سواليف:
2025-02-17@05:23:17 GMT

خاطرة

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

#خاطرة د. #هاشم_غرايبه

مع إقبال شهر ذي الحجة، تتعلق قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض بأطهرها وأسماها مرتبة، وهي التي جعلها الله موئلا لبيته الحرام ومهبطا لرسالته الخاتمة التي حوت هديه ودينه ومنهجه، التي أنعم بها على العالمين.
وشاءت حكمته إبقاء ذلك التعلق دائما وأبدا ليتمسك المؤمنون بها ويحافظوا عليها نقية طاهرة من رجس معادي منهجه الكافرين المشركين وحلفائهم المنافقين، لهذا فرض الله الحج.


لو تمعنا في الآية التي فرض الله فيها الحج على المؤمنين: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” [آل عمران:97]، لوجدنا أن الأمر للناس بالحج أقوى من الفرائض الأخرى التي فرضها الله على عباده كالصلاة والصوم، إذ أنها حق لله على الناس جميعا، الذين آمنوا به إلها، من أتباع الرسالات السماوية جميعا، ولم يعلل الله هذا الاستحقاق بصريح العبارة، لكنه أشار إليه عندما قال (ومن كفر) أي جحد بنعمة إيجاد الله البيت الحرام في هذه البقعة المقفرة، فازدانت به وازدهرت، إذ باتت مثابة للناس يأتونها من كل أقطار الأرض، فالكفر هنا كفران: كفر من سكان هذه البقعة بهذه النعمة وأنكار لفضل الله عليهم بذلك، والكفر الآخر بإنكار سكان باقي قاطني الأرض فضل الله عليهم بهدايتهم وارشادهم بهذا الدين.
السؤال هنا كيف لمن أكرمهم الله بهذا الإنعام الذي يُحسدون عليه أن يكفروه؟.
بلى حدث ذلك عندما سادها مشركون، ويمكن ذلك إن سادها من بعد أن طهرها الله من رجسهم منافقون، ممن يتظاهرون بالإيمان لكنهم يخفون في صدورهم النفاق خوفا من الغالبية المؤمنة، فلا يعلنونه بل يدعونه بشكل حرص على خدمة الأماكن المباركة، فيعلون فيها البنيان وينفقون على إعمارها وزخرفتها، فيما هم لمنهج الله كارهون ويبطشون بالدعاة له فيتهمونهم بالإرهاب، ويضيقون على متبعيه فلا يسمحون لهم بالحج إلا لعدد محدود بحجة ضيق المكان وعدم القدرة على تنظيم الأعداد الكبيرة، لكن ما يكشف زيف ادعائهم أنهم يشجعون زيارة غير المؤمنين مهما كان عددهم، ويحرصون على تقديم كل الحفاوة لهم والتسهيلات لقدومهم بدعوى تشجيع السياحة.
فهل صحيح أن المردود المادي للسياحة القائمة على الترفيه أعظم من مردود الحج !؟.
إن القادم للحج أو العمرة يدخر طوال عمره ليوفر المال ليتمكن من أداء الفرائض والسنن التي تسعده أكثر بكثير من متعة السفر والترحال، لأنها تقربه من الله وتطمئنه الى مستقبله في الحياة الأخرى، ووجهته محددة بمكة والمدينة، وليس لأي مكان آخر في العالم، بينما السائح القادم لرؤية الأماكن السياحية وتغيير الجو لديه العديد من الوجهات والبدائل، فيزور ما يشاء بناء على اعتبارات تنافسية كثيرة، وليس محددا بمكان واحد.
إذا فالمنطق يبين أن اهتمام أولي الأمر بتنمية ما يسميه غير المؤمنين بالسياحة الدينية، أنفع كثيرا ماديا لأهل المنطقة، وأجدى اقتصاديا من محاولات جذب السياحة الترفيهية، بكلف باهظة في الدعاية التسويقية وإقامة الأماكن الترفيهية في منطقة غير جاذبة أصلا سياحيا، فلا يقصدها محبو الطبيعة لمناخها وطبيعتها الجغرافية القاسية، ولقلة تنافسيتها السياحية مع باقي بقاع الأرض.
ربما لأجل ذلك جعل الله هذه الطبيعة القاسية لتلك البقعة: طقس حار صيفا وشتاء، وجبال سوداء مقفرة ورمال موحشة لا زرع فيها، ليكف أيدي الغزاة عنها، فلا تغري طامعا ولا تستهوي طالب رزق.
لكن جعل لها البديل المغني عن كل ذلك، أفئدة المؤمنين من كل الأرض تهوي إليها وتتحمل المشاق للوصول إليها، فيجبى إليها من كل الثمرات، وتعج بالمرتادين من الأجناس والقوميات.
وقدوم هؤلاء لا يتطلب كلفة إقامة منتجعات تجذبهم ولا ملاهي تستهويهم ولا مراقص تمتعهم، إنهم يطلبون فقط أن يسمح لهم بالسفر إلاىتلك البقعة المكرمة إرضاء لربهم، وهم مستعدون لتحمل كل الكلف والمشاق.
فهل هنالك نعمة أعظم من هذه النعمة!؟.
لكن المنافقين كعادتهم دائما، ينفقوا أموالهم ليصدوا عن منهج الله، وخياراتهم خاطئة خاسرة، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

داعية: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية (فيديو)

أكد الداعية الإسلامية الدكتورة هبة النجار، أن النبي محمد ﷺ كان يحمل في قلبه حبًا خاصًا لمصر وشعبها، مشيرةً إلى الحديث الشريف الذي وصف فيه جنود مصر بأنهم "خير أجناد الأرض"، لما يتمتعون به من قوة وإخلاص في الدفاع عن أرضهم وعرضهم.

وأوضحت الداعية الإسلامية خلال حلقة برنامج "ربنا بيحبك"، المذاع على قناة الناس، اليوم السبت: "سيدنا محمد ﷺ يحب مصر وجنودها وجيشها، وقال عنهم إنهم خير أجناد الأرض، لأنهم يحافظون على أرضهم وعرضهم، وهذا هو معنى الرباط، الذي ذكره النبي ﷺ في الحديث الشريف: (إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر: ولِمَ ذلك يا رسول الله؟ قال: "لأنهم في رباط إلى يوم القيامة)".

وتابعت: "بشرى سارة من النبي الكريم ﷺ لأهل مصر، بأن الأمة المصرية محروسة بعناية الله تعالى، ومحفوظة بالحفظ والرعاية والحماية من كل سوء ومكر وكيد أو عدوان".

اقرأ أيضاًبحضور وزراء التموين والزراعة والعمل.. افتتاح معرض «أهلاً رمضان» بحى باب الشعرية

محمود توفيق يشارك في دورة مجلس وزراء الداخلية العرب

مقالات مشابهة

  • ما هي المعوذات التي تقرأ قبل النوم؟.. 15 آية تحميك من أذى الجن والشياطين
  • أمريكا وَديمقراطيتُها الزائفة
  • كم عدد الوجبات الغذائية التي يحتاج إليها الطفل؟.. مجدي نزيه يوضح
  • هبة النجار: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية
  • رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارا إلهيا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
  • الشيخ رمضان عبد المعز: تحويل القبلة كان اختبارًا إلهيًا لتمييز المؤمنين عن المنافقين
  • داعية: سيدنا النبي بشر مصر وأهلها بالحفظ والرعاية الإلهية (فيديو)
  • ما هي وحدة "سابير" التي أنقذت إسرائيل من صواريخ إيران؟
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين والتفاوض على الأوطان
  • خطيب الجامع الأزهر: لا نقبل تقسيم قضية فلسطين إلى قضايا متعددة