الإمارات ترسخ ارتباطها بسلاسل الإمداد و التوريد العالمية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
حافظت دولة الإمارات على جاهزيتها في سلاسل الإمداد والتوريد العالمية عبر التطور الكبير الذي شهده قطاع الخدمات اللوجستية في الدولة على مدار عقود، والذي برز دوره الكبير خلال الجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية وغيرها من الأزمات التي يشهدها العالم حاليا.
ووفقاً لمركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي، أصبحت دولة الإمارات واحدة من أهم مراكز الخدمات اللوجستية العالمية كما تصدرت الدولة إقليمياً وعربياً في تطور قطاع سلاسل الإمداد، مدعومة ببنية لوجستية قوية ممثلة في ربط الموانئ والمطارات ومرافق التخزين والتوزيع ضمن شبكة واحدة عززت ارتباط الدولة بحركة التجارة الدولية وضمن الأسرع في العالم في توصيل البضائع والسلع.
وأكد المركز أنه ورغم الازمات العالمية التي مرت وتمر بها سلاسل الإمداد العالمية إلا أن دولة الإمارات استطاعت وبسرعة التغلب على التحديات التي صاحبت هذه الأزمات بخطوط تجارة وأسواق بديلة لتوفير آلية مبتكرة لنقل السلع والمنتجات إلى الأسواق ، كما تصدرت دولة الإمارات عربياً في مؤشر التجارة العالمية 2023، وحلت في المركز الـ 31 عالميا، وتم تصنيفها ضمن قائمة أكبر 10 أسواق ناشئة في العالم وفقا لمؤشر “أجيليتي” اللوجستي لعام 2024.
وقال “انترريجونال” : أسهم تأثر سلاسل التوريد العالمية في ارتدادات سلبية على الأوضاع الاقتصادية وعلى الأمن الغذائي في كثير من دول العالم الأمر الذي فرض على العديد من دول العالم إعادة هيكلة القطاع لاستدامة حركة التجارة العالمية.
وأشار تقرير أصدرته مؤسسة دبي للمستقبل بالتعاون مع مجلس دبي لمستقبل الخدمات اللوجستية، بعنوان “الحياة بعد كوفيد-19: مستقبل الخدمات اللوجستية” إلى مجموعة من التوصيات لدعم قطاع سلاسل الإمداد منها: الإقبال على الاستثمار في الخدمات اللوجستية ورفع كفاءة التخزين في الموانئ والمطارات والمناطق الحرة والمناطق الصناعية فضلا عن أتمتة سلاسل الطلب الاستهلاكي وإنشاء سلاسل إمداد مرنة.
وأكد “انترريجونال” أن دولة الإمارات تتمتع ببنية شحن شاملة تمكنها من تسريع عمليات نقل المنتجات من أبرز مراكز التجارة والصناعة في العالم وخلال فترات زمنية قياسية ، الأمر الذي جعل الدولة مركز للتجارة لصالح المنطقة وأفريقيا وجزء كبير من قارة آسيا ، كما تتمتع قدرات الدولة اللوجستية بكفاءة لخدمة حركة التجارة مع الصين.
وتوقع تقرير “فورورد” التابعة لـ”القابضة” ” (ADQ)، نمو قطاع الخدمات اللوجستية في دولة الإمارات بـ8.4% ووصول حجم الأعمال إلى نحو 115.6 مليار درهم العام 2026 .
ووفقاً لتقرير أعدته “إيكونوميست” فقد حدث تحول كبير في سلاسل التوريد العالمية بفعل الجائحة والأزمة الروسية الأوكرانية، تسبب في انخفاض حركة التوريد واختناقات في حركة التجارة العالمية؛ الأمر الذي دفع العديد من دول العالم إلى توسيع اعتمادها على القدرات الذاتية وتنويع قائمة الموردين لتأمين سلاسل التوريد.
وذكر “انترريجونال” نقلاً عن التقرير أن ظهور مشكلات سلاسل زادت مع ارتفاع وتيرة أزمة الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الصينية الأمر الأسهم في تسريع التحول في القطاع عبر تعزيز البيانات المتعلقة بالمخزونات والاستثمار والتوظيف، وانتقال بعض مصادر الإنتاج والاستثمار إلى مناطق أكثر جاهزية وأماناً وعلى رأسها دولة الإمارات.
وأشار التقرير إلى أنه مع تنامي قلق صناع القرار بشأن أمن سلاسل التوريد، بدأت الدول توسع اعتمادها على الذات، ولا سيما في بعض التقنيات والأعمال الاستراتيجية، من خلال دعم الاستثمار في مثل هذه القطاعات داخل حدودها.
ولفت التقرير إلى أن أكثر من 100 دولة تمثل أكثر من 90% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، طوَّرت خلال الأعوام الأخيرة استراتيجيات صناعية رسمية تسمح بتوسيع نشاطها المحلي الخاص.
ووفقاً للتقرير، يقوم 81% من قادة سلاسل التوريد الذين شملهم استطلاع أجرته شركة “ماكينزي” يقومون بشراء المواد الخام من موردَين اثنين، بدلاً من الاعتماد على واحد فقط.
ونوه “إيكونوميست” إلى أن أحد المؤشرات على تحول الشركات من الكفاءة إلى المرونة هو التراكم الهائل في المخزونات الاحترازية حيث تبني الشركات مخزونات لسلع ومنتجات نصف مصنعة أو مصنعة بالكامل، تُترك احتياطياً في المخازن، ويمكن بيعها إذا زاد الطلب فجأةً أو إذا فشل العرض الجديد.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الخدمات اللوجستیة التورید العالمیة سلاسل الإمداد سلاسل التورید دولة الإمارات حرکة التجارة
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. ريادة عالمية في تجارة الذهب
توقع تقرير صدر حديثاً مواصلة دولة الإمارات ترسيخ مكانتها لتصبح واحداً من أبرز مراكز تجارة الذهب عالمياً في السنوات المقبلة مدعومة بتفوقها على المملكة المتحدة خلال العام 2023؛ بعدما أصبحت ثاني أكبر مركز لتجارة الذهب في العالم بقيمة تجاوزت 129 مليار دولار بزيادة قدرها 36% على أساس سنوي.
جاء ذلك في إصدار خاص من سلسلة تقارير القيادة الفكرية "مستقبل التجارة" طرحه "مركز دبي للسلع المتعددة"، اليوم الاثنين، وسلط الضوء على صناعة المعادن الثمينة والاتجاهات الرئيسة التي تشكل ملامح السوق العالمية لهذه الصناعة. تحولات كبرى ونوه التقرير إلى أنه يتوقع في خضم التحولات الكبرى التي تشهدها تجارة الذهب على مستوى العالم، بزوغ ما يمكن تسميته "حقبة التفوق الآسيوي" في تجارة الذهب لا سيما مع نشوء ممر اقتصادي جديد لتجارة الذهب يربط بين دول مجموعة البريكس، بما فيها دولة الإمارات، ويشكل بديلاً عن مراكز التجارة التقليدية.وفي تعليقه حول التقرير، قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة إن سوق الذهب العالمي شهد تحولات غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة موضحا أن هذا الإصدار الخاص من تقرير ’مستقبل التجارة‘ يسلط الضوء على الدور المركزي لإمارة دبي في رسم ملامح مشهد التجارة العالمي.
وأضاف: "سنواصل جهودنا لترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً للمعادن الثمينة، مع استقطاب كبار الأطراف الفاعلة في سوق المعادن الثمينة إلى دبي، وتمكين الشركات الأعضاء في المركز من استكشاف فرص نمو جديدة".
فرص واعدة من جانبها، قالت فريال أحمدي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز دبي للسلع المتعددة إن التقرير كشف أن هذه الفترة تجمع بين فرص واعدة وتحديات كبيرة ومع سعي صناعة الذهب لترسيخ مكانتها في مشهد عالمي سريع التغير، نتطلع إلى العمل جنباً إلى جنب مع أعضائنا وشركائنا لمواصلة بناء منظومة رائدة عالمياً لتجارة المعادن الثمينة انطلاقاً من دبي".
ويقدم التقرير، الذي يحمل عنوان "التجارة والتكنولوجيا والأسواق وتحولاتها"، رؤى رئيسة حول الوضع الراهن لأسواق الذهب والفضة العالمية، مسلطا الضوء على التحديات الجيوسياسية وتأثيراتها.
وتبرز دولة الإمارات مركزاً رئيساً في السوق العالمية للمعادن الثمينة مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وإطارها التنظيمي المتين وبنيتها التحتية المتطورة التي تمكنها من ربط الشرق بالغرب وإعادة صياغة مشهد تجارة الذهب على مستوى العالم.
ويقدم تقرير "مستقبل التجارة" مجموعة من التوصيات المهمة للحكومات والشركات، التي تهدف إلى تسريع وتيرة تطور الصناعة، وتشمل أهمية تعزيز الشفافية والأطر التنظيمية وتسهيل تحرر التجارة والتشجيع على تنظيم التعدين الحرفي وضيق النطاق للذهب، والاستثمار في حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتعزيز الابتكار الرقمي ووصول الأسواق الناشئة، وإرساء معايير عالمية للحلول الرقمية وتقنيات البلوك تشين.