كان من المفترض نضوج مجموعة العوامل المؤدية لإنزال الهزيمة بحرب العدوان التي يشنها الكيان الصهيوني على المقاومة والشعب في قطاع غزة، فقد بلغت مداها لفرض التوصل إلى هدنة لوقف القتال، بما يلبي الشروط الأساسية التي وضعتها قيادة المقاومة للوصول إلى تلك الهدنة، علما أن تلك العوامل توفرت في الأقل منذ ثلاثة أشهر أو أكثر، ولكن إصرار نتنياهو ومجلس حربه، بالرغم من خسائرهم العسكرية والسياسية والأخلاقية عالميا، أصروا على مواصلة العدوان.
وقد وصلت منذ شهر إلى إصدار مشروع للتوصل إلى هدنة، جاء محصلة للمفاوضات الأمريكية- المصرية- القطرية، وما قام به كل طرف من سعي ثنائي، مثلا أمريكا مع الكيان الصهيوني، وقطر ومصر مع قيادة حماس. ولكن نتنياهو تجاوزها لمواصلة العدوان، بالرغم من الموقف الإيجابي الذي أعلنته قيادة حماس إزاء تلك الهدنة.
تمثَل التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل
وبالفعل أعيدت مساعي أمريكا، بعد رفض نتنياهو، لما وافقت عليه من بنود في تلك الهدنة التي وافقت عليها حماس. فقد تراجعت أمريكا لتلبية مطالب جديدة طالب بها نتنياهو المُصر على مطالب تتعدّاها، وبهذا تكون أمريكا، بالرغم من حرصها الشديد لعقد الهدنة، عادت للتآمر لإخراج اتفاق هدنة غير مقبولة، أصلا، من حماس، وكانت قد تراجعت عنه في مشروع اتفاق الهدنة الذي وافقت عليه حماس.
تمثَل هذا التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل من كل القطاع.
بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة
ويحتمل أن تكون هناك نقاط أخرى، راح المشروع الأمريكي الجديد، الذي تخطى المشروع الذي أعلنه بايدن شخصيا منذ 1 حزيران/ يونيو 2024، يتضمنها، الأمر الذي يعني أن أمريكا عادت "تتشاطر" وتتآمر من خلال التواطؤ مع نتنياهو، لتؤمن له بالسياسة والمفاوضات ما لم يتحقق بالقوّة العسكرية، أو الموقف الدولي عموما.
وقد أصبح موقف الانسحاب الكامل ووقف العدوان، ثم العمل لتبادل الأسرى، وفقا للحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به المقاومة في قطاع غزة، وهي المستعدة للجولة الثانية من استمرار الحرب، وليس هنالك ما يضغط عليها للتنازل وفقا لما وضعته أمريكا من سقف لوقف إطلاق النار.
أما بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة، هي ونتنياهو، على استمرار الإبادة وتعطيل اتفاق الهدنة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس إسرائيل امريكا حماس غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة إلى هدنة
إقرأ أيضاً:
باري دوناديو: زيارة نتنياهو لواشنطن تهدف لإظهار قوة التحالف مع أمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال باري دوناديو، المحلل السياسي والعسكري، إن الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، والتي جرت في وقت كان فيه التصعيد العسكري في قطاع غزة على أشده، تمثل خطوة هامة في مسار العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأوضح “دوناديو”، خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصري، ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هدف نتنياهو الرئيسي من هذه الزيارة هو إظهار القوة في التحالف الاستراتيجي بين البلدين، فضلاً عن تأكيد الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في مختلف القضايا.
وأضاف أن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة كانت تمر بمرحلة حساسة، حيث كانت هناك محاولات لإتمام التفاصيل الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، ولكن في ظل التعنت الإسرائيلي، جاء التصعيد العسكري في غزة ليزيد من تعقيد الموقف.
وفي هذا السياق، يتوقع دوناديو أن زيارة نتنياهو لترامب قد تتطرق أيضًا إلى القضايا الإقليمية الكبرى، مثل التعامل مع إيران، حيث من المحتمل أن يتم مناقشة كيفية الرد على الأنشطة النووية الإيرانية، إلى جانب عمليات عسكرية قد تكون قيد البحث ضد النظام الإيراني إذا لم تلتزم طهران بالمفاوضات.