د.مريم البادية: 900 طفل يتلقون العلاج بالمركز الوطني لعلاج السكري
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
كشفت الدكتورة مريم بنت خميس البادية، الاستشارية بالمركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني، عن ارتفاع عدد المصابين بداء السكري من النوع الأول في سلطنة عُمان، موضحةً أن المركز الوطني يشرف على علاج أكثر من 900 مريض، والعمل جارٍ لتنفيذ الأوامر السامية الرامية إلى توفير المجسات الإلكترونية لقياس معدلات السكر ومضخات الأنسولين للأطفال دون سن الثامنة عشرة.
وقالت: إن الأجهزة وتقنيات التكنولوجيا تُسهم في التخفيف من معاناة المرضى والتعايش الطبيعي مع المرض والتخفيف من توتر الآباء والأمهات في مراقبة الطفل المريض، كما تتميز هذه الأجهزة بقدرتها على إنذار الأهل في حالة حدوث ارتفاع أو انخفاض في مستوى السكر في الدم لدى المريض، وتتمثل هذه الأجهزة في مضخة الأنسولين ومجسات المراقبة المستمرة للسكر في الدم على مدار الساعة دون الحاجة إلى وخز وإبر.
وبعد صدور الأوامر السامية باعتماد موازنة سنوية لوزارة الصحة لتوفير أجهزة المجسات الإلكترونية لقياس معدلات السكر ومضخات الأنسولين للأطفال من هم دون سن الدراسة، والأطفال في مرحلة ما قبل التعليم المدرسي (الروضة والتمهيدي)، وطلاب المدارس من هم دون سن الثامنة عشرة عامًا -العُمانيون- المصابون بمرض السكري من النوع الأول، شكلت الوزارة لجنة مكونة من أطباء وممرضين وإداريين وتقنيين ومختصين من مختلف الكوادر الصحية المعنية بالفئة العمرية الصغيرة وكذلك من وزارة التربية والتعليم. وعملت اللجنة على وضع أساسيات العمل وتحديد نوعية المجسات ووضع بروتوكولات في آلية استخدام وتوزيع الأجهزة، ففي المرحلة الأولى تم توزيع المجسات الإلكترونية على بعض المرضى في المركز الوطني لعلاج أمراض السكري والغدد الصماء من نوعية جهاز "فري ستايل ليبري 2" وسيصرف على جميع الأطفال المصابين.
أعراض المرض
وأكدت الدكتورة، أن الإحصائيات والأرقام توضح أن النوع الأول من السكري هو الأكثر شيوعًا لدى الأطفال الذي ترجع أسبابه إلى تضرر الجانب المناعي في الجسم وتشكل أجسام مضادة هاجمت خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس ما أدى إلى تدميرها وعدم إنتاج الأنسولين. أما النوع الثاني فيه تعمل البنكرياس على إفراز الأنسولين ولكن حساسية خلايا الجسم للأنسولين تكون قليلة وتكون مقاومة للأنسولين ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم وانخفاض الأنسولين من البنكرياس مع مرور الوقت. وكلاهما بنفس الخطورة على الأطفال لارتفاع مستويات السكر في الدم تؤدي إلى مضاعفات دائمة وخطرة أو مؤقتة.
وأضافت: السكري من النوع الأول تكون أعراضه أسرع في الظهور من تعب شديد، وفقدان الوزن، وشرب ماء بكثرة مع التبول كثيرا والإحساس بالتعب، والغثيان، وآلام في البطن، وتنفس سريع غير طبيعي، وهنا ندعو الآباء والأمهات إلى ملاحظة أبنائهم والإسراع في إجراء الفحوصات بشكل طارئ وفي حالة تأخر الكشف عن المرض ينتج عنه الإصابة بالحماض الكيتوني لارتفاع مستوى السكر في الدم وتكون الكيتونات في الجسم وهنا يحتاج تدخلا طارئا لعلاج الطفل بالأنسولين. أما النوع الثاني من السكري فأعراضه بطيئة وقد تظهر أعراض مشابهة للنوع الأول ولكنها مرتبطة بنسبة كبيرة بداء السمنة وزيادة الوزن عند الأطفال.
الخدمات العلاجية
وحول نظام العلاج الذي يتلقاه الأطفال المصابون بالسكري في المركز الوطني، أشارت الدكتورة: يقدم المركز خدمات علاجية لمرضى السكري والسمنة لفئة الأطفال، كما يقدم الخدمات الطبية المساندة كالتثقيف الصحي والتغذية العلاجية والنشاط البدني العلاجي. وهناك عيادات خاصة لعلاج مرضى سكري الأطفال من النوع الأول، ويرتكز علاج مريض السكري من النوع الأول على إعطائه الأنسولين سواء عن طريق الأقلام أو الإبر أو المضخات، والطبيب المعالج يحدد الجرعة اللازمة للمريض بناء على عمر الطفل وكمية الكربوهيدرات المتفق عليها مع أخصائية التغذية والجرعات التصحيحية والأساسية. أما النوع الثاني، فغالبًا ما يتركز العلاج على الغذاء والنشاط البدني، وعند بعض الأطفال نستخدم الأنسولين وأدوية أخرى للنوع الثاني.
التعايش مع المرض
وأضافت: مع وجود وتقدم التكنولوجيا في علاج مرض السكري من النوع الأول أصبحت هناك أجهزة حساسة لقياس مستوى السكر في الدم سواء بمجسات مراقبة سكر الدم بدون وخز أو ألم وتتميز هذه الأجهزة بصغر حجمها وتقيس تلقائيا على مدار الساعة على مدى 14 يوما ومقاومة للماء، ومع قياسها لنسبة السكر كل دقيقة بشكل مستمر تحفظ بيانات قراءة الجلوكوز 8 ساعات على الأقل للحصول على صورة مكتملة عن صحة ومرض الطفل كما تتميز هذه الأجهزة بالقدرة على تتبع معدل السكر في أوقات مختلفة ووجود قارئ في حالة عدم ربطه بجهاز الهاتف والمراقبة الشخصية للمرض والتعايش مع المرض بشكل طبيعي والتخفيف من توتر وقلق الأهالي كما تساعد على وضع تنبيهات في حالة ارتفاع أو انخفاض السكر.
ويقوم المركز بتعليم الأهل والطفل كيفية وضع الجهاز واستخدامه وإمكانية مشاركة المعلومات والبيانات مع الطبيب المعالج في المركز وإرسالها عبر تطبيق خاص ما يساعد الطبيب المعالج والمثقف الصحي على متابعة وضع الطفل في منزله وتشجيعه على الإدارة الذاتية اليومية، كما سيتم توفير كميات مناسبة لكل مريض فجهاز المجس يتم تبديله كل 14 يومًا مع التأكد من فهم وتدريب الطفل أو المريض. البالغ أوالوالدين على استخدام الجهاز وتبديله وآلية عمله.
وعن أهمية مضخات الأنسولين، قالت: هو جهاز صغير يعمل على ضخ كمية الأنسولين اللازمة في جسم الطفل، ويتم تغيير الملحقات كل ثلاثة أيام، وهو مرتبط أيضًا بجهاز حساس خاص بالمضخة يعمل أيضًا على نقل أو إرسال مستوى السكر في الدم إلى المضخة، وبالتالي تعطي الطفل الأنسولين.
وفي المرحلة القادمة، سيقوم المركز بصرف المضخات الحديثة على الأطفال المستحقين تحت سن 18 عامًا وفقًا للاشتراطات والتوجيهات، وأيضًا التأكد من أن الطفل يستحق وأنّه قادر على استخدام مضخة الأنسولين بعد التدريب والتعليم للآباء من قبل مثقفات السكري والطبيب المعالج واختصاصية التغذية.
وحول طرق خفض مخاطر إصابة الأطفال بالمرض، قالت: يصاب الطفل بالنوع الأول من السكري عادةً نتيجة تكون الأجسام المضادة التي تهاجم خلايا بيتا واضطراب الجهاز المناعي، لذا تجد هذا الطفل معرضا جينيا للإصابة ونسبة الوراثة قليلة جدًا، ولكن قد تكون أكثر إذا كان أحد من أفراد العائلة مثل الأم أو الأب أو الإخوان مصابين بمرض السكري من النوع الأول. والنوع الثاني يصاب به الأطفال المصابون بالسمنة زيادة وزن هؤلاء الأطفال قد نتمكن من وقايتهم من الإصابة بالسكري من النوع الثاني من خلال الاهتمام بنظام غذائي صحي ونشاط بدني مما يساعد على خفض الوزن وحمايتهم من الإصابة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السکری من النوع الأول مستوى السکر فی الدم المرکز الوطنی النوع الثانی هذه الأجهزة فی حالة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يتعلمه الأطفال من زيارة المتاحف؟
على عكس ما يظنه الكثيرون، فإن اصطحاب الأطفال إلى المتاحف منذ سن مبكرة يمكن أن يكون تجربة غنية ومثمرة. فالأطفال لا يكتسبون فوائد تعليمية فحسب، بل تكون التجربة ماتعة أيضا للكبار، إذ تمنحنا فرصة لرؤية العالم من منظورهم والتفاعل معهم بطريقة مختلفة. وكلما بدأ الطفل في زيارة المتاحف بعمر أصغر، زادت استفادته، حيث ينفتح على المعرفة ويتعلم تقدير الثقافة والتراث. لكن كيف يمكننا تنظيم زيارة ناجحة ومثمرة للمتحف مع الطفل؟ وما الفوائد التي يمكن تحقيقها من هذه التجربة؟
استكشاف فضول الطفلإلى جانب المتعة والترفيه فمن خلال زيارة المتاحف المختلفة، توفر المتاحف بيئة تعليمية غنية يستكشف فيها الطفل ميوله، فهي تثير اهتمامه بالتاريخ والفن والعلوم، وبالنسبة للأطفال تكون تجربة تعيش طويلا في أذهانهم.
كما أنها نافذة على الماضي والحاضر والمستقبل، تسمح لهم بالتعرف على المجالات المختلفة بطريقة ملموسة ومرئية فتبسط لهم الفن والعلوم والأنثروبولوجيا والتاريخ وغيرها، وتربطها بالواقع الذي يعيشونه.
إن إثارة حواس مختلفة، والتعرض لتجربة غير معتادة، تثير دهشة الأطفال، وتأتي اللحظة الأنسب للتعلم حين يعقب تلك الدهشة سؤالهم "كيف؟"، فيبدأ حوار لا يُنسى.
إعلانوترفع زيارة المتاحف مستوى الوعي حول الشخصيات والأماكن والموضوعات خارج نطاق تجربتنا الطبيعية، فهي مُصمَمة بشكل يدعم القدرة على التخيل والاستكشاف.
الإعداد البسيط قبل زيارة المتحف يمكن أن يجعل التجربة أكثر إثارة (غيتي)تشير دراسة نشرتها مجلة "ستاديز إن إديكوشيونال إيفوليوشن" عام 2020 إلى أن زيارة المتاحف منذ ما قبل سن المدرسة، تنمي القدرات الإبداعية لدى الطفل فالتعلم خارج المدرسة يكون أكثر انفتاحا وتفاعلا، كما يفيد هنا أن يتوجه الطفل لمتاحف مخصصة للأطفال إذ تسمح باللمس والتفاعل مع المعروضات بخلاف المتاحف التقليدية، وتعزز التفاعل مع اهتمامات الأطفال.
يرى الطفل الحياة من منظورات مختلفة، بعض المتاحف الخاصة التي تصمم لكي يعيش زائروها تجربة المكفوفين أو الصم، تقرب تجربة هذه الفئات إلى ذهن الزائرين وبالتالي تعمق التعاطف وتزيد قدرتنا على تصور الطرق المختلفة للوجود في هذه الحياة.
هكذا تجعلهم أكثر استجابة لاحتياجات من حولهم وتوقظ الشعور بالترابط والرحمة، وتكسبهم عدسة إضافية يرون من خلالها تجارب وحياة الآخرين.
تتسع من خلال تلك الجولات مجالات المعرفة لدى الطفل فتثير فضوله فترة تاريخية أو ثقافة معينة، لتصبح بين اهتماماته ما يدفعه لمواصلة البحث والقراءة حولها.
كما أنه يكتسب المهارات النقدية، فأمام القطع الفنية والأثرية يكوّن الأطفال آراء وتفسيرات مختلفة لما يرونه، ويتعلمون مبكرا التفكير النقدي والقدرة على التعبير عن أنفسهم.
كيف نزور المتحف؟من المؤكد أنك على دراية باهتمامات طفلك، وهذا يمكنك من اختيار المتحف الذي سيستهويه. إذا لم يكن هناك متحف قريب يتماشى مع فضوله، يمكنك التكيف مع الخيارات المتاحة. ابحث عن أقسام محددة داخل المتاحف القريبة قد تثير اهتمامه. على سبيل المثال، في متحف فني، يمكن التركيز على اللوحات التي تصور الخيول إذا كان طفلك يحبها، وقضاء الجولة في استكشاف المزيد من الأعمال التي تتناول الموضوع نفسه.
الاستعداد المسبق للزيارة إعلانالإعداد البسيط قبل زيارة المتحف يمكن أن يجعل التجربة أكثر إثارة. ابحث عن أبرز محتويات المتحف وشارك طفلك بعضها. يمكنك عرض 5 لوحات أو قطع فنية والتحدث عن قصصها أو عن الفنانين الذين أبدعوها. عندما يصل إلى المتحف ويكتشف هذه الأعمال بنفسه، سيشعر بالحماسة ويعيش التجربة بشكل أعمق، كما أشار موقع "لافورجوتيتا".
اجعل الجولة أكثر تفاعلية من البداية بلعبة ماتعة؛ مثل البحث عن عدد محدد من الحيوانات أو الأشياء في المتحف (5 خيول و3 قطط على سبيل المثال). بعد العودة إلى المنزل، عزز اهتمامه بالموضوع من خلال توفير كتب أو مواد تعليمية مرتبطة بما شاهده.
اطلع أيضا على الأنشطة المخصصة للأطفال في المتحف قبل زيارته. قد يكون من المفيد اختيار يوم تُقام فيه ورش عمل أو فعاليات تستهدف الأطفال لتعزيز تجربتهم.
استكشاف كل أركان المتحف لا يتحقق في زيارة واحدة، بل اترك الأمر يتماشى مع اهتمام طفلك (غيتي) توفير سبل الراحةاحرص على راحة طفلك طوال الرحلة. ولتجنب الزحام، حاول حجز التذاكر عبر الإنترنت. تأكد من أنه حصل على قسط كاف من النوم، وتناول وجبة مشبعة، ولا يحتاج إلى استخدام الحمام. أثناء الجولة، راقب حالته لضمان عدم شعوره بالإرهاق. إذا بدا عليه التعب، اسمح له بأخذ استراحة قصيرة إذا كان ذلك مسموحا، ثم استكمل الجولة.
طرح الأسئلةاشرح له قواعد المكان، لا صراخ ولا جري ولا لمس للمعروضات مثلا، وخلال الجولة اطلب منه أن يخبرك بما يرى ودعه يقدم تفسيراته من دون أن تحاول تصحيحها، ليشعر بالثقة وبأن رأيه مقدر ومسموع.
يمكنك إضفاء جو من الدعابة؛ جرب أن تطلب من الطفل أن يقلد هيئة التماثيل.
أنتما تتعلمان معاينتاب بعض الآباء قلق من أن يطرح الأطفال أسئلة لا يمكنهم الرد عليها، ينصح المتخصصون بأن تكون مثل تلك الزيارات فرصة تعليمية مشتركة بين الأجيال، بحيث يستكشفون معا ما يود الطفل معرفته.
إعلانبحضور الأسرة يقضي الأطفال وقتا عائليا لطيفا، إنها فرصة لإثارة حوارات قد لا تُثار بين أفراد الأسرة في غمار الانشغال بالمهام اليومية، كما أنها تجربة فريدة حين تصطف إلى جانب الطفل في موقف تعليمي، مما يخلق نوعا من التفاهم المشترك.
القليل سيكون كافيالا تحاول استكشاف كل أركان المتحف في زيارة واحدة، بل اترك الأمر يتماشى مع اهتمام طفلك. قد ينجذب إلى لوحة معينة ويقضي وقتا طويلا في تأملها، بينما قد تمر أخرى من دون أن تثير انتباهه. لا تفرط في تقديم المعلومات، وركز على أن تكون التجربة ماتعة بالنسبة له.
إذا شعرت أن طفلك بدأ بالتعب، انتقل إلى قسم آخر أو خذ استراحة قصيرة. الهدف هو أن تبقى التجربة إيجابية وماتعة، مما يعزز رغبته في زيارة المتحف مجددا.
وفقا لموقع الصندوق الوطني للفنون في الولايات المتحدة، فإن التعرض المبكر للمتاحف يساعد في تكوين زوار ملتزمين مدى الحياة.