تعرضت مواقع قوات الدعم السريع وسط أم درمان وجنوبها لقصف مدفعي مكثف، في حين حذرت الأمم المتحدة من احتمال تعرض السودان لأزمة مجاعة واسعة النطاق، مستنكرة استهداف المدنيين في دارفور.

وأفاد مراسل الجزيرة بتعرض مواقع قوات الدعم السريع وسط أم درمان وجنوبها لقصف مدفعي مكثف من منطقة "كرري" العسكرية (شمالي أم درمان).

وكان مصدر في الجيش السوداني قال أمس للجزيرة إن قوات العمل الخاص التابعة لمنطقة أم درمان العسكرية نفذت هجوما على ما سماها مخابئ المليشيا المتمردة داخل منازل المواطنين، وأسفر عن مقتل 23 من قوات الدعم السريع، فضلا عن الاستيلاء على عدد من المركبات المقاتلة، وفق المصدر.

وحذرت قوات الدعم السريع من نشوب حرب أهلية بين مكونات شرق السودان، وقالت إن ملامح هذه الحرب بدأت بتسليح بعض القبائل، مما يعد خطرا على النسيج الاجتماعي.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تدور اشتباكات عنيفة بين القوتين في العاصمة الخرطوم ومناطق عدة في دارفور وكردفان، مما أسفر عن سقوط نحو 3 آلاف قتيل، وفق إحصاءات غير رسمية، كما تشرد نحو 3 ملايين سوداني، إذ عبَر الآلاف منهم الحدود إلى دول الجوار، في حين نزح البقية داخليا.

ومع احتدام المواجهات، يتسابق الطرفان للسيطرة على المواقع العسكرية الإستراتيجية الموزعة بين مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري).

ويتبادل الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.

فرحان حق: أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة (الجزيرة) تحذيرات وقلق إنساني

وفي الشأن الإنساني، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة بسبب الصراع المستمر.

من جهتها، عبرت البعثة الأممية في السودان (يونيتامس) عن قلقها البالغ إزاء التأثيرات الخطيرة للقتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني على المدنيين في إقليم دارفور.

واستنكرت البعثة -في بيان- التقارير التي تشير إلى منع المدنيين من المغادرة نحو المناطق الآمنة، الأمر الذي أدى إلى وقوع ضحايا، وفق البيان.

واتهمت البعثة -في بيانها- قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها بالاستهداف العشوائي للسكان المدنيين والمرافق العامة غربي إقليم دارفور.

أوضاع صعبة تعيشها أغلب مخيمات النزوح في دارفور (الأناضول)

وقال فولكر بيرتس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان إن البعثة توثق جميع الجرائم والتجاوزات لحقوق الإنسان التي ترتكبها جميع الأطراف، داعيا الجانبين إلى الامتثال لالتزاماتهم بموجب القانون الدولي الإنساني من أجل سلامة وضمان وحماية جميع المدنيين.

وشدد فولكر على جهوزية البعثة والتزامها بدعم وتسهيل الجهود المبذولة نحو حل سلمي للنزاع في جميع أنحاء السودان.

"يعانون من رعب"

بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إن "العنف المتصاعد الذي تمارسه قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في إقليم دارفور يتسبب في موت ودمار لا يوصفان".

وأشارت المنظمة -في أول تقرير لها عن السودان منذ اندلاع الأزمة- إلى أن المدنيين يعانون من رعب، ودعت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى وضع حد لاستهداف المدنيين، وضمان المرور الآمن لأولئك الذين يبحثون عن الأمان.

وطالبت المنظمة مجلس حقوق الإنسان بإنشاء آلية لمحاسبة مرتكبي الجرائم، مشددة على أن الإفلات من العقاب يشجع على اقتراف مزيد من الجرائم بحق المدنيين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع أم درمان

إقرأ أيضاً:

«محامو الطوارئ»: الدعم السريع تنفذ مداهمات وتحاصر المدنيين في شرق الخرطوم

مجموعة محامو الطوارئ، طالبت بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات الدعم السريع في شرق الخرطوم، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء.

الخرطوم: التغيير

اتهم ناشطون حقوقيون، قوات الدعم السريع بتنفيذ مداهمات واسعة لمنازل المدنيين وفرض حصار خانق وارتكاب انتهاكات بحق المواطنين في مناطق شرق العاصمة السودانية الخرطوم.

ومنذ سبتمبر الماضي تصاعدت حدة المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على مناطق واسعة في الخرطوم والخرطوم بحري عقب اندلاع الحرب بينهما منتصف ابريل 2023م، ومع إعلان الجيش التقدم في مناطق الولاية المختلفة، توالت الشكاوى من تزايد انتهاكات الدعم السريع وتضييقها على المدنيين.

وقالت مجموعة محامو الطوارئ- حقوقية مستقلة- في بيان، إن قوات الدعم السريع نفذت خلال الأسبوع الماضي مداهمات واسعة لمنازل المدنيين في حي بري اللاماب، تخللتها أعمال قتل ونهب وترويع.

وأضافت أن المداهمات أسفرت عن مقتل ستة مدنيين وإصابة آخرين، إضافة إلى الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وتخريبها.

وتابعت: “كما قتلت القوات سيدة ومتطوعًا في حي الجريف غرب، في استمرار لاستهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني”.

وأوضح البيان أنه بالتوازي مع هذه الجرائم، واصلت قوات الدعم السريع فرض حصار خانق على أحياء شرق الخرطوم، خاصة البراري وامتداد ناصر، حيث تمنع المدنيين من الخروج، وسط انقطاع الاتصالات ونقص حاد في الغذاء والدواء.

وأكد أن ذلك أدى إلى وفاة عدة أطفال خلال الأسبوع الماضي بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية.

ونبهت المجموعة إلى أن هذه الممارسات تمثل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949 ونظام روما الأساسي، حيث تشمل القتل العمد، التهجير القسري، والحرمان المتعمد من الغذاء والمساعدات. كما تنتهك المادة (54) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، التي تحظر تجويع السكان كأسلوب من أساليب الحرب.

وأدانت المجموعة بأشد العبارات هذه الجرائم، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنها، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال الغذاء والدواء للمدنيين المحاصرين.

الوسومالجيش الخرطوم الدعم السريع السودان ام درمان امتداد ناصر بحري بري جرائم حرب حرب 15 ابريل 2023م مجموعة محامو الطوارئ

مقالات مشابهة

  • «محامو الطوارئ»: الدعم السريع تنفذ مداهمات وتحاصر المدنيين في شرق الخرطوم
  • الجيش السوداني يتقدم بالفاشر والدعم السريع يقتل 8 مدنيين بالخرطوم
  • هل دخل السودان عصر الميليشيات؟
  • ستة قتلى في قصف قوات الدعم السريع لمدينة استراتيجية  
  • البرهان: نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • الجزيرة نت تكشف آخر مناطق سيطرة الدعم السريع بالخرطوم
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • البرهان: الجيش السوداني عازم على تحرير البلاد والقضاء على الدعم السريع  
  • السودان: مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة “الدعم السريع”