القطاع الفضائي الخاص.. محور جديد للتنافس بين الصين وأميركا
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
يشكل الإنجاز غير المسبوق في العالم الذي حققته الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع الفائتة والمتمثل بجمع مسبارها عينات من الجانب البعيد من القمر، مؤشراً إلى التقدم الكبير الذي حققته في المجال الفضائي الدولة الآسيوية التي تأمل أن تصبح شركاتها الخاصة قادرة على منافسة "سبيس إكس" الأميركية المملوكة لإيلون ماسك.
ولا شك في أنّ الشركات الناشئة الصينية متأخرة جداً عن الشركات الأميركية العملاقة من أمثال "سبيس إكس" التي نفذت الخميس الرحلة التجريبية الرابعة لصاروخها "ستارشيب" الأكبر في العالم.
لكنّ الفارق بين الجهتين آخذ في التقلّص، لأن الصين تدعم بشكل نشط راهناً قطاعها الفضائي الخاص، وتسمح له بتعزيز قدراته، على ما يؤكد خبراء في تقرير لوكالة فرانس برس.
ويقول المتخصص في البرنامج الفضائي الصيني تشين لان، في حديث إلى وكالة فرانس برس "في غضون خمس سنوات، ستبدأ سبيس إكس باستشعار الضغط".
ويوضح أن "الوضع الحالي في سوق السيارات الكهربائية قد يتكرر في قطاع الفضاء"، في إشارة إلى شركة "تسلا" المملوكة أيضاً لإيلون ماسك والتي تفوّقت عليها من حيث المبيعات أخيراً منافستها الصينية "بي واي دي" BYD.
ويرى أن "الأسد" الكبير "سبيس إكس" قد يضطر كما حصل مع "تسلا"، إلى مواجهة "قطيع من الذئاب" متمثلة في الشركات الصينية الخاصة.
وفتحت الصين قطاعها الفضائي أمام رؤوس الأموال الخاصة في نهاية عام 2014. ومُذّاك، سارعت مئات الشركات نحو هذا المجال.
وعلى سبيل المثال، أطلقت شركة "غالاكتيك إنرجي" الخميس صاروخها "سيريس 1" محمّلاً بثلاثة أقمار اصطناعية إلى المدار، وهي واخدة ليس إلاّ من عشرات عمليات الإطلاق المماثلة المرتقبة خلال هذا العام في الصين.
ويقول مؤسس شركة "أوربيتال غيتواي كونسالتينغ" بلين كورسيو "إنّ قطاع الفضاء التجاري الصيني مدهش من حيث الحجم والعمق".
ويشير إلى أن "سبيس إكس في حال بقيت متقدمة بفارق كبير" عن القادة الرئيسيين في القطاع الخاص الصيني، "فيُحتمل أن تكون الصين متقدمة" بين الشركات الثانوية.
وتمتلك الصين محطة فضائية، كما سبق أن أنزلت مركبات على القمر والمريخ، في حين تخطط لإرسال رحلات مأهولة إلى القمر بحلول عام 2030 وإلى المريخ بحلول 2033.
ونجحت الدولة الآسيوية الأحد في سحب عينات من الجانب البعيد للقمر، وهو إنجاز غير مسبوق عالمياً. ويُرتقب أن يعود المسبار الذي أنجز هذه المهمة إلى الأرض في نهاية حزيران.
ويصب القطاع الخاص الصيني حالياً اهتمامه على إطلاق أقمار اصطناعية في المدار.
وتتمتع الشركات الصينية بقدرة كبيرة في ما يتعلق بعمليات الإطلاق، وهو أمر ضروري لتمكين المشاريع الحكومية من إنشاء مجموعات ضخمة من الأقمار الاصطناعية، على ما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية (CCTV) في أبريل.
وتبتكر الصين شبكتين من هذا النوع هما "غوانغ" و"جي 60 ستارلينك". ويُفترض أن تضم الأولى 13 ألف قمر اصطناعي والثانية 12 ألفاً.
ويصل عدد الأقمار الاصطناعية الصينية الموجودة راهناً في المدار إلى مئات الآلاف.
وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون المركزية الصينية إلى أنّ سرعة نشر الأقمار الاصطناعية مسألة مهمة جداً، لأن المشاريع الصينية تواجه منافسة من دول أخرى وقيوداً تتعلق بعدد المركبات الفضائية في المدار والترددات المتاحة.
فصواريخ "فالكون 9" من شركة "سبيس إكس" تُستخدم حالياً من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، فيما تغطي كوكبة الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" عشرات البلدان.
ويشكل الفضاء موضوع تنافس حاد بين واشنطن وبكين، إذ تتهم كل منهما الأخرى بالرغبة في إخفاء أهداف عسكرية وراء تطوير هذا المجال.
وكان مسؤول أميركي سابق قال أخيراً إن العقد المقبل سيكون "الأكثر أهمية" في التاريخ من ناحية المنافسة مع الصين في المجال الفضائي.
وقال "يجب ألا نسمح بالخسارة".
ويشير كورسيو إلى "روابط وثيقة" بين الدولة والشركات الخاصة في الصين، لأن عدداً كبيراً من هذه الشركات أسسها موظفون سابقون في وكالات رسمية أو باحثون في معاهد حكومية.
ويؤكد أن العلاقة لم تكن دائماً بسيطة "لأن الدولة مترددة في التخلي عن احتكارها" لهذا القطاع، كما أن لنطاق عمل الشركات الخاصة حدوداً.
لكن خلال اجتماع لكبار القادة الصينيين في ديسمبر، دعا هؤلاء إلى "تنمية" قطاع الفضاء الخاص، واصفين اياه بـ"الاستراتيجي".
ونفذت شركات تجارية صينية ما مجموعه 26 عملية إطلاق في العام 2023، بحسب وسائل إعلام رسمية، من بينها العملية التي نفذها صاروخ Zhuque-2 من تصميم شركة "لاند سبايس" الخاصة، وهو أول صاروخ في العالم يصل إلى المدار بمحركات تعمل بالميثان السائل، وهي تكنولوجيا واعدة تساعد على خفض التكاليف.
ويشير تشن لان إلى أن "الخطوة الكبيرة التالية" للشركات الصينية الخاصة "ستكون تصميم صاروخ من نوع فالكون 9 (مثل سبيس إكس) وإتقان تقنية إعادة استخدام الطبقة الأولى" من الصاروخ.
ويتوقع أنّ يحقق عدد كبير من الشركات هذين الهدفين خلال السنة الجارية.
ومن المنتظر أن ينفّذ القطاع الخاص سنة 2024 نحو 30 من قرابة مئة عملية إطلاق مخطط لها في الصين.
وعلى سبيل المقارنة، نفذت "سبايس اكس" خلال السنة الفائتة 98 من أصل 109 عمليات إطلاق أميركية، بحسب عالم الفيزياء الفلكية جوناثان ماكدويل، مما يؤكد التفوق الأميركي في هذا القطاع خلال المرحلة الراهنة.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الأقمار الاصطناعیة سبیس إکس
إقرأ أيضاً:
قرار جمهورى بالموافقة على اتفاق قرض بـ 131 مليون دولار لتنمية القطاع الخاص
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار رقم 383 لسنة 2024 بشأن الموافقة على اتفاق القرض المقدم من بنك التنمية الإفريقى للمساهمة فى تمويل المرحلة الأولى من برنامج دعم تنمية القطاع الخاص والتنوع الاقتصادى فى إطار دعم الموازنة العامة للدولة بمبلغ 131 مليون دولار أمريكى
ونشر القرار اليوم في الجريدة الرسمية العدد رقم 11 اصلى .
في سياق آخر اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، مع كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وشريف فتحي، وزير السياحة والآثار، وطارق مخلوف، العضو المنتدب بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ومحمد السعدي، عضو مجلس إدارة الشركة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الاجتماع تناول الترتيبات والنواحي التنظيمية المتعلقة بالاحتفالية المقررة لإفتتاح المتحف المصري الكبير في شهر يوليو 2025، حيث اطّلع الرئيس على التصورات المقترحة لكيفية تحقيق مستهدفات الإحتفالية، وتم إستعراض الفعاليات التي ستقام في الأيام التي سوف تجرى فيها الإحتفالية، بحيث يتم إستغلالها بالشكل الأمثل في إطار جهود تطوير منظومة السياحة المصرية ككل، وإبراز إسهامات الحضارة المصرية ودورها المحوري على مر التاريخ في بناء الإرث الحضاري العالمي، ومضاعفة أعداد السائحين الزائرين لمصر بما يتناسب مع المقومات الطبيعية والحضارية التي تمتلكها الدولة.