«سونا»: عشرات الموتى في أوساط السودانيين القادمين بالتهريب لمصر
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تعود دوافع الهجرة عبر الحدود السودانية المصرية لصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول من القنصليات المصرية في بورتسودان ووادي حلفا
التغيير: أسوان
يسلك العديد من السودانين بينهم أسر وأطفال وكبار السن طرقا غير شرعية لدخولهم إلى مصر بعد تداعيات الحرب.
وبحسب وكالة السودان للأنباء “سونا” تعود دوافع الهجرة عبر الحدود السودانية المصرية لصعوبة الحصول على تأشيرة الدخول من القنصليات المصرية في بورتسودان ووادي حلفا التي تستغرق الحصول على موعد لتسليم الجواز للسلطات بالقنصلية تتراوح ما بين ٣ إلى ٤ شهور نتيجة تزايد عدد المقيدين في سجلات القنصليات بحلفا وبورتسودان مما جعل التفكير في مسار التهريب مخرجا سهلا في ظل عروض الضعفاء العاملين في مجال التهريب.
وكشف “سونا” عن تعرض العديد من المهاجرين بطرق غير قانونية إلى حوادث مختلفة، إذ شهدت مستشفيات مدينة أسوان استقبال العديد من حالات الحوادث إلى جانب امتلاء مشرحة مستشفيات أسوان بالموتى فيما ذكر الناجون منهم انتشار الجثث في الصحراء لأسباب ربما تعود إلى الحوادث أو تعطل المركبات أو العطش في العتمور والتوهان.
درحات الحرارة
وتضيف “سونا” في تقرير نشرته اليوم: مع تزايد نشاط المهربين في فصل الصيف ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة هذا العام تزايدت حالات الوفيات في أوساط القادمين بالتهريب.
وتشهد مدينة أسوان بشكل يومي استقبال أكثر من وفاة عقب دخولهم المناطق الآمنة بسبب تعرضهم خلال الرحلة إلى الأهوية المصحوبة بالحر وضربات الشمس خاصة وسط كبار السن والأطفال وذوي الأمراض المزمنة.
وتشهد مواقع التواصل الاجتماعي للسودانيين الموجودين في أسوان نداءات متكررة عن حالات وصول سودانيين متوفيين وضرورة تقديم المساعدات اللازمة، لاسيما بينهم من يأتون دون علم ذويهم لعدم التواصل عقب دخولهم الأراضي المصرية، وبينهم من يصلون بأوضاع أنسانية سيئة جدا وفي حاجة ألى الرعاية الطبية حال وصولهم مدينة أسوان والخوف من التردد على المستشفيات الحكومية بأسوان لتشدد الإجراءات والمساءلة القانونية مما يستدعي تدخل المنظمات وشركاؤها لإنقاذهم وتقديم العون والاسناد لهم تجاه السلطات المصرية.
وأوضحت “سونا”: نتيجة لتزايد حركة التسلل إلى مصر عبر طرق غير قانونية نبهت القنصلية السودانية بأسوان المواطنين السودانيين وأسرهم في البلاد من مخاطر التهريب وأولها حوادث المركبات المستخدمه والتوهان في الصحراء والابتزاز والنهب من عصابات تجار البشر والتعرض للاعتقال والحبس.
حوادث مرورية
وأكدت محاذير القنصلية أن الفترة السابقه شهدت حوادث مرورية أدت إلى وفاة العديد من الأشخاص بخلاف تعرض الآخرين لإصابات بالغة. وشهدت أسوان أول أمس الخميس مأساة أسرة تضم الزوج والأم وابنتيهم وطفل صغير قضوا نحبهم بسبب التوهان والعطش وتم ترحيلهم بمركبة تكتك وقام صاحبها بالتخلص من الجثامين في محيط حي سكني ولاذ بالفرار خوفا من المساءلة القانونية، فيما ناشدت أسرة أخرى في حي الصداقة مساعدة سودانيين قادمين عبر التهريب وهم في حالة سيئة توفى أحدهم حال وصوله والآخر في حاجة إلى عناية طبية.
وتناشد كثير من منصات التواصل ضرورة تدخل السلطات السودانية والمصرية في الحد من هذه الظاهره فيما نصح الكثير ذويهم ضرورة التوقف عن الدخول إلى مصر عبر التهريب هذه الأيام لسوء الأحوال والطقس الردئ وأن هنالك أسر تسأل عن فقدان ذويهم ومعرفة أخبارهم ولم يصلوا إلى أسوان لأكثر من يومين فيما كشف الناجون من حوادث التهريب أن هناك حالات موتى كتيرة مقبورين في الصحراء.
وأكد آخرون أن هنالك ما يتجاوز ١٠٠ شخص يعانون من العطش والتوهان وأعطال المركبات وهم عالقين الآن ومنتشرين في الصحراء الممتدة ما بين الحدود السودانية مع جنوب مصر وأن الرحلة أصبحت تشكل خطرا على الجميع .
وكشف دكتور امتياز مناوب في مستشفى أسوان لـ “سونا” أن ما يقارب ٨ حالات وفاة استقبلتها طوارئ المستشفى ضمن وردية واحدة غالبيتهم من كبار السن والاطفال بسبب ضربات الشمس والجفاف قادمين من الصحراء بطرق غير شرعية، وناشد قائلا: “رجاء إل مش عايز يموت في الشارع ما يطلع في اليومين دي ما يغشوكم المهربين الكل همهم مصلحتهم وقروشكم وبس”. على حد تعبيره.
فيما ذكرت تقارير أخرى أن جملة الوفيات حتى مساء أمس بلغت ٢٤ حالة وهنالك أنباء عن حالات أخرى في الطريق إلى مستشفيات أسوان، وتكدست مشارح مستشفى أسوان والصداقة بالوفيات في غضون يومي الخميس والجمعة الماضييين.
الوسومالتهريب إلى مصر تهريب السودانيين حرب الجيش والدعم السريع
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التهريب إلى مصر تهريب السودانيين حرب الجيش والدعم السريع
إقرأ أيضاً:
روابط وعرى وثيقة تجمع السودانيين من الفاشر حتى بورتسودان
حركة التاريخ عجيبة، أشياء قد تبدو لك في غاية الشر تؤدي لخلق نقيضها الذي ينفيها، لا أقول أن هناك غاية تبرر كل شيء موجود لكنها سنة التدافع، ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض، مخطط المليشيا العنصري وحد الناس، مؤامرات الغربيين عززت الشعور الوطني، الحاجة والواقع المزري كشفت روابط وعرى وثيقة تجمع السودانيين من الفاشر حتى بورتسودان، المسألة ليست حول (مناخ مثالي) وعالم متخيل يحلم به البعض لكنها حول واقع مضطرب يحوي مشروعين إثنين فقط، الأول نحو الوحدة والسيادة والانفكاك عن التبعية، والثاني يتجه نحو التفكك والتحلل والخضوع التام للخارج. المشروعان يصطرعان على عدة أصعدة، في السياسة والإعلام والفكر والميدان العسكري، وما ليس منه بد هو أن نقاوم ونصمد حتى ننتصر.
والله أكبر والعزة للسودان.
هشام عثمان الشواني
إنضم لقناة النيلين على واتساب