شيخ الأزهر: الوحدة الإسلامية هي السبيل الأوحد لتبوء الدول الإسلامية موقع مهم في النظام العالمي الجديد
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم السبت، بمشيخة الأزهر، الرئيس إلهام علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، لبحث سبل تعزيز العلاقات بين أذربيجان والأزهر.
شيخ الأزهر: نرفض الاندماج السلبي الذي يطمس الهوية الدينية للمسلمين في مجتمعاتهم شيخ الأزهر يعرب عن تقديره لموقف شباب إندونيسيا الداعم للشعب الفلسطينيورحب الإمام الأكبر بالرئيس الأذربيجاني والوفد الكريم المرافق لسيادته في رحاب الأزهر الشريف، مؤكدًا عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر وأذربيجان، مشيرًا إلى أن الطلاب الأذربيجان الوافدين للدراسة في الأزهر يمثلون ركيزة مهمة في هذه العلاقة، وأننا على استعداد لزيادة المنح الدراسية المقدمة لأبناء أذربيجان للدراسة في الأزهر بما يتناسب مع متطلبات أذربيجان، واستضافة أئمة ودعاة أذربيجان وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، من خلال برنامج مصمم خصيصى لطبيعة أذربيجان وتطلعاتها المستقبلية.
كما أكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتسخير كل إمكاناته لتحقيق الوحدة الإسلامية، التي تعد أبرز التحديات التي تواجه أمتنا في وقتنا المعاصر، مشددًا فضيلته على أن وحدة الصف الإسلامي هي السبيل الأوحد لاستعادة المسلمين لمكانتهم وتبوئهم لموقع مهم في النظام العالمي الجديد.
وأعرب الإمام الأكبر استعداد الأزهر لرفع مستوى التعاون مع أذربيجان من خلال التعاون مع إدارة مسلمي القوقاز بقيادة فضيلة الشيخ الله شكر باشا زاده، وإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية في العاصمة باكو خدمةً لمسلمي أذربيجان في تعلم لغة القرآن الكريم، مشيرًا فضيلته إلى متابعته لأنشطة مجلس حكماء المسلمين والمبادرات المهمة التي يعمل عليها المجلس مع أذربيجان، وتطلع فضيلته لمزيد من المبادرات وتنسيق التعاون بين أذربيجان والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، وبخاصة مع قرب انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في العاصمة باكو هذا العام.
من جهته، أكَّد الرئيس الأذربيجاني عن سعادته بالتواجد في مؤسسة الأزهر الشريف، واستعداده لرفع التعاون بين الأزهر وأذربيجان من أجل وحدة الصف الإسلامي، مشيرًا إلى أن أذربيجان تقوم بجهود عملية لرفع مستوى العلاقات والتنسيق بين الدول الإسلامية، وأن أذربيجان تبنت إستراتيجية للتقارب بين دول العالم الإسلامي؛ حيث أعرب شيخ الأزهر عن تقديره لهذه المبادرات التي تسعى لتحقيق التقارب الإسلامي، داعيًا المولى عز وجل أن يوفق أذربيجان في مساعيها النبيلة.
وأضاف الرئيس إلهام علييف أن أذربيجان استضافت عدة فعاليات لترسيخ قيم التنوع الديني، وتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان، وأن المسلمين يعيشون في استقرار وسلام وتفاهم جنبًا إلى جنب مع ممثلي الديانات الأخرى، وأن أذربيجان تمثل نموذجًا في التعايش بين مختلف الديانات والثقافات.
الرئيس الأذربيجاني يوجه دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلادووجَّه الرئيس الأذربيجاني دعوة رسمية لشيخ الأزهر لزيارة البلاد، والمشاركة في قمتي الأمم المتحدة من أجل المناخ COP29، وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، وعقد اجتماعات مع ممثلي الهيئات الدينية في أذربيجان؛ حيث رحب الإمام الأكبر بدعوة الرئيس الأذربيجاني لزيارة البلاد والمشاركة في قمتي COP29 وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، داعيًا المولى أن تتوج هذه القمم بالنجاح والتوفيق، وأن تخطو أذربيجان خطوات واسعة نحو التنمية والازدهار، وأن تستمر في تقديم أنموذج رائد للدول الإسلامية، وآملًا أن يكون هناك تنسيق بين صناع القرار السياسي العالمي وبين قادة الأديان ورموزها فيما يتعلق بأزمة تغير المناخ، وبخاصة في تلك الفترة التي تشبه الفوضى والعبث العالمي، والتي تلاشت فيها أدوار المؤسسات الدولية، ونحتاج فيها إلى إستراتيجيات ملزمة للجميع من أجل مستقبل الأجيال القادمة.
رافق الرئيس الأذربيجاني وفد رفيع المستوى ضم كلًّا من السيد جيهون بيراموف وزير الخارجية، والسيد حكمت حاجييف مساعد رئيس الجمهورية لشؤون السياسية الخارجية، وفضيلة شيخ الإسلام الله شكر باشا زاده، مفتي أذربيجان، مدير ادارة مسلمي القوقاز، والسيد رامين مامادوف، رئيس اللجنة الحكومية للعمل مع المنظمات الدينية، والسيد الخان بولوخوف، سفير جمهورية أذربيجان لدى القاهرة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شيخ الأزهر مشيخة الأزهر جمهورية أذربيجان سبل تعزيز العلاقات الإمام الأكبر الرئيس الأذربيجاني الرئیس الأذربیجانی الإمام الأکبر الأزهر الشریف أن أذربیجان شیخ الأزهر من أجل
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد
قال الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، إنّ المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان «الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري.. رؤية واقعية استشرافية»، مؤتمر مهم أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أنّ عنوان المؤتمر السابق للكلية كان «نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية»، والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.
التخطيط للمستقبلودعا رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم، إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا»، وأنّ التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل .
الحوار الحضاريوفي حديثه عن الحوار الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أنّ موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة . وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.
وتابع أنّ السماوات والأرض قامتا بالحوار، فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه «ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ» (فصلت 11)، مضيفًا أنّ الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى للوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.
الحق والعدل والإنصافوأوضح رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم الأحد أنّ الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه «حق الفيتو» الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا «رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها».
وأكمل أنّ حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجاوز أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.
وأضاف أنّ هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.