لجريدة عمان:
2025-01-24@17:43:46 GMT

متى تنتهي فرجة العالم على غزة؟

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

متى تنتهي فرجة العالم على غزة؟

كان المشهد الذي تناقلته وسائل الإعلام لمخيم النصيرات في قطاع غزة وجثث الأطفال والنساء والشيوخ متناثرة في أرجائه، وصوت الشخص الذي يصور بكاميرا هاتفه ويصرخ «يا الله الجثث مقطعة» يسجل عارا جديدا للبشرية التي ما زالت تعيش لحظات الفرجة على ما يحدث في القطاع وكأنها تشاهد فيلم رعب منتجا بطريقة سينمائية احترافية.

ورغم بشاعة المشاهد وإجراميتها إلا أن هناك من يستمتع بها ولا يريد لها أن تتوقف كما هو الحال مع الإدارة الأمريكية التي لم تستطع حتى الآن أن ترى في كل ما يحدث انتهاكا لحقوق الإنسان أو خروجا عن القوانين ناهيك عن وجود جرائم إبادة! ولذلك ما زالت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأقوى في العالم وحامية النظام العالمي الذي يفترض أنه يقوم على قواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام القوانين، ما زالت عمليا تدعم «دفاع إسرائيل عن نفسها جراء ما حدث في ٧ أكتوبر» ولذلك لم تستطع حتى الآن أن ترى ما حدث منذ اليوم التالي لـ ٧ أكتوبر حتى الآن!

إن موقف الولايات المتحدة المشين لا يشوه مصداقيتها فقط ولكنه يسجلها شريكا أساسيا في كل الجرائم التي تحصل في قطاع غزة خاصة وأنها ترتكب بسلاح أمريكي وبدعم استخباراتي من أمريكا وحماية أمريكية سواء كانت حماية عسكرية أو سياسية وقانونية.

إن الدعم الأمريكي التاريخي لإسرائيل ولجرائمها في فلسطين يتجاهل، عمدا، تأثير ذلك على المدنيين الأبرياء في هذه الحرب التي ينادي العالم بضرورة وقفها فورا لأنها تجاوزت كل القيم والمبادئ، وهذا يعطي الدعوات التي تؤكد على تواطؤ أمريكا مع جرائم إسرائيل مصداقية أكبر خاصة أن أمريكا بقيت طوال هذه الحرب ترفض أي اتهامات ترى أن إسرائيل متورطة في جرائم حرب أو إبادة جماعية أو أي سوء سلوك من إسرائيل، وهو ما يعتبره الكثيرون تجاهلا واضحا للأزمات الإنسانية التي تتكشف في غزة.

ولا يبدو أن أمريكا وحدها في هذا التوجه رغم أنها تقوده وتحميه، حيث تبنت بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية بشكل غير مباشر أحيانا موقفا دفاعيا فيما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية. وردد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مشاعر التضامن مع إسرائيل، مؤكدا أهمية الأمن بينما قلل من الخسائر البشرية الكارثية على الفلسطينيين. كما حافظ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على درع دبلوماسي فوق إسرائيل، داعيا إلى السلام لكنه لم يصل إلى حد إدانة جرائم الحرب الواضحة، وعملت دول عربية على إحباط بيانات عربية في اجتماعات مشتركة تدين إسرائيل وحدها بعبارات واضحة لا لبس فيها لصالح بيانات ملتوية تدين العنف أيا كان مصدره في إشارة إلى عنف «المقاومة»!

وهذا الدفاع القوي من جانب القوى الغربية يقوض مصداقيتها على الصعيدين الدولي والمحلي. وعلى الصعيد العالمي، يخلق هذا تصورا بوجود معايير مزدوجة في تطبيق القانون الدولي، حيث تطغى المصالح الجيوسياسية على حقوق الإنسان. وعلى الصعيد المحلي، يثير هذا انتقادات وخيبة أمل بين المواطنين الذين يتوقعون من حكوماتهم أن تتمسك بمبادئ العدالة والإنسانية. وهذا التناقض الصارخ بين خطاب حقوق الإنسان وواقع الإجراءات السياسية في الدول الغربية يؤدي إلى تآكل الثقة بالقيادة ويغذي السخرية من أنظمة كان يتوقع أنها أكثر حرصا على صورتها الذهنية وعلى تاريخ بلادها.

وسعت هذه الدول إلى إحباط فاعلية المنظمات الدولية بما في ذلك الأمم المتحدة، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية. وهذه الهيئات المكلفة، نظريا على الأقل، بالحفاظ على السلام العالمي وضمان المساءلة، إلا أن بعض الدول الكبرى عطلت فاعليتها وأعاقت عملها بالكثير من الضغوطات السياسية. إن الفشل في التصرف بشكل حاسم في مواجهة الأدلة الواضحة على الفظائع المرتكبة في غزة يسلط الضوء على ضعف مؤسسات النظام العالمي أو توجيه عملها ليكون موجها وفق رغبات الدول الكبرى لا وفق القواعد وبما يخدم العدالة والمساواة بعيدا عن المعايير المزدوجة.

إن استمرار الفرجة على ما يحدث في غزة لا يلطخ الدول الكبرى بالعار وحده لكنه يقوض مصداقيتها ويشظي وجودها وجوهرها أمام العالم وأمام شعوبها.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ما هي الدول الأكثر تأثرا بتعليق «ترامب» قبول اللاجئين في أمريكا؟

في أعقاب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس “دونالد ترامب” بتعليق قبول اللاجئين، أصدرت وزارة الخارجية الأمركية، مذكرة لشركاء إعادة التوطين، وألغيت رحلات اللاجئين الذين كان من المقرر أن يسافروا إلى الولايات المتحدة.

وبحسب المذكرة التي نقلتها “سي ان ان” الأمريكية، “من المتوقع أن تؤثر هذه الخطوة على آلاف اللاجئين الذين كانت لديهم رحلات جوية مجدولة”، ووفق المذكرة، “ألغي حجز سفر نحو 10,000 لاجئ، من مجموعة من البلدان، بما في ذلك أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وفنزويلا وسوريا وبورما”.

ووفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن مكتب الأمن الداخلي الأمريكي، “في عام 2023، سجلت دول المنشأ الأعلى للأفراد الذين تم قبولهم كلاجئين من الكونغو الديمقراطية (30%)، سوريا (18%) وأفغانستان (11%)، وبورما (%10). تتكون هذه الدول الأربع من 69% لإجمالي عدد اللاجئين المقبولين في عام 2023، بالإضافة إلى سوريا، ضمت القائمة الدول العشر الأولى دولا عربية أخرى ضمن الجنسيات التي تم قبولها كلاجئين في الولايات المتحدة في عام 2023، لتشمل السودان بإجمالي 1,630 ونسبة %2.7 من إجمالي اللاجئين، والصومال ثم العراق بإجمالي (%2.3)1,440 و (%2.0)1,220 على التوالي”.

وعرضت القناة، “قائمة بالدول التي سجلت العدد الأعلى للأفراد الذين تم قبولهم كلاجئين حسب بلد المنشأ في أمريكا لعام 2023:

مقالات مشابهة

  • من هي الدول التي أصدرت حتى الآن قرارات عقابية بحق الحوثيين في اليمن؟
  • وزير الدفاع الألماني: أمريكا لن تدعم أوروبا كما في الماضي
  • ما هي الدول الأكثر تأثرا بتعليق «ترامب» قبول اللاجئين في أمريكا؟
  • ما هي الدول الأكثر تأثرا بتعليق ترامب قبول اللاجئين في أمريكا؟
  • العراق عاشراً بأكثر الدول تأثراً بتعليق ترامب قبول اللاجئين في أمريكا
  • غزة شاهدة على الظلم والطغيان العالمي
  • هذه الدول التي لديها أطول وأقصر ساعات عمل في العام 2024 (إنفوغراف)
  • «المشاط»: توحيد جهود الدول الأفريقية ضرورة لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي
  • التخطيط: ضرورة توحيد جهود الدول الأفريقية لإعادة هيكلة النظام المالي العالمي
  • المشاط: توحيد جهود الدول الأفريقية للدفع نحو إعادة هيكلة النظام المالي العالمي