عربي21:
2025-04-29@04:00:27 GMT

لا بدّ من جولة أخرى

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

كان من المفترض نضوج مجموعة العوامل المؤدية لإنزال الهزيمة بحرب العدوان التي يشنها الكيان الصهيوني على المقاومة والشعب في قطاع غزة، فقد بلغت مداها لفرض التوصل إلى هدنة لوقف القتال، بما يلبي الشروط الأساسية التي وضعتها قيادة المقاومة للوصول إلى تلك الهدنة، علما أن تلك العوامل توفرت في الأقل منذ ثلاثة أشهر أو أكثر، ولكن إصرار نتنياهو ومجلس حربه، بالرغم من خسائرهم العسكرية والسياسية والأخلاقية عالميا، أصروا على مواصلة العدوان.

وذلك مع ما أبدته إدارة بايدن من ضعف وتواطؤ مع هذا الإصرار، وهي التي وجدت نفسها أمام خسائرها، على أكثر من مستوى، ساعية للإسراع بالتوصل إلى هدنة توقف إطلاق النار.

وقد وصلت منذ شهر إلى إصدار مشروع للتوصل إلى هدنة، جاء محصلة للمفاوضات الأمريكية- المصرية- القطرية، وما قام به كل طرف من سعي ثنائي، مثلا أمريكا مع الكيان الصهيوني، وقطر ومصر مع قيادة حماس. ولكن نتنياهو تجاوزها لمواصلة العدوان، بالرغم من الموقف الإيجابي الذي أعلنته قيادة حماس إزاء تلك الهدنة.

تمثَل التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل
وبالفعل أعيدت مساعي أمريكا، بعد رفض نتنياهو، لما وافقت عليه من بنود في تلك الهدنة التي وافقت عليها حماس. فقد تراجعت أمريكا لتلبية مطالب جديدة طالب بها نتنياهو المُصر على مطالب تتعدّاها، وبهذا تكون أمريكا، بالرغم من حرصها الشديد لعقد الهدنة، عادت للتآمر لإخراج اتفاق هدنة غير مقبولة، أصلا، من حماس، وكانت قد تراجعت عنه في مشروع اتفاق الهدنة الذي وافقت عليه حماس.

تمثَل هذا التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل من كل القطاع.

بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة
 ويحتمل أن تكون هناك نقاط أخرى، راح المشروع الأمريكي الجديد، الذي تخطى المشروع الذي أعلنه بايدن شخصيا منذ 1 حزيران/ يونيو 2024، يتضمنها، الأمر الذي يعني أن أمريكا عادت "تتشاطر" وتتآمر من خلال التواطؤ مع نتنياهو، لتؤمن له بالسياسة والمفاوضات ما لم يتحقق بالقوّة العسكرية، أو الموقف الدولي عموما.

وقد أصبح موقف الانسحاب الكامل ووقف العدوان، ثم العمل لتبادل الأسرى، وفقا للحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به المقاومة في قطاع غزة، وهي المستعدة للجولة الثانية من استمرار الحرب، وليس هنالك ما يضغط عليها للتنازل وفقا لما وضعته أمريكا من سقف لوقف إطلاق النار.

أما بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة، هي ونتنياهو، على استمرار الإبادة وتعطيل اتفاق الهدنة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس إسرائيل امريكا حماس غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة إلى هدنة

إقرأ أيضاً:

تعليق إسرائيلي على مقترح "هدنة الـ5 سنوات"

كشف مصدر سياسي رفيع المستوى في إسرائيل، الإثنين، رفض المقترح المقدم بوقف إطلاق النار لمدة 5 سنوات، والذي يشمل أيضا إعادة جميع الأسرى.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت " عن المصدر قوله إن هذا الاقتراح، يهدف إلى وقف الحرب لفترة طويلة، لكن إسرائيل ترفضه.

وقال المصدر: "لا فرصة أن نوافق على هدنة مع حماس، التي ستمنحها فرصة للتسلح والانتعاش، مما يتيح لها مواصلة حربها ضد دولة إسرائيل بشكل أقوى".

وكان وسطاء مصريون وقطريون قد اقترحوا صيغة جديدة لوقف الحرب في غزة، حسبما صرح مسؤول فلسطيني رفيع المستوى مطلع على المفاوضات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ووفقا للمسؤول، يتضمن المقترح هدنة تستمر بين 5 و7 سنوات، وإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية وإنهاء الحرب رسميا والانسحاب الإسرائيلي كامل من غزة.

 وأوضح المسؤول أن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة قطاع غزة لـ"أي كيان فلسطيني يتم الاتفاق عليه على الصعيدين الوطني والإقليمي".

وأضاف أن "هذا الكيان قد يكون السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، أو هيئة إدارية حديثة التأسيس".

وقد انهار آخر وقف لإطلاق النار قبل أكثر من شهر، عندما استأنفت إسرائيل قصف قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي.

مقالات مشابهة

  • إنهاء الحرب وتسليم الرهائن.. تعليق إسرائيلي على مقترح الهدنة
  • إعلام عبري: نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات.. ويريد إنهاء الحرب في أكتوبر
  • إعلام عبري: نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات مقابل الإفراج عن الأسرى في غزة
  • تعليق إسرائيلي على مقترح "هدنة الـ5 سنوات"
  • نتنياهو يرفض هدنة لـ 5 سنوات مقابل الإفراج عن الأسرى في غزة
  • تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة والذي يشمل إعادة كل المحتجزين
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • "حماس": نسعى لتحقيق هدنة في غزة مدتها 5 سنوات
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • وفد حماس يصل القاهرة ويتمسك بـ"الصفقة الشاملة"