نيوم السعودية.. الحلم يتصدع والأمور لم تسر كما يرام
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
كانت رؤية السعودية لمشروع "نيوم" الضخم تتجلى في مدينة ضخمة عالية التقنية تضم روبوتات أكثر من البشر ومتنزهات ترفيهية في الصحراء تجمع بين العالمين الافتراضي والمادي، لكن هذا الحلم بدأ ينهار تحت الضغط المالي، حسب وسائل إعلام.
وينقل موقع "بزنس إنسايدر" أنه عندما كشف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأول مرة عن مشروع التكنولوجيا الفائقة في عام 2017، قوبل ببعض الشكوك.
ولكن في الآونة الأخيرة، ظهرت السعودية كبلد بدأ يشعر بضغط طموحاته الضخمة.
وقال كريستيان كوتس أولريخسن، زميل الشرق الأوسط في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، للموقع إن مدينة نيوم عندما أعلن عنها صورت كمدينة خيالية، والآن، تجد السعودية صعوبة أكبر في تحويل هذه الرؤية الخيالية إلى واقع على الأرض.
القضية الرئيسية هي التكلفة الهائلة لنيوم. وكافحت السعودية لجذب الاستثمار الأجنبي اللازم للمشروع الضخم الذي تزيد كلفته عن 1.5 تريليون دولار، ويقول الخبراء إنه من غير المحتمل تأمينه في أي وقت قريب.
وكانت المملكة تعتمد على الاستثمار الأجنبي لتمويل جزء كبير من نيوم، لكن الأمور لم تسر كما هو مخطط لها بالكامل. وقال أولريخسن: "عندما تم الإعلان عن رؤية 2030 في عام 2017 ، كان الافتراض هو أن الكثير من التمويل سيأتي من الاستثمار الأجنبي وهذا لم يحدث".
وواجهت حملة البحث عن النقد الأجنبي حجر عثرة مبكر في عام 2017. وبعد 10 أيام فقط من الإعلان عن المدينة الضخمة، تم اعتقال 400 من أبرز السعوديين وأكثرهم نفوذا واحتجازهم في فندق ريتز كارلتون في الرياض، الذي كان استضاف للتو حفل إطلاق نيوم. وتصاعدت الاعتقالات الجماعية إلى تطهير كامل وأصبحت الأكثر إثارة للجدل في تاريخ المملكة الحديث.
وقال أولريخسن: "أصبح الفندق في الأساس مكان احتجاز لنخب رجال الأعمال السعوديين الذين كان من المتوقع أن يكونوا هم الذين يتشاركون مع المستثمرين الأجانب". وأضاف "انهارت مستويات الاستثمار الأجنبي السعودي، التي كانت تتراجع على أي حال بعد ذلك، وكان من الصعب جدا عليهم إعادة البناء".
وفي عام 2018، واجهت السعودية مزيدا من العزلة العالمية بعد القتل الوحشي وتقطيع المعارض جمال خاشقجي، وهي جريمة قالت وكالة المخابرات المركزية إنها ارتكبت على الأرجح بناء على أوامر مباشرة من ولي العهد محمد بن سلمان، وهو الأمر الذي نفته المملكة.
ويقال إن المسؤولين في صندوق الثروة السيادية يشعرون بالقلق إزاء التكاليف المتصاعدة. وتبلغ التقديرات الرسمية لنيوم 500 مليار دولار، لكن المخططين رفضوا الرقم باعتباره منخفضا بشكل غير واقعي. وتشير تقديرات أخرى إلى أن التكاليف المتوقعة تصل إلى 1.5 تريليون دولار.
في أبريل، ذكرت وكالة بلومبرغ أن الحقائق المالية لخطة رؤية 2030 في البلاد ، والتي تشمل نيوم كمحور لها، بدأت تسبب القلق داخل الحكومة. وفي فبراير، بدأت السعودية أيضا الاقتراض للمساعدة في تمويل بعض المشروعات العملاقة الطموحة.
في العلن، كان السعوديون يصرون على أن المشروع والتمويل يسيران على الطريق الصحيح. لكن في السر، تشير التقارير الأخيرة إلى أن ولي عهد منفتح على إجراء "محادثات صعبة" حول طموحات رؤية 2030.
وفاتورة الإنفاق العام في السعودية "مرتفعة للغاية"، مما يثير تساؤلات حول الإنفاق المسرف على المشاريع العملاقة. "تستهلك رؤية 2030 الكثير من المال، وهناك الكثير من أوجه القصور، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشركات الاستشارية الغربية."، وفق أولريخسن.
وخفضت السعودية بالفعل تقديرات عدد الأشخاص الذين من المقرر أن يعيشوا في نيوم بحلول عام 2030، مع تأجيل العديد من المواعيد النهائية بالفعل. وتحتاج نيوم إلى توليد ما يكفي من الإثارة لجذب الأموال الأجنبية.
وقال أولريخسن إن فرضية نيوم ذاتها مبنية على مستويات من الاستثمار الأجنبي يبدو الآن من غير المرجح أن تتحقق على الإطلاق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاستثمار الأجنبی رؤیة 2030 فی عام
إقرأ أيضاً:
«الحلم».. عرض سينمائي يضيء على تجربة الفنان محمد الأستاد
فاطمة عطفة (أبوظبي)
أخبار ذات صلةقدمت هيئة الإعلام الإبداعي في وزارة الثقافة، أمس الأول، فيلماً وثائقياً متميزاً بعنوان «الحلم» يعرض تجربة الفنان محمد الأستاد التشكيلية عبر مراحلها المتعددة من الطفولة حتى اليوم، تبدأ قصة الفيلم بأمنية أو شغف أو طموح إلى حلم، حيث تبدو الأم خائفة على طفلها، بينما الأب يريد لطفله الانطلاق في دروب الحياة بكل عزيمة واجتهاد. وكانت طبيعة الإمارات، والبحر بصورة خاصة، أول ما شد انتباه الطفل واستأثر بشغفه، وكانت الريشة والألوان أول خطوة على الطريق، والواقعية هي الهاجس الأول.
وفي هذا العرض السينمائي الجميل، تلتقي الصورة الفنية في محراب الطبيعة بالكلمة المعبرة عن أعمق المشاعر الإنسانية والوطنية في إطارها المحلي المتشابك مع العربي والعالمي. والفنان الأستاد هو الشخصية المحورية والوحيدة في الفيلم، وهو يخبرنا من البداية أن الشعور الذي يسبق اللوحة أجمل من اللوحة، وهو يرى أن الفن تأمل في الوجود وحكمة وعلاج للنفس بقدر ما هو متعة وطموح للتسامي، وهو معتصم بإيمانه أن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا وأبدع هذا الكون الجميل من حولنا لنتأمله ونحتفي بجماله وكماله، ونحافظ على القيم والأخلاق. ويمضي الفيلم مستعرضاً الكثير من مراحل حياة الفنان محمد الاستاد ورحلته إلى أميركا، والدعم الكبير الذي وجده خلال مسيرته من القيادة الرشيدة التي تساند المواهب الوطنية وتدعم حضورها وتميزها في المشهد الإبداعي محلياً وعالمياً.
في نهاية الفيلم لقطة رمزية ذات دلالة مميزة، والفنان يمشي على الشاطئ الرملي وقد ظهرت آثار قدميه لتؤكد أن للفنان الأستاد بصمته المميزة في فضاء الإبداع وكانت اللقطة مصحوبة بما يلتقطه الفنان من كنوز البحر المخبوءة كالقواقع والأعشاب. والفيلم يمتاز بلغة سينمائية بليغة وأسلوب شاعري متناغم جميل يوازن بدقة بين المشاهد بتنسيق فني رائع بين اللقطات القريبة والبعيدة. وبعد انتهاء العرض أجاب الفنان محمد الاستاد على أسئلة الجمهور، مشيراً إلى أمنيته بتأسيس متحف خاص للفنون يضم أعمال الفنانين الإماراتيين.
يشار إلى أن مجموعة الأفلام الوثائقية التي تحمل عنوان «الحلم»، من إنتاج ميديا مانيا الأصلية وعددها 13 فيلماً، والمنتج المنفذ رولان ضو، والمنتج والمخرج إيليان المعركش.