صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-29@07:44:52 GMT

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

تاج السر عثمان بابو

1

جاءت الحرب اللعينة التي مضى عليها أكثر من عام بهدف الصراع على السلطة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع وبدعم من المحاور الإقليمية والدولية التي تمد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد، الهادفة لنهب ثروات البلاد وأراضيها وإيجاد موطئ قدم على البحر الأحمر، وقطع الطريق أمام الثورة كما في المجازر والتهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان وبقية المدن لإضعاف قوى الثورة الحية، كما جاءت الحرب امتداداً لمجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخرى، بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الإصلاح الأمني والعسكري في قضية دمج الدعم السريع في الجيش، اقترح البرهان عامين واقترح حميدتي عشر سنوات، هذا فضلاً عن توفر الظروف الموضوعية لانفجار الثورة، كما في الثورات والانتفاضات السالبقة التي أسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الإضراب السياسي العام والعصيان المدني.

بالتالي حاولت الحرب قطع الطريق أمام الثورة.

2

كما تستمر الأشكال الأخرى لتصفية الثورة مثل: حملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين من السياسيين والناشطين في لجان الخدمات والمقاومة، في سجون طرفي الحرب وحل لجان المقاومة والخدمات، وإصدار تعديلات من حكومة غير شرعية في قانون الأمن يبيح الاعتقال التحفظي والإفلات من العقاب، مما يشكل تراجعاً عن إنجاز الثورة في أن جهاز الأمن لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها، فضلاً عن تاريخ جهاز الأمن الملطخ بدماء المعتقلين في بيوت الأشباح، وتجاوزاته التي تنتظر المحاسبة.

3

أشرنا سابقاً إلى رؤية (تقدم) المجازة في مؤتمرها الأخير التي أغرقت  المحاسبة في عدالة انتقالية تفتح الطريق للإفلات من العقاب، ولم تطرح بوضوح الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وأبقت على اتفاق جوبا. كما تستبطن الرؤية شراكة جديدة مع الجيش والدعم السريع.

ورؤية (تقدم) بشكل أو آخر امتداد لوثيقة اتفاق “المنامة” غير المعلن المطروح على طاولة الأطراف العسكرية السودانية الذي يمنح قائدي الجيش والدعم السريع الحصانة أو الإفلات من العقاب، وكانت صحيفة (القدس العربي) قد نشرت ملخصاً للاتفاق، كما نشرت صحيفة “المجلة- لندن” بتاريخ 19 مارس 2024 نص الاتفاق أو الوثيقة بعنوان “مقترح الحل السياسي لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية”.

المشروع جاء بتدخل خارجي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ودول أخرى، وهو عبارة عن تسوية تتضمن شراكة جديدة في الحكم لمدة عشر سنوات بين الجيش والدعم السريع، وتكوين جيش من القوات المسلحة والدعم السريع والحركات المسلحة، بدلاً من الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد. مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب من جديد.

كما أن المشروع لا يشير للمحاسبة وتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الإنسانية للمحاكمات، بل يمنح المشروع الحصانة لقائدي الجيش والدعم السريع، إضافة للسماح لهما بالعمل السياسي في الانتخابات.

كما يمنح المشروع الحصانة للقادة الأربعة المختارين من الجيش والدعم السريع بعد إكمال مهمتهم وإحالتهم للمعاش.

4

كل ذلك يقود لخطر تقسيم البلاد، مما يتطلب  وقف الحرب والتصدي لذلك الخطر الماثل كما حدث في فصل جنوب السودان، والخطر يبدأ بتصفية الثورة، وإعادة إنتاج السياسات الاقتصادية لليبرالية الجديدة في تخفيص العملة ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء والتعليم والصحة والدواء. إلخ، والتفريط في السيادة الوطنية، والاستمرار في نهب ثروات وأراضي البلاد، وإعادة إنتاج الشراكة والتسوية التي تعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق مما يفتح الطريق لتمزيق وحدة البلاد.

الوسوماتفاق المنامة الإمارات الجيش الدعم السريع السعودية السودان الولايات المتحدة تاج السر عثمان بابو تنسيقية تقدم مليشيات الإسلامويين وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اتفاق المنامة الإمارات الجيش الدعم السريع السعودية السودان الولايات المتحدة تنسيقية تقدم وقف الحرب الجیش والدعم السریع الدعم السریع وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: الطريق ما زال طويلا في الحرب ضد حزب الله

قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إن القتال ضد حزب الله لم ينته، بعدما أعلن "تصفية" أمينه العام، حسن نصر الله، فيما لم يؤكد الحزب مقتله بعد.

وقال الناطق باسم الجيش، ناداف شوشاني، "ما زال الطريق طويلا. ما زال لدى حزب الله صواريخ وقذائف والقدرة على إطلاق العديد منها في وقت واحد"، معربا عن اعتقاده أن الحزب المدعوم من إيران يملك "عشرات آلاف الصواريخ".

وأضاف "تمت تصفية معظم كبار قادة حزب الله"، وأكد أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى لصراع أوسع نطاقا.

وتابع في إفادة إعلامية بعد إعلان الجيش أنه قتل نصر الله "نأمل أن يغير هذا تصرفات حزب الله".

وأشار إلى أن "حزب الله ينفذ هجمات ضدنا على مدى عام. ويمكن التنبؤ بأنهم سيواصلون تنفيذ هجماتهم ضدنا أو يحاولون القيام بذلك".

ولفت شوشاني إلى أنه لم يتم إعطاء تعليمات جديدة للمدنيين الإسرائيليين فيما يتعلق باستعداد الجبهة الداخلية، إذ أن التوجيهات الحالية وضعت بالفعل معظم المناطق في حالة تأهب قصوى.

وأضاف "ظل حزب الله يصعد الوضع على مدى عام... من الواضح أن إيران تقف وراء ذلك، وهذا ليس سرا. إنهم يدعمون حماس، ويدعمون حزب الله وغيره من الوكلاء. حتى أنهم هاجمونا مباشرة في أبريل".

وقال شوشاني "هل نحن مستعدون إذن لتصعيد أوسع نطاقا؟ نعم. نحن في خضم تصعيد أوسع نطاقا.. حرب متعددة الجبهات منذ عام. قواتنا في حالة تأهب قصوى، وأجهزة المخابرات لدينا في حالة تأهب وترصد مثل هذه التهديدات".

مقالات مشابهة

  • معارك بين الجيش السوداني والدعم السريع بشمال الخرطوم
  • الجيش الإسرائيلي: الطريق ما زال طويلا في الحرب ضد حزب الله
  • اليوم الثاني.. اشتباكات عنيفة بالخرطوم بين الجيش والدعم السريع
  • معارك الجيش السوداني والدعم السريع تشعل الخرطوم
  • تدعم الجيش أم الدعم السريع.. أين تصطف دول الجوار في حرب السودان؟ «2»
  • لاستعادة العاصمة من قبضة الدعم السريع.. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق بالخرطوم
  • السودان..تصاعد القتال بين الجيش والدعم السريع والأوبئة تفتك بالمئات
  • الجيش السوداني يهاجم مواقع الدعم السريع في الخرطوم
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع.. الخرطوم هي الهدف
  • الجيش السوداني يبدأ عملية واسعة النطاق ضد قوات الدعم السريع