كشفت الدكتورة مريم بنت خميس البادية، الاستشارية بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، عن ارتفاع عدد المصابين بداء السكري من النوع الأول في سلطنة عُمان، موضحةً أن المركز الوطني يشرف على علاج أكثر من 900 مريض، والعمل جارٍ لتنفيذ الأوامر السامية الرامية إلى توفير المجسات الإلكترونية لقياس معدلات السكر ومضخات الأنسولين للأطفال دون سن الثامنة عشرة.

وقالت: إن الأجهزة وتقنيات التكنولوجيا تُسهم في التخفيف من معاناة المرضى والتعايش الطبيعي مع المرض والتخفيف من توتر الآباء والأمهات في مراقبة الطفل المريض، كما تتميز هذه الأجهزة بقدرتها على إنذار الأهل في حالة حدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم لدى المريض، وتتمثل هذه الأجهزة في مضخة الأنسولين ومجسات المراقبة المستمرة للسكر في الدم على مدار الساعة دون الحاجة إلى وخز وإبر.

وبعد صدور الأوامر السامية باعتماد موازنة سنوية لوزارة الصحة لتوفير أجهزة المجسات الإلكترونية لقياس معدلات السكر ومضخات الأنسولين للأطفال من هم دون سن الدراسة، والأطفال في مرحلة ما قبل التعليم المدرسي (الروضة والتمهيدي)، وطلاب المدارس من هم دون سن الثامنة عشرة عامًا -العُمانيون- المصابون بمرض السكري من النوع الأول، شكلت الوزارة لجنة مكونة من أطباء وممرضين وإداريين وتقنيين ومختصين من مختلف الكوادر الصحية المعنية بالفئة العمرية الصغيرة وكذلك من وزارة التربية والتعليم. وعملت اللجنة على وضع أساسيات العمل وتحديد نوعية المجسات ووضع بروتوكولات في آلية استخدام وتوزيع الأجهزة، ففي المرحلة الأولى تم توزيع المجسات الإلكترونية على بعض المرضى في المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء من نوعية جهاز "فري ستايل ليبري 2" وسيصرف على جميع الأطفال المصابين.

أعراض المرض

وأكدت الدكتورة، أن الإحصائيات والأرقام توضح أن النوع الأول من السكري هو الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الذي ترجع أسبابه إلى تضرر الجانب المناعي في الجسم وتشكل أجسام مضادة هاجمت خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس ما أدى إلى تدميرها وعدم إنتاج الأنسولين. أما النوع الثاني فيه تعمل البنكرياس على إفراز الأنسولين ولكن حساسية خلايا الجسم للأنسولين تكون قليلة وتكون مقاومة للأنسولين ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم وانخفاض الأنسولين من البنكرياس مع مرور الوقت. وكلاهما بنفس الخطورة على الأطفال لارتفاع مستويات السكر في الدم تؤدي إلى مضاعفات دائمة وخطرة أو مؤقتة.

وأضافت: السكري من النوع الأول تكون أعراضه أسرع في الظهور من تعب شديد، وفقدان الوزن، وشرب ماء بكثرة مع التبول كثيرا والإحساس بالتعب، والغثيان، وآلام في البطن، وتنفس سريع غير طبيعي، وهنا ندعو الآباء والأمهات إلى ملاحظة أبنائهم والإسراع في إجراء الفحوصات بشكل طارئ وفي حالة تأخر الكشف عن المرض ينتج عنه الإصابة بالحماض الكيتوني لارتفاع مستوى السكر في الدم وتكون الكيتونات في الجسم وهنا يحتاج تدخلا طارئا لعلاج الطفل بالأنسولين. أما النوع الثاني من السكري فأعراضه بطيئة وقد تظهر أعراض مشابهة للنوع الأول ولكنها مرتبطة بنسبة كبيرة بداء السمنة وزيادة الوزن عند الأطفال.

الخدمات العلاجية

وحول نظام العلاج الذي يتلقاه الأطفال المصابون بالسكري في المركز الوطني، أشارت الدكتورة: يقدم المركز خدمات علاجية لمرضى السكري والسمنة لفئة الأطفال، كما يقدم الخدمات الطبية المساندة كالتثقيف الصحي والتغذية العلاجية والنشاط البدني العلاجي. وهناك عيادات خاصة لعلاج مرضى سكري الأطفال من النوع الأول، ويرتكز علاج مريض السكري من النوع الأول على إعطائه الأنسولين سواء عن طريق الأقلام أو الإبر أو المضخات، والطبيب المعالج يحدد الجرعة اللازمة للمريض بناء على عمر الطفل وكمية الكربوهيدرات المتفق عليها مع أخصائية التغذية والجرعات التصحيحية والأساسية. أما النوع الثاني، فغالبًا ما يتركز العلاج على الغذاء والنشاط البدني، وعند بعض الأطفال نستخدم الأنسولين وأدوية أخرى للنوع الثاني.

التعايش مع المرض

وأضافت: مع وجود وتقدم التكنولوجيا في علاج مرض السكري من النوع الأول أصبحت هناك أجهزة حساسة لقياس مستوى السكر في الدم سواء بمجسات مراقبة سكر الدم بدون وخز أو ألم وتتميز هذه الأجهزة بصغر حجمها وتقيس تلقائيا على مدار الساعة على مدى 14 يوما ومقاومة للماء، ومع قياسها لنسبة السكر كل دقيقة بشكل مستمر تحفظ بيانات قراءة الجلوكوز 8 ساعات على الأقل للحصول على صورة مكتملة عن صحة ومرض الطفل كما تتميز هذه الأجهزة بالقدرة على تتبع معدل السكر في أوقات مختلفة ووجود قارئ في حالة عدم ربطه بجهاز الهاتف والمراقبة الشخصية للمرض والتعايش مع المرض بشكل طبيعي والتخفيف من توتر وقلق الأهالي كما تساعد على وضع تنبيهات في حالة ارتفاع أو انخفاض السكر.

ويقوم المركز بتعليم الأهل والطفل كيفية وضع الجهاز واستخدامه وإمكانية مشاركة المعلومات والبيانات مع الطبيب المعالج في المركز وإرسالها عبر تطبيق خاص ما يساعد الطبيب المعالج والمثقف الصحي على متابعة وضع الطفل في منزله وتشجيعه على الإدارة الذاتية اليومية، كما سيتم توفير كميات مناسبة لكل مريض فجهاز المجس يتم تبديله كل 14 يومًا مع التأكد من فهم وتدريب الطفل أو المريض. البالغ أوالوالدين على استخدام الجهاز وتبديله وآلية عمله.

وعن أهمية مضخات الأنسولين، قالت: هو جهاز صغير يعمل على ضخ كمية الأنسولين اللازمة في جسم الطفل، ويتم تغيير الملحقات كل ثلاثة أيام، وهو مرتبط أيضًا بجهاز حساس خاص بالمضخة يعمل أيضًا على نقل أو إرسال مستوى السكر في الدم إلى المضخة، وبالتالي تعطي الطفل الأنسولين.

وفي المرحلة القادمة، سيقوم المركز بصرف المضخات الحديثة على الأطفال المستحقين تحت سن 18 عامًا وفقًا للاشتراطات والتوجيهات، وأيضًا التأكد من أن الطفل يستحق وأنّه قادر على استخدام مضخة الأنسولين بعد التدريب والتعليم للآباء من قبل مثقفات السكري والطبيب المعالج واختصاصية التغذية.

وحول طرق خفض مخاطر إصابة الأطفال بالمرض، قالت: يصاب الطفل بالنوع الأول من السكري عادةً نتيجة تكون الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا بيتا واضطراب الجهاز المناعي، لذا تجد هذا الطفل معرضا جينيا للإصابة ونسبة الوراثة قليلة جدًا، ولكن قد تكون أكثر إذا كان أحد من أفراد العائلة مثل الأم أو الأب أو الإخوان مصابين بمرض السكري من النوع الأول. والنوع الثاني يصاب به الأطفال المصابون بالسمنة زيادة وزن هؤلاء الأطفال قد نتمكن من وقايتهم من الإصابة بالسكري من النوع الثاني من خلال الاهتمام بنظام غذائي صحي ونشاط بدني مما يساعد على خفض الوزن وحمايتهم من الإصابة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السکری من النوع الأول مستوى السکر فی الدم المرکز الوطنی النوع الثانی هذه الأجهزة فی حالة

إقرأ أيضاً:

دليل هام لـ مرضى السكري في فصل الصيف

الجديد برس| يضبط مرضى السكري إيقاع حياتهم على أوقات أدويتهم، ويربطون خروجهم ونزهاتهم بالإنسولين وفحص سكر الدم (الغلوكوز) ويزيد فصل الصيف من أعبائهم حيث قد يتأثرون أكثر من غيرهم بارتفاع درجات الحرارة، وهناك بعض الاعتبارات الإضافية التي عليهم مراعاتها، فما هي وكيف يضمنون قضاء أوقات ممتعة وآمنة صيفا؟ احذر الجفاف يقل شعور مرضى السكري بالعطش، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر عدم شرب كمية كافية من السوائل في الأجواء الحارة، ويؤدي هذا إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى طرح المزيد من السكر عبر البول، ويزيد من الحاجة إلى السوائل وفق موقع ديابينفو.. بوابة معلومات السكري الألماني. ويمكن أن يفاقم ضعف التحكم في سكر الدم هذه المشكلة، حيث يضطرب توازن الماء في الجسم، مما قد يؤدي إلى اختلالات أيضية واضطرابات وظيفية تؤثر على الكلى والقلب وأعضاء أخرى. ويضمن شرب كميات كافية من الماء بانتظام الحفاظ على رطوبة الجسم، وفي حال وجود قيود على كمية السوائل التي يمكن للمريض شربها -كما هو الحال في بعض الأمراض- يجب التحدث للطبيب حول الكمية المناسبة من السوائل التي يجب على المريض شربها. افحص سكر الدم بشكل متكرر قد يزيد الطقس الحار من خطر انخفاض مستوى الغلوكوز في الدم، وذلك لأن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤثر على سرعة استخدام الجسم للإنسولين. وينصح المرضى بفحص مستويات الغلوكوز بانتظام، وفحصه عند ممارسة الرياضة أو الشعور بالإعياء، وينصح المرضى بحمل ما يرفع سكر الدم في حال انخفاضه. احفظ أدوية السكري بعيدا عن الشمس قد تتلف الحرارة الأنسولين والأدوية الأخرى القابلة للحقن مما يضعف فعاليتها، ويجب تخزين حقن الإنسولين في الثلاجة قبل فتحها. أما بعد فتحها، فيجب الاحتفاظ بها في درجة حرارة الغرفة وفق موقع برنامج الخدمات الوطنية لمرضى السكري الأسترالي. ويجب عدم تخزين القلم/الحقن التي يستخدمها المريض في درجات حرارة تزيد على 30 درجة مئوية، أي على حافة النافذة أو تحت أشعة الشمس المباشرة، فالإنسولين حساس جدا لدرجات الحرارة المرتفعة، ويصبح غير فعال عند تعرضه لدرجات حرارة تزيد على 30 درجة مئوية، كما لا يمكن تجميد الإنسولين لأنه سيصبح غير فعال. ويجب وضع حقن الإنسولين في حقيبة تبريد (لكن لا يوضع الأنسولين مباشرة على الثلج) عند الخروج من المنزل، مع الانتباه لعدم تركها في السيارة. ويجب تخزّين أدوية السكري ولوازمها الأخرى في مكان بارد وجاف بعيدا عن الحرارة وأشعة الشمس، واتبع دائما تعليمات التخزين الموجودة على ملصق الدواء. أدوات السكري الخاصة قد تتأثر بالحرارة قد تتلف الحرارة جهاز قياس سكر الدم، أو مضخة الأنسولين، أو جهاز مراقبة الغلوكوز المستمر، أو جهاز مراقبة الغلوكوز الفوري، وإذا كان المريض يستخدم أيا من هذه الأدوات فعليه استشارة الطبيب حول كيفية استخدامها بأمان عندما يكون الطقس حارا. خطط لأنشطتك الخارجية يمكن استغلال أوقات اليوم الأكثر برودة لقضاء بعض المهام، وينبغي لمريض السكري أن يتحقق من توقعات الطقس ويخطط لأنشطته الخارجية خلال الأوقات الأكثر برودة من اليوم، مثل الصباح الباكر أو وقت متأخر من بعد الظهر، أو الأيام التي يكون فيها مستوى الرطوبة أقل، فكلما ارتفعت الرطوبة زادت صعوبة تبريد الجسم. ارتدِ ملابس مناسبة للحرارة يجب على مريض السكري حماية جسمه دائما من الحرارة والشمس لتقليل خطر الإصابة بحروق الشمس. وعليه ارتداء أحذية تغطي قدميه، بما في ذلك الجزء العلوي، خاصة إذا كان يعاني من ضعف الإحساس في قدميه، وسيساعد ذلك على حمايتهما من حروق الشمس، وكذلك الحروق السطحية الناتجة عن الرمال الساخنة أو الأرصفة أو الإصابات الأخرى. ويجب على مريض السكري اتخاذ احتياطات إضافية إذا كان يعاني من مضاعفات مثل تلف الأعصاب والأوعية الدموية، حيث يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على التعرق والتحكم في درجة حرارته، وهذا يزيد من خطر الجفاف والإجهاد الحراري. اسمع صوت جسمك وقد تشبه بعض أعراض الإجهاد الحراري أعراض انخفاض أو ارتفاع مستوى سكر الدم، مثل: الدوخة الصداع التهيج الارتباك التعرق سرعة ضربات القلب الغثيان والقيء ويضمن فحص مستوى سكر الدم بانتظام، وتجنب الحرارة، والحفاظ على رطوبة الجسم، صيفا آمنا للمرضى. كن مستعدا للأيام الحارة ينقذ التخطيط المسبق لمريض السكري من الاضطرار للخروج من المنزل خلال الأيام الحارة، وعليه التأكد من وجود ما يكفي من الطعام والمستلزمات الطبية التي يحتاجها في المنزل، حتى لا يضطر للخروج عندما يكون الجو حارا.

مقالات مشابهة

  • اختراق علمي.. دواء يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لسنوات
  • استشارية:الحوار الأسري الدافئ والاحتواء العاطفي خط الدفاع الأول لحماية الطفل
  • يؤجل احتياجهم للأنسولين.. علاج واعد لمرضى السكري من النوع الأول
  • بمضخة إنسولين وجهاز مراقبة الجلوكوز..الكشف عن أول دمية باربي مصابة بمرض السكري من النوع الأول
  • باربي تطلق أول دمية مصابة بالسكري.. تفاصيل
  • لدعم الأطفال.. "ماتيل" تطرح دمية من باربي تمثل فتاة مصابة بالسكري
  • استشاري: 6 خطوات لعلاج السكري بشكل صحيح
  • زيادته ونقصانه خطر .. علامات غير متوقعة لارتفاع السكر وانخفاضه
  • أمل جديد لمرضى السكري من النوع الأول.. دواء واعد يؤخر الحاجة للأنسولين
  • دليل هام لـ مرضى السكري في فصل الصيف