صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-08@13:21:47 GMT

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

وقف الحرب والتصدي لخطر التقسيم

تاج السر عثمان بابو

1

جاءت الحرب اللعينة التي مضى عليها أكثر من عام بهدف الصراع على السلطة بين مليشيات الإسلامويين وصنيعتهم الدعم السريع وبدعم من المحاور الإقليمية والدولية التي تمد طرفي الحرب بالسلاح والعتاد، الهادفة لنهب ثروات البلاد وأراضيها وإيجاد موطئ قدم على البحر الأحمر، وقطع الطريق أمام الثورة كما في المجازر والتهجير والنزوح الواسع الجاري لسكان الخرطوم والجزيرة ودارفور وكردفان وبقية المدن لإضعاف قوى الثورة الحية، كما جاءت الحرب امتداداً لمجازر دارفور والمناطق الطرفية الأخرى، بعد تصاعد المقاومة لانقلاب 25 أكتوبر الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط، وعقب الصراع الذي انفجر في الاتفاق الإطاري حول الإصلاح الأمني والعسكري في قضية دمج الدعم السريع في الجيش، اقترح البرهان عامين واقترح حميدتي عشر سنوات، هذا فضلاً عن توفر الظروف الموضوعية لانفجار الثورة، كما في الثورات والانتفاضات السالبقة التي أسقطت الأنظمة العسكرية الديكتاتورية بسلاح الإضراب السياسي العام والعصيان المدني.

بالتالي حاولت الحرب قطع الطريق أمام الثورة.

2

كما تستمر الأشكال الأخرى لتصفية الثورة مثل: حملة الاعتقالات والتعذيب الوحشي للمعتقلين من السياسيين والناشطين في لجان الخدمات والمقاومة، في سجون طرفي الحرب وحل لجان المقاومة والخدمات، وإصدار تعديلات من حكومة غير شرعية في قانون الأمن يبيح الاعتقال التحفظي والإفلات من العقاب، مما يشكل تراجعاً عن إنجاز الثورة في أن جهاز الأمن لجمع المعلومات وتحليلها ورفعها، فضلاً عن تاريخ جهاز الأمن الملطخ بدماء المعتقلين في بيوت الأشباح، وتجاوزاته التي تنتظر المحاسبة.

3

أشرنا سابقاً إلى رؤية (تقدم) المجازة في مؤتمرها الأخير التي أغرقت  المحاسبة في عدالة انتقالية تفتح الطريق للإفلات من العقاب، ولم تطرح بوضوح الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد، وأبقت على اتفاق جوبا. كما تستبطن الرؤية شراكة جديدة مع الجيش والدعم السريع.

ورؤية (تقدم) بشكل أو آخر امتداد لوثيقة اتفاق “المنامة” غير المعلن المطروح على طاولة الأطراف العسكرية السودانية الذي يمنح قائدي الجيش والدعم السريع الحصانة أو الإفلات من العقاب، وكانت صحيفة (القدس العربي) قد نشرت ملخصاً للاتفاق، كما نشرت صحيفة “المجلة- لندن” بتاريخ 19 مارس 2024 نص الاتفاق أو الوثيقة بعنوان “مقترح الحل السياسي لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية”.

المشروع جاء بتدخل خارجي وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ودول أخرى، وهو عبارة عن تسوية تتضمن شراكة جديدة في الحكم لمدة عشر سنوات بين الجيش والدعم السريع، وتكوين جيش من القوات المسلحة والدعم السريع والحركات المسلحة، بدلاً من الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد. مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب من جديد.

كما أن المشروع لا يشير للمحاسبة وتقديم مجرمي الحرب والجرائم ضد الإنسانية للمحاكمات، بل يمنح المشروع الحصانة لقائدي الجيش والدعم السريع، إضافة للسماح لهما بالعمل السياسي في الانتخابات.

كما يمنح المشروع الحصانة للقادة الأربعة المختارين من الجيش والدعم السريع بعد إكمال مهمتهم وإحالتهم للمعاش.

4

كل ذلك يقود لخطر تقسيم البلاد، مما يتطلب  وقف الحرب والتصدي لذلك الخطر الماثل كما حدث في فصل جنوب السودان، والخطر يبدأ بتصفية الثورة، وإعادة إنتاج السياسات الاقتصادية لليبرالية الجديدة في تخفيص العملة ورفع الدعم عن الوقود والكهرباء والتعليم والصحة والدواء. إلخ، والتفريط في السيادة الوطنية، والاستمرار في نهب ثروات وأراضي البلاد، وإعادة إنتاج الشراكة والتسوية التي تعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق مما يفتح الطريق لتمزيق وحدة البلاد.

الوسوماتفاق المنامة الإمارات الجيش الدعم السريع السعودية السودان الولايات المتحدة تاج السر عثمان بابو تنسيقية تقدم مليشيات الإسلامويين وقف الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: اتفاق المنامة الإمارات الجيش الدعم السريع السعودية السودان الولايات المتحدة تنسيقية تقدم وقف الحرب الجیش والدعم السریع الدعم السریع وقف الحرب

إقرأ أيضاً:

كيف تفاعل النشطاء مع التراجع الكبير لقوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني؟

وأثار تقدم الجيش حالة من الفرح في صفوف السودانيين الذين ينتظرون استعادته السيطرة على العاصمة بشكل كامل.

وأمس الثلاثاء، أعلن الجيش السوداني تقدم قواته بشكل كبير في محور مدينة الكاملين بولاية الجزيرة وسط البلاد، وقال إنه "طهرها من قوات الدعم السريع".

وأكدت مصادر محلية للجزيرة أن الجيش السوداني بسط سيطرته على مدينة الكاملين، التي كانت آخر معاقل الدعم السريع، لتصبح ولاية الجزيرة وسط البلاد تحت السيطرة الكاملة للجيش باستثناء بعض الجيوب الصغيرة.

ومدينة الكاملين هي كبرى مدن شمال ولاية الجزيرة، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 65 كيلومترا. وقد تداول ناشطون مشاهد لاحتفالات مواطنين سودانين في مدينة الكاملين بعد سيطرة الجيش عليها.

ولم تعلق قوات الدعم السريع على ما أعلنه الجيش، لكن مستشار قائدها الباشا طبيق قال إن قواته في محور شرق النيل بولاية الخرطوم تمكنت من صد قوة من قوات "درع السودان" المساندة للجيش السوداني.

فرح على مواقع التواصل

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، علَّق نشطاء على هذه التطورات الميدانية التي اعتبرها البعض مفرحة، حيث كتب ناشط يدعى "كونت" أن "الأخبار اللي جاية من السودان تفرح القلب، الجيش السوداني سيطر خلاص على وسط وقلب ولاية الجزيرة ودخل مدينة الكاملين آخر معاقل الدعم السريع في الولاية".

إعلان

كما كتب حلفاوي "فرحة الشعب السوداني بدخول القوات المسلحة إلى مدينة الكاملين.. هل هذا هو الشعب الذي تريدون أن تحكموه؟ هل يوجد إثبات أكثر من هذا أن هذه الحرب التي تخوضونها ضد شعبنا؟".

في المقابل، قال أبو علي "إعلان تحرير الخرطوم يبدأ الآن من مدينة الكاملين"، في حين قال أبو القاسم "ينتصرون في الإعلام والدعم السريع ينتصر في الميدان".

وزار رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان بلدة "ود أبو صالح" شرقي الخرطوم، والتي استعادها الجيش السوداني مؤخرا، وقد توعد بملاحقة قوات الدعم السريع.

وتحدث البرهان عن جسر سوبا شرقي العاصمة، وهو جسر حيوي يربط بين منطقة شرق النيل وجنوب الخرطوم، والتي تعد حاليا المعقل الرئيسي لقوات الدعم السريع.

وفي آخر التطورات الميدانية، قال الجيش السوداني اليوم الأربعاء إن قواته سيطرت على حي الرميلة ومقر الإمدادات الطبية ودار صك العملة في الخرطوم.

وقالت مصادر ميدانية للجزيرة إن الجيش أصبح على مقربة من شارع الغابة المؤدي إلى وسط الخرطوم، حيث تتمركز قوات الدعم السريع.

5/2/2025

مقالات مشابهة

  • كندا تفرض عقوبات على قياديين في الجيش السوداني و«الدعم السريع»
  • الجيش السوداني يحقق مكاسب هائلة في سعيه لاستعادة العاصمة التي مزقتها الحرب
  • الجيش يواصل تقدمه نحو الخرطوم بعد اشتباكات عنيفة مع «قوات الدعم السريع» في عدد من المحاور
  • مواجهات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني سيقضي على ميليشيا الدعم السريع
  • حملة الجيش لاصطياد الرؤوس الكبيرة بالدعم السريع.. مَن بعد الجنرال حسين؟
  • استعادة وسيطرة.. الجيش السودانى ينجح فى دخول «الخرطوم».. والدعم السريع ينسحب من العاصمة والجزيرة
  • كيف تفاعل النشطاء مع التراجع الكبير لقوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني؟
  • «الجيش السوداني»: تقدمنا في كل المحاور وأوجعنا الدعم السريع
  • الجيش يعلن تحرير مناطق جديدة في الخرطوم من الدعم السريع