"نيويورك تايمز": إجراء بايدن بشأن الهجرة "صفقة صعبة المنال" للناخبين في ولاية أريزونا الحدودية
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية، اليوم "السبت"،أن الإجراء الأخير الذي اتخذه الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الهجرة يعد بمثابة صفقة صعبة المنال يهدف بها جذب أصوات الناخبين في ولاية أريزونا الأمريكية الحدودية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية - في سياق تقرير أوردته عبر موقعها الإلكتروني -أن الجمهوريين والديمقراطيين نظروا على حد سواء في مقاطعة كوتشيس بولاية أريزونا الأمريكية لأمر بايدن التنفيذي بعين الشك؛ حيث يسمح الأمر التنفيذي الذي صدر بعد طول انتظار بالتصدي لطالبي اللجوء والمهاجرين عندما يصل عددهم إلى 2500 مهاجر غير شرعي يوميا.
وبموجب أمر بايدن التنفيذي، ستتمكن السلطات الأمريكية من ترحيل المهاجرين الذين عبروا إلى الولايات المتحدة من دون الوثائق المطلوبة،كما سيسمح لطالبي اللجوء بالدخول مجددًا ما أن يتراجع العدد اليومي لطالبي اللجوء إلى 1500 شخص.
ووعد مشروع القانون بتأمين المزيد من التمويل الفيدرالي لمساعدة رؤساء البلديات المحلية وقادة المجتمع على إيواء المهاجرين وحافلاتهم بعد مرورهم من الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وفقا لما أوردته "نيويورك تايمز".
وبحسب الصحيفة الأمريكية،فإن رد الفعل بمقاطعة كوتشيس الأمريكية يظهر حجم الازعاج السياسي الذي تسببه أزمة الحدود بالنسبة للرئيس الأمريكي بايدن فضلا عن التحديات المقبلة التي سيواجهها أثناء حملة إعادة الانتخاب في نوفمبر المقبل، الا أن تحول بايدن بشأن الهجرة يسمح له بمعالجة نقطة ضعف سياسية كبيرة حيث يرى المزيد من الناخبين الأمريكيين الآن أن الوضع على الحدود الجنوبية للبلاد يمثل مشكلة.
وأشارت إلى أن رد فعل سكان ولاية أريزونا التي تعد ضمن ساحات المعارك السياسية الحاسمة مختلط؛ حيث أشاد البعض بقرارات بايدن لمحاولته على الأقل معالجة مخاوفهم، بينما ظل كثيرون متشككين في مدى تأثير هذه القرارات أو حجم التزام بايدن بإصلاح القضايا الأساسية التي يعانون منها لسنوات.
فيما يرى مسئولو حملة بايدن أن هذا الإجراء ليس سوى جزء واحد من بين العديد من الجهود المبذولة لمعالجة مشكلة مستعصية رفض الجمهوريون المساعدة في حلها،وبينما يهدف الأمر للحد من العبور غير القانوني،فإنه يتضمن استثناءات لبعض المهاجرين مثل الأطفال غير المصحوبين بذويهم،وضحايا الاتجار بالبشر،كما سعت مبادرات أخرى لإدارة بايدن إلى تسريع معالجة قضايا الهجرة وزيادة المسارات القانونية إلى البلاد وتحسين الجهود المبذولة لمعالجة عمليات تهريب البشر.
ويرى بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين أن الخطوة الأخيرة كانت حكيمة من الناحية الاستراتيجية والسياسية، مجادلين بأن ذلك يمكن أن يساعد في تخفيف الأداة السياسية الضاربة التي استخدمها الجمهوريون ضد المهاجرين، كما أنها ستسمح لبايدن والمرشحين الديمقراطيين الضعفاء في الولايات المتأرجحة بخوض الانتخابات وفي حقيبتهم إجراءات لقضية طالما استعصت عليهم، وهى الهجرة.
وحذر بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين واللاتينيي الأصل من أن بايدن سيتعين عليه الآن العمل بجدية أكبر لإظهار التناقض بينه وبين ترامب بشأن الهجرة، وقالوا إن تحركات بايدن للظهور أكثر صرامة في التنفيذ قد تساعد في تحييد القضية في نظر الناخبين ذوي الميول اليسارية والمستقلين في ولايات الغرب الأوسط البعيدة عن الحدود الجنوبية مثل ويسكونسن وميشيجان.
وأضافت (نيويورك تايمز) أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ساعد في إحباط الإقتراح حتى أعرب بعض أشد منتقدي بايدن عن إصابتهم بخيبة أمل؛ حيث أعلن ترامب الخميس الماضي خلال لقاء انتخابي عزمه إلغاء أوامر بايدن، المتعلقة بتشديد القيود على الهجرة غير النظامية.
يذكر أن استطلاعات الرأي السابقة أظهرت أن المزيد من الأمريكيين يميلون إلى الثقة في قدرة ترامب على التعامل مع أزمة الهجرة أكثر من الثقة في الرئيس الأمريكي الحالي بايدن.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نيويورك تايمز بايدن الناخبين نیویورک تایمز بشأن الهجرة
إقرأ أيضاً:
ذكاء اصطناعي بلا ضوابط.. أثار جدلاً أخلاقياً وقلقاً دولياً:»نيويورك تايمز«: إسرائيل حوّلت حرب غزة إلى مختبر للذكاء الاصطناعي
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن تل أبيب أجرت اختبارات واسعة النطاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، ما أثار جدلا أخلاقيا وتحذيرات دولية من تبعات استخدام هذه التكنولوجيا في الحروب.
وأفادت الصحيفة، في تحقيق موسع نشرته مؤخراً بأن كيان الاحتلال استخدم أنظمة متقدمة لتحديد المواقع، والتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، ضمن عملياته العسكرية التي تصاعدت منذ أواخر عام 2023م. وأوضحت أن هذه الاختبارات شملت أدوات لم يسبق تجربتها في ساحات القتال، مما أثار قلقًا واسعًا بشأن الأضرار المحتملة على المدنيين.
ووفقًا لثلاثة مسؤولين من كيان الاحتلال والولايات المتحدة مطلعين، بدأت التجارب بمحاولة اغتيال القيادي في حركة حماس إبراهيم البياري، حيث استعان كيان الاحتلال بأداة صوتية تعتمد على الذكاء الاصطناعي طورتها الوحدة 8200، لتحديد موقعه التقريبي من خلال تحليل مكالماته.
وبحسب منظمة «إيروورز» البريطانية، أسفرت الغارة على البياري، في 31 أكتوبر، عن استشهاده إلى جانب أكثر من 125 مدنيًا.
واستمر كيان الاحتلال، خلال الأشهر التالية، في تسريع دمج الذكاء الاصطناعي في عملياته، بما شمل تطوير برامج للتعرف على الوجوه المشوهة، واختيار أهداف الغارات الجوية تلقائيًا، ونموذج لغوي ضخم يحلل المنشورات والمراسلات العربية بلهجات مختلفة.
كما أدخل نظام مراقبة بصري يستخدم عند الحواجز لفحص وجوه الفلسطينيين.
وأكد مسؤولون أن غالبية هذه التقنيات طُورت في مركز يعرف باسم «الاستوديو»، الذي يجمع خبراء من الوحدة 8200 بجنود احتياط يعملون في شركات كبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا.
وأثارت هذه الابتكارات مخاوف من أخطاء قد تؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو استهداف مدنيين، إذ حذرت هاداس لوربر، خبيرة الذكاء الاصطناعي والمديرة السابقة بمجلس الأمن القومي لكيان الاحتلال، من أن غياب الضوابط الصارمة قد يقود إلى «عواقب وخيمة».
من جهته، قال أفيف شابيرا، مؤسس شركة XTEND المتخصصة بالطائرات المسيّرة، إن قدرات الذكاء الاصطناعي تطورت لتتعرف على الكيانات وليس فقط صور الأهداف، لكنه شدد على ضرورة التوازن بين الكفاءة والاعتبارات الأخلاقية.
ومن بين المشاريع البارزة، تطوير نموذج لغوي ضخم لتحليل اللهجات العربية ومراقبة المزاج العام، ساعد في تقييم ردود الأفعال بعد اغتيال زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله في سبتمبر 2024. ومع ذلك، واجهت هذه التكنولوجيا بعض الأخطاء في فهم المصطلحات العامية.
ورفضت شركات ميتا ومايكروسوفت التعليق على التقارير، بينما أكدت غوغل أن موظفيها لا يؤدون مهاماً مرتبطة بالشركة خلال خدمتهم العسكرية. من جهته، رفض جيش كيان الاحتلال التعليق على تفاصيل البرامج، مكتفيًا بالتأكيد على الالتزام بالاستخدام “القانوني والمسؤول” لتكنولوجيا البيانات.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن استخدام الصراعات كحقول تجارب للتقنيات العسكرية ليس جديدًا بالنسبة لكيان الاحتلال، لكنها لفتت إلى أن حجم وسرعة توظيف الذكاء الاصطناعي في حرب 2023 – 2024م غير مسبوقين. وحذّر مسؤولون أمريكيون وأوروبيون من أن هذه الممارسات قد تشكل نموذجًا خطيرًا لحروب المستقبل، حيث يمكن أن تؤدي أخطاء الخوارزميات إلى كوارث إنسانية وفقدان الشرعية العسكرية.