الاقتصاد نيوز - متابعة

عززت دولة الإمارات، مكانتها الرائدة مركزاً عالمياً للتكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي من خلال عقد الشراكات الدولية في مجال صناعة أشباه الموصلات المتقدمة، كونها ركيزة أساسية في صناعة المستقبل القائم على الابتكار والإبداع، بحسب ما جاء في تقرير لوكالة أنباء الإمارات "وام"، السبت.

وأدركت الإمارات مبكرا أهمية الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات المتقدمة من خلال تعزيز استثماراتها الخارجية في هذا القطاع الحيوي؛ إذ أسست "مبادلة" شركة "غلوبل فاوندريز" في العام 2009 وهي إحدى أكبر الشركات العالمية الرائدة في تصنيع أشباه الموصلات ومدرجة في سوق ناسداك للأوراق المالية "ناسداك" بالولايات المتحدة الأميركية.

وتسهم دولة الإمارات في تلبية الطلب العالمي على أشباه الموصلات المتقدمة والمعقدة، عن طريق تسريع استثماراتها حول العالم في هذا القطاع الإستراتيجي وعقد الشراكات مع كبريات شركات التقنية العالمية بهدف تحقيق التوازن بين العرض والطلب لا سيما في الأسواق التي تشهد نموا سريعا.

وتعد أشباه الموصلات الجزء الأساسي والأهم للعديد من التقنيات التي تعتمد عليها المجتمعات في حياتها اليومية بما في ذلك الرقائق المستخدمة في أجهزة الهواتف الذكية وشاشات العرض والأجهزة الذكية وكذلك السيارات والصناعة المتقدمة والروبوتات والتكنولوجيا المستخدمة في المدارس والمستشفيات وغيرها من صناعات المستقبل.

واكتسبت رقائق أشباه الموصلات المتقدمة أهمية كبيرة في الوقت الراهن لتصبح من أهم الموارد الحيوية التي لا غنى للمجتمعات الحديثة عنها.

ويعد تأسيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في أبوظبي، شركة "إم جي إكس" للاستثمار التكنولوجي حافزا جديدا لتمكين وتطوير وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة بهدف تحسين حياة الأجيال الحالية والمستقبلية؛ إذ تركز الإستراتيجية الاستثمارية للشركة على ثلاثة مجالات رئيسية هي : البنية التحتية للذكاء الاصطناعي "بما في ذلك مراكز البيانات والتواصل"؛ وأشباه الموصلات "بما في ذلك تصميم وتصنيع وحدات الذاكرة والعمليات المنطقية"؛ والتقنيات والتطبيقات الأساسية للذكاء الاصطناعي" بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي، والبرمجيات، والبيانات، وعلوم الحياة، والروبوتات".

وتعمل "إم جي إكس" على تطوير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة بهدف بناء مستقبل تقوم فيه التكنولوجيا بدور كبير في خدمة الإنسانية وتعزيز مستوى الرفاهية والاستدامة والتواصل بين دول العالم، بما يعزز مكانة الإمارات كمركز استقطاب للمستثمرين ورواد الأعمال والموهوبين في مجال التكنولوجيا.

وتمتلك كلٌ من شركة مبادلة للاستثمار و"جي 42"، قاعدة استثمارية قوية وواسعة النطاق في القطاعات بالغة الحيوية وتعد "جي 42" شركة عالمية رائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتعمل في مجالات الحوسبة السحابية ومراكز البيانات المتقدمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المتخصصة، بدءاً من الخدمات المالية إلى المدن الذكية.

وتُعد "مبادلة" مستثمراً مهماً لعب دوراً تحولياً في مسيرة شركة "ايه إم دي"، كما أسست شركة" غلوبال فاوندريز"؛ إحدى الشركات الرائدة على مستوى العالم في مجال تصنيع أشباه الموصلات، فضلا عن كونها مستثمرا رائدا في مجال البرمجيات وعلوم الحياة والتجارة الجديدة.

وأعلنت "غلوبل فاوندريز"، في وقت سابق عن خطط لتوسعة حضورها العالمي بإنشاء مصنع جديد في سنغافورة، يقدر حجم الاستثمار فيه بأكثر من 15 مليار درهم، ويقام بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري وبإسهامات من بعض عملاء الشركة.

وتعد "غلوبل فاوندريز" مزوداً موثوقاً لأكثر من 250 عميلاً حول العالم، وتقوم بالتعاون مع هؤلاء العملاء والحكومات، باستثمارات من أجل توسعة نشاطها الصناعي في العالم.

ويشهد الطلب العالمي على رقائق أشباه الموصلات نمواً غير مسبوق، ومن المتوقع أن تتضاعف مبيعاتها على مستوى العالم؛ إذ أعلنت جمعية صناعة أشباه الموصلات "SIA" مطلع شهر مايو الماضي أن قيمة إجمالي المبيعات العالمية من هذه الرقائق بلغت 137.7 مليار دولار خلال الربع الأول من عام 2024 بزيادة قدرها 15.2 بالمئة مقارنة بالربع الأول من عام 2023 ولكن أقل بنسبة 5.7 بالمئة من الربع الرابع لعام 2023.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الذکاء الاصطناعی بما فی ذلک فی مجال

إقرأ أيضاً:

«الحوسبة اللغوية».. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي

أبوظبي/ وام
تنفذ مؤسسات التعليم العالي في الدولة مبادرات مبتكرة في مجال حوسبة اللغات الطبيعية، لاسيما اللغة العربية واستثمار الذكاء الاصطناعي لإطلاق مجموعة من النماذج اللغوية العالمية المتطورة التي يمكن استخدامها في عدة مجالات.
ويبرز معهد النماذج التأسيسية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كإحدى أهم الجهات التي فتحت آفاقاً جديدة في مجال أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتعزيز الحوسبة اللغوية.
وتم إطلاق المعهد في عام 2023 ليكون مركزاً يتيح لكبار العلماء والمهندسين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير نماذج واسعة النطاق.
وجاء إطلاق نموذج «جيس»، النموذج اللغوي الكبير للغة العربية الأعلى جودة على مستوى العالم، نتيجة للتعاون بين «إنسبشن» مركز الذكاء الاصطناعي التابع لمجموعة «G42»، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في بحوث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وشركة «سيريبراس سيستمز».
ويستند نموذج «جيس» الذي تم إطلاقه عام 2023 إلى 13 مليار مؤشر، وتم تدريبه على مجموعة بيانات مطورة تضم 395 مليار رمز باللغتين العربية والإنجليزية، ويتيح لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية فرصة مهمة لاستكشاف القدرات الكامنة للذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأطلقت الجامعة، إلى جانب هذا النموذج، نماذج لغوية في العديد من اللغات الطبيعية الأخرى.
بدورها أبرمت جامعة نيويورك أبوظبي شراكة مع مركز أبوظبي للغة العربية العام الماضي لتطوير منصّة رقمية لتقييم سهولة القراءة بالعربية باستخدام التعلم الآلي ومن خلال توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي، وجرى وفق هذه الشراكة تطوير مجموعة تقييم القراءة العربية المتوازنة «BAREC».
وقال البروفيسور بريسلاف ناكوف، رئيس قسم معالجة اللغة الطبيعية في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات «وام»: إن الجامعة نجحت في تطوير العديد من النماذج اللغوية المهمة بالتعاون مع شركائها، ومن أبرزها النموذج اللغوي الكبير «جيس» النموذج اللغوي الأكبر والأعلى جودة على مستوى العالم في مجال اللغة العربية، حيث نجح في إحداث تحولات جذرية في مجال معالجة اللغة العربية، وأسهم في تعزيز إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي باللغة العربية لأكثر من 400 مليون متحدث باللغة العربية حول العالم.
وأشار إلى نماذج أخرى تم تطويرها مثل «ناندا» وهو نموذج لغوي كبير مفتوح المصدر ويُعد الأكثر تطوّراً في العالم للّغة الهندية، ونموذج «K2-65B» الجديد وهو نموذج لغوي رائد مفتوح المصدر يستند إلى 65 مليار مُعامِل ويوفر نهجاً محتملاً لتوثيق ودراسة دورة الحياة الكاملة للنماذج اللغوية الكبيرة، بما في ذلك جميع تفاصيل عملية الاستنساخ.
وقال البروفيسور بريسلاف ناكوف الذي ترأس اللجنة المحلية لمؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي الذي عقد مؤخراً في أبوظبي: إن دولة الإمارات تُعد مركزاً عالمياً رائداً للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث استضافت مؤخراً وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط مؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي بنسخته الحادية والثلاثين الذي يعد الأكبر على مستوى العالم في مجال الحوسبة اللغوية، واستقطب مشاركون من مختلف أنحاء العالم.
من جانبه قال البروفيسور نزار حبش، مدير مختبر الأساليب الحاسوبية في نمذجة اللغة بجامعة نيويورك أبوظبي ومسؤول المدرسة الشتوية لحوسبة اللغة العربية، في تصريح لـ «وام»: إن مؤتمر اللغويات الحاسوبية الدولي كان من أهم الفعاليات التي استضافتها الدولة في مجال معالجة اللغات الطبيعية والحوسبة اللغوية.
وأوضح أن المعالجة الآلية للغات أو حوسبة اللغات تحظى باهتمام كبير في مؤسسات التعليم العالي، مشيراً إلى أن جامعة نيويورك أبوظبي تضم مختبر الأساليب الحاسوبية في نمذجة اللغة الذي نجح على مدار عشر سنوات في تنفيذ العديد من المبادرات والمشاريع المبتكرة في مجال حوسبة اللغة العربية، ومنها مشروع «BAREC» الذي تم تنفيذه بالتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، حيث يستند إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في تصنيف المستويات القرائية للنصوص العربية.
وأشار البروفيسور حبش إلى أن المدرسة الشتوية لحوسبة اللغة العربية استقطبت نحو 100 طالب خلال الدورة الحالية ممن خاضوا على مدار يومين رحلة تعليمية متميزة عززت مهاراتهم في مجال الحوسبة اللغوية، وأسهمت في تعزيز تبادل المعرفة والخبرات في مجال معالجة اللغات الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • رئيس الأكاديمية المالية : الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل سوق المواهب العالمية
  • أوبن إيه آي تتهم شركة ديب سيك الصينية بسرقة نماذجها للذكاء الاصطناعي
  • وزير الأوقاف يبحث التعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم في الذكاء الاصطناعي
  • مناقشة أثر الذكاء الاصطناعي في الاستدامة
  • فرنسا تتصدر أوروبا بـ 751 شركة ناشئة في الذكاء الاصطناعي
  • طحنون بن زايد: الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي يعزز مكانة الإمارات
  • المشاط: الذكاء الاصطناعي يُعيد صياغة نماذج النمو الاقتصادي والتنمية على مستوى العالم
  • الحوسبة اللغوية.. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي
  • «الحوسبة اللغوية».. مبادرات جامعية مبتكرة ركيزتها الذكاء الاصطناعي
  • ترامب: إطلاق الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek إنذار لصناعة التكنولوجيا الأمريكية