كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن وثيقة أمريكية تتضمن مبادئ تخطط لها واشنطن، للتقدم بها بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتشمل إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، بما يتوافق مع مبادرة السلام العربية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى منع شركائها العرب من تقديم رؤية بعيدة المدى لتسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين عندما تنتهي الحرب في غزة، وبدلا من ذلك تقدم إطارا أكثر تقليصا لا يزال من المؤكد أن يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.



ولفتت إلى أنه منذ بداية العام، تقود الولايات المتحدة مجموعة اتصال تضم كبار الوزراء من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، بهدف دفع خطة لإدارة ما بعد الحرب في غزة.

ويجتمع الوزراء العرب أيضا للتنسيق كمجموعة مستقلة عن الولايات المتحدة. وفي أبريل، انتهوا من صياغة رؤيتهم لما بعد الحرب، والتي تضمنت الاعتراف الدولي الفوري بالدولة الفلسطينية، وإنشاء قوة لحفظ السلام في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وإطلاق محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ما يؤدي إلى نقل السيطرة الإسرائيلية على معابر الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، بحسب فقرات مسربة من الاقتراح حصلت عليها الولايات المتحدة، وفقا لـ"تايمز أوف إسرائيل".

الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة الإسرائيلية توضح بالتفصيل المبادئ التي تخطط الولايات المتحدة للتقدم بها عند تأمين وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك الدولة الفلسطينية على خطوط 1967 "على النحو المتوخى في مبادرة السلام العربية".



وفي حين أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين الأوسع الذي يحاول الشركاء العرب الستة دفعه قدما، إلا أنها اعتبرت اقتراحهم "غير واقعي على الإطلاق"، وفقا لدبلوماسي عربي كبير مطلع على الأمر.

لكن المسؤول العربي قال إنه مع إدراكها أنها لا تستطيع ببساطة رفض الاقتراح العربي دون تقديم بديل، صاغت وزارة الخارجية سلسلة من المبادئ التي يمكن استخدامها كأساس لمواصلة المحادثات مع الشركاء في الشرق الأوسط.

واعترف المسؤول بأن المبادرة لم تكن أولوية قصوى لإدارة بايدن، التي تضع وزنا أكبر في المقام الأول لتأمين صفقة الأسرى التي ستضع حدا للحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.

وقال مسؤول أمريكي إن وثيقة وزارة الخارجية التي تحمل عنوان "بيان مشترك بشأن مبادئ لدعم مستقبل السلام للإسرائيليين والفلسطينيين" حصلت على موافقة البيت الأبيض، مضيفًا أن واشنطن تستخدمها كأساس لمواصلة المحادثات مع حلفائها العرب، بما في ذلك اجتماعات سيعقدها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مصر وقطر والأردن مطلع الأسبوع المقبل.

وتشبه الوثيقة إلى حد كبير مبادئ ما بعد الحرب التي وضعها بلينكن في طوكيو في 8 نوفمبر، على الرغم من إجراء بعض الإضافات في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى مقابلة حلفائها العرب في منتصف الطريق.

وتتضمن الوثيقة التي حصلت عليها صحيفة "التايمز أوف إسرائيل" عشرة مبادئ:
1. دعوة المجتمع الدولي لدعم إعادة إعمار غزة، مع فتح المعابر إلى القطاع لضمان تدفق المساعدات دون عوائق.

2. رفض استمرار حكم الجماعات الإرهابية في غزة. "يجب على جميع المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة نزع سلاحها ونبذ العنف. إن آلية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج ستسهل هذه العملية في غزة.

3. انسحاب إسرائيلي كامل من غزة دون أي تقليص في أراضيها، أو احتلال عسكري أو تهجير قسري للفلسطينيين، الذين سيسمح لهم بالعودة إلى المجتمعات في القطاع الذي فروا منه خلال الحرب.

4. إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، والتي ستتلقى المساعدة من الشركاء الدوليين خلال الفترة الانتقالية بعد الحرب حتى تصبح جاهزة لاستئناف الحكم بشكل كامل في القطاع.

5. الدعوة إلى استئناف مفاوضات الوضع النهائي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على أساس أنه "لا يمكن تحقيق نهاية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال إلا من خلال المفاوضات المباشرة".

6. دعم قيام دولة فلسطينية “مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة” على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 مع مقايضات متفق عليها بشكل متبادل وحل عادل ومتفق عليه للاجئين الفلسطينيين، على النحو المتوخى في مبادرة السلام العربية. (سبق أن أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعمه لحدود 1967، ولكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها الولايات المتحدة أيضًا مبادرة السلام العربية. ومع ذلك، فإن الاقتراح يتصور حل الدولتين الذي يؤدي إلى حصول إسرائيل على التطبيع علاقاتها مع جيرانها العرب، في حين تقدم الوثيقة الأميركية مقاربة معاكسة).

7. إمكانية التطبيع بين المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى وإسرائيل مع تقدم ملموس نحو حل الدولتين هي وسيلة واعدة لتحقيق السلام والأمن والتكامل الإقليمي الذي سيفيد الجميع.

8. رفض الإجراءات الأحادية الجانب من الجانبين، "بما في ذلك توسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتمجيد الإرهاب والعنف". كما أن الجانبين مدعوان إلى دعم سيادة القانون ورفض التحريض من قبل المسؤولين وأفراد الجمهور.

9. الدعوة إلى الالتزام بالالتزامات التي تم التوصل إليها خلال قمتي العام الماضي في العقبة وشرم الشيخ، والتي رفضت أيضا المضي قدما في الإجراءات الأحادية. وتحث الوثيقة الأمريكية أيضا على الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، “الاعتراف بالارتباط العميق للأشخاص من العديد من الأديان بالقدس وأن الحدود في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي”.

10. نداء للسلطة الفلسطينية لتنفيذ إصلاحات بعيدة المدى "تركز على الحكم الرشيد والشفافية ومكافحة الفساد وإصلاح التعليم والرعاية الاجتماعية".

وخلصت الوثيقة الأمريكية: "نحن متفقون على تركيز جهودنا الدبلوماسية على تعزيز هذه المبادئ، وتهيئة الظروف للسلام والأمن الدائمين في المنطقة".

ورداً على طلب لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" للتعليق على الأمر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية: "هذا جزء من جهد أكبر لتبادل الأفكار قمنا به خلال الأشهر الماضية مع شركائنا العرب".

ولا تدعو الرؤية الأمريكية إلى "مسار محدد زمنيا ولا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية"، كما أصر بلينكن مرارا وتكرارا على أنه سيكون ضروريا للمملكة العربية السعودية للموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ولكن حتى المسار غير المحدد زمنيا إلى دولة فلسطينية لم يبد نتنياهو أي اهتمام بقبوله، بحجة أنه سيكون بمثابة "جائزة" لحماس بعد هجومها في 7 أكتوبر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الوثائق بلينكن امريكا وثائق حرب غزة بلينكن المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مبادرة السلام العربیة الولایات المتحدة دولة فلسطینیة أوف إسرائیل بعد الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم 

أكد محمد أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، أهمية الدور المحوري والتاريخي الذي تلعبه جامعة الدول العربية في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وتوحيد الصف العربي، كونها رمزًا للوحدة العربية، وبيتًا جامعًا للأمة العربية، مؤكدًا حرص البرلمان العربي على التشاور والتنسيق الدائم مع جامعة الدول العربية في كل ما يخدم العمل العربي المشترك.

جاء ذلك خلال لقاء رئيس البرلمان العربي مع أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية وذلك بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.

وشدد اليماحي على أنّ المسؤولية التي تتحملها جامعة الدول العربية في الوقت الحالي هي مسؤولية ثقيلة وكبيرة جداً، لا سيما في ظل تعاظم حجم التحديات والأزمات التي تواجهها الدول العربية في مختلف المجالات.

الدفاع عن القضايا العربية

وأكد اليماحي أنّ البرلمان العربي داعم ومساند بكل قوة للدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية، وسيعمل على تسخير كل أدوات الدبلوماسية البرلمانية، على نحو يخدم أهداف الدبلوماسية الرسمية التي تقودها جامعة الدول العربية في الدفاع عن القضايا العربية وخدمة مصالح الشعب العربي.

وبدوره جدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية التهنئة لليماحي بمناسبة انتخابه رئيسًا للبرلمان العربي، معربًا عن ثقته في قدرته على إدارة دفة البرلمان العربي بكل كفاءة واقتدار في خدمة وتعزيز العمل البرلماني العربي المشترك.

تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك

وأكد أبوالغيط أنّ الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لن تدخر أي جهد من أجل دعم ومساندة البرلمان العربي وستحرص على توفير كل التسهيلات التي يحتاج إليها للقيام بدوره، منوهًا بأنّ البرلمان العربي يمثل البعد الشعبي في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، ويقوم بدور مهم في الدفاع عن القضايا العربية.

حضر اللقاء من جانب البرلمان العربي المستشار كامل فريد شعراوي الأمين العام للبرلمان العربي، والدكتور أشرف عبدالعزيز المستشار السياسي لرئيس البرلمان العربي

مقالات مشابهة

  • ابو الغيط يشارك في منتدى حوارات روما المتوسطية ويؤكد: اسرائيل تريد ابتلاع كل الارض الفلسطينية
  • أبو الغيط في منتدى حوارات روما المتوسطية: إسرائيل تريد ابتلاع كل الأرض الفلسطينية
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم 
  • رئيس البرلمان العربي: الجامعة العربية رمز وحدة العرب
  • الجامعة العربية تحذر من نوايا "إسرائيل" توسيع عدوانها في المنطقة
  • مباحثات سعودية أمريكية بشأن الأوضاع في السودان
  • الجامعة العربية توجه رسالة الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن تهديدات إسرائيل للعراق
  • بلينكن يبحث أزمة أوكرانيا والشرق الأوسط في أوروبا
  • القضية الفلسطينية محور رئيسي في محطات العلاقات العربية الأمريكية
  • «القاهرة الإخبارية»: القضية الفلسطينية محور رئيسي في العلاقات العربية الأمريكية