هآرتس: تزايد المقاطعة الدولية يفاقم مشاكل إسرائيل الاقتصادية بخضم حرب غزة
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن حدة الرد العالمي على سلوك إسرائيل في حربها على قطاع غزة تشتد بشكل متزايد، الأمر الذي أدى إلى سلسلة من المقاطعات الاقتصادية والعواقب الدبلوماسية.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها إلى اعتراف دول أوروبية مثل إسبانيا والنرويج وأيرلندا رسميا بالدولة الفلسطينية، في حين تدرس دول أخرى اتخاذ خطوات مماثلة، وسط خطوات أخرى وصلت إلى منع جزر المالديف الإسرائيليين من دخول البلاد، مما أدى إلى تفاقم عزلة إسرائيل على الساحة العالمية.
وتعكس هذه النكسات الدبلوماسية -وفقا لهآرتس- نفاد الصبر الدولي المتزايد إزاء حرب إسرائيل المدمرة على قطاع غزة.
وتصف الصحيفة اعتراف العديد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية بأنه دليل على تحول ملحوظ في المشاعر الدولية، مما يقوض موقف إسرائيل الدبلوماسي.
وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يعلن الاعتراف بالدولة الفلسطينية (الأوروبية) إلغاء التجارة والأعمالواعتبرت الصحيفة أن العواقب الاقتصادية المصاحبة لردود الفعل العالمية وخيمة وبعيدة المدى، فقد فرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مقاطعة على تصدير السلع والمواد الخام إلى إسرائيل.
أما فرنسا فألغت مشاركة إسرائيل في معرض "يورو ساتوري 2024" للأسلحة والدفاع، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لصناعة الدفاع الإسرائيلية، ووصف وزير حكومة الحرب بيني غانتس هذا القرار بأنه "جائزة للإرهاب"، وحث فرنسا على إعادة النظر فيه، وفقا للصحيفة.
وفي قطاع الأعمال، قطعت العديد من الشركات الكبرى علاقاتها مع إسرائيل، فقد انسحبت مؤخرا شركة "بري آ مانجيه" من اتفاقية الامتياز مع مجموعة التجزئة الإسرائيلية "فوكس"، مستشهدة بحرب غزة باعتبارها حدث قوة قاهرة، وأكدت الصحيفة أن السلسلة البريطانية واجهت ضغوطا متزايدة من الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، مما أدى إلى احتجاجات في لندن.
وأشارت الصحيفة إلى إعادة شركة ماكدونالدز -التي تواجه مقاطعة عالمية مؤيدة للفلسطينيين- الاستحواذ على فروعها الإسرائيلية البالغ عددها 225 فرعا، في محاولة للتخفيف من ردود الفعل العنيفة من زبائنها المسلمين.
وهي خطوة ينظر إليها على أنها محاولة لإبعاد العلامة التجارية العالمية عن وجودها المثير للجدل في إسرائيل، والذي أصبح مرتبطا بشكل متزايد بجنود الجيش الإسرائيلي والحرب على غزة.
قطاع التكنولوجيا الفائقةوبدأت صناعة التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل -التي كانت ذات يوم فخرا لها ومحركا مهما لاقتصادها- تشعر أيضا بآثار التراجع جراء الحرب على قطاع غزة وما صاحبها من توترات وردود فعل عالمية.
وعلى الرغم من أنها لم تشهد مقاطعة مباشرة فإن الصحيفة أكدت أن المستثمرين الأجانب يتوخون الحذر، مما أدى إلى انخفاض النشاط الاستثماري.
ووفقا لمحافظ بنك إسرائيل المركزي أمير يارون، فإن من المتوقع أن يصل رأس المال الذي تم جمعه في الربع الثاني من عام 2024 إلى 3.5 مليارات دولار، وهي زيادة كبيرة عن الأرباع السابقة، ولكنها غير كافية لتعويض التأثير الاقتصادي الأوسع لما تأثر به القطاع.
فرنسا ألغت مشاركة إسرائيل في معرض "يورو ساتوري 2024" للأسلحة والدفاع (الأوروبية) ارتفاع التكاليف وتقاعس الحكومةووفقا للصحيفة، فقد أدت المقاطعة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في إسرائيل، والتي تمثل أبرزها فيما يلي:
ارتفاع تكاليف المعيشة في إسرائيل، مما زاد الضغوط الاقتصادية القائمة. رفعت شركة إلعال أسعار تذاكرها مع وقف شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى إسرائيل. ارتفعت أسعار الشحن بسبب التهديدات الإقليمية. ارتفعت أسعار العقارات والمنتجات بسبب نقص العمالة.وعلى الرغم من هذه التحديات فإن استجابة الحكومة الإسرائيلية كانت بطيئة، وفقا لهآرتس.
وقد تعرضت الحكومة الإسرائيلية الحالية لانتقادات بسبب تقاعسها وسياساتها غير الفعالة.
وترى الصحيفة أن المسؤولين يقدمون إجابات غامضة وغير مقنعة عند سؤالهم عن التدابير الرامية إلى الحد من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وتشير الصحيفة إلى أنه ومع اكتساب حركة المقاطعة العالمية زخما يستعد المستهلكون الإسرائيليون لمزيد من الضغوط الاقتصادية، وأن عجز الحكومة عن معالجة هذه القضايا بشكل فعال يترك البلاد عرضة لمشاكل مالية أعمق في الأشهر المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی إسرائیل أدى إلى
إقرأ أيضاً:
أستاذ في العلاقات الدولية: إسرائيل هدمت أكثر من 5 آلاف منزل في جباليا
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إنّ إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة الجنرالات بشكل ممنهج ولا تتوقف عن استمرار عملياتها العسكرية في إطار سعيها للتفاوض تحت النار، إذ لديها مخطط واضح في تهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
إسرائيل تسعى لتهجير الفلسطينيينوأضاف «فارس»، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، أنّ الأسابيع الأخيرة شهدت قيام إسرائيل بتنفيذ عملياتها والضغط بكل قوة لتهجير ما تبقى من الفلسطينيين، مشيرا إلى أنّ هناك 400 ألف فلسطيني لا زالوا موجودين في شمال قطاع غزة، في إطار حرص إسرائيل على تنفيذ المخطط بشكل كبير.
الاحتلال يواصل هدم المنازل والمخيمات بفلسطينوتابع: «الاحتلال الإسرائيلي هدم ما لا يقل عن 5 آلاف منزل في جباليا، فضلاً عن تدمير الكثير من المنازل في بيت لاهيا وبيت حانون، بالتالي إسرائيل لديها خطة واضحة في ذلك ولم تتوقف عند هذا الحد، لكنها أيضا في إطار تنفيذ مشروعها الاستيطاني في الضفة الغربية تتحرك بشكل كبير للإجهاز على مخيمات طولكرم ونور شمس، بالتالي هناك حرص شديد على تنفيذ مخططها دون أن يكون هناك أي حراك من المجتمع الدولي».