سواليف:
2024-07-03@22:19:29 GMT

خاطرة

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

#خاطرة د. #هاشم_غرايبه

مع إقبال شهر ذي الحجة، تتعلق قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض بأطهرها وأسماها مرتبة، وهي التي جعلها الله موئلا لبيته الحرام ومهبطا لرسالته الخاتمة التي حوت هديه ودينه ومنهجه، التي أنعم بها على العالمين.
وشاءت حكمته إبقاء ذلك التعلق دائما وأبدا ليتمسك المؤمنون بها ويحافظوا عليها نقية طاهرة من رجس معادي منهجه الكافرين المشركين وحلفائهم المنافقين، لهذا فرض الله الحج.


لو تمعنا في الآية التي فرض الله فيها الحج على المؤمنين: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” [آل عمران:97]، لوجدنا أن الأمر للناس بالحج أقوى من الفرائض الأخرى التي فرضها الله على عباده كالصلاة والصوم، إذ أنها حق لله على الناس جميعا، الذين آمنوا به إلها، من أتباع الرسالات السماوية جميعا، ولم يعلل الله هذا الاستحقاق بصريح العبارة، لكنه أشار إليه عندما قال (ومن كفر) أي جحد بنعمة إيجاد الله البيت الحرام في هذه البقعة المقفرة، فازدانت به وازدهرت، إذ باتت مثابة للناس يأتونها من كل أقطار الأرض، فالكفر هنا كفران: كفر من سكان هذه البقعة بهذه النعمة وأنكار لفضل الله عليهم بذلك، والكفر الآخر بإنكار سكان باقي قاطني الأرض فضل الله عليهم بهدايتهم وارشادهم بهذا الدين.
السؤال هنا كيف لمن أكرمهم الله بهذا الإنعام الذي يُحسدون عليه أن يكفروه؟.
بلى حدث ذلك عندما سادها مشركون، ويمكن ذلك إن سادها من بعد أن طهرها الله من رجسهم منافقون، ممن يتظاهرون بالإيمان لكنهم يخفون في صدورهم النفاق خوفا من الغالبية المؤمنة، فلا يعلنونه بل يدعونه بشكل حرص على خدمة الأماكن المباركة، فيعلون فيها البنيان وينفقون على إعمارها وزخرفتها، فيما هم لمنهج الله كارهون ويبطشون بالدعاة له فيتهمونهم بالإرهاب، ويضيقون على متبعيه فلا يسمحون لهم بالحج إلا لعدد محدود بحجة ضيق المكان وعدم القدرة على تنظيم الأعداد الكبيرة، لكن ما يكشف زيف ادعائهم أنهم يشجعون زيارة غير المؤمنين مهما كان عددهم، ويحرصون على تقديم كل الحفاوة لهم والتسهيلات لقدومهم بدعوى تشجيع السياحة.
فهل صحيح أن المردود المادي للسياحة القائمة على الترفيه أعظم من مردود الحج !؟.
إن القادم للحج أو العمرة يدخر طوال عمره ليوفر المال ليتمكن من أداء الفرائض والسنن التي تسعده أكثر بكثير من متعة السفر والترحال، لأنها تقربه من الله وتطمئنه الى مستقبله في الحياة الأخرى، ووجهته محددة بمكة والمدينة، وليس لأي مكان آخر في العالم، بينما السائح القادم لرؤية الأماكن السياحية وتغيير الجو لديه العديد من الوجهات والبدائل، فيزور ما يشاء بناء على اعتبارات تنافسية كثيرة، وليس محددا بمكان واحد.
إذا فالمنطق يبين أن اهتمام أولي الأمر بتنمية ما يسميه غير المؤمنين بالسياحة الدينية، أنفع كثيرا ماديا لأهل المنطقة، وأجدى اقتصاديا من محاولات جذب السياحة الترفيهية، بكلف باهظة في الدعاية التسويقية وإقامة الأماكن الترفيهية في منطقة غير جاذبة أصلا سياحيا، فلا يقصدها محبو الطبيعة لمناخها وطبيعتها الجغرافية القاسية، ولقلة تنافسيتها السياحية مع باقي بقاع الأرض.
ربما لأجل ذلك جعل الله هذه الطبيعة القاسية لتلك البقعة: طقس حار صيفا وشتاء، وجبال سوداء مقفرة ورمال موحشة لا زرع فيها، ليكف أيدي الغزاة عنها، فلا تغري طامعا ولا تستهوي طالب رزق.
لكن جعل لها البديل المغني عن كل ذلك، أفئدة المؤمنين من كل الأرض تهوي إليها وتتحمل المشاق للوصول إليها، فيجبى إليها من كل الثمرات، وتعج بالمرتادين من الأجناس والقوميات.
وقدوم هؤلاء لا يتطلب كلفة إقامة منتجعات تجذبهم ولا ملاهي تستهويهم ولا مراقص تمتعهم، إنهم يطلبون فقط أن يسمح لهم بالسفر إلاىتلك البقعة المكرمة إرضاء لربهم، وهم مستعدون لتحمل كل الكلف والمشاق.
فهل هنالك نعمة أعظم من هذه النعمة!؟.
لكن المنافقين كعادتهم دائما، ينفقوا أموالهم ليصدوا عن منهج الله، وخياراتهم خاطئة خاسرة، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

معلومات عن كويكبات الفئة الخطرة بعد اكتشاف MK 2024 قرب الأرض

دائمًا ما تثير الكويكبات بأحجامها المختلفة اهتمام العلماء والمستكشفين نظرًا لاقتراب العديد منها من الكوكب الأرضي، وهو ما حدث مؤخرًا، بعد اقتراب كويكب MK 2024 - الذي صنفه العلماء من فئة الكويكبات الخطرة من الأرض على مسافة قريبة.

التقاط صور كويكب MK 2024 

وحسب ما وثق مركز الفلك الدولي، فقد تم نشر صور حصرية لكويكب MK 2024 أثناء مروره بالقرب من الأرض، حيث تم التقاط تلك اللقطات عبر مرصد الختم الفلكي من صحراء أبو ظبي، حيث يعود تاريخ اكتشافه لمنتصف يونيو من العام الجاري.

وظهر الكويكب على هيئة نقاط تتحرك بين النجوم حيث تم رصده على أقرب مسافة بينه وبين الأرض التي بلغت 259 ألف كيلومتر فقط.

ما هي فئة الكويكبات الخطرة؟

بالتزامن مع تصنيف كويكب MK 2024 من كويكبات الفئة الخطرة، نستعرض في التقرير الآتي أبرز المعلومات عنها وفق موقع «cneos» العالمي.

يتم تعريف الكويكبات الخطرة المحتملة «PHAs» حاليًا بناءً على البيانات والمعلومات التي تقيس قدرة الكويكب على الاقتراب بشكل خطير من الأرض، فـ على وجه التحديد، تعتبر جميع الكويكبات التي تبلغ مسافة تقاطع مدار الأرض الأدنى 0.05 وحدة فلكية أو أقل وقدرة مطلقة، بعبارة أخرى هي الكويكبات التي لا يمكنها الاقتراب من الأرض أي أقل من 0.05 وحدة فلكية، وهو ما يعادل حوالي 7480 ألف كم، لذا فإنه تم وصف كويكب MK 2024 بالخطر نظرًا لاقترابه الشديد من الأرض.

 

مقالات مشابهة

  • كنوبس يحذر من نفاذ الإحتياطات في أفق 2027 ويدعو إلى إجراءات استعجالية
  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • بإذن من أمير المؤمنين، المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية الـ 33 يومي 05 و06 يوليوز بالرباط
  • دعاء بالصبر على البلاء من القرآن والسنة.. «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي»
  • معلومات عن كويكبات الفئة الخطرة بعد اكتشاف MK 2024 قرب الأرض
  • التيار الوطني: نناشد المجتمعات التي فر إليها النازحون من سنجة بتقديم السند النفسي لهم
  • دعاء بحسن الخاتمة.. اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
  • «سواعد الخير».. العمل التطوعي في أصدق معانيه
  • أبرز الوجهات التي يفرّ إليها الإسرائيليون منذ بداية الحرب علي غزة
  • رئيس النيابة العامة يعزي جلالة الملك في وفاة والدته للا لطيفة