قبل نحو 158 عامًا: ماذا تعرف عن أحداث فبراير في ميناء صور؟
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
أثير- تاريخ عمان
إعداد: د. محمد بن حمد العريمي
عُرِفت مدينة صور على مدى تاريخها بأنها من المدن العمانية القديمة ذات التاريخ الملاحي الحافل، وهي من المدن التي أدّت دورًا بارزًا ومميزًا في حركة النشاط التجاري البحري عبر المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي، حيث شكّلت جسر اتصال تجاريا وحضاريا بين جزيرة العرب وكل من الهند وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.
وقد كان الكثير من أبناء مدينة صور بصورة عامة، وقبيلتي الجنبة وبني بو علي بصورة خاصة يعملون في التجارة البحرية، وبرز منهم تجّار يملكون مخازن كبيرة في صور ويتاجرون مع زنجبار، وبومباي، وموانئ الخليج العربي والبحر الأحمر، وكان ميناء صور هو محطتهم التجارية الرئيسة.
ولما بدأت سفن الأسطول البريطاني دورياتها في مياه المحيط الهندي وبحر العرب والخليج العربي، تنفيذًا لمعاهدة عام 1261ه، الموافق 1845م الخاصة بحظر تجارة الرقيق، خسر تجّار صور وتجّار عمانيون آخرون موردًا اقتصاديًا مهمًا بالنسبة لهم، وقد أفسحت هذه المعاهدة المجال لبريطانيا حتى تفرض رقابتها على النشاط الملاحي للقبائل العمانية وهذا ما لم يحظ بقبول في أوساط هذه القبائل.
وزاد الطين بلّة القرار الذي أصدره الكولونيل لويس بيلي عام 1863 بمنع أهالي صور والقواسم من شراء الرقيق، وفوجئ هؤلاء أكثر عندما قام بيلي بزجّ بعض التجار في السجن عندما حاولوا تجاهل قراره، وكانت السفن البريطانية كثيرًا ما تداهم سفن أهل عمان والخليج أثناء عودتها من شرق أفريقيا وتقوم بأعمال التفتيش فيها.
وبعيدًا عن الستار الإنساني الذي اتخذته بريطانيا كستارٍ لمنع تجارة الرقيق، يمكن تحديد الأسباب الحقيقية لذلك إلى: رغبة الحكومة البريطانية في كسب الرأي العام البريطاني لاسيما القطاعات المثقفة والغنية التي كانت تعمل على محاربة تجارة الرقيق، وزوال حاجة المجتمع البريطاني في عصر الثورة الصناعية الى الرقيق الذين أصبحوا يشكلون عبئًا اقتصاديا واجتماعيا ثقيلا على المجتمع البريطاني، والقضاء على النشاط الاقتصادي العماني الذي أخذ يتنامى.
أحداث أغسطس 1865
نتيجةً لذلك فقد سعى أهل صور إلى محاولة كسر هذا الحصار التجاري، والتعبير عن رفضهم لمثل هذه الممارسات التي تهدّد نشاطهم البحري ومصدر رزقهم، وكان من بين تلك المحاولات، تحالفهم مع عبد العزيز بن أحمد السديري أخ عامل البريمي الأمير تركي بن أحمد السديري، ومن معه من قبائل بني بو علي سكّان جعلان في أغسطس من عام 1865 في الهجوم على سوق صور، ولم تستطع حامية السلطان أن تقاوم أكثر من يومين، وخلال الاستيلاء على السوق تضرر بعض أصحاب المحلات التجارية، ومعظمهم من رعايا حكومة الهند البريطانية (البانيان)، قبل أن يسمح لهم بمغادرة صور إلى مسقط.
وقد أرسل الوكيل السياسي البريطاني في مسقط خطابًا بتاريخ 22 أغسطس 1865 جاء فيه أن بني بو علي والجنبة قاموا بقيادة عبد العزيز السديري شقيق الأمير تركي السديري بالإغارة على ساحل صور وحاصروا المدينة بعد أن رفضت حاميتها التسليم، ويقول الخطاب إن الحامية قاومت وصمدت ليومين، وفي مساء اليوم الثالث تمكن المحاصِرون من السوق القريب من القلعة واقتحموا تلك المنطقة، وتمكنوا من أموال التجار الذين هم في معظمهم من الرعايا البريطانيين، وقتل في هذا الهجوم أحد الرعايا البريطانيين، وتم رفض إقامة الطقوس الجنائزية على جثته.
وقدّم هؤلاء الرعايا قائمة بخسائرهم إلى الممثل السياسي البريطاني في مسقط، والتي قدّروها بسبعة وعشرين ألف دولار، وفي هذه الأثناء كتب الوكيل السياسي البريطاني في مسقط رسالة احتجاج إلى الإمام فيصل بن تركي آل سعود باسم الحكومة البريطانية. كما طلب من السلطان ثويني أن يتخذ إجراءات حازمة ضد الجنبة وحلفائهم.
ترجمة رسالة من الإمام فيصل بن تركي آل سعود، إلى قبيلة الجنبة في١٥ جمادى ١٢٨٢ هـ بخصوص أعمالهم ضد السيد ثويني بن سعيد وسكان صور.أحداث فبراير 1866
عندما وصل بيلي إلى صور في رمضان 1282هـ الموافق فبراير 1866م، وجّه تحذيرًا إلى زعماء الجنبة بأنه يعتزم قصف مدينتهم إن لم يدفعوا فورًا سبعة وعشرين ألف ريال تعويضًا عمّا أتلفوه من ممتلكات الرعايا البريطانيين، فأبدى هؤلاء الزعماء موافقتهم على دفع هذا المبلغ، لكنهم طلبوا مهلة حتى فصل الربيع موعد عودة سفنهم التجارية من البحر، ولكن بيلي رفض هذا الطلب، ففتحت السفينة (هاي فلاير) نيرانها على المدينة فدمّرت قلاعها، كما قامت الزوارق التابعة للسفينة بتدمير السفن الشراعية الموجودة في خليج صور، وأحرقت كمية كبيرة من الأخشاب المستخدمة في صناعة السفن، وتم إحراق جزء من المدينة، وقتل عدد من أفراد قبيلتي الجنبة وبني بو علي، وقد تسببت الرياح التي غيرت اتجاهها في حرق أجزاء صغيرة من المدينة حسب رواية سجل لوريمر.
وكان لويس بيلي قد أرسل برسالة إلى سعيد ومبارك أبناء الشيخ سالم بن سعيد ولد فنه العريمي وجميع أفراد قبيلة الجنبة المقيمين في صور، في ٢٨ شعبان ١٢٨٢هـ الموافق ١٦ يناير ١٨٦٦، بخصوص تورطهم في تجارة الرقيق الذين يجري جلبهم من أفريقيا، وثورتهم ضد سلطان مسقط وتورطهم في قتل أحد الرعايا الهنود البريطانيين ونهب عشرة آخرين في صور، وتشير الرسالة إلى مطالبتهم بإعادة قيمة الأشياء المنهوبة (٢٧,٧٠٠ دولار)، وإخبارهم بكيفية إعادتها والنتائج المحتملة في حال تجاهلهم هذه المطالبة.
جزء من رسالة من لويس بيلي إلى سعيد ومبارك أبناء سالم بن سعيد ولد فنهوقد أرسل بيلي في وقتٍ لاحق رسالة أخرى إلى شيوخ قبيلة الجنبة تذكّرهم بالرسالة السابقة وضرورة الأخذ بما فيها: “إنكم لم تهتموا بما ذكرته لكم سلفًا في خطابي السابق ولم تقوموا بتنفيذ المطالب العادلة التي جاءت فيه، ولهذا أحذّر غير المحاربين منكم من الوجود في المنطقة التي تجاور القلعة.. وإني بهذا أعرب عن نيتي في الهجوم عليكم ظهرًا، أي بعد ست ساعات من الآن”.
عند الظهر بدأت (هاي فلاير) في إرسال دفعات من القذائف تجاه البلدة وتتوقف عن القصف كل نصف ساعة، وذلك كي تعطي الفرصة لغير المحاربين لكي يجلوا عن منطقتي القلعة والميناء. وعند الساعة الواحدة تمامًا صبّت نيرانها على القلعة بصورة مباشةر وجعلتها دكًا.
وقد تراجعت الهاي فلاير في صباح اليوم الثاني بعد أن أشعلت النيران في كمية كبيرة من الأخشاب كان بعض أهالي المنطقة العاملين في صناعة المراكب قد استوردوها من الخارج. ويفتخر بيللي بأنه أخضع قبيلة من أشرس قبائل الساحل في الحرب وأكثرهم شجاعة وجرأة بل وعددًا، إذ يبلغ المحاربون منهم حوالي 6000 مقاتل.
وقد أشار قاضي زنجبار في عهد السلطان برغش بن سعيد، الشيخ عبد العزيز بن عبد الغني الأموي إلى هذه القضية وتدخل السلطان ثويني وذهابه إلى صور للتصدي لجيش عبد العزيز السديري.
جزء من مخطوط بعنوان (نبذة تاريخية عن السيد ثويني) للقاضي عبد العزيز بن عبد الغني الأموي
وقد وصف بيلي ميناء صور بأنه المركز الرئيس الذي تبحر منه المراكب العمانية إلى ساحل شرق أفريقيا، وأشار إلى أن الصوريين هم من أشجع وأشرس البحاّرة العرب: “عندما كنا نقوم بمساعدة السلطان السابق (ثويني) أصبح من مهماتي الاقتصاص من بلدة صور الساحلية، ……، وهذا الميناء كان لسنوات طويلة المركز الرئيسي الذي تبحر منه مراكب الداو الشراعية إلى سواحل أفريقيا الشرقية لجلب العبيد.
…. وهؤلاء الصوريون أنفسهم، المعروفون ببسالتهم وشدّتهم بين عرب الساحل، كانوا هم المحرّضين الرئيسيين لمؤامرة تهدف إلى اغتيالي في أراضي زنجبار، كما ذكرت في رسالتي رقم 113 المؤرخة في 4 فبراير 1862″.
بعض الأماكن التي ارتبطت بالقصف
وصف الوكيل السياسي البريطاني صمويل باريت مايلز، بعض الأماكن التي لها صلة بأحداث عام 1866م وما قبلها، وذلك أثناء زيارته إلى صور في 2 سبتمبر 1874:
” وفي الرابعة عصرًا ذهبنا إلى البلاد حيث مررنا بطريق صخري مرتفع، وخارج البلدة يبدو الخور ممتدًا إلى بعض المسافة ولكنه ضحل، وعلى يميننا يقع حصن سنيسلة …، وتوجد في كل القلاع مدافع ولكن لا توجد بها حامية.
ويتجه الطريق يسارًا حتى يصل إلى (العيص)، وفيها كذلك قلعة على القمة، وقد دمرها ثويني وهي تخص قبيلة الجنبة. وها نحن نرى أولًا مدينة البلاد الآن، وهي على سهل منخفض أو واد، وهي عبارة عن كتلة من أشجار النخيل بها عدد قليل من المنازل، وعند وصولنا إلى القلعة استقبلني الوالي بالتحية، وجلسنا أمام بوابة القلعة لبعض الوقت، ثم تجولنا في أرجاء المكان، وخارج القلعة هناك السوق القديمة التي دمّرها الوهّابيون..”.
ويبدو من خلال السياق أن القلعة التي ذكر مايلز أنها تقع على القمّة في منطقة العيص يمين الطريق المتّجه إلى منطقة بلاد صور وتخص قبيلة الجنبة، هي منزل الشيخ سالم بن سعيد آل فنه العريمي الذي خاطب (بيلي) ابنيه سعيد ومبارك أثناء أحداث فبراير 1866 كما أسلفنا سابقًا، وقد دمّرها السلطان ثويني في صيف عام 1848م، وفي المجلد “مسقط. معلومات استخباراتية نقلها الوكيل المحلي فيها – المجلد: ٢٠” المنشور في مكتبة قطر الرقمية تحت رقم استدعاء IOR/F/4/2302/118746، والذي يعود تاريخه إلى ١٥ يونيو ١٨٤٨-٢٧ سبتمبر ١٨٤٨ هناك وثيقة تشير إلى أن السيد ثويني بن سعيد زار صور وأطلق النار على منازل قبيلة الجنبة إلى أن وعدوه بدفع الجزية له وهدم حِصنَين، كما سجن اثنين من الشيوخ.
بقايا منزل الشيخ سالم بن سعيد آل فنه في منطقة العيص الذي أشار إليه مايلز عام 1874كما أشار قاضي زنجبار عبد العزيز الأموي إلى هذه الحادثة عام 1848م في مخطوطه الخاص عن سيرة السلطان ثويني، حيث أشار إلى أنه جهّز جيشًا عرمرمًا جمع فيه من كل قبائل أهل عمان وتوجه به إلى بلدة صور برًا وبحرًا.
جزء من مخطوط بعنوان (نبذة تاريخية عن السيد ثويني) للقاضي عبد العزيز بن عبد الغني الأموينتائج أحداث فبراير 1866
يذكر الباحث عبدالله بن إبراهيم التركي في دراسته الخاصة بتجارة الرقيق أن الأحداث التي صاحبت هجوم البريطانيين على صور تشير ضمن مجموعة النتائج التي أشار إليها، أن القبائل العمانية التي تضررت من جرّاء محاربة الأسطول البريطاني للسفن المتهمة بحمل الرقيق، كانت تتحين الفرصة المناسبة لإعلان ثورتها على السلطان بسبب تدمير تجارتها التي تعتمد عليها في كسب لقمة عيشها.
ويضيف التركي أن أفراد قبيلتي الجنبة وبني بو علي القاطنين بصور بدأوا في البحث عن قوة إقليمية تؤمّن لهم حرية ممارسة التجارة بين عمان وشرقي أفريقيا دون أن تتعرض إلى هجوم من قبل دوريات الأسطول البريطاني، وهذا ما وجدته عند الحكومة الفرنسية، التي وافقت على منح أعلامها للسفن العمانية حتى لا تتعرض للتوقيف والتفتيش من قبل الأسطول البريطاني.
السير لويس بيلي:
ولد الفريق السير لويس بيلي(14 نوفمبر 1825 – 22 أبريل 1892) عام 1825، وبعد أن أتم تعليمه، عمل جنديًا في القوات المسلّحة لحكومة الهند البريطانية في بومباي، حيث التحق بشركة الهند الشرقية في نقطة محورية من حياته حينما كانت بريطانيا، مع انتهاء احتكارها الصارم للتجارة في الشرق الأقصى، في منتصف حرب الأفيون الأولى (١٨٣٩ – ١٨٤٢)، واشترك في الحرب الفارسية عام 1857، ثم عمل بعد ذلك سكرتيرًا في المفوضية البريطانية في طهران، وعيّن بعد ذلك مقيمًا سياسيًا في زنجبار في أكتوبر 1861، وبعد ذلك أرسل إلى الخليج العربي ليكون مقيمًا لبريطانيا في (بوشهر)، وظل في منصبه هذا حتى 1873، وفي عام 1865 قام برحلة إلى الرياض لبحث عدد من المسائل مع الإمام فيصل بن تركي، وكان عضوًا في بعثة فرير إلى زنجبار. مارس بيلي العمل البرلماني كعضو عن حزب المحافظين في البرلمان البريطاني عن منطقة هاكني نورث، من عام 1885 إلى عام 1892، قبل أن يتوفى في عام 1895.
Week’s News (London) – Saturday 11 August 1877اتسمت الفترة التي تولى فيها لويس بيلي منصب المقيم السياسي البريطاني في الخليج بحركة توسعية للنفوذ البريطاني في المنطقة، فقد شهدت المرحلة انتشار المؤسسات الاقتصادية، والمواصلات الحديثة، وتزايد التدخل السياسي البريطاني فيها.
السفينة هاي فلاير HMS Highflyer
كانت فرقاطة لولبية خشبية مكونة من 21 مدفعًا تابعة للبحرية الملكية. تم بناؤها على نهر التايمز بواسطة سي جي ماري وتم إطلاقها في 13 أغسطس 1851، وأمضت عشرين عامًا في الخدمة، بما في ذلك العمل في حرب القرم وحرب الأفيون الثانية، قبل أن يتم تفكيكها في بورتسموث في مايو 1871.
المراجع
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: الأسطول البریطانی الخلیج العربی عبد العزیز بن أحداث فبرایر تجارة الرقیق سالم بن سعید عبد الغنی إلى أن بو علی جزء من
إقرأ أيضاً:
تعرف على الأعمال الفنية التي ناقشت الفيلو فوبيا (تقرير)
الفيلوفوبيا، أو الخوف من الحب، هي حالة نفسية تؤثر على الأفراد وتجعلهم يتجنبون العلاقات العاطفية. وقد تم تناول هذا الموضوع في عدة أعمال فنية عبر مختلف الوسائط.
ويبرز الفجر الفني في هذا التقرير عن بعض الأعمال التي ناقشت الفيلوفوبيا:
الأفلام "500 Days of Summer ": يتناول الفيلم موضوع العلاقات غير المتوازنة وفكرة الخوف من الالتزام، حيث يظهر شخصية تعاني من صعوبة في فهم الحب الحقيقي.
"Eternal Sunshine of the Spotless Mind": يستكشف الفيلم فكرة نسيان الحب والمشاعر المؤلمة، مما يعكس الخوف من الانفتاح على العلاقات العاطفية.
الموسيقى
أغاني مثل "Love is a Battlefield":
تتناول المخاوف المرتبطة بالحب والعلاقات، حيث تعبر الكلمات عن الصراعات الداخلية التي يواجهها الأفراد.
رواية "Norwegian Wood" لهيروكو موري: تتمحور حول شخصية تعاني من فقدان الحب والخوف من إعادة التجربة، مما يعكس مشاعر الفيلوفوبيا بشكل عميق.
شعر الشاعر الأمريكي كولن بويل: يستخدم في قصائده رموزًا تعبر عن الخوف من الانفتاح العاطفي والتعرض للألم.
الفنون التشكيليةلوحات تعبر عن الوحدة:
بعض الفنانين استخدموا الألوان الداكنة والأشكال المعقدة لتجسيد مشاعر ال٨خوف من الحب والعزلة.
معارض فنية: قد يتم تنظيم معارض تتناول مواضيع العلاقات الإنسانية والخوف من الحب كجزء من التعليق الاجتماعي.
المسرحمسرحية "The Vagina Monologues": تتناول موضوعات العلاقات الجنسية والعاطفية، وتتطرق إلى مشاعر الخوف من الحب والالتزام.
تعتبر هذه الأعمال الفنية تجسيدًا لمشاعر الفيلوفوبيا، حيث تعكس الصراعات الداخلية التي يواجهها الأفراد في محاولاتهم للتعامل مع الحب والعلاقات.