عربي21:
2025-03-03@10:38:08 GMT

لا بدّ من جولة أخرى

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

كان من المفترض نضوج مجموعة العوامل المؤدية لإنزال الهزيمة بحرب العدوان التي يشنها الكيان الصهيوني على المقاومة والشعب في قطاع غزة، فقد بلغت مداها لفرض التوصل إلى هدنة لوقف القتال، بما يلبي الشروط الأساسية التي وضعتها قيادة المقاومة للوصول إلى تلك الهدنة، علما أن تلك العوامل توفرت في الأقل منذ ثلاثة أشهر أو أكثر، ولكن إصرار نتنياهو ومجلس حربه، بالرغم من خسائرهم العسكرية والسياسية والأخلاقية عالميا، أصروا على مواصلة العدوان.

وذلك مع ما أبدته إدارة بايدن من ضعف وتواطؤ مع هذا الإصرار، وهي التي وجدت نفسها أمام خسائرها، على أكثر من مستوى، ساعية للإسراع بالتوصل إلى هدنة توقف إطلاق النار.

وقد وصلت منذ شهر إلى إصدار مشروع للتوصل إلى هدنة، جاء محصلة للمفاوضات الأمريكية- المصرية- القطرية، وما قام به كل طرف من سعي ثنائي، مثلا أمريكا مع الكيان الصهيوني، وقطر ومصر مع قيادة حماس. ولكن نتنياهو تجاوزها لمواصلة العدوان، بالرغم من الموقف الإيجابي الذي أعلنته قيادة حماس إزاء تلك الهدنة.

تمثَل التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل
وبالفعل أعيدت مساعي أمريكا، بعد رفض نتنياهو، لما وافقت عليه من بنود في تلك الهدنة التي وافقت عليها حماس. فقد تراجعت أمريكا لتلبية مطالب جديدة طالب بها نتنياهو المُصر على مطالب تتعدّاها، وبهذا تكون أمريكا، بالرغم من حرصها الشديد لعقد الهدنة، عادت للتآمر لإخراج اتفاق هدنة غير مقبولة، أصلا، من حماس، وكانت قد تراجعت عنه في مشروع اتفاق الهدنة الذي وافقت عليه حماس.

تمثَل هذا التراجع من خلال محاولة حصر الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بالانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان فقط، ومن ثم بقاء الاحتلال في عدد من النقاط، الأمر الذي يشكل إخلالا بالشرط الشارط الذي لا تساوم حوله حماس، وهو الانسحاب الكامل من كل القطاع.

بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة
 ويحتمل أن تكون هناك نقاط أخرى، راح المشروع الأمريكي الجديد، الذي تخطى المشروع الذي أعلنه بايدن شخصيا منذ 1 حزيران/ يونيو 2024، يتضمنها، الأمر الذي يعني أن أمريكا عادت "تتشاطر" وتتآمر من خلال التواطؤ مع نتنياهو، لتؤمن له بالسياسة والمفاوضات ما لم يتحقق بالقوّة العسكرية، أو الموقف الدولي عموما.

وقد أصبح موقف الانسحاب الكامل ووقف العدوان، ثم العمل لتبادل الأسرى، وفقا للحد الأدنى الذي يمكن أن تقبل به المقاومة في قطاع غزة، وهي المستعدة للجولة الثانية من استمرار الحرب، وليس هنالك ما يضغط عليها للتنازل وفقا لما وضعته أمريكا من سقف لوقف إطلاق النار.

أما بالنسبة للضغط الناجم عن الإبادة الإنسانية للمدنيين والعمران، فقد أثبتت حماس، بموقفها من قبول الهدنة التي عرضت سابقا، حرصها الأكيد على تجنب ما يتعرض له المدنيون. ولهذا فإن محاولة أمريكا تحميل مسؤولية عدم التوصل إلى هدنة على عاتق حماس، إنما هو افتراء، وهروب من تحملها هي المسؤولية الكاملة، هي ونتنياهو، على استمرار الإبادة وتعطيل اتفاق الهدنة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس إسرائيل امريكا حماس غزة وقف إطلاق النار مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة إلى هدنة

إقرأ أيضاً:

حماس ترفض مقترح ويتكوف بشأن هدنة رمضان

رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأحد خطة اقترحها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف لهدنة مؤقتة في غزة، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، وطالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

واعتبر القيادي في حماس محمود مرداوي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن موافقة إسرائيل على مقترح ويتكوف "تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها"، مشددا على أن "الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق.. بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية والتي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ومن ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها.. هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه".

وكان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  قد قال إن إسرائيل وافقت على الخطوط العريضة لهدنة اقترحها ويتكوف خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي (12-20 أبريل/نيسان)، وهي الخطة التي لم يعلن عنها من قبل من طرف ويتكوف.

وقال ديوان نتنياهو في بيان صادر عنه عقب اجتماع أمني ترأسه نتنياهو بمشاركة وزير الأمن وكبار القادة العسكريين وفريق التفاوض، إنه سيتم -بموجب مقترح ويتكوف- إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، أحياء وأمواتا، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة.

إعلان

وأضاف البيان أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من المحتجزين في غزة.

وتقدر تل أبيب -وفقا لإعلام إسرائيلي- وجود 62 أسيرا إسرائيليا بغزة (بعضهم أحياء وبعضهم أموات)، في حين لم تعلن الفصائل الفلسطينية عدد ما لديها من أسرى.

مقالات مشابهة

  • مخرجا فيلم "لا أرض أخرى" يهاجمان مواقف أمريكا والعالم
  • الصليب الأحمر يؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في غزة
  • حماس ترفض مقترح ويتكوف بشأن هدنة رمضان
  • حماس ترفض هدنة رمضان وتوجه رسالة لإسرائيل ‎
  • حماس ترد على مقترح «ويتكوف» بشأن هدنة رمضان في غزة
  • مقترح أمريكي.. إسرائيل توافق على هدنة خلال رمضان والفصح اليهودي
  • تزايد آمال تمديد الهدنة.. القاهرة تستضيف جولة جديدة من مفاوضات غزة
  • في آخر أيام الهدنة..حماس: تمديد المرحلة الأولى مرفوض
  • انتهاء المرحلة الأولى من هدنة غزة وسط مخاوف من تأخر بدء الثانية
  • الكشف عن المبالغ التي ستحصل عليها أندية مونديال أمريكا