انشقاق يهز أركان “تقدم” ويبعث الأمل في حسم المأزق البرلماني
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
8 يونيو، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تزايدت التوقعات بإمكانية حسم ملف انتخاب رئيس البرلمان العراقي في ظل الانشقاق الذي شهده حزب “تقدم” بزعامة رئيس البرلمان المقال محمد الحلبوسي. حيث أعلن 11 نائبًا وعضوًا في مجالس المحافظات انشقاقهم عن الحزب وتأسيس كتلة “المبادرة”.
ويرى محللون أن اصطفاف المنشقين الجدد مع باقي القوى السنية الأخرى، كحزبي “السيادة” و”حسم”، سيؤدي إلى تغيير موازين القوى لصالح تلك الأحزاب وإقصاء مرشح حزب “تقدم” محمود المشهداني.
وقد رحبت الأحزاب السنية المنافسة بتشكيل الكتلة الجديدة، معتبرة أنها “خطوة لانفراج أزمة رئاسة البرلمان”. كما اعتبر تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم أن الانشقاق “سيسرع انتخاب رئيس للبرلمان”.
في المقابل، يرى البعض أن الانشقاق قد يكون مجرد مناورة سياسية من الحلبوسي نفسه، ولن يغير من المعادلة شيئًا.
وتكشف الانشقاقات داخل كتلة “تقدم” حجم الخلافات والصراع الداخلي على منصب رئيس مجلس النواب العراقي. حيث يسعى محمد الحلبوسي، رئيس البرلمان المقال، إلى الاستمرار في منصبه، في حين يرشح حزبه محمود المشهداني لنفس المنصب.
وتعتبر رئاسة البرلمان العراقي منصبًا مهمًا للقوى السياسية السنية، حيث تتنافس عليها عدة أحزاب وكتل برلمانية، مثل “تقدم” و”السيادة” و”حسم” و”عزم”. ويحظى الحلبوسي بدعم من تحالف “الإطار التنسيقي” الحاكم، في حين تلقى القوى السنية الأخرى دعمًا من كتل سياسية أخرى.
يأتي الصراع على خلفية الأزمة السياسية الطويلة في العراق والفشل في تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات البرلمانية في أكتوبر 2021. حيث لم يتم انتخاب رئيس للبرلمان حتى الآن، مما أعاق عملية تشكيل الحكومة.
وينص الدستور العراقي والنظام الداخلي لمجلس النواب على أن المرشح لرئاسة النواب يجب أن يحصل على النصف زائد واحد من أصوات النواب ليصبح رئيسًا للمجلس، ولم لم يتمكن أي مرشح حتى الآن من تحقيق هذا الحاجز.
وعلى مدى خمس جلسات برلمانية وثلاث عمليات تصويت، أخفق البرلمان العراقي في اختيار رئيس جديد له، بعد إقالة القضاء رئيسه السابق محمد الحلبوسي في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني العام الماضي، إثر إدانته بالتزوير والتلاعب بمحاضر رسمية.
وتتكدس مشاريع قوانين مهمة منذ أشهر طويلة في مكتب رئاسة البرلمان العراقي بانتظار إقرارها، مثل قانون العفو العام، وقانون حق الحصول على المعلومات والتظاهر، وقانون الجرائم الإلكترونية، وقانون مكافحة العنف الأسري وحماية المرأة، إلى جانب ترقب وصول قانون الموازنة المالية لهذا العام.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: البرلمان العراقی رئیس ا
إقرأ أيضاً:
انقسام الاقليم: أزمة “حسابي” تفتح الباب أمام تشكيل حكومتين منفصلتين
3 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: حكومة إقليم كردستان تواجه تحديات غير مسبوقة في محاولتها لتطبيق مشروع “حسابي”، وهو مشروع يهدف إلى توطين رواتب موظفي القطاع العام بطريقة تضمن الشفافية والحد من الفساد المالي.
المشروع الذي يدعمه الحزب الديمقراطي الكردستاني يتعرض لمحاولات عرقلة مستمرة من أطراف مختلفة، وعلى رأسها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
وقد جاءت هذه العرقلة ضمن سياق صراع أوسع بين الحزبين، ما يهدد بتعطيل العمل الحكومي بشكل عام وربما يصل إلى مرحلة الانقسام الإداري بين أجزاء الإقليم.
وأفادت تحليلات أن الحكومة الكردية لم تكتفِ باتهام المعارضين بل اتخذت خطوات تصعيدية واضحة.
وفي جلسة استثنائية لمجلس وزراء الإقليم، صدرت توجيهات رسمية لرئاسة الادعاء العام ووزارتي الداخلية والمالية باتخاذ إجراءات قانونية وإدارية بحق أي فرد أو جهة تعرقل تنفيذ المشروع.
أحد المسؤولين المقربين من الحكومة أشار قائلاً: “لا يمكننا السماح للضغوط السياسية بتقويض مشروع يخدم مصلحة شعبنا.”
وفي مداخلة أخرى، ذكر مصدر مطلع أن حزب الاتحاد الوطني يمارس ضغوطاً في السليمانية وحلبجة، حيث تعمل المصارف في تلك المناطق على تعطيل تنفيذ المشروع بشكل ممنهج.
وأضاف المصدر: “الموظفون في هذه المحافظات يواجهون عقبات قانونية وميدانية تمنعهم من أداء واجباتهم، في إشارة واضحة إلى محاولات الهيمنة السياسية على القرار الاقتصادي.”
وفي هذا الإطار، يتصاعد التوتر بين الحزبين الرئيسيين، إذ اتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الاتحاد الوطني باستغلال قضية “حسابي” كورقة ضغط لتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم.
وذكرت آراء محللين أن هذه العرقلة تمثل انعكاساً لسياسة اللعب بالنار، التي قد تؤدي في النهاية إلى تفاقم الأزمة السياسية في الإقليم، حيث قال أحد المراقبين: “الخلافات الحالية تنذر بإمكانية انقسام الإقليم إلى إدارتين منفصلتين، ما قد يعيد سيناريوهات سابقة من الشلل الإداري والحكومي.”
من جانبه، أكد أحد أعضاء الحزب الديمقراطي أن مشروع “حسابي” ليس مجرد خطوة اقتصادية بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتطوير القطاع المالي والحد من الاعتماد على أنظمة قديمة.
وذكر قائلاً: “نحن مصممون على المضي قدماً في هذا المشروع، والجهات التي تسعى لعرقلته لن تفلح في إيقاف عجلة التقدم.”
بينما يرى معارضون للمشروع، من بينهم انصار للاتحاد الوطني، أن توطين الرواتب يحمل مخاطر تتعلق بفقدان السيطرة الإدارية وتوزيع السلطة المالية بين الأحزاب.
وقال محمد عبد الله على منصة اكس: “المشروع يستهدف تجريدنا من أدواتنا السياسية والمالية، ولن نقبل بذلك مهما كانت العواقب.”
ومع تصاعد التوترات، هناك مخاوف من أن يؤدي هذا الصراع إلى مرحلة غير مسبوقة من الاستقطاب قد تشهد توقفاً كاملاً في العملية السياسية وتعطيل تشكيل الحكومة الجديدة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts