عين ليبيا:
2025-01-24@01:47:07 GMT

قوة الانتماء للإسلام.. من شروط النصر والتمكين

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

إن من الأصول العظيمة التي تحقق وحدة الصف وقوة التلاحم، ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين تحقيق الأخوة في أوساطهم، وإن الأخوة منحة من الله عز وجل، يعطيها الله للمخلصين من عباده والأصفياء والأتقياء من أوليائه وجنده وحزبه.

قال تعالى: “وَإِن يُّرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ` وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” [الأنفال: 62، 63].

وهي قوة إيمانية تورث شعوراً عميقاً بعاطفة صادقة ومحبة وود، واحترام، وثقة متبادلة، مع كل من تربطنا بهم عقيدة التوحيد ومنهج الإسلام الخالد، يتبعها ويستلزمها تعاون وإيثار ورحمة وعفو وتسامح، وتكافل وتآزر, وهي ملازمة للإيمان قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” [الحجرات: 10].

ولا يجد حلاوة الإيمان إلا من أشرب هذه الأخوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».

إن القرآن الكريم يرسم لنا صورة جميلة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: ” مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” [الفتح: 29].

إن القرآن الكريم حين وضع بين دفتيه هذه الصورة، إنما يخبرنا بتكريم الله عز وجل فهم “أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ“.

أشداء على الكفار ولو كان فيهم الآباء والقرابة والأبناء، رحماء بينهم، وهذه الأخوة في الحق، أخوة في الدين، إن الأخوة في الله من أهم الأسباب التي تعمل على الصمود في وجه أعتى المحن التي تنزل بالمسلمين، كما أن الفهم المتبادل والكامل للأخوة في الله من أسباب تماسك صفوف المسلمين وقوتهم, ومن أسباب شموخهم والتمكين لهم، إن النبي (صلى الله عليه وسلم) اعتمد على معاني الأخوة، وعمل على تحقيقها، وجعلها من الوسائل المهمة في بناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية، وأن أهمية هذا الأساس تظهر في
الجوانب التالية:

– إن أي دولة لا يمكن أن تنهض وتقوم إلا على أساس من وحدة الأمة وتساندها، ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير التآخي والمحبة المتبادلة، فكل جماعة لا تؤلف بينها آصرة المودة والتآخي الحقيقية، لا يمكن أن تتحد حول مبدأ ما، وما لم يكن الاتحاد حقيقة قائمة في الأمة أو الجماعة، فلا يمكن أن تتألف منها الدولة. ومن أجل ذلك فقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أساس الأخوة التي جمع عليها أفئدة أصحابه، إنما هي العقيدة الإسلامية التي جاء بها من عند الله تعالى، والتي تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله تعالى دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى والعمل الصالح.

– إن تحقق مبادئ العدالة والمساواة بين الأفراد ركن أساسي في الأخوة الإيمانية، فإنها لا تحقق ما لم تقم على أساس من التآخي والمحبة فيما بينهم، بل إن هذه المبادئ لا تعدو أن تكون حينئذ مصدر أحقاد وضغائن تشيع بين أفراد ذلك المجتمع, ومن شأن الأحقاد والضغائن أن تحمل في طيها بذور الظلم والطغيان في أشد الصور والأشكال.

– إن من أسباب وحدة صفوف الأمة: العلم النافع، والإخلاص وتجريد المتابعة، وغير ذلك من الأسباب المعنوية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتوحيد صفوف الأمة إلا أنني ذكرت أهمها خوفا من الإطناب والإطالة.

إن التحابب بين المسلمين والحرص على روابط الأخوة المستمدة من الإيمان والعقيدة سر قوة الأمة، ومفتاح نجاحها. ولم يكن ما أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من مبدأ التآخي مجرد شعار في كلمة أجراها على ألسنتهم، وإنما كان حقيقة عملية تتصل بواقع الحياة وبكل أوجه العلاقات القائمة بين الأنصار والمهاجرين، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأخوة مسئولية حقيقية تشيع بين هؤلاء الأخوة, وكانت هذه المسئولية محققة فيما بينهم على خير وجه. لقد كانت رابطة الأخوة بين الصحابة الكرام من أسباب قوتهم ونصرة الله لهم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم من أسباب لا یمکن

إقرأ أيضاً:

الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج

ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الليالي في تاريخ الإسلام، وهي معجزة ربانية أكرم الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تثبيتًا لقلبه وتكريمًا له، ووقعت هذه الرحلة المباركة في ليلة واحدة، حيث أُسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى حتى بلغ سدرة المنتهى.

فضل ليلة الإسراء والمعراج

وفي ليلة الإسراء والمعراج فُرضت الصلاة على المسلمين، ما يبرز أهميتها كمظهر من مظاهر العبودية لله، وتعتبر ليلة الإسراء والمعراج فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة.

الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج

ومن المستحب في ليلة الإسراء والمعراج، الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وقراءة القرآن الكريم، خاصة السور التي تتحدث عن المعجزات والآيات.

كما يُستحب الدعاء والاستغفار في هذه الليلة، وطلب الرحمة والمغفرة من الله، وتذكّر هذه الليلة المسلم بعظمة الله وقدرته، وبأهمية الصبر والثبات في مواجهة المحن، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في مواجهة تحديات قريش.

ويستحب استحضار دروس الإسراء والمعراج يعمق الإيمان ويحث المسلم على السعي نحو رضا الله والعمل على طاعته في كل الأوقات.

مقالات مشابهة

  • الأعمال المستحبة في ليلة الإسراء والمعراج
  • قصة الإسراء والمعراج بالتفصيل pdf
  • شروط الدعاء في ليلة الإسراء والمعراج
  • شروط الجمع بين صلاتين.. الإفتاء تصحح مفاهيم خاطئة
  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الله يعوض عليه
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • برلماني: كامل الوزير لديه إرادة صلبة لإزالة المعوقات التي تقف حائلا أمام الاستثمار
  • خالد الجندي: من يرغب في مرافقة النبي في الجنة عليه بكثرة السجود