مهرجان الداخلة السينمائي الدولي يخلق جيلا جديدا من السينمائيين المنحدرين من الصحراء المغربية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
أسدل الستار مساء الجمعة سابع يونيو الجاري بمدينة الداخلة، على فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بالإعلان عن الأعمال الفائزة في مسابقة الفيلم الطويل، ومسابقة الفيلم القصير، فضلا عن إطلاق منصة دعم مشاريع الأفلام « الداخلة بورجيكت ».
وفاز بالجائزة الكبرى للداخلة فيلم « متى يحل عهد أفريقيا؟ » للمخرج الكونغولي دافيد بيير فيلا، بينما حصل فيلم « وداعا جوليا » – لمحمد كردفاني من السودان على جائزة لجنة التحكيم، ونال الممثل المغربي عادل أبا تراب جائزة أحسن دور رجالي في الفيلم المغربي « كأس المحبة »، وعادت جائزة أحسن ممثلة للممثلتين سيران رياك وإيمان يوسف في الفيلم السوداني « وداعا جوليا ».
وفيما يخص مسابقة الأفلام القصيرة توزعت الجوائز على فيلم « ميراث » لحسن حجازي من لبنان بجائزة أحسن سيناريو. وجائزة الإخراج لفيلم « البنجري » لموسى ناصر من سلطنة عمان، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم « من أرسلتها السماء » لأمينة ماماني من النيجر.
وفي تصريح خاص لموقع « اليوم 24 » أكد شرف الدين زين العابدين رئيس المهرجان أن الدورة الحالية أثبتت تجذر المهرجان الدولي للفيلم كمناسبة فنية وثقافية في مدينة الداخلة، لدرجة أصبح الجمهور المحلي ينتظره كل سنة كي يطلع على جديد السينما ويلتقي النجوم المغاربة والأفارقة ومن العالم ككل.
وأضاف رئيس المهرجان أن الاستمرارية والوصول إلى الدورة 12 لم تكن سهلة، لكن حب الفريق الساهر على المهرجان لمدينة الداخلة وحرصه على أن تتبوأ هذه المدينة الجميلة مكانتها التي تستحقها في مجال الفن والإبداع، وأن يكون المهرجان واجهة ثقافية لمدينة الداخلة، جعل كل الصعاب تهون، فمنذ انطلاق المهرجان قبل 16 سنة، باستثناء التوقف الإجباري الذي فرض علينا في فترة كوفيد، تم السهر على إنجاح جميع الدورات الاثنتي عشر. فأصبح من أقدم وأشهر المهرجانات في الأقاليم الجنوبية.
واعتبر شرف الدين أن التاريخ والجغرافية يحتمان على مهرجان الفيلم الدولي بالداخلة أن يرتبط بتيمات ذات صلة بهوية مدينة الداخلة كبوابة مغربية على إفريقيا. فالسينما -ضيف رئيس المهرجان- آلية لخدمة القضايا الكبرى والمهمة لقارتنا وبلادنا. بل هي من أخطر الوسائل التي يمكن أن تستغل لتمرير رسائل في هذا الاتجاه أو ذاك.
وتعمل الأطقم الساهرة على المهرجان يقول « شرف الدين » على أن تقوم السينما بدورها في إخراج الكنوز المغربية، التي يزخر بها التاريخ المغربي، وأيضا العادات والتقاليد المغربية، ولما لا المشاكل التي توجد في بلدنا. وبذلك تكون السينما رافعة للتنمية الثقافية للوطن وأبنائه في مختلف ربوع البلاد.
وأضاف: عندما انطلقنا سنة 2008 كان من النادر جدا أن نعثر على منتوج سينمائي منطلق من الأقاليم الجنوبية، والصناعة السينمائية هنا كانت شبه منعدمة، نظرا لغياب مدارس للتكوين السينمائي، وكون الصحراء فنيا كانت مرتبطة أكثر بالشعر والحكي والطرب منها بالصورة. لكن مع توالي دورات المهرجان وانتباه المركز السينمائي المغربي والوزارة المعنية لأهمية الإنتاج السينمائي في الأقاليم الجنوبية تم خلق جيل جديد في الإنتاج السينمائي وخاصة الأفلام الوثائقية، ويمكن أن أؤكد لقرائكم أنه لدينا اليوم مخرجين وكتاب وفنيين في التصوير ينحدرون من أقاليمنا الجنوبية ستكون لهم كلمتهم على الساحة الوطنية والدولية.
وتميزت الدورة الثانية عشرة من المهرجان، المنظم من طرف جمعية التنشيط الثقافي والفني بالأقاليم الجنوبية تحت شعار “الداخلة بوابة إفريقيا”، بتكريم فنانين مغاربة وأفارقة لهم حضور قوي في مجال السينما، حيث تم تكريم كل من المخرجين جوزيف كومبيلا من جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومحمد عبد الرحمان التازي من المغرب، والممثلة المغربية مجدولين الإدريسي. كما تم، بنفس المناسبة، تكريم مدير المركز السينمائي المغربي، عبد العزيز البوزدايني، اعترافا بمساهمته المتميزة في إثراء المشهد السينمائي المغربي.
وعرف المهرجان عرض مجموعة متنوعة من الأفلام الطويلة، وهي “وداعا جوليا” لمحمد كردفاني (السودان)، و”شبح بوكو حرام” لسيريل رينكو (الكاميرون)، و”أنا القبطان” لماثيو غاروني (إيطاليا)، و”متى يحل عهد أفريقيا” لدافيد بيير فيلا (الكونغو برازافيل)، و”مامي واتا” لـ ج.س. أوباسي (نيجيريا)، و”عماكور” لأحمد الخضري (الكويت)، و”ثلاثة” لنايلة الخاجة (الإمارات العربية المتحدة)، و”كأس المحبة” لنوفل براوي (المغرب).
وشمل برنامج الأنشطة الموازية للمهرجان تنظيم ندوة ثقافية تقارب دور الذكاء الاصطناعي في مجال الإبداع والإنتاج السينمائيين، ومائدة مستديرة تتناول موضوع “السينما والسردية الوطنية”، ولقاءين دراسيين، الأول حول “السينما والتوزيع: استراتيجيات البث السمعي البصري”، والثاني حول التجربة السينمائية للمخرج محمد عبد الرحمان التازي، إضافة إلى ورشة حول مبادئ الإخراج.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
مركز دولي مقره الداخلة يطلق نداء من جنيف لإنهاء تجنيد الأطفال
أطلق المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال (IRCPCS)، ومقره الداخلة، نداءً عاجلًا، الخميس بجنيف، يدعو إلى تعبئة دولية فورية لضمان العودة الآمنة والعاجلة للأطفال المجندين قسرًا من قبل الجماعات المسلحة، بما في ذلك ميليشيات البوليساريو.
جاء هذا النداء خلال مؤتمر نُظّم على هامش الدورة الـ58 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، تحت عنوان “أطفال شمال إفريقيا: الوصول إلى التعليم، الحماية والتنمية”. وخلال هذا اللقاء، شدّد المركز على أن آلاف الأطفال يُنتزعون يوميًا من عائلاتهم، ويُستغلّون في النزاعات، ويُحرمون من طفولتهم. فمن كولومبيا وهايتي، إلى الساحل الإفريقي وشمال نيجيريا، مرورًا بجمهورية الكونغو الديمقراطية ومخيمات تندوف في الجزائر، والفلبين وميانمار، يقع هؤلاء الأطفال ضحايا حلقة مفرغة من العنف والتطرف، تقودها جماعات مسلحة تنتهك بشكل صارخ حقوقهم الأساسية.
المركز، الذي أجرى تحقيقات معمقة حول أوضاع الأطفال المجندين في العديد من مناطق النزاع حول العالم، يقدّر أن ما بين 250 ألفًا إلى 500 ألف طفل متورطون في نزاعات مسلحة على الصعيد الدولي، وأن حوالي 300 ألف منهم يشاركون بشكل مباشر في القتال، من بينهم 120 ألفًا في إفريقيا. وأشار إلى أن هؤلاء الأطفال لا يُستخدمون فقط كمقاتلين، بل أيضًا كجواسيس، وعبيد جنسيين، وحمالين، ودروع بشرية، مما يجعل هذه الظاهرة جريمة ضد الإنسانية آخذة في الاتساع.
في هذا السياق، استعرض رئيس المركز، عبد القادر فيلالي، الأوضاع المقلقة للأطفال في العديد من مناطق النزاع، مسلطًا الضوء على المخاطر التي يواجهها الأطفال في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، حيث تقوم ميليشيات البوليساريو، منذ عام 1982، بتجنيد الأطفال قسرًا، وإخضاعهم لتدريبات عسكرية وأدلجة أيديولوجية ممنهجة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي.
المركز طالب بضرورة التحرك الفوري لإنهاء هذه المأساة، داعيًا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الأطفال المحتجزين من قبل الجماعات المسلحة، وإطلاق برامج طارئة لإعادة تأهيلهم نفسيًا، وطبيًا، واجتماعيًا. كما أوصى بوضع خطة دولية لإعادتهم إلى بلدانهم تحت إشراف دولي يضمن سلامتهم واندماجهم في المجتمع، مشددًا على ضرورة محاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، ووقف الإفلات من العقاب، إذ إن تجنيد الأطفال يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وفي سياق الجهود المبذولة لحماية الأطفال، استعرض المشاركون في المؤتمر التجربة الرائدة للمغرب في تعزيز حقوق الطفل، حيث تم إبراز التطورات الإيجابية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة في توفير خدمات تعليمية متطورة، وضمان بيئة ملائمة لنمو الأطفال وحمايتهم. وقد تم التأكيد على أن هذا النموذج يعكس رؤية متكاملة تهدف إلى إدماج حقوق الطفل في استراتيجيات التنمية المستدامة.
المؤتمر خلص إلى أن معالجة ظاهرة تجنيد الأطفال تتطلب إرادة دولية قوية، وتعاونًا وثيقًا بين الحكومات، والمنظمات الإنسانية، والمجتمع المدني، لوضع حد لهذه الجريمة التي تمثل وصمة عار في جبين الإنسانية. وأكد المركز أن التغاضي عن هذه المأساة لم يعد خيارًا، وأن العالم مطالب باتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ الأطفال من دوامة العنف والاستغلال.
كلمات دلالية تجنيد الأطفال مركز دولي