشروع تكوين قوات الدعم السريع تحت قيادة الأمن ، فقاوم العميد بحر أحمد بحر هذا الأمر ، وقاد حملة داخل القيادة العامة وشكل رأي عام قوي ضد مشروع الدعم السريع ، وتبنى الفريق مصطفي ابو عشرة الأمر ، وكلفه منصبه بإعفاءه من رئاسة هيئة الأركان .
استمر بحر في الخدمة وترقى لرتبة اللواء واصبح قائد منطقة الخرطوم المركزية وكان له دور كبير في تامين العاصمة في فترة الانفلات الأمني لكن حميدتي لم يغفر له ، وقام باعتقاله في حملة انقلاب هاشم عبد المطلب وقامت المحكمة بتبرئته من هذا وخرج من السجن ليحمل بندقيته ليحارب مليشيا الدعم السريع ولم ينظر الى فترة الاعقتال )
6
فعقب تمرد الدعم السريع على الدولة مباشرة ، إذ لم يكن المشهد يبعث على الإنتظار والتلكؤ ، فكل شيء يمكن تأجيله أو التحايل عليه إلا قضية وجود الأمة ، فالتزم اللواء ركن بحر أحمد بحر ، بجانب القوات المسلحة ، مقاتلا معها ، دون أن تعلن قيادة الجيش إعادته للخدمة حتى هذا الآن .
وما هي ساعات إلا وبحر قد اقتحم القيادة العامة للقوات المسلحة ونيران مدافع وبنادق الجنجويد من حولها ، دخل إليها مفاجئا الجميع ليلحق بنفسه قيادة الجيش .
وكان من حق اللواء بحر أن يبحث عن مرقد آمن يقضي به مع عائلته بقية حياته ..
لكن هيهات أن يهدأ ( بحر ) ويسكن ، وينظر للسودان يحترق ، ويدب الهلع الأكبر في صدور إهله .
تقدم بحر ليقف في خط المقاومة ، بلا مرسوم رئاسي ، أمسك بعنان المعارك في الخرطوم بحري ، يقود قواته من نصر إلى نصر عابرا إلى الهدف المنشود .
وفي مشهد جليل نشهد هذه الأيام اللواء بحر أحمد بحر يتجول بين مساكن أسر شهداء معارك حرب الكرامة الذين قاتلوا تحت قيادته الميمونة حتى قضوا نحبهم .
في أم درمان يزور أسر المجاهدين وضباط الصف والجنود .
ثم يرحل إلى مدينة شندي متفقدا أسر الشهداء من ضباط الصف ، ثم إلى الولاية الشمالية زائرا أسر الشهداء العقيد مامون الرشيد ، والعقيد صالح فضل المولي أحد ابرز ركائزه .
ذلك هو بحر الخير والمودة والوفاء الذي إلتزم إلتزاما صادقا وقوفا بجانب القوات المسلحة بلا أي مرسوم رئاسي يقضي بعودته إلى الخدمة .

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بولندا تحتجز طائرة مصرية لمدة عشر ساعات
  • اللواء بحر .. بلا مرسوم رئاسي قائدا أمام الأمام
  • اكتشفوا أخطر صاروخ في لبنان.. هدّد إسرائيل مرات عديدة!
  • توتر في المهرة اليمنية عقب إرسال السعودية تشكيلات عسكرية.. وقوات أمريكية تصل الغيضة
  • القوات المسلحة السودانية بالفاشر تخرج دفعة جديدة من قوات العمل الخاص
  • فلسطين.. قوات خاصة إسرائيلية تقتحم مخيم الدهيشة في بيت لحم جنوبي الضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مدينة بيت لحم بالضفة الغربية
  • «فن تسجيل الكتب الصوتية» في مكتبة محمد بن راشد
  • وسائل إعلام مصرية: مصر وقطر نجحتا في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم حي رفيديا بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية