بروكسل/لندن ـ (رويترز) – تسعى أوكرانيا وحلفاؤها إلى حشد تأييد دولي لخطة سلام خلال محادثات تستضيفها السعودية بعد أيام لكن هناك علامات استفهام عالقة حول إمكانية مشاركة الصين فيها. ويأمل دبلوماسيون أوكرانيون وغربيون في أن يسفر اجتماع في جدة لمستشاري الأمن القومي ومسؤولين كبار من نحو 40 دولة عن اتفاق على مبادئ أساسية ستشكل الأساس لأي تسوية سلمية لإنهاء الحرب التي شنتها روسيا في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء إنه يأمل في أن تؤدي تلك المبادرة إلى عقد “قمة سلام” بحضور زعماء من أنحاء العالم هذا الخريف لتأييد المبادئ المبنية على خطته المؤلفة من عشر نقاط للتوصل إلى تسوية سلمية. ويقول مسؤولون أوكرانيون وروس ودوليون إنه لا يوجد أي احتمال لعقد محادثات مباشرة للسلام بين أوكرانيا وروسيا في الوقت الراهن في ظل استمرار الحرب وسعي كييف لاسترداد الأراضي عبر هجوم مضاد. وأشار مسؤولون إلى أنهم لا يتوقعون مشاركة روسيا في اجتماع جدة ولا في قمة السلام. ومن المتوقع أن يبدأ اجتماع جدة غدا الجمعة على أن تدور مناقشاته الرئيسية يومي السبت والأحد. وتسعى أوكرانيا أولا لتوسيع دائرة الدعم الدبلوماسي لرؤيتها للسلام إلى ما هو أبعد من المجموعة الأساسية من داعميها الغربيين عبر التواصل مع دول الجنوب العالمي مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وكذلك تركيا. وقال إيهور جوفكفا كبير المستشارين الدبلوماسيين لزيلينسكي لرويترز اليوم الخميس “أحد الأهداف الرئيسية لهذه الجولة من المفاوضات سيكون التوصل أخيرا لتفاهم عام حول طبيعة النقاط العشر”. وتشمل النقاط العشر الدعوة لاستعادة أوكرانيا لوحدة وسلامة أراضيها والانسحاب الكامل للقوات الروسية وحماية إمدادات الأغذية والطاقة والسلامة النووية والإفراج عن كل الأسرى. لكن مسؤولين غربيين يعترفون أن المبادرة لن تضع إلا ضغطا محدودا على موسكو دون مشاركة الصين التي حافظت على صلات اقتصادية ودبلوماسية قوية مع روسيا ورفضت مطالبات دولية بالتنديد بغزوها لأوكرانيا. وقال مسؤولون اليوم الخميس إنه لم يتضح ما إذا كان سيشارك مسؤولون صينيون في محادثات جدة سواء بالحضور أو عبر مؤتمر الفيديو. وتلقت الصين دعوة للمشاركة في جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاجن في أواخر يونيو حزيران، لكنها لم تلب الدعوة. وقال مسؤول كبير بالمفوضية الأوروبية، طالبا عدم نشر هويته، “أعتقد أن من الضروري ألا تشارك الهند والبرازيل والشركاء الرئيسيين الآخرين فحسب، بل من الضروري أن تجلس الصين أيضا إلى الطاولة وأن تناقش السلام بشكل واقعي”. وقال جوفكفا إن السفير الصيني لدى أوكرانيا حضر اجتماعات في كييف حول مبادرة السلام، مضيفا أن أوكرانيا تعمل ضمان مشاركة الصين في محادثات جدة. وأضاف “الدعوة على الطاولة”. ولم ترد وزارة الخارجية الصينية بشكل مباشر عندما سألتها رويترز عما إذا كانت الصين ستشارك في الاجتماع. وقالت الوزارة “تعتزم الصين العمل المشترك مع المجتمع الدولي لمواصلة تأدية دور بناء في تهدئة الموقف”. * اتفاق الحبوب يقول مسؤولون غربيون إنهم سيصبون التركيز على أن أسعار الأغذية قفزت منذ انسحاب روسيا من اتفاق يسمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وشن روسيا لسلسلة من الضربات الجوية على الموانئ الأوكرانية، وذلك في محاولة لكسب تأييد دول نصف الكرة الأرضية الجنوبي. وقال مسؤول المفوضية الأوروبية “سنشير بالطبع إلى هذه النقطة بصوت عال وبوضوح”. ولم تعلق السعودية علنا على المحادثات المزمعة، لكن مسؤولين أوكرانيين وغربيين قالوا إن قرار المملكة استضافة الاجتماع يعكس رغبة الرياض في لعب دور دبلوماسي كبير في جهود حل الصراع. ولعبت السعودية وتركيا دور وساطة في عملية كبيرة لتبادل الأسرى بين أوكرانيا وروسيا في سبتمبر أيلول الماضي. وحضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في السعودية في مايو أيار، وعبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في القمة عن استعداده للتوسط في إنهاء الحرب. وقال مسؤول كبير آخر بالاتحاد الأوروبي إن السعودية وصلت “إلى مناطق من العالم لا يمكن لحلفاء (أوكرانيا) القدامى الوصول إليها بهذه السهولة”. ومن المتوقع أن يمثل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الولايات المتحدة في المحادثات. وقال مات ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأربعاء “لا تزال هذه هي بداية العملية”. وأضاف “تذكروا أنه لا يزال هناك قتال دائر في أوكرانيا”. ردا على سؤال حول المحادثات في وقت سابق هذا الأسبوع، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا بحاجة إلى فهم أهداف المحادثات وما سيدور فيها من نقاشات.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: روسیا فی

إقرأ أيضاً:

وسط ضغوط ترامب.. الصين تسعى لشراكة استراتيجية مع أوروبا

أبلغ وزير الخارجية الصيني وانغ يي المستشار الألماني أولاف شولتس السبت، أن الصين تعتبر ألمانيا والاتحاد الأوروبي ككل شريكين استراتيجيين وإنها ترغب في تعزيز التعاون معهما فيما يتعلق بالتجارة الحرة.

وقال وانغ لشولتس إن الصين مستعدة لتعزيز "التعاون الشامل" مع ألمانيا ضمن جهود ثنائية إيجابية تهدف إلى الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.

وزار وانغ ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، لحضور مؤتمر ميونيخ الأمني ​​السنوي.

وأجرى وانغ محادثات مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس ونظيريه الإسباني والفرنسي، وكذلك مع شولتس.

وصوتت ألمانيا، التي يعتمد قطاع سياراتها الضخم على الصين، في أكتوبر الماضي برفض رسوم الاتحاد الأوروبي الجمركية على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين.

ووفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، نقل وانغ لشولتس تقدير الصين لموقف ألمانيا "العقلاني والعملي" تجاه الرسوم الجمركية.

وقال البيان إنه يأمل أن تواصل ألمانيا "لعب دور بناء في حل المشكلات التجارية وغيرها من القضايا بين الصين والاتحاد الأوروبي في أقرب وقت ممكن".

بحث الأزمة الأوكرانية

وبحث وانغ مع المسؤولين الصراع الروسي الأوكراني، وقال إن الصين وأوروبا تشتركان في هدف الرغبة في التحرك نحو حل سلمي للأزمة.

وأضاف قائلا: "الصين مستعدة للإبقاء على تواصل مع ألمانيا والأطراف المعنية الأخرى ومواصلة الاضطلاع بدور بناء في تعزيز محادثات السلام".

إطار أمني مستدام بعيدا عن الضغوط الأميركية

وذكر بيان رسمي صيني أنه في أعقاب الضغوط المتزايدة التي تمارسها الولايات المتحدة على الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة نفقاتهم الدفاعية، تحدث وانغ عن ضرورة وجود إطار أمني أوروبي "متوازن وفعال ومستدام".

وألقى وانغ كلمة في مؤتمر ميونيخ للأمن، أوضح خلالها موقف الصين من حرب أوكرانيا داعيا إلى إجراء محادثات سلام تشمل جميع الأطراف المعنية بالصراع.

ووفقا لبيان آخر من الصين، قال وانغ لنظيرته الألمانية أنالينا بيربوك على هامش المؤتمر إن ألمانيا تمثل "قوة استقرار" في علاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي.

والتقى وانغ أيضا مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس على هامش المؤتمر أمس الجمعة إذ أكد خلال اللقاء عدم وجود تضارب في المصالح الأساسية وأشار إلى استعداد بكين للعمل على تعزيز التفاهم المشترك والاستقرار في العالم.

كما التقى الوزير الصيني بنظيره الفرنسي جان نويل بارو وحث على تهدئة أي خلافات تجارية.

وقال "باعتبارنا شركاء استراتيجيين شاملين، نعتقد أن الصين وفرنسا والاتحاد الأوروبي لديهم الحكمة والقدرة على التعامل مع الأمر بشكل صحيح".

مقالات مشابهة

  • مصادر لـCNN: بدء محادثات أمريكية روسية حول أوكرانيا الثلاثاء في السعودية
  • روبيو يعلّق على المحادثات مع روسيا بشأن أوكرانيا
  • ويتكوف يتوجه إلى السعودية للقاء مسؤولين روس في إطار محادثات أمنية
  • إعلام : مسؤولون أمريكيون يتوجهون إلى السعودية للقاء مفاوضي روسيا وأوكرانيا
  • أوكرانيا تعلق على «قمة السعودية» للسلام.. «زيلينسكي»: لم تتم دعوتنا
  • إعلام: مسؤولون أمريكيون يتوجهون إلى السعودية للقاء مفاوضي روسيا وأوكرانيا
  • مسؤولون أمريكيون يبدأون محادثات سلام روسية-أوكرانية في السعودية
  • وسط ضغوط ترامب.. الصين تسعى لشراكة استراتيجية مع أوروبا
  • الصين تدعو أطراف "حرب أوكرانيا" للمشاركة في عملية السلام
  • صدمة أوروبية بعد إعلان ترامب محادثات سرية مع بوتين حول أوكرانيا