عين ليبيا:
2024-11-23@02:01:56 GMT

قوة الانتماء للإسلام.. من شروط النصر والتمكين

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

إن من الأصول العظيمة التي تحقق وحدة الصف وقوة التلاحم، ومتانة التماسك بين أفراد المسلمين تحقيق الأخوة في أوساطهم، وإن الأخوة منحة من الله عز وجل، يعطيها الله للمخلصين من عباده والأصفياء والأتقياء من أوليائه وجنده وحزبه.

قال تعالى: “وَإِن يُّرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ` وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ” [الأنفال: 62، 63].

وهي قوة إيمانية تورث شعوراً عميقاً بعاطفة صادقة ومحبة وود، واحترام، وثقة متبادلة، مع كل من تربطنا بهم عقيدة التوحيد ومنهج الإسلام الخالد، يتبعها ويستلزمها تعاون وإيثار ورحمة وعفو وتسامح، وتكافل وتآزر, وهي ملازمة للإيمان قال تعالى: ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ” [الحجرات: 10].

ولا يجد حلاوة الإيمان إلا من أشرب هذه الأخوة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار».

إن القرآن الكريم يرسم لنا صورة جميلة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال تعالى: ” مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ” [الفتح: 29].

إن القرآن الكريم حين وضع بين دفتيه هذه الصورة، إنما يخبرنا بتكريم الله عز وجل فهم “أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ“.

أشداء على الكفار ولو كان فيهم الآباء والقرابة والأبناء، رحماء بينهم، وهذه الأخوة في الحق، أخوة في الدين، إن الأخوة في الله من أهم الأسباب التي تعمل على الصمود في وجه أعتى المحن التي تنزل بالمسلمين، كما أن الفهم المتبادل والكامل للأخوة في الله من أسباب تماسك صفوف المسلمين وقوتهم, ومن أسباب شموخهم والتمكين لهم، إن النبي (صلى الله عليه وسلم) اعتمد على معاني الأخوة، وعمل على تحقيقها، وجعلها من الوسائل المهمة في بناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية، وأن أهمية هذا الأساس تظهر في
الجوانب التالية:

– إن أي دولة لا يمكن أن تنهض وتقوم إلا على أساس من وحدة الأمة وتساندها، ولا يمكن لكل من الوحدة والتساند أن يتم بغير التآخي والمحبة المتبادلة، فكل جماعة لا تؤلف بينها آصرة المودة والتآخي الحقيقية، لا يمكن أن تتحد حول مبدأ ما، وما لم يكن الاتحاد حقيقة قائمة في الأمة أو الجماعة، فلا يمكن أن تتألف منها الدولة. ومن أجل ذلك فقد جعل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أساس الأخوة التي جمع عليها أفئدة أصحابه، إنما هي العقيدة الإسلامية التي جاء بها من عند الله تعالى، والتي تضع الناس كلهم في مصاف العبودية الخالصة لله تعالى دون الاعتبار لأي فارق إلا فارق التقوى والعمل الصالح.

– إن تحقق مبادئ العدالة والمساواة بين الأفراد ركن أساسي في الأخوة الإيمانية، فإنها لا تحقق ما لم تقم على أساس من التآخي والمحبة فيما بينهم، بل إن هذه المبادئ لا تعدو أن تكون حينئذ مصدر أحقاد وضغائن تشيع بين أفراد ذلك المجتمع, ومن شأن الأحقاد والضغائن أن تحمل في طيها بذور الظلم والطغيان في أشد الصور والأشكال.

– إن من أسباب وحدة صفوف الأمة: العلم النافع، والإخلاص وتجريد المتابعة، وغير ذلك من الأسباب المعنوية التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لتوحيد صفوف الأمة إلا أنني ذكرت أهمها خوفا من الإطناب والإطالة.

إن التحابب بين المسلمين والحرص على روابط الأخوة المستمدة من الإيمان والعقيدة سر قوة الأمة، ومفتاح نجاحها. ولم يكن ما أقامه الرسول صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من مبدأ التآخي مجرد شعار في كلمة أجراها على ألسنتهم، وإنما كان حقيقة عملية تتصل بواقع الحياة وبكل أوجه العلاقات القائمة بين الأنصار والمهاجرين، ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الأخوة مسئولية حقيقية تشيع بين هؤلاء الأخوة, وكانت هذه المسئولية محققة فيما بينهم على خير وجه. لقد كانت رابطة الأخوة بين الصحابة الكرام من أسباب قوتهم ونصرة الله لهم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم من أسباب لا یمکن

إقرأ أيضاً:

مسيرات حاشدة بالجوف بعنوان “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”

الثورة نت../

شهدت محافظة الجوف اليوم، 27 مسيرة جماهيرية حاشدة تحت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.

وأدان المشاركون في المسيرات التي أقيمت في مديريات الحزم والعنان وبرط العنان والحميدات والمتون والغيل والزاهر والمراشي والمصلوب والمطمة ورجوزة والمصلوب وخب والشعف، المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني ضد المدنيين في غزة ولبنان.

وأكدوا جهوزية الشعب اليمني وقواته المسلحة لإسناد فلسطين ولبنان.. معاهدين الشهداء بالسير على نهجهم في مواجهة أعداء الأمة أمريكا والكيان الصهيوني.

كما أدان المشاركون السياسة الأمريكية المساندة للعدو من خلال استخدام حق النقض ضد قرار وقف الإجرام الصهيوني في غزة.. مؤكدين أن أمريكا شريك رئيسي في جرائم كيان العدو الصهيوني.

وأشار بيان صادر عن المسيرات إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.

وأكد السير على نهج الشهداء والاستمرار في رفع راية الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداة إلى دينه، دون تردد أو تراجع.

وأدان البيان السقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الإجرامي لأمريكا باستخدامها حق النقض الفيتو أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والفشل المجدد لمجلس الأمن في وقف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر.

واستنكر الإساءات المتكررة للمقدسات من قبل النظام السعودي والتي كان آخرها استخدام مجسمات وأشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمهم لحفلات المجون والتعري فيما يسمى موسم الترفيه في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة تمهيدا لاستهدافها من قبل اليهود ضمن مخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع إسرائيل الكبرى.

ودعا البيان الأمة العربية والإسلامية لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية، وتكثيف الفعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني بحقهما.

مقالات مشابهة

  • استحقاقات النصر والتمكين
  • شروط صلاة الجنازة على الميت الغائب
  • مسيرات حاشدة بالجوف بعنوان “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”
  • مسيرات حاشدة بذمار تحت شعار “مع غزة ولبنان .. دماء الشهداء تصنع النصر”
  • 83 مسيرة بحجة بعنوان “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”
  • خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
  • قصة صحابي اهتز لوفاته عرش الرحمن.. بكى عليه النبي حتى ابتلت لحيته
  • صيغة الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • كيفية إحسان الصلاة على سيدنا النبي عليه السلام
  • مفتاح الجنة: عبادة بسيطة تقربك من رسول الله صلى الله عليه وسلم