سلام لوفد هيئة الاستثمار العراقية: للبنان مصلحة جيوسياسية في اعادة تفعيل خطوط النفط
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
عقد وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الاعمال أمين سلام الذي يترأس اللجنة العراقية اللبنانية المشتركة من الجانب اللبناني، اجتماعاً مطولاً في مكتبه في الوزارة مع رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار في جمهورية العراق الدكتور حيدر محمد مكية والوفد المرافق الذي ضمّ مهندسين من شركة خطوط الانابيب النفطية والشركة العامة للاتصالات والمعلوماتية ومستشارين قانونيين.
خُصّص الاجتماع للبحث في مشروع تأهيل الأنابيب النفطية الموجودة بين سوريا ولبنان لا سيما انها اصبحت خارج عمرها الافتراضي، والدولة اللبنانية لا تملك القدرة للتمويل وكذلك الدولة السورية، كما أن القوانين لا تسمح بصرف اموال خارج الاطار القانوني العراقي. لذا طالب الجانب العراقي بالتفويض او الاستملاك مع بقاء السيادة لكل دولة على اراضيها، كما العمل على مدّ شبكة الياف اتصالات ضوئية عربية.
واطلع الدكتور مكية الوزير سلام على ترحيب الرئيس ميقاتي بهذه الخطوة، طالباً دعم وزارة الاقتصاد والوزير في متابعة هذا الملف لما له من فائدة اقتصادية استراتيجية للبنان والمنطقة في المستقبل، لا سيما مع التوجه الدائم لجمهورية العراق بالوقوف مع لبنان والمساعدة في نهضته.
ولفت مكية الى انه بهدف نجاح هذا المشروع لا بدّ للحكومة اللبنانية والمجلس النيابي من العمل لاستصدار القوانين والمراسيم اللازمة لتفويض او الاجازة لاستعمال او استملاك الهيئة الاراضي اللازمة لاتمام هذا المشروع لكي تتمكن من صرف هذه المبالغ الكبيرة مع إبقاء الحق للبنان بالسيادة ومتابعة كل الخطوات اللازمة للحفاظ على هذا المشروع.
وأشار الى ان "قيمة التبادل التجاري عبر مرافئ دول الخليج نفطياً وتجارياً تفوق الـ 10 مليار دولار سنوياً".
سلام
من جهته، رحّب الوزير سلام بالوفد العراقي، شاكراً لهم "مبادراتهم الأخوية الداعمة والدائمة تجاه لبنان، إن من ناحية تأمين الفيول للكهرباء أو القمح، واليوم العمل على انعاش لبنان اقتصاديا وإعادة تنشيط أنابيب النفط العراقية ومساعدة لبنان ليلعب دوره الجيوسياسي البنّاء". وقال: "مع التقارب العربي بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية واعادة تسيير رحلات بين دمشق وجدة، يبدو ان الامور تسير نحو الانفتاح، وانه لا بد لقانون قيصر من ان يصل في النهاية لإراحة لبنان من ضغوط النزوح السوري والمساعدة في اعادة اعمار سوريا ما سيؤمن فرص عمل كبيرة جدا لشتّى انواع الشركات".
وشدد على انه "من الداعمين للمشروع العراقي لما له من مصلحة وفائدة وطنية عليا للبنان، الشعب والدولة".
واذ اكد ان النوايا موجودة للسير بهذا المشروع اشار الى ان "نجاحه مرتبط ايضا بالإيجابية من الجانب السوري، وان انعكاسات المشروع العراقي ايجابية اين ما مرّ، وتشكّل تأكيدا على اهمية الموقع الاستراتيجي للبنان على البحر المتوسط الذي لا بد لنا من الاستفادة منه بكل تفاصيله".
ومتابعةً للمشروع العراقي وما يمكن ان يلحق به من مشاريع جانبية وللاستفادة المضافة منه، لفت الوزير سلام النظر الى مرفأ طرابلس، شارحا للوفد ميزاته "كمرفأ توسعي على عكس مرفأ بيروت بمساحته المحدودة والضيقة، واهميته في قربه من السواحل السورية والتركية، ولكونه مدخلا مهما لآسيا الوسطى اقتصادياً وتجارياً، وايضا مطار رينيه معوض في القليعات ويبعد عن الحدود اللبنانية- السورية حوالى 6 كيلومترات. ولا بد من نفض الغبار عنه والاستفادة منه في المشاريع الاستثمارية العراقية والساحل الشمالي الذي يضم مساحات كبيرة من الأراضي الهامّة على البحر المتوسط والتي يمكن ان تكون معابر استراتيجية لمشاريع صناعية كبيرة من العالم العربي إلى أوروبا والغرب".
واتفق الجانبان على "المتابعة السريعة والدقيقة للمشروع في انتظار الرد السوري على مقترح الوفد العراقي الذي سيزور العاصمة السورية مباشرة بعد انتهاء زيارته الى لبنان".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا المشروع
إقرأ أيضاً:
مولوي لوفد نقابة الصحافة: نشهد فجراً جديداً لدولة حقيقية
إلتقى وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال القاضي بسام مولوي، اليوم الخميس، وفدا من نقابة الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب عوني الكعكي. خلال اللقاء، توجه الكعكي بالشكر الى مولوي على "المهام التي يقوم بها في هذه الظروف الصعبة وضمان الأمن والاستقرار على الرغم من كل الظروف المأسوية، خاصة فيما خص نزوح اللبنانيين من قراهم بسبب الحرب القائمة”. ونوه بـ"التضحيات التي يقوم بها عناصر الأجهزة العسكرية والأمنية وخاصة في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة والرواتب الضئيلة"، داعيا الجميع للعودة "الى الشرعية تحت كنف الدولة والأمن الشرعي". من جهته، رحب مولوي بوفد النقابة، وأكد أن "الصحافة هي ركن الوطن لاسيما الاشخاص الذين لديهم تاريخ في الصحافة وفي العمل الوطني والسياسي"، وقال : "نحن نمر في أزمة غير مسبوقة، ونحن في ذكرى الاستقلال الذي لم تتم المحافظة عليه، ومنذ تاريخ الاستقلال وحتى اليوم، يتم التعامل مع الوطن على أنه "مزرعة " أو حتى وطن قابل للتقسيم، ولكن لبنان لا يعيش الا اذا كان وطنا موحدا وليس مجموعة من الناس المنقسمين على بعضهم البعض، وطبعا لا يمكن ان يكون فيدراليات طوائف بل وطن واحد وموحد، ليكون حرا".
أضاف مولوي:ؤ"لكن مع الأسف، لم يتم بناء الدولة بالطريقة الصحيحة، بل كانت القوانين والتصرفات على القياس، لقد تمكن الفرنسيون في زمن الانتداب من انجاز مساحة لنصف جغرافية لبنان، ولم نتمكن نحن خلال ثمانين سنة من الاستقلال من اكمال المساحة للنصف الثاني من البلد، ولا تزال هناك مشاكل في المساحة بين الضيع وقرى غير ممسوحة ومخالفات". وأكد "اننا اليوم، في حاجة الى بناء الوطن على أساس سليم، وأن نفهم بعضنا البعض وأن نكون موحدين ولدينا رؤية بعيدة للأمور، وان نتسلح بالشرعية التي تسمح لنا بتطبيق القوانين، وأن نكون مجتمعين وأن نتكلم لغة موحدة وأن نتفاهم بالطريقة عينها على الهدف عينه". وقال: "بناء الدولة يكون في تحقيق الهدف الذي يجب أن يكون موحدا بين الجميع، لكن حتى الآن نحن لا نملك هدفا في هذه الدولة، وننظر دائما الى الأحداث الماضية ونقف عندها، مع العلم أنها أوصلتنا الى النتيجة السيئة، التي نحن عليها اليوم". وتابع: "أكثر ما نحن في حاجة إليه اليوم هو حكم ذو "رؤية"، وعلينا ان نخرج من الحكم الطائفي في الدولة، فنحن في مرحلة بناء الدولة التي يجب أن تنقلنا الى الديموقراطية الصحيحة، حيث يأخذ كل إنسان حقه، ولا ننسى أن العدالة الاجتماعية هي السبب الأساس في استقرار الأمن، ومعظم المشاكل الأمنية سببها تقصير الدولة ومنها مشكلة المساحة أو مسح الأراضي والعدالة هي أيضاً ضرورية على صعيد المنطقة ككل". واستطرد: "الشرعية الدولية والشرعية العربية والشرعية المحلية، هي السقف الذي علينا أن نعمل من خلاله وهو ما سيدفع المجموعة الدولية الى مساندة لبنان ودعمه. نحن اليوم في حالة حرب حصدت الكثير من الشهداء والاضرار المادية والبيئية في بلد مظلوم، ولكن علينا أن نتكاتف مع بعضنا البعض ونتفاهم على الاختلاف الموجود بيننا حت نصل إلى بلد قوي وأكثر ما نحن بحاجة إليه هو التفهم والتفاهم والوحدة الوطنية والاحتضان، واننا نلمس حاليا جدية من قبل الولايات المتحدة الاميركية لمساعدة لبنان وأيضا الدول العربية يمكن الاعتماد عليها في الضغط الدولي في قيامة لبنان واعادة الإعمار".
أضاف: "علينا الاستثمار في محبة الدول للبنان، وفي الوحدة اللبنانية الداخلية التي هي ضرورية للوصول لبناء الدولة، اذ نطمع لبناء بلد يواكب التطور والحداثة فيحجز لنفسه مكانا في عالم متقدم، وهذا يتطلب بناء دولة قوية. ومناعة الدولة تأتي من قوتها وتماسكها من الداخل وهذا يتطلب نزاهة في الحكم والحكام، وترّفع عن المصلحة الذاتية والأمانة في الحكم ، وهذا ما سيوصلنا الى البلد الذي نطمح له".
وتمنى مولوي أن "تنتهي الحرب قريبا، لكي تكون لنا فرصة بناء الدولة التي نحلم بها"، وقال: "قد تكون لتداعيات الحرب ناحية ايجابية، فعلى الرغم من نزوح ربع السكان فإن الوضع الأمني يعتبر مقبولا ومضبوطا، والمشاكل بين النازحين محدودة، وبسبب النزوح اصبحت الناس تتعرف على بعضها البعض اكثر، وهنا ك تقبل لبعضهم البعض".
اضاف: "الدولة تتعامل مع الوضع بدقة، لمنع أي فتنة ويتم المحافظة على مكانة الأجهزة الرسمية للدولة، وقد تم رفض فكرة الأمن الذاتي بشكل قاطع، والتعاون جارٍ بين كافة الأجهزة الأمنية، ويجري العمل على رفع التعديات عن بعض الأملاك الخاصة".
كما شدد على "اننا موحدون في مواجهة الأزمة والوحدة الوطنية هي الأساس لبناء الدولة، اضافة الى الشرعية وتطبيق القانون واحترامه”.
وقال: "على الرغم من ان النظام التربوي والاقتصادي ومالية الدولة كلها باتت في حاجة الى الكثير من العمل والاستحداث، والنزوح الذي تسببت بتفاقم مشكلة النفايات في العاصمة بيروت، إضافة الى زيادة في زحمة السير والعمل يجري بشكل دائم انطلاقا من محبتنا للوطن".
ورد مولوي على على الأسئلة التي طرحها أعضاء الوفد، وقال: "الجهة الصالحة لإبرام اتفاق وقف اطلاق النار بحسب الدستور، هو رئيس الجمهورية ويحل محله مجلس الوزراء، وفي حين الوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار سيمّر في مجلس الوزراء، ويقر في مجلس النواب، لأن الاتفاقات الدولية تقر في مجلس النواب، ومن يعرف تفاصيل الاتفاق حاليا هو الرئيس نبيه بري، ونتمنى الوصول الى وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن".
وعن مشكلة التوقف عن إعطاء رخص السوق، قال :” تسببت بها النافعة بسبب الفساد والتزوير. واليوم تتم اعادة اصلاحها وتطبيق قانون السير الجديد، وقد تم الكشف عن مدارس تعلم قيادة السيارات وتنظيم دورات تأهيل، وتم الاعلان عن امتحانات السوق منذ اسبوعين، والمكان اصبح جاهزا في الدكوانة، ومناطق عدة وبدأ تقديم الطلبات عبر منصة وزارة الداخلية الالكتروني”.
وختم: "على الصحافة ان تكون معنا كذلك الناس اجمعين، لكي نقي لبنان من اي فتنة وشرورها او من اي طابور خامس. فالمطار والمرفأ يخضعان اليوم لإجراءات شديدة وصارمة، ومن هنا يمكننا القول حتى ونحن في عز الحرب وشدتها، اننا نشهد بزوغ فجر جديد لدولة حقيقية”.
وفي الختام، شكر مولوي أعضاء مجلس النقابة، على زيارتهم، موصيا ان "يبقوا الصوت الذي ينادي بالحق والحقيقة من دون ملل او تعب.