سواليف:
2025-03-20@20:08:23 GMT

خاطرة

تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT

#خاطرة د. #هاشم_غرايبه

مع إقبال شهر ذي الحجة، تتعلق قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض بأطهرها وأسماها مرتبة، وهي التي جعلها الله موئلا لبيته الحرام ومهبطا لرسالته الخاتمة التي حوت هديه ودينه ومنهجه، التي أنعم بها على العالمين.
وشاءت حكمته إبقاء ذلك التعلق دائما وأبدا ليتمسك المؤمنون بها ويحافظوا عليها نقية طاهرة من رجس معادي منهجه الكافرين المشركين وحلفائهم المنافقين، لهذا فرض الله الحج.


لو تمعنا في الآية التي فرض الله فيها الحج على المؤمنين: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ” [آل عمران:97]، لوجدنا أن الأمر للناس بالحج أقوى من الفرائض الأخرى التي فرضها الله على عباده كالصلاة والصوم، إذ أنها حق لله على الناس جميعا، الذين آمنوا به إلها، من أتباع الرسالات السماوية جميعا، ولم يعلل الله هذا الاستحقاق بصريح العبارة، لكنه أشار إليه عندما قال (ومن كفر) أي جحد بنعمة إيجاد الله البيت الحرام في هذه البقعة المقفرة، فازدانت به وازدهرت، إذ باتت مثابة للناس يأتونها من كل أقطار الأرض، فالكفر هنا كفران: كفر من سكان هذه البقعة بهذه النعمة وأنكار لفضل الله عليهم بذلك، والكفر الآخر بإنكار سكان باقي قاطني الأرض فضل الله عليهم بهدايتهم وارشادهم بهذا الدين.
السؤال هنا كيف لمن أكرمهم الله بهذا الإنعام الذي يُحسدون عليه أن يكفروه؟.
بلى حدث ذلك عندما سادها مشركون، ويمكن ذلك إن سادها من بعد أن طهرها الله من رجسهم منافقون، ممن يتظاهرون بالإيمان لكنهم يخفون في صدورهم النفاق خوفا من الغالبية المؤمنة، فلا يعلنونه بل يدعونه بشكل حرص على خدمة الأماكن المباركة، فيعلون فيها البنيان وينفقون على إعمارها وزخرفتها، فيما هم لمنهج الله كارهون ويبطشون بالدعاة له فيتهمونهم بالإرهاب، ويضيقون على متبعيه فلا يسمحون لهم بالحج إلا لعدد محدود بحجة ضيق المكان وعدم القدرة على تنظيم الأعداد الكبيرة، لكن ما يكشف زيف ادعائهم أنهم يشجعون زيارة غير المؤمنين مهما كان عددهم، ويحرصون على تقديم كل الحفاوة لهم والتسهيلات لقدومهم بدعوى تشجيع السياحة.
فهل صحيح أن المردود المادي للسياحة القائمة على الترفيه أعظم من مردود الحج !؟.
إن القادم للحج أو العمرة يدخر طوال عمره ليوفر المال ليتمكن من أداء الفرائض والسنن التي تسعده أكثر بكثير من متعة السفر والترحال، لأنها تقربه من الله وتطمئنه الى مستقبله في الحياة الأخرى، ووجهته محددة بمكة والمدينة، وليس لأي مكان آخر في العالم، بينما السائح القادم لرؤية الأماكن السياحية وتغيير الجو لديه العديد من الوجهات والبدائل، فيزور ما يشاء بناء على اعتبارات تنافسية كثيرة، وليس محددا بمكان واحد.
إذا فالمنطق يبين أن اهتمام أولي الأمر بتنمية ما يسميه غير المؤمنين بالسياحة الدينية، أنفع كثيرا ماديا لأهل المنطقة، وأجدى اقتصاديا من محاولات جذب السياحة الترفيهية، بكلف باهظة في الدعاية التسويقية وإقامة الأماكن الترفيهية في منطقة غير جاذبة أصلا سياحيا، فلا يقصدها محبو الطبيعة لمناخها وطبيعتها الجغرافية القاسية، ولقلة تنافسيتها السياحية مع باقي بقاع الأرض.
ربما لأجل ذلك جعل الله هذه الطبيعة القاسية لتلك البقعة: طقس حار صيفا وشتاء، وجبال سوداء مقفرة ورمال موحشة لا زرع فيها، ليكف أيدي الغزاة عنها، فلا تغري طامعا ولا تستهوي طالب رزق.
لكن جعل لها البديل المغني عن كل ذلك، أفئدة المؤمنين من كل الأرض تهوي إليها وتتحمل المشاق للوصول إليها، فيجبى إليها من كل الثمرات، وتعج بالمرتادين من الأجناس والقوميات.
وقدوم هؤلاء لا يتطلب كلفة إقامة منتجعات تجذبهم ولا ملاهي تستهويهم ولا مراقص تمتعهم، إنهم يطلبون فقط أن يسمح لهم بالسفر إلاىتلك البقعة المكرمة إرضاء لربهم، وهم مستعدون لتحمل كل الكلف والمشاق.
فهل هنالك نعمة أعظم من هذه النعمة!؟.
لكن المنافقين كعادتهم دائما، ينفقوا أموالهم ليصدوا عن منهج الله، وخياراتهم خاطئة خاسرة، فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي

أكد الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة إرث زايد الإنساني، أن "يوم زايد للعمل الإنساني" مناسبة نستلهم منها القيم الإنسانية الأصيلة التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأسست لاستدامة العطاء الإماراتي وأثره الإيجابي محلياً وعالمياً.

وقال الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، إن تعزيز نهج زايد في العطاء الإنساني مسؤولية وطنية ومبدأ راسخ لدولة الإمارات وشعبها تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل، في سبيل استمرار نهج الإمارات في مد يد العون وترسيخ قيم التعاون والتضامن مع مختلف المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن قيم التعاون والبذل والعطاء التي رسخها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ألهمتنا من خلال تنفيذ الكثير من المبادرات والبرامج الإنسانية التي تقوم على التراحم والتعاون والتكافل وترسخ مبادئ العمل الخيري والتضامن الإنساني.
وأوضح أن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تواصل مسيرتها الإنسانية في مد يد العون إلى الفئات والمجتمعات المحتاجة في جميع مناطق العالم من خلال تضافر جهود الجهات الوطنية كمجلس الشؤون الإنسانية الدولية ومؤسسة إرث زايد الإنساني ووكالة الإمارات للمساعدات الدولية، لضمان إحداث تغييرات إيجابية مستدامة في حياة الفئات المستهدفة.
وأكد أن شعب الإمارات سيظل ينهل من قيم الشيخ زايد ونهجه الخيّر حيث سيبقى إرثه الإنساني منارة توجه مسيرة المساعدات الإماراتية، وتلهمنا لمواصلة أعمال الخير والعطاء وتعزيز قيم التعاضد والإخاء من أجل مستقبل أكثر تضامناً وإشراقاً للإنسانية جمعاء. الإمارات تحتفي غداً الأربعاء بيوم زايد للعمل الإنساني - موقع 24تحيي دولة الإمارات، غداً الأربعاء، "يوم زايد للعمل الإنساني" الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

 

 

 

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية: خلق الحِلْم من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام وحث عليها النبي الكريم
  • الجيش السوداني من الجيوش القليلة في عالم اليوم التي تضم أكفأ الجنرالات وأشجع الجنود
  • شخصيات إسلامية.. أم المؤمنين السيدة ميمونة بنت الحارث
  • ذياب بن محمد بن زايد: نستلهم من "يوم زايد للعمل الإنساني" القيم الإنسانية التي أسست لاستدامة العطاء الإماراتي
  • خالد الجندي: صفات المؤمنين ليست محصورة في6 فقط
  • فضل الله: لاستنفار شامل يحرر الأرض ويسرع الأعمار
  • لقاء بين الجميّل وصدي ركّز على الاشكاليات التي تواجه قطاع الكهرباء
  • ما هي أشهر عبارات التهنئة بعيد الفطر التي يتبادلها الناس؟
  • الولايات المتحدة: الطبيبة التي تم ترحيلها إلى لبنان لديها صور للتعاطف مع حزب الله
  • السعداوي يؤكد للحكيم التزام النقل بإنجاز المشاريع الموكلة إليها